Written by: "admin"

«بتكحلهــا عمتهــا»

ياسمين خلف لا يمكن إنكار النية الحسنة لوزارة الأشغال والإسكان عندما أرادت تطوير بعض القرى، وتزيين بعض مداخلها بالطوب زالأملحس، ولا يمكن التغاضي عن هذه الخطوة التي تحسب لها، ولكن وكما يقول المثل العامي زبتكحلها عمتهاس، فأرادت تعديل بعض المداخل فتسببت بمشكلة أكبر عما كانت عليه، والأهالي بطبيعة الحالي هم من يدفع الثمن، والثمن غالي في أغلب الأحيان ويأتي على أعصابهم إن لم تطل أموالهم.
فالمفترقات في القرى وبعد أن كانت تسمح بمرور سيارتين زدخول وخروجس أصبحت لا تسمح إلا بمرور سيارة واحدة، لا نعترض يا جماعة على تنظيم حركة السير والتي من المفترض أن تسهم في حماية قائدي المركبات بل وحتى المشاة، ولكن ما تسببه هذا التغيير أدى إلى خلق ازدحام في القرى، ناهيك عن خلق بل وتفخيم مشكلة قلة مواقف السيارات التي يعاني منها سكان القرى أصلا، مما يضطر الواحد منهم للسير لمسافات طويلة ليصل لمنزله، زوالله يساعده إذا كان محملا بأكياس تصل أوزانها بالكيلوات أو كانت أماً تحمل طفلها النائم، والمشكلة الأدهى والأمر أن المداخل وبعد عمليات التجميل زالتي طالتها وتسبب في ضيقها لم تعد قادرة على استيعاب حجم السيارات الكبيرة، وهذا ما رأيته بأم عيني عندما أشتعل منزل وهرعت له سيارة المطافي التي كابد سائقها كي يدخل لموقع المنزل، رغم سهولة الوصول إليه سابقا.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر تسببت عمليات الصيانة والتعديل وإمدادات المجاري في تلف بعض السيارات من كثرة الحفريات القائمة على قدم وساق، زاللهم لا حسد، البحرين كلها يبغون يغيرونها مرة وحدةس فالمدة الزمنية لهذه الإنشاءات طالت وتجاوزت الأشهر، وسأم الناس منها، فالغبار الناتج عنها يوحي للمار بينها وكأنه في وطيس معركة لا بين بيوت في القرى، حتى غسيل السيارات لم يعد له معنى مع كثرة الغبار الذي يغطي السيارات يوميا، وكالعادة المواطن هو من يدفع الضريبة فيحتاج إلى ميزانية أخرى لغسل سيارته فبدلا من أن يغسلها كل زيوم وتركس يضطر إلى غسلها يوميا، هذا أن سلمت من الحجارة المتطايرة أو الخدوش الناتجة عن الاحتكاكات بين السيارات نتيجة الزحمة، ناهيك عن الغبار الذي يدخل البيوت ويهلك أهلها في تنظيفها، ويتغير لون الطلاء لكثرة ما يتعرض له من تلوث بالغبار والدخان. بعض أهالي القرى تضرروا بشكل آخر أخطرها زواللي ستر عليهمز حوادث سقوط أطفال في الحفر، ولولا عناية الله والتمكن من انتشالهم من قبل الأهالي لفجعت أهالي بفلذات أكبادها، كما أن البعض الآخر تضررت تجارتهم لوجود الحفريات أمام مداخل محلاتهم، زويمشون بوزهمز من التعويض لو فكروا فيه، فيا وزارة أرحمي من في القرى وشدي حيلك وأنتهي من تلك العمليات قبل أن ينتهي عمر الأهالي من التأفف والسأم من الحال.

لا يمكن إنكار النية الحسنة لوزارة الأشغال والإسكان عندما أرادت تطوير بعض القرى، وتزيين بعض مداخلها بالطوب زالأملحس، ولا...

إقرأ المزيد »

سلام الله على السعودية

ياسمين خلف
أن يواجه جسر الملك فهد ازدحاما غير مشهود ليصل عدد المسافرين في اليوم الواحد نحو 70 ألف شخص، حتى لتستنفر إدارة المؤسسة العامة للجسر طاقاتها لتطبق خطة عاجلة قصيرة المدى، وأن تضاعف الطاقة الاستيعابية لجميع مناطق الإجراءات بواقع 70 في المئة للوصول إلى 17 مسارا بدلا من 10 مسارات لمناطق الجوازات، يعني أننا أمام عدد من الأسئلة التي من بينها يطل وجه لا يمكن إنكاره، ألا وهو ان عدداً كبيراً من البحرينيين ينزحون يومياً إلى أراضي المملكة العربية السعودية ويعودون أدراجهم إلى البحرين مع حلول الليل، وغالبيتهم يرفع شعار ‘’مجبر أخاك لا بطل’’.
فهاهم زرافات يتوجهون للسعودية في الشهر الفضيل للتزود ‘’بماجلة’’ البيت، فالأسعار التي لم ترحم الفقير، ولم تفرق بين ذاك العامل البسيط في القطاع الخاص وذاك المسؤول الكبير في القطاع العام، أخذت تنهش في الراتب نهشا لا يعرف الرحمة، مما جعل البحرينيون اليوم غير الأمس، فيتكبدون عناء السفر ‘’وإن كان قصيراً نسبياً’’ لتوفير احتياجات المنزل، إحداهن قالت ‘’سلام الله على السعودية كلشي فيها رخيص، تصوري شراب الفيمتو سعر ثلاث غراش يوازي غرشة وحدة في البحرين والجبن الحجم العائلي فرق السعر يصل إلى نحو دينار واحد’’. قالتها وهي تبتسم كمن حصلت على مصباح علاء الدين وتحققت لها أمنيتها في توفير احتياجاتها ضمن حدود موازنة المنزل التي لا ترقى حتى لأن يطلق عليها موازنة وهي التي لا تتعدى كم مئة دينار هي في الأساسي راتبها وراتب زوجها.
والأمر لا يتوقف عن حدود ‘’الماجلة’’ فأسعار الملابس والحقائب والأحذية هي الأخرى تنافس الأسعار في البحرين بدرجة كبيرة، هذا إذ ما كانت ذات النوعية، أما إذا كانت من نوعية أخرى فهي إلى جانب أسعارها الأقل فهي أفضل جودة وأكثر تنوعا، مما تجعل الألوف من البحرينيين يفضلون الأسواق السعودية عن البحرينية التي ستواجه كما يبدو في السنوات القليلة المقبلة ركودا وكسادا، إذ أن الأمر ذاته يدفع بـ ‘’البحرينيين’’ إلى السفر إلى بعض الدول الخليجية المجاورة ولاسيما الكويت.
كما ولا ننسى أن أعداد أخرى من البحرينيين ينزحون يوميا إلى السعودية بحثا عن لقمة العيش، فالكثير منهم فضل السفر اليومي وعناءه عن البقاء في وحل البطالة، ولا يقتصر الأمر على محدودي التعليم فقط فهناك من يحمل الشهادات الجامعية ويعمل في الغربة من بينهم أطباء ومدرسون، فبعد كل ذلك ونستغرب من الأعداد المهولة التي تقطع جسر الملك فهد يوميا!.

أن يواجه جسر الملك فهد ازدحاما غير مشهود ليصل عدد المسافرين في اليوم الواحد نحو 70 ألف شخص، حتى لتستنفر إدارة المؤسسة ال...

إقرأ المزيد »

أم لثمانية أطفال ولاتزال «عزباء»

ياسمين خلف
أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي لاتزال في ريعان شبابها ولم تتزوج بعد، ولا يملك كل من سيعرفها إلا أن يحترمها بالمثل، ولكنها في المقابل لا تحتاج منا جميعا الاحترام فقط، وإنما هي في أمس الحاجة إلى يد تعينها على مصاريف الجامعة التي عجزت وأهلها عن تسديد رسومها.
حكايتها بدأت وهي في الحادية والعشرين من عمرها عندما فجعت وأهلها بأخيها وزوجته وأبنهما ذي الثلاث سنوات في حادث مروري بشع بعد خروجهم من المركز الصحي في طريقهم إلى المنزل، تاركين لها ثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثاني الابتدائي وأصغرهم لم يتعدَ العام والتسعة أشهر من عمره، فيما كان أوسطهم لتوه قد أنهى الروضة، وكان ذلك في العام 2002، ولم تجد حينها وهي طالبة الأحياء في جامعة البحرين إلا أن تحتضن هؤلاء الأطفال لتكون الأم قبل أن تكون العمة، فتسبب لها ذلك في انخفاض معدلها الجامعي وكانت النتيجة الطرد والفصل من الجامعة.
بعدها بعامين فقط فجعت العائلة ذاتها بوفاة زوجة الأخ وكأن المصائب لا يحلو لها أن تأتي فرادا فتفضل أن تكون بالجملة، فخلفت المرحومة وراءها هذه المرة خمسة أطفال، أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي وأصغرهم لم يتعد الأربعة أشهر، نعم الأربعة أشهر، مما يعني أن المسؤولية كبيرة جدا، حيث زادت بحمل 5 أطفال إضافة إلى 3 أطفال آخرين، وكلهم يتامى وبحاجة إلى صدر أم حنون، فكانت هي من يمتلك الحنان الذي عوضهم عن حنان الأم وربما أعطتهم ما لم تكن لتعطيه إياه أمهاتهم لو قدر لهن العيش وطول العمر.
اليوم هي في السابعة والعشرين من عمرها، وهدفها الذي لم يغب عن بالها رغم المسؤولية العظيمة التي حملتها على عاتقها هو إكمال دراستها الجامعية، ولأنها فصلت فصلا تاما من جامعة البحرين، لم تجد غير الاتجاه نحو الجامعة الخاصة بمصاريفها التي لا ترحم ‘’فقير القوم’’ فكلفة السنة الدراسية تصل إلى نحو 0441 دينارا، بواقع 027 دينارا في كل فصل دراسي، ورغم تقسيط المبلغ من قبل الجامعة الخاصة التي تحمل اسما قديما للبحرين، إلا أنها لا تقوى على دفع كلفها، كيف تدفعها وهي عاطلة وأبوها شيخ كبير لا يزيد دخله عن 001 دينار كراتب تقاعدي.
لا حيلة لها اليوم غير أن تستجدي من يملك القدرة على إعانتها، بعد أن يئست من إرسال طلبها إلى الديوان الملكي، وبعد أن عجزت عن الحصول على عمل بدوام جزئي لارتباطها بالدراسة. تقول إنها تتمنى لو تحصل على من يتبناها دراسيا كإحدى الشركات أو البنوك أو من قبل وجهاء وأغنياء المملكة، أو حتى أن يتكفل أحدهم بدفع المصروفات إلى أن تتخرج كدين أو قرض تسدده متى ما حصلت على عمل بعد إنهائها للدراسة التي بقي عليها ثلاث سنوات، هل من معين لهذه الأم التي ربت 8 أيتام وهي ‘’عزباء’’؟.

أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي لاتزال في ريعان شبابها ولم تتزوج بعد، ولا يملك كل من...

إقرأ المزيد »

جنة بلا «نساء» ما تنداس

ياسمين خلف
رائع هو مشروع المدينة المائية الجديد في العرين، والأروع اختيار الاسم ‘’جنة دلمون المفقودة’’ فهي حقا جنة بالنسبة للمشروعات العائلية في البحرين ومفقودة منذ زمن، بعد انتقال العيون الطبيعية إلى رحمة الله، ناهيك عن موقعها البعيد وغير الواضح لسالكي الطريق مما يجعل منها حقا مفقودة لمن يرتادها للمرة الأولى.
ومن وجهة نظري أن المشروع قد تأخر كثيرا، أولا لحاجة البحرين لمثل هذه المشروعات رحمة ورأفة بالناس وخصوصا لمن لا يقوى على تحمل مصاريف السفر في فصل الصيف، ولأنه تأخر في الافتتاح والذي جرى في الثالث من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، أي قبل يوم واحد من بدء العام الدراسي الجديد، وكان من الأجدى أن يكون بعد انتهاء الدراسة مباشرة ليس فقط لصالح الناس وإنما حتى لصالح أصحاب المشروع الذين سيجنون حقا أرباحا طائلة لتزامنها مع موسم الإجازة وانتعاش السياحة.
وأعتقد أن الكثيرات من بني جنسي يؤيدن اقتراح أن يكون أحد أيام الأسبوع مخصصا للنساء، وهو حق لابد من الالتفات إليه في دولة إسلامية محافظة، حيث لا يمكن لهن ارتياد المسابح بالملابس المخصصة للسباحة ‘’بالمايوهات’’ والتي تظهر أكثر مما تخفي، وإن كان البعض وهن نزر بسيط جدا يوافقن ولا يجدن ضير في ذلك فإن الغالبية العظمى ستفضل أن تبقى تشاهد أطفالها أو أقاربها الرجال وهم يسبحون ويستمتعون وفي عيونهن ‘’الحسرة’’ والرغبة في المشاركة التي لا يمكن تحقيقها في مكان عام يعج بالرجال، مما سيجعل منها جنة بلا نساء وكما في الأمثال فإنها لن تداس.
وعلى الجانب الآخر فإن رسوم الدخول والتي تصل إلى 12 دينارا للكبار وكما أعتقد 8 دنانير للصغار فإنها وإن كانت مناسبة نسبيا لمشروع جديد أنفقت عليه الملايين، فانه ليس بكذلك بالنسبة للمستوى المعيشي في البحرين وأجور مواطنيها، فعائلة واحدة لا يتعدى عدد أفرادها الأربعة أطفال وزوجين وخادمة ستكلفهم الرسوم ما لا يقل عن 76 دينارا إذا ما افترضنا أن اثنين من الأبناء بالغان والاخران من فئة الأطفال ناهيك عن المصاريف الأخرى من أكل ولوازم سباحة وأمور أخرى سوف تعرض في السوق الملحقة ‘’بالجنة’’ والتي لا نتمنى أن تكون نار دلمون الجديدة على المواطن البحريني.

رائع هو مشروع المدينة المائية الجديد في العرين، والأروع اختيار الاسم ‘’جنة دلمون المفقودة’’ فهي حقا جنة بالنسبة للمشروعا...

إقرأ المزيد »

غرف الولادة في السلمانية

ياسمين خلف هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأكثر قربا لأصعب آلام وأعنفها التي يمكن أن تمر بحياة المرأة، فهل هناك أصعب من خروج الروح من الروح كما قال الرسول الأعظم؟ وإن كانت عملية الولادة هي الأسهل بالنسبة للأطباء وخصوصا إذا ما كانت طبيعية، فالجهد الأكبر تتحمله المرأة لا الطبيب أو طبيبة الولادة.. هكذا دائما يردد المختصون.
لم أمر بهذه التجربة بعد، ولكني قاسمت آلامها أخواتي وأعز صديقاتي، ودخلت غرف الاستعداد للولادة وهي تلك التي تبقى بها الأم تنازع آلام المخاض حتى تقترب من دقائق الولادة الفعلية، وللشهادة هي مجهزة بكافة المعدات والأجهزة الطبية ومرفقة بحاضنة للأطفال، بعدها تنقل الأم إلى غرفة الولادة وهناك تواجه الموت بحد تعبير النساء، ومن هناك أيضا لي وجهة نظر.
كما هو موجود في لائحة قوانين مجمع السلمانية الطبي فإن من المسموح لزوج المرأة أو أمها فقط الدخول لغرفة الولادة لمؤازرة الأم الجديدة، ومع احترامي للقانون وواضعيه فإن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر أو على الأقل المرونة في التعامل معه، بحيث يسمح لكل مريضة أن يرافقها شخص واحد أو اثنان بموافقتها، فللظروف أحكام كما يقال، ومن تلك الظروف مثلا والتي عايشتها فعليا قبل عام خلال ولادة أختي الأخيرة أن الشخصين المخولين بالدخول عليها لا يتمكنان من ذلك، أولا لأن زوجها لا يحتمل مثل هذا الموقف وأغلب الرجال كذلك، وثانيا أن والدتنا حينها متوفاة قبلها بثلاثة أشهر فقط ولكم تصور الوضع كيف كان مؤلما بأن تكون وحيدة خلال أصعب لحظات تمر بها أي امرأة، في الوقت الذي يرافق النساء الباقيات أمهاتهن، أليس من الممكن أن تكون إحدى أخواتها بجنبها في ظل غياب الأم؟ لا نطالب أبدا باختراق القوانين ولكن نطالب بالمرونة فيها دون المساس بالمبدأ، والذي لا نختلف عليه بأن لا تزدحم غرف الولادة بالأقرباء.
ورغم ما قد أذكره يثير الإحراج إلا أنني أجد نفسي في موقع المسؤولية التي تحتم علي أن ألفت النظر إلى أن النساء غالبا ما يشكون من عدم احترام خصوصيتهن أثناء الولادة، فالوضع لا يتطلب التفسير أو الإيضاح، ولكن من غير المعقول أن طبيبة أو ممرضة تلو الأخرى تأتي للكشف على المرأة، والأدهى والأمر إن جاء ‘’جروب’’ الأطباء المتدربين ليعاينوا حالات الولادة عن قرب! أليس من الممكن تخصيص واحدة أو اثنتين لكل حالة ولادة؟ طبعا وزارة الصحة سترد وتقول من غير الممكن، ولكنه تساءل نتمنى أن يرقى إلى أن يكون اقتراحا يوما.. ما من يدري؟ ناهيك عن أن الكثيرات يشكون من سوء المعاملة من البعض، وليس الكل طبعا، ‘’فلو خليت خربت’’، لدرجة أن بعض الموظفين في غرف الولادة يشتمن ويصرخن على المرأة وهي التي تواجه الموت من شدة الآم، أتلام في مثل هذه الساعات الحرجة أن صرخت المرأة من شدة الألم أو دفعت بيدها الممرضة؟ ما نعرفه أنهن ملائكة الرحمة، ونتمنى أن يبقى هذا المصطلح كذلك دون تشويه.

هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأكثر قربا لأصعب آلام وأعنفها التي يمكن أن تمر بح...

إقرأ المزيد »

ونعم التربية والله

ياسمين خلف أم لها من الأولاد ما يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، متعلمة ويقال إنها مثقفة ومتدينة، ولكن إن خالطتها وعرفتها عن قرب وأتيت إلى تصرفاتها وقيمتها ستحسبها جاهلة ولا علاقة لها بأبجديات التربية والأخلاق التي تتشدق بها بالكلام وأفعالها تناقضها، فكيف لأم أن تزرع الأخلاق في أبنائها وهي تفتقر لها؟!، وكيف نطالب الأبناء بالتحلي بالأخلاق والتي أقلها معاملة الناس بالحسنى، وآباؤهم يحتاجون إلى من يعلمهم إياها، فتجدهم يترفعون على عباد الله ‘’حتى السلام على رسول الله ما يقولونها’’ ولسانهم لا ينفك عن غيبة علان أو النميمة على فلتان.
لا جدال أن التربية من أصعب المهام، وعليها تقوم أمم وتنهار أخرى ‘’إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا’’ فليس الفخر بالتكاثر، فحتى القطط تنجب، ولكن الفخر بتربية أبناء يشار لهم بالبنان ويدعو لهم الناس القاصي منهم والداني بالخير، ويدعون لآبائهم الذين أحسنوا تربيتهم، لا أن تجد الناس يدعون عليهم وعلى الأرحام التي احتوتهم.
ومن غير الإنصاف أن نقول إن للمستوى التعليمي للآباء دور في التربية، وأقسم بالله أن في سنوات عمري الماضية وجدت عددا ليس باليسير من المتعلمين والمثقفين الذين يخجل المرء من تصرفاتهم وتصرفات أبنائهم، وتتساءل بينك وبين نفسك عن البيئة التي نشأوا عليها وتربوا فيها وعن الآباء التي ربتهم، وفي المقابل وجدت من يستحق أن تنحني له احتراما وهو الذي رباه أبوان يجهلان حتى فك الخط ومدرستهم كانت الحياة والتجربة، وهي طبعا ليست بقاعدة فهناك العكس بالعكس، واعتبار الأمر قاعدة ظلم ننأى عنه، وبيني وبينكم فإن هناك من الأبناء من تكون التربية ‘’خسارة فيهم’’ ومهما بذل الآباء في تربيتهم ستجدهم يعيثون في الأرض فسادا.
رجوعا إلى الأم السالفة الذكر فمن إحدى تصرفاتها التي من المفترض أن تخجل منها وهي الجدة، أنها تجري وراء مصلحتها ‘’مصلحجية يعني بالعامية’’ فأنت الحبيب عندما تكون لها عندك حاجة فتسلم عليك على بعد ميل، ولا تعرفك إن لم تكن لها عندك منفعة وتتهرب منك وتنتظر منك السلام وإلا فلا سلام ولا كلام، وكل ذلك غرسته في أبنائها وبناتها الذين باتوا معروفين بذات الخصلة، قالها
الإخوان المصريون ‘’إإلب القدر على تمها تطلع البنت لمها’’ أي أن البنت نسخة أمها في الأخلاق، فابنتها كذلك، والمضحك المبكي أن الأم صادف أنها كذبت على صديقاتها، وتعذرت عن لقائها اليومي بهن بأنها مشغولة كي لا تخبرهم بأنها تجهز ابنتها في الخارج لزواجها ‘’كذابة بعد’’، وبالمصادفها رأتها إحدى صديقاتها في ذات البلد، فحاولت التهرب إلا أنها لم تفلح وبدلا من أن تحث أبنتها ‘’الراشدة’’ من إلقاء السلام، تغمز لها بالابتعاد كي لا تراها صديقتها، كما لو كانت فتاة مراهقة تجهل أدبيات الأخلاق البسيطة، ولا يعرفون أن من أساء فقد أساء لنفسه، وبقى أن أقول إنه ونعم التربية والله!

أم لها من الأولاد ما يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، متعلمة ويقال إنها مثقفة ومتدينة، ولكن إن خالطتها وعرفتها عن قرب وأت...

إقرأ المزيد »

أتركوهم «ينعقون»

ياسمين خلف ما الذي يريده الناس من مراقبة غيرهم؟ يتدخلون فيما لا يعنيهم، فإن لم تتزوج الفتاة مثلا سألوها عن سبب تأجيلها لمشروع الزواج، وما أن تعقد قرانها حتى سألوها عن موعد الزفاف، ولتخرس الألسن تستعجل في الزواج على حساب نفسها وعلى حساب شريك حياتها، فتدخل في دوامة لكي تجهز نفسها وعشها الزوجي، ومع كل ذلك لا تجد للناس غاية تدرك، ففي ليلة الزفاف يدعون لها بالبنين والبنات، ليبدأوا في قصة جديدة، متى ستنجبين؟ ولماذا تؤجلين مشروع الإنجاب وكأنهم هم من سيتولى عملية تربيتهم، ورغم كل ذلك تسعى لأن تكون أما بأسرع وقت ممكن كي لا تبدأ الألسن في حياكة الأقاويل بأنها امرأة عاقر ‘’وإلا لماذا لم تنجب وقد مرت أشهر على زواجها’’، والقصة لم تنتهِ، فما أن تلد طفلها الأول حتى يعودوا في ‘’النعيق’’ متى إن شاء الله ‘’تجيبين له أختاً أو أخاً’’ وهكذا دواليك، والساذجة ولا أريد أن أقول ‘’الغبية’’ من تجري وراء إشباع غاية الناس التي لم ولن يدركها بشر.
تماما كما جاء في قصص التراث عندما حاول رجل وابنه إرضاء الناس الذين بدأوا في الكلام عندما وجدوا الأب يمتطي الحمار والابن يمشي، فقالوا بأنه أب قاس وأنه لا يحنو على ابنه الضعيف، وعندما امتطى الابن الحمار وقاده الأب تهامسوا بأنه ابن عاق يركب الحمار ويترك أباه يمشي، فما كان منهما إلا أن يركبا الحمار معا، ورغم كل ذلك لم يخرسوا الألسن التي قالت إنهما لا يرحمان الحيوان المسكين وتنبؤوا لهما بالعذاب المهين من الخالق العظيم، فلم يجد الأب وابنه من وسيلة بعدها غير أن يحملا الحمار على ظهريهما ومع كل ذلك الألسن لم تكف عن القول إنهما مجنونان وأن عملهما لم يأتِ به بشر قبلهما.
للأسف هذه العادة السيئة مستشرية في مجتمعنا كالمرض الخبيث، فالكل يراقب الكل، فلان مسافر فلانة ما سوت عرس، فلانة انتقلت بيت جديد وما كملت تأثيث، فلان بخيل وعنده فلوس ويسوق سيارة كحيانة ‘’قديمة’’ فتجدهم ينصبون أنفسهم قضاة يقررون ويصدرون الأحكام على حياة غيرهم، وكأن الله قد خلق لهم ألسنا مهمتها فقط أن فلانا سوى وعلانة ما سوت، وكم من فتن اشتعلت بسبب هذه العادة الذميمة حتى قضت على علاقات الناس وأكثرها سوءا تلك التي تتسبب في قطع الأرحام وخلق الفتنة بين الأقارب، والفتنة أشد من القتل يا جماعة الخير.
* من أسرة تحرير ‘’الوقت’’

ما الذي يريده الناس من مراقبة غيرهم؟ يتدخلون فيما لا يعنيهم، فإن لم تتزوج الفتاة مثلا سألوها عن سبب تأجيلها لمشروع الزوا...

إقرأ المزيد »

الإخــوة الأعـــداء

ياسمين خلف هل تساوي بضعة أملاك أن يخسر الإنسان أهله؟ بعواطفنا وبالمنطق أيضا سنقول لا وألف لا، فالأموال تذهب وتأتي ولكن الإنسان لن يستطيع أن يحصل على أخ أو أخت بعد أن يموت والداه أو أحدهما، وسيقول البعض أيضا بأن الفلوس ”وسخ” دنيا، يجب أن لا نترك لها المجال لتخلق الحرب على أعز وأقرب الناس إلينا، وسنقول وسنقول ولكن الواقع يقول أشياء أخرى يقول إن الأخ قد يقتل أخاه لبضعة دنانير، ويقول إن الأخت قد تنسى يوما أنها كانت يوما في رحم واحد مع أختها وأخيها، وتتذكر فقط الأموال التي تعمي قلبها، وسنرى الأخ يسرق مال أخيه ويطرد أخته من المنزل إذا ما أغرت الأموال عينيه بل وأعمته، متناسيا عقاب الله.
هذا ما تخلفه الورثة للأبناء، يتناحرون حتى تصل بهم العداوة إلى المحاكم ويتوارث أبناؤهم الحقد لأجيال، سل القضاة عن عدد القضايا في المحاكم وسلهم عن العداوة التي خلقتها بين الإخوة والأخوات، حتى غدوا بين ليلة وضحاها ألد الأعداء بعد أن كانوا أشقاء، لأجل ماذا لأجل أملاك أو أموال لا تدوم، فلو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم، قف قليلا على بعض البيوت المهجورة القديمة منها والجديدة وستجد أن من ورائها ورثة لم يصلوا إلى اتفاق يرضيهم فبقيت هكذا كالوقف الذي لا يمكن الاستفادة منه، وإن التفتَّ حولك قليلا رأيت أن فلاناً ذا المال والجاه لم يتعب في بناء أسطورته وإنما حصل عليها من ورثة أبيه وبعد أن ”أكل” مال أخته وأخيه، فكيف للمال والأملاك أن تنسي الإنسان من كان يوما شقيقه؟ لا عجب والله جل جلاله يقول ”وتحبون المال حبا جما وتأكلون التراث أكلا لما” صدق الله العلي العظيم.
هناك من الآباء من أراد أن يكفي أبناءه شر القتال على الأموال، ليحفظ لهم حقوقهم من جهة وليبقيهم أحباء من جهة أخرى، فآثروا تقسيم ثروتهم من أموال وأملاك في حياتهم، وإن كانت هذه الطريقة تجدي عند البعض إلا أنها ليست كذلك عند البعض الآخر الذي همه أن يكون الأكثر مالا، فإما أنه يستغل جهل إخوانه في إدارة الأموال ويأكل حقهم بوجود أبيهم، وإما أن يهضم حق أبيه فيأخذ ماله وينساه، بل إن البعض منهم تجده يستعجل حصوله على ورثته من أبيه وكأنه يدعو عليه بالموت، فلا تردعه حقوق والده عليه فيرفع قضية للحجر على أمواله ليمنعه من التصرف فيها حتى وإن كان ذلك بالادعاء بأنه وصل إلى مرحلة الخرف ولا يستطيع عندها التصرف المتزن في أمواله، عجبي من أناس ”يتذابحون” على أموال هي في الأساس لم يتعبوا فيها ولم تأت من جهدهم ولا من عرق جبينهم، والتي ما هي إلا هدية يقدمها لهم آباؤهم بعد أن تغمض أعينهم ويتوسدون التربة وكأنهم لا يرون أن من سبقهم إليها لم يأخذوا منها شيئا سوى أعمالهم.
* من اسرة تحرير ”الوقت”

هل تساوي بضعة أملاك أن يخسر الإنسان أهله؟ بعواطفنا وبالمنطق أيضا سنقول لا وألف لا، فالأموال تذهب وتأتي ولكن الإنسان لن ي...

إقرأ المزيد »

شروط على بنت «الحسب والنسب»

ياسمين خلف عجبي من الرجل الشرقي، ولنقل الخليجي عموماً والبحريني خصوصاً، أن قرار الزواج وإكمال نصف دينه ووقعت عينه على الأجنبية لا يفكر سوى بالزواج منها من دون أي اعتبار لأخلاقها وسلوكياتها ومن أية بيئة تنحدر، وطبعاً لا يهمه نسبها ولا حسبها ولا فصلها، بل تجده يخضع لأسلوب حياتها ويحترم ما تعودت عليه طوال عمرها، ولكن إذا ما قرر الزواج من بنت من بنات جنسيته تجده لا يتوانى من وضع الشروط التي تبدأ من الشكل الخارجي وطريقة اللبس (يعني إذا بحرينية لازم متحجبة وإذا أجنبية كيفها ما يقدر يجبرها على ارتدائه «محمد في دينه وعيسى في دينه»)؛ ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب فتجده يدقق في نسبها وفصلها وحسبها، وكما تقول صديقتي إن من المتعارف عليه في منطقتها أن أهل المعرس يرجعون إلى أصل الفتاة من سابع جد باعتبار أن العرق دساس، ويمكن أن تكون سلالتها طيبة إذا ما كان أصلها طيب، وإن كان أصلها خبيثاً وكانت جدتها السابعة ليست بالمرأة «الكفو» غضوا الطرف عنها وبدأوا في البحث عن عروس أخرى أجدادها «ما عليهم غبار».
من حق الزوج أن يختار من يشاء ومن أرض الله الواسعة التي يختار، وقد تكون الأجنبية زوجة صالحة أكثر من تلك التي من ذات جنسيته، وهناك كثير من التجارب التي تثبت ذلك، ولكن الأصل في الحديث عن الشروط التي يتعنت فيها الشباب عند تقدمهم للفتاة من ذات بيئتهم ولا يجدون لها أصلاً ولا داعي، إذا ما كانت فتاة الأحلام ذات شعر أشقر وعينين خضراوين.
اخرج للمجمعات التجارية وستجد نماذج متعددة، فذاك متأبط يد زوجة من دول شرق آسيا وتلبس القصير والفانيلة الخالية من الأكمام، وذاك يجري بعربته وراء تلك الأوربية ذات العيون الزرقاء التي تفوقه طولاً وعرضاً ولا تبالي إذا ما رأت زميلها أن تقبله «وتأخذه بالأحضان».. بالله عليكم، هل يعرف هؤلاء أصل هذه الفتاة وأهلها وأخلاقياتها؟ فالخليجية عموماً والبحرينية خصوصاً إذا ما اعترفت بأن لها ولو قصة حب سابقة خسرت ثقة شريكها، ولكن إذا ما جاءت القصة ذاتها وبتفاصيل وأحداث أكثر جرأة من قبل الأجنبية فإن الأمر لا يعدو ماضياً لا داعي لتقليب صفحاته، وإن الله يغفر فكيف بالعبد، ويطلب منها بدء حياتهما بصفحة جديدة ونسيان الماضي.
ليس من حق أي منا الاعتراض على اختيار الغير، فتلك حياتهم التي اختاروها، ولكن من المؤلم حقاً أن تجد انتشار ظاهرة الزواج من الأجنبيات «بلا شروط» والتشدد في الشروط على بنت البلد «بنت الحسب والنسب».

عجبي من الرجل الشرقي، ولنقل الخليجي عموماً والبحريني خصوصاً، أن قرار الزواج وإكمال نصف دينه ووقعت عينه على الأجنبية لا ي...

إقرأ المزيد »