المرضى في دوامة.. ومن يصدقون يا ترى؟
المعالج الألماني محتال ونصاب والدواء الذي يقدمه ما هو إلا «ماء»
الوقت – ياسمين خلف:
أثار التحقيق الذي نشرته ‘’الوقت’’ يوم 21 أغسطس/ آب الجاري، ردوداً أخرى عن موضوع الطبيب الألماني، إذ برزت مجموعة من مرضى السكلر، الذين لا يرون في العلاج الذي يقدمه هذا الطبيب أو المدلك – حسب وزارة الصحة – إلا تمديداً للمشكلة. ‘’الوقت’’ تنشر اليوم الجزء الثاني من التحقيق.
قضية المعالج الألماني رالف أخذت أبعاد متعددة ما بين شد وجذب، فمجموعة تطالب باستمرار وجوده في المملكة لتقديم العلاج لمرضى السكلر بالطب البديل، ومجموعة تؤكد أنه مخادع ونصّاب ويلعب بالذقون، بحسب تعبيرهم، ووزارة الصحة كجهة مسؤولة نبهت لمرات إلى أن العلاج الذي يقدمه غير معترف به عالمياً، ودعت الى الحذر منه، بل أوقفت لجنة تسجيل التراخيص، المعالج عن مزاولة عمله معالجاً لمرضى السكلر بالطب البديل في عيادة الشافي.
60 حالة على قائمة الانتظار تطالب وزارة الصحة برفع يدها والسماح للمعالج بمزاولة عمله ‘’نحن المسؤولون عن نتائج العلاج ولا نطالبكم بالتكفل بالنفقات’’، وآخرون بالعشرات أكدوا أن العلاج ناجع والدليل ارتفاع نسبة الهيموغلوبين في الدم من جهة، وانخفاض معدل نوبات المرض وقلة الآلام التي يعانون منها من جهة أخرى.
وفي الطرف الآخر، هناك من يؤكد أن العلاج الذي يقدمه رالف لا أساس له وغير مجدٍ، بل إن الدواء الذي يقدمه ما هو إلا ‘’ماء’’ معبأ في قناني. ‘’الوقت’’ التقت في وقت سابق بالمرضى المؤيدين للعلاج، وكذلك نقلت وجهة نظر الوزارة، وها هي تنقل تجربة من تعالج على يده في ألمانيا.
علي المبارك (35 سنة) يعاني من مرض السكلر، وكذلك بالمثل زوج أخته أحمد، كانت لهما تجربة مريرة بحد تعبيره، سواء من ناحية نوع العلاج الذي قدمه رالف أو من طريقة تعامله مع المرضى، مؤكداً أن النصب والاحتيال هدفه الأساس، وليس معالجة الناس كما يدعي. ويقول ‘’أعاني من السكلر إضافة إلى مضاعفات المرض من تآكل في الكتفين ومفصل الحوض، وسبق أن التقيت في أحد المستشفيات الخاصة في البحرين ببروفيسور ألماني، وأكد أن من هو في عمري الجسم لايزال قادراً على بناء نفسه، ولكن مع لقائي برالف أكد أن كلام الأول (فاضي)، وأن علاجي بسيط ولا حاجة لي إلى الخضوع إلى العملية الجراحية’’.
يواصل ‘’وكل ما عليّ فعله هو الذهاب إليه في عيادته في ألمانيا وسيوفر إضافة الى العلاج، السكن والمواصلات والأكل، ونصحني أحد المرضى الذين يتعالجون عنده بعدم أخذ الدواء الذي أنتظم عليه في البحرين معي، بحجة أن لا داعي إليه أصلاً مع العلاج الذي سأحصل عليه، وكأن الدنيا فتحت ذراعيها لي وسأتخلص من المعاناة التي حاصرتني منذ الولادة (…) أخذت معي دوائي الذي يكفيني لأسبوع واحد فقط، وسافرت تسبق آمالي الطائرة، وهناك أخذت تنهال علي المفاجآت، فالإبر التي يحقنني بها تؤلم لحد الإبراح، والسكن الذي وفره لي في الطابق الثاني وحالتي الصحية لا تتحمل الصعود والنزول كثيراً لما أعاني منه من تآكل في المفاصل، والأدوية التي أخذتها معي نفذت، وعلى رغم كونه يؤكد أن العلاج الكيماوي لا يصلح مع العلاج بالطب البديل، إلا أنه كتب لي وصفه دوائية مثيلة لتلك التي أنتظم عليها في البحرين بعدما عجز عن إيقاف الآلام’’.
لم أستمر في أخذ دوائه ونتائجي أفضل ممن استمر عليه
ويقول علي ‘’والغريب أن الصيدلاني هناك رفض صرف الدواء بحجة أن المعالج رالف غير مخول لصرف الأدوية، ولما واجهته توسط لدى صاحب الصيدلية لوجود علاقة صداقة بينهما وصرفها لي، كنت متيقن بأن علاجه غير مجدٍ، ولكن بيني وبين نفسي قلت سأكمل العلاج لأعرف الحقيقة من الكذب، خصوصا أنني دفعت مصروفات العلاج، وهكذا فعلت، وكما قلت المفاجآت تنهال عليّ، فالمعالج قال إنه يملك جهازاً فريداً من نوعه غير موجود إلا في ألمانيا وأستراليا فقط، والجهاز قادر على أن يحدد مكامن الخلل في الجسم، وفاجأني بأن كانت النتيجة ان كل أعضاء جسمي تعاني من مشكلات (القلب، الكلى والكبد) وكأني غير مؤهل للحياة أكثر. والطريف أيضا أنني كنت كما لو ذهبت إلى مشعوذين، فالطبيبة التي تعاونه جاءت بقنينة بها (ماء) موصلة بالجهاز، وقالت إنه ماء يسحب الطاقة من الجسم ويحدد الخلل فيتحول بقدرة قادر الى دواء، وطلبت مني أخذ عشر قطرات منه بعد العملية هذه، وحدث أن سقطت إحداها على ملابسي بطريق الخطأ، والغريب أن القطرة عندما نشفت لم تترك أي أثر، بل لم تترك أية رائحة. لم أكن مقتنعاً بما يقومان به ولكني جربت’’.
ويوضح أكثر ‘’بصراحة، لم أواصل العلاج، ولكن زوج أختي واصل مقتنعاً، أو ربما يحاول أن يقنع نفسه متعلقاً بقشة من الأمل’’. ويستدرك ‘’ابن المعالج أيضا في العيادة وله دور هو الآخر، فهو يقدم المساج ورأيته بأم عيني يعطي مريضاً آخر دواءً (ماء) لتوه أخذه من صنبور المياه. انتهت فترة العلاج وبطبيعة الحال أجريت علينا، أنا وزوج أختي الفحوصات، واتضح من النتيجة أني – بحسبهم – عادت أعضاء جسمي للعمل بشكل طبيعي (لم يستمر في العلاج)، وأن زوج أختي لاتزال بعض أعضائه مريض (واصل العلاج).
ويقول ‘’المعالج عندما يحقنني بالإبرة في مفصل الحوض، كنت أتأوه من الألم (يده ثقيلة جدا)، على عكس ابنه الذي كان أمهر منه في إعطاء الحقن، كما أني عندما سافرت إليه كانت نسبة الهيموغلوبين في دمي 6,9 ، وانخفضت مع عودتي إلى 4,,8 وأثناء فترة مكوثنا عنده (43 يوماً) أصبت كما أصيب زوج أختي بنوبة السكلر وأعطانا حقناً لتخفيف الآلام’’.
اعترافات ألمانية تدين المعالج
ويستدرك ‘’مغامرتنا مع المعالج لم تنتهِ، قلت له فيما قلت إني أتعاطى أدوية من مضاعفاتها المستقبلية العقم المؤقت، فأشار إلى أن ذلك ليس من اختصاصه، فأرشدني الى بروفيسور آخر في الستينات من عمره، والأخير استغرب كوني قصدت ألمانيا للعلاج من السكلر كونه من الأمراض غير المعروفة هناك، ولما عرف اسم المعالج ابتسم، وكانت ابتسامته تفسر علمه بحقيقة هذا المعالج. وقال (ألا تفكر في العلاج عند غيره). وأرشدني هو الآخر إلى بروفيسور في مستشفى الجامعة، وهناك اعترف لي بأنه لا يعرف العلاقة بين السكلر والعقم، ووعدني بالبحث في الموضوع. وبعدها أشار الى أن البحوث العلمية نادرة في هذا المجال، وأن البحوث المتوافرة مصرية، وأن دواءً جديداً يمكنه صرفه لي، هو نفسه الذي تركته منذ 4 سنوات مضت (…) واصلت بحثي عن علاج لتآكل المفاصل وقصدت مستشفى متخصصاً في العمليات، وأكد البروفيسور هناك أن الجزء الميت من العظام لا يمكن أن يعيش مرة أخرى، وأن عملية تغيير المفصل باتت ضرورية لمن هم في مثل حالتي’’.
ويواصل علي سرد حكايته ‘’هذا من ناحية العلاج، أما بالنسبة إلى معاملته فحدث ولا حرج، إذ تبتعد عن الأخلاق التي ينادي بها الطب، فالنصب علينا كان واضحاً، والدليل أنه أخذ منا 75 يورو (نحو 5,37 دينار) كإيجار للشقة في اليوم الواحد، فيما أخذ من غيرنا من البحرينيين نصف السعر على رغم كونهم ثلاثة أشخاص، والغريب أن إحدى البحرينيات كانت تروج له في البحرين، اتصلت بنا وأكدت أن السعر يمكن خفضه، بل يمكننا الدفع بعد ظهور نتائج العلاج، وإذا كنا غير قادرين على الدفع في ألمانيا يمكننا الدفع عندما نرجع إلى ديارنا، والأغرب أنه من المكن أن نعفى من الدفع، إذا كنا غير قادرين على الدفع لضيق ذات اليد’’.
يواصل ‘’وعندما وصلنا ألمانيا فوجئنا بعكس الكلام، قال لنا المعالج (لا يمكنني علاجكم إلا بالدفع مقدما). والمؤلم حقا أن أحد البحرينيين، الذي جاء لعلاج زوجته التي تجلس على كرسي متحرك أسكنه في الطابق الثاني، ولم يراعي صعوبة نقلها على السلالم، وبعد شد وجذب سكن في شقة تملكها خالة المعالج بنصف السعر، والتي كانت على علاقة سيئة معه (…) باختصار، تعرضت للنصب والاحتيال من هذا المعالج ورجعت إلى البحرين بخفي حنين بعدما خسرت أنا وزوج أختي أكثر من 10 آلاف دينار من دون نتائج تذكر على صحتنا، وأجريت عملية تغيير المفصل في السلمانية’’.
العلاج.. ‘’ماء’’
‘’تجربتي قاسية’’.. هكذا بدأ (أ. م) الحديث. ويقول ‘’لم أستفد من العلاج وخسرت أموالي، تعرفت على المعالج في البحرين بعدم المدح الذي سمعته من الآخريين عنه، وكنت أعاني من ألم في القدم، ومن حركاته غير الطبيعية وطريقة فحصة أدركت أنه ليس طبيباً، ولا حتى معالجاً بالطب البديل، كما يدعي، والدواء الذي صرفه له كان (ماء) ليس إلا. كان يقول (علاجك بسيط ولا يوجد إلا عندي) أهذا كلام عقلاء؟ فهو مخادع ونصاب ويضحك على الذقون، فحتى الألمان أنفسهم يقولون إنه ليس معالجاً، ونصحوني بالابتعاد عنه، بل حتى خالته قالت لي إنه فاشل ونصاب. لم أستمر في العلاج وهربت بما تبقى لدي بعد عشرة أيام، وبعدما طارت الـ 2500 دينار، وأجريت عملية في مستشفى سعودي بعدها لمشكلة قدمي تحت يد طبيب ألماني، حيث الذي أكد لي هو الآخر أن ذلك المعالج محتال’’.
ثار لأني رفضت السكن الذي وفره
وبالمثل سمع (ف. ش) عن المعالج وزاره في البحرين يشكوه ألماً في ظهره، وبالمثل كذلك أكد له أن العلاج بسيط، وما عليه إلا زيارته في ألمانيا للخضوع إلى 15 جلسة علاجية. واستقبله في المطار، وعلى رغم الاتفاق على سعر الشقة مسبقاً، إلا أن المعالج طلب سعراً مضاعفاً. يقول ‘’أنا فضلت السكن وسط العاصمة عند البحر، فأبلغته بنيتي فثارت ثائرته ورفض، ولكني كنت مصرّاً، وأثناء تلك الفترة عرضت عليّ خالته شقة بنصف السعر، أي السعر نفسه، الذي كنا قد اتفقنا عليه وضاعفه.
لم أستفد من العلاج بتاتاً، كان يحقنني بخمس إبر يومياً، إضافة إلى المساج وكان يطلب مني الصبر كلما أخبرته أن لا تطور على حالتي، ولم أستمر في العلاج إلا لأسبوعين فقط ورجعت أدراجي’’.
يعالج المرضى وهو ثمل؟
وكغيره، قصد ألمانيا لعلاج جدته من سرطان في الرئة بعدما بدأ في العلاج في لندن، يقول (ج. ر) ‘’عيادته لا توحي بأنها عيادة أبداً، ولكني قلت في نفسي ليكن، المهم العلاج، وأكد المعالج ان العلاج سيستمر 6 أسابيع. مرت الأسابيع الستة، وقال بعدها (تحتاج الى فترة مماثلة). واستمر بقاؤنا ثمانية أشهر، وكنا نداوم على العلاج الكيماوي، وذلك الذي يقدمه المعالج بالأعشاب، كما يدعي. الملفت أن جدتي كانت تحس بالألم من أدويته وعلاجه، إذ كان يحقنها في الظهر ويصرف لها فيتامين C، كما لفت انتباهي أن من يراجعه في العيادة من الألمان كانوا يقصدونه للمساج أو لتفصيل الأحذية الطبية، وإن كان البحرينيون يقصدونه لعلاج السكلر وداء الكبد، والأغرب من هذا وذاك أنه يرفض ترك قناني الأدوية أو رميها في صندوق القمامة، وحصل بالصدفة أنه نسي إحداها في الشقة بعدما زار جدتي لإعطائها الحقن لعجزها، فأخذتها لصيدلاني، حيث أكد أن سعرها مضاعف ثلاث مرات، بل إن الطبيب في المستشفى استغرب من العلاقة بين علاج السرطان وفيتامين C ‘’.
ويوضح ‘’توقفت عن العلاج بالطب البديل وثارت ثائرة المعالج وهددني بالطرد من الشقة، بحجة أنه يحتاجها لمرضى آخرين. هذا كان إدعاؤه، وإن كنت أعلم أنه خائف من أن أنقل التجربة السيئة إلى الآخرين من البحرينيين وتضيع عليه تجارته’’. ويتساءل باستغراب ‘’كيف يسمح لابنه الذي لم ينهِ الثانوية بإعطاء الحقن للمرضى؟ أحمد الله أن جدتي لم تمت وهو الذي كان يعطيها في اليوم أربع حقن في الظهر، إضافة إلى كمية كبيرة من الفيتامين الذي يضعه في المغذي الوريدي (السيلان)، وإن لم تسلم من جلطة ألمت بها بعد أن صرف لها بعض الحبوب. والمحزن المبكي أن بعضهم يقصده بعد أن يفنيه اليأس، ومن ذلك حالة إحدى السيدات التي قصدته مع زوجها لمعاناتها من سرطان في الثدي، وسألني زوجها عن نتيجة العلاج هل هي كما قال لهم رالف من أن جدتي تحسنت من السرطان بنسبة 70% أم لا؟ وبدوري نصحته بترك المعالج واستشارة أطباء في المستشفى. ولما علم رالف بالأمر هددني بالطرد ومن أجل الضغط عليّ رفع إيجار الشقة الى الضعف، وقدمت بلاغاً في الشرطة الألمانية ضده ورجعت إلى البحرين’’، مستهجنا ‘’كيف يعالج المرضى وهو مدمن كحول، ويقدم علاجه وهو ثمل؟’’. |
المرضى في دوامة.. ومن يصدقون يا ترى؟
المعالج الألماني محتال ونصاب والدواء الذي يقدمه ما هو إلا «ماء»
الوقت – ياسمين خلف:
أثار التحقيق الذي نشرته ‘’الوقت’’ يوم 21 أغسطس/ آب الجاري، ردوداً أخرى عن موضوع الطبيب الألماني، إذ برزت مجموعة من مرضى السكلر، الذين لا يرون في العلاج الذي يقدمه هذا الطبيب أو المدلك – حسب وزارة الصحة – إلا تمديداً للمشكلة. ‘’الوقت’’ تنشر اليوم الجزء الثاني من التحقيق.
قضية المعالج الألماني رالف أخذت أبعاد متعددة ما بين شد وجذب، فمجموعة تطالب باستمرار وجوده في المملكة لتقديم العلاج لمرضى السكلر بالطب البديل، ومجموعة تؤكد أنه مخادع ونصّاب ويلعب بالذقون، بحسب تعبيرهم، ووزارة الصحة كجهة مسؤولة نبهت لمرات إلى أن العلاج الذي يقدمه غير معترف به عالمياً، ودعت الى الحذر منه، بل أوقفت لجنة تسجيل التراخيص، المعالج عن مزاولة عمله معالجاً لمرضى السكلر بالطب البديل في عيادة الشافي.
60 حالة على قائمة الانتظار تطالب وزارة الصحة برفع يدها والسماح للمعالج بمزاولة عمله ‘’نحن المسؤولون عن نتائج العلاج ولا نطالبكم بالتكفل بالنفقات’’، وآخرون بالعشرات أكدوا أن العلاج ناجع والدليل ارتفاع نسبة الهيموغلوبين في الدم من جهة، وانخفاض معدل نوبات المرض وقلة الآلام التي يعانون منها من جهة أخرى.
وفي الطرف الآخر، هناك من يؤكد أن العلاج الذي يقدمه رالف لا أساس له وغير مجدٍ، بل إن الدواء الذي يقدمه ما هو إلا ‘’ماء’’ معبأ في قناني. ‘’الوقت’’ التقت في وقت سابق بالمرضى المؤيدين للعلاج، وكذلك نقلت وجهة نظر الوزارة، وها هي تنقل تجربة من تعالج على يده في ألمانيا.
علي المبارك (35 سنة) يعاني من مرض السكلر، وكذلك بالمثل زوج أخته أحمد، كانت لهما تجربة مريرة بحد تعبيره، سواء من ناحية نوع العلاج الذي قدمه رالف أو من طريقة تعامله مع المرضى، مؤكداً أن النصب والاحتيال هدفه الأساس، وليس معالجة الناس كما يدعي. ويقول ‘’أعاني من السكلر إضافة إلى مضاعفات المرض من تآكل في الكتفين ومفصل الحوض، وسبق أن التقيت في أحد المستشفيات الخاصة في البحرين ببروفيسور ألماني، وأكد أن من هو في عمري الجسم لايزال قادراً على بناء نفسه، ولكن مع لقائي برالف أكد أن كلام الأول (فاضي)، وأن علاجي بسيط ولا حاجة لي إلى الخضوع إلى العملية الجراحية’’.
يواصل ‘’وكل ما عليّ فعله هو الذهاب إليه في عيادته في ألمانيا وسيوفر إضافة الى العلاج، السكن والمواصلات والأكل، ونصحني أحد المرضى الذين يتعالجون عنده بعدم أخذ الدواء الذي أنتظم عليه في البحرين معي، بحجة أن لا داعي إليه أصلاً مع العلاج الذي سأحصل عليه، وكأن الدنيا فتحت ذراعيها لي وسأتخلص من المعاناة التي حاصرتني منذ الولادة (…) أخذت معي دوائي الذي يكفيني لأسبوع واحد فقط، وسافرت تسبق آمالي الطائرة، وهناك أخذت تنهال علي المفاجآت، فالإبر التي يحقنني بها تؤلم لحد الإبراح، والسكن الذي وفره لي في الطابق الثاني وحالتي الصحية لا تتحمل الصعود والنزول كثيراً لما أعاني منه من تآكل في المفاصل، والأدوية التي أخذتها معي نفذت، وعلى رغم كونه يؤكد أن العلاج الكيماوي لا يصلح مع العلاج بالطب البديل، إلا أنه كتب لي وصفه دوائية مثيلة لتلك التي أنتظم عليها في البحرين بعدما عجز عن إيقاف الآلام’’.
لم أستمر في أخذ دوائه ونتائجي أفضل ممن استمر عليه
ويقول علي ‘’والغريب أن الصيدلاني هناك رفض صرف الدواء بحجة أن المعالج رالف غير مخول لصرف الأدوية، ولما واجهته توسط لدى صاحب الصيدلية لوجود علاقة صداقة بينهما وصرفها لي، كنت متيقن بأن علاجه غير مجدٍ، ولكن بيني وبين نفسي قلت سأكمل العلاج لأعرف الحقيقة من الكذب، خصوصا أنني دفعت مصروفات العلاج، وهكذا فعلت، وكما قلت المفاجآت تنهال عليّ، فالمعالج قال إنه يملك جهازاً فريداً من نوعه غير موجود إلا في ألمانيا وأستراليا فقط، والجهاز قادر على أن يحدد مكامن الخلل في الجسم، وفاجأني بأن كانت النتيجة ان كل أعضاء جسمي تعاني من مشكلات (القلب، الكلى والكبد) وكأني غير مؤهل للحياة أكثر. والطريف أيضا أنني كنت كما لو ذهبت إلى مشعوذين، فالطبيبة التي تعاونه جاءت بقنينة بها (ماء) موصلة بالجهاز، وقالت إنه ماء يسحب الطاقة من الجسم ويحدد الخلل فيتحول بقدرة قادر الى دواء، وطلبت مني أخذ عشر قطرات منه بعد العملية هذه، وحدث أن سقطت إحداها على ملابسي بطريق الخطأ، والغريب أن القطرة عندما نشفت لم تترك أي أثر، بل لم تترك أية رائحة. لم أكن مقتنعاً بما يقومان به ولكني جربت’’.
ويوضح أكثر ‘’بصراحة، لم أواصل العلاج، ولكن زوج أختي واصل مقتنعاً، أو ربما يحاول أن يقنع نفسه متعلقاً بقشة من الأمل’’. ويستدرك ‘’ابن المعالج أيضا في العيادة وله دور هو الآخر، فهو يقدم المساج ورأيته بأم عيني يعطي مريضاً آخر دواءً (ماء) لتوه أخذه من صنبور المياه. انتهت فترة العلاج وبطبيعة الحال أجريت علينا، أنا وزوج أختي الفحوصات، واتضح من النتيجة أني – بحسبهم – عادت أعضاء جسمي للعمل بشكل طبيعي (لم يستمر في العلاج)، وأن زوج أختي لاتزال بعض أعضائه مريض (واصل العلاج).
ويقول ‘’المعالج عندما يحقنني بالإبرة في مفصل الحوض، كنت أتأوه من الألم (يده ثقيلة جدا)، على عكس ابنه الذي كان أمهر منه في إعطاء الحقن، كما أني عندما سافرت إليه كانت نسبة الهيموغلوبين في دمي 6,9 ، وانخفضت مع عودتي إلى 4,,8 وأثناء فترة مكوثنا عنده (43 يوماً) أصبت كما أصيب زوج أختي بنوبة السكلر وأعطانا حقناً لتخفيف الآلام’’.
اعترافات ألمانية تدين المعالج
ويستدرك ‘’مغامرتنا مع المعالج لم تنتهِ، قلت له فيما قلت إني أتعاطى أدوية من مضاعفاتها المستقبلية العقم المؤقت، فأشار إلى أن ذلك ليس من اختصاصه، فأرشدني الى بروفيسور آخر في الستينات من عمره، والأخير استغرب كوني قصدت ألمانيا للعلاج من السكلر كونه من الأمراض غير المعروفة هناك، ولما عرف اسم المعالج ابتسم، وكانت ابتسامته تفسر علمه بحقيقة هذا المعالج. وقال (ألا تفكر في العلاج عند غيره). وأرشدني هو الآخر إلى بروفيسور في مستشفى الجامعة، وهناك اعترف لي بأنه لا يعرف العلاقة بين السكلر والعقم، ووعدني بالبحث في الموضوع. وبعدها أشار الى أن البحوث العلمية نادرة في هذا المجال، وأن البحوث المتوافرة مصرية، وأن دواءً جديداً يمكنه صرفه لي، هو نفسه الذي تركته منذ 4 سنوات مضت (…) واصلت بحثي عن علاج لتآكل المفاصل وقصدت مستشفى متخصصاً في العمليات، وأكد البروفيسور هناك أن الجزء الميت من العظام لا يمكن أن يعيش مرة أخرى، وأن عملية تغيير المفصل باتت ضرورية لمن هم في مثل حالتي’’.
ويواصل علي سرد حكايته ‘’هذا من ناحية العلاج، أما بالنسبة إلى معاملته فحدث ولا حرج، إذ تبتعد عن الأخلاق التي ينادي بها الطب، فالنصب علينا كان واضحاً، والدليل أنه أخذ منا 75 يورو (نحو 5,37 دينار) كإيجار للشقة في اليوم الواحد، فيما أخذ من غيرنا من البحرينيين نصف السعر على رغم كونهم ثلاثة أشخاص، والغريب أن إحدى البحرينيات كانت تروج له في البحرين، اتصلت بنا وأكدت أن السعر يمكن خفضه، بل يمكننا الدفع بعد ظهور نتائج العلاج، وإذا كنا غير قادرين على الدفع في ألمانيا يمكننا الدفع عندما نرجع إلى ديارنا، والأغرب أنه من المكن أن نعفى من الدفع، إذا كنا غير قادرين على الدفع لضيق ذات اليد’’.
يواصل ‘’وعندما وصلنا ألمانيا فوجئنا بعكس الكلام، قال لنا المعالج (لا يمكنني علاجكم إلا بالدفع مقدما). والمؤلم حقا أن أحد البحرينيين، الذي جاء لعلاج زوجته التي تجلس على كرسي متحرك أسكنه في الطابق الثاني، ولم يراعي صعوبة نقلها على السلالم، وبعد شد وجذب سكن في شقة تملكها خالة المعالج بنصف السعر، والتي كانت على علاقة سيئة معه (…) باختصار، تعرضت للنصب والاحتيال من هذا المعالج ورجعت إلى البحرين بخفي حنين بعدما خسرت أنا وزوج أختي أكثر من 10 آلاف دينار من دون نتائج تذكر على صحتنا، وأجريت عملية تغيير المفصل في السلمانية’’.
العلاج.. ‘’ماء’’
‘’تجربتي قاسية’’.. هكذا بدأ (أ. م) الحديث. ويقول ‘’لم أستفد من العلاج وخسرت أموالي، تعرفت على المعالج في البحرين بعدم المدح الذي سمعته من الآخريين عنه، وكنت أعاني من ألم في القدم، ومن حركاته غير الطبيعية وطريقة فحصة أدركت أنه ليس طبيباً، ولا حتى معالجاً بالطب البديل، كما يدعي، والدواء الذي صرفه له كان (ماء) ليس إلا. كان يقول (علاجك بسيط ولا يوجد إلا عندي) أهذا كلام عقلاء؟ فهو مخادع ونصاب ويضحك على الذقون، فحتى الألمان أنفسهم يقولون إنه ليس معالجاً، ونصحوني بالابتعاد عنه، بل حتى خالته قالت لي إنه فاشل ونصاب. لم أستمر في العلاج وهربت بما تبقى لدي بعد عشرة أيام، وبعدما طارت الـ 2500 دينار، وأجريت عملية في مستشفى سعودي بعدها لمشكلة قدمي تحت يد طبيب ألماني، حيث الذي أكد لي هو الآخر أن ذلك المعالج محتال’’.
ثار لأني رفضت السكن الذي وفره
وبالمثل سمع (ف. ش) عن المعالج وزاره في البحرين يشكوه ألماً في ظهره، وبالمثل كذلك أكد له أن العلاج بسيط، وما عليه إلا زيارته في ألمانيا للخضوع إلى 15 جلسة علاجية. واستقبله في المطار، وعلى رغم الاتفاق على سعر الشقة مسبقاً، إلا أن المعالج طلب سعراً مضاعفاً. يقول ‘’أنا فضلت السكن وسط العاصمة عند البحر، فأبلغته بنيتي فثارت ثائرته ورفض، ولكني كنت مصرّاً، وأثناء تلك الفترة عرضت عليّ خالته شقة بنصف السعر، أي السعر نفسه، الذي كنا قد اتفقنا عليه وضاعفه.
لم أستفد من العلاج بتاتاً، كان يحقنني بخمس إبر يومياً، إضافة إلى المساج وكان يطلب مني الصبر كلما أخبرته أن لا تطور على حالتي، ولم أستمر في العلاج إلا لأسبوعين فقط ورجعت أدراجي’’.
يعالج المرضى وهو ثمل؟
وكغيره، قصد ألمانيا لعلاج جدته من سرطان في الرئة بعدما بدأ في العلاج في لندن، يقول (ج. ر) ‘’عيادته لا توحي بأنها عيادة أبداً، ولكني قلت في نفسي ليكن، المهم العلاج، وأكد المعالج ان العلاج سيستمر 6 أسابيع. مرت الأسابيع الستة، وقال بعدها (تحتاج الى فترة مماثلة). واستمر بقاؤنا ثمانية أشهر، وكنا نداوم على العلاج الكيماوي، وذلك الذي يقدمه المعالج بالأعشاب، كما يدعي. الملفت أن جدتي كانت تحس بالألم من أدويته وعلاجه، إذ كان يحقنها في الظهر ويصرف لها فيتامين C، كما لفت انتباهي أن من يراجعه في العيادة من الألمان كانوا يقصدونه للمساج أو لتفصيل الأحذية الطبية، وإن كان البحرينيون يقصدونه لعلاج السكلر وداء الكبد، والأغرب من هذا وذاك أنه يرفض ترك قناني الأدوية أو رميها في صندوق القمامة، وحصل بالصدفة أنه نسي إحداها في الشقة بعدما زار جدتي لإعطائها الحقن لعجزها، فأخذتها لصيدلاني، حيث أكد أن سعرها مضاعف ثلاث مرات، بل إن الطبيب في المستشفى استغرب من العلاقة بين علاج السرطان وفيتامين C ‘’.
ويوضح ‘’توقفت عن العلاج بالطب البديل وثارت ثائرة المعالج وهددني بالطرد من الشقة، بحجة أنه يحتاجها لمرضى آخرين. هذا كان إدعاؤه، وإن كنت أعلم أنه خائف من أن أنقل التجربة السيئة إلى الآخرين من البحرينيين وتضيع عليه تجارته’’. ويتساءل باستغراب ‘’كيف يسمح لابنه الذي لم ينهِ الثانوية بإعطاء الحقن للمرضى؟ أحمد الله أن جدتي لم تمت وهو الذي كان يعطيها في اليوم أربع حقن في الظهر، إضافة إلى كمية كبيرة من الفيتامين الذي يضعه في المغذي الوريدي (السيلان)، وإن لم تسلم من جلطة ألمت بها بعد أن صرف لها بعض الحبوب. والمحزن المبكي أن بعضهم يقصده بعد أن يفنيه اليأس، ومن ذلك حالة إحدى السيدات التي قصدته مع زوجها لمعاناتها من سرطان في الثدي، وسألني زوجها عن نتيجة العلاج هل هي كما قال لهم رالف من أن جدتي تحسنت من السرطان بنسبة 70% أم لا؟ وبدوري نصحته بترك المعالج واستشارة أطباء في المستشفى. ولما علم رالف بالأمر هددني بالطرد ومن أجل الضغط عليّ رفع إيجار الشقة الى الضعف، وقدمت بلاغاً في الشرطة الألمانية ضده ورجعت إلى البحرين’’، مستهجنا ‘’كيف يعالج المرضى وهو مدمن كحول، ويقدم علاجه وهو ثمل؟’’. |
أحدث التعليقات