جنــــس المـــولـــود.. هـــل يمكـــن التحكــم فيــه فعـــلاً؟

العدد185- الخميس 30 رجب 1427 هـ -24 أغسطس 2006  

«يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ»
جنــــس المـــولـــود.. هـــل يمكـــن التحكــم فيــه فعـــلاً؟

الوقتياسمين خلف:
أنجبت من البنات ,6 لدرجة أن زوجها فقد الأمل في مجيء الوريث المنتظر الذي يحمل اسمه.. كما اعتاد الشرقيون. في الجبهة المقابلة، وقف أهله مطالبين تغيير الوضع عن طريق القطع، وبالأسلوب الذي يرهب كل زوجة ‘’تزوج من أخرى، تنجب لك الولد’’، بل إنهم عرضوا عليه حزمة من المساعدات التي تؤهل لهذا الإجراء ‘’مستعدون للتكفل بمصروفات الزواج الجديد كافة’’، حتى يسيل لعاب الزوج ويخرج من هذه الشرنقة.
أما هي (الزوجة القديمة) كأية امرأة أعلنتها صريحة ‘’أفضل الموت على أن أرى زوجي مع أخرى’’، يعزز توجهها هذا موقف (هو)، إذ إنه على رغم الضغوط النفسية والاجتماعية ‘’يحبها ولا يتمنى فراقها أو حتى إغضابها بالزواج عليها من أخرى’’. وسريعاً جاء الفرج لكليهما وأهلهما، لكنه كان من النوع الذي تكرر كثيراً ‘’الحمل للمرة السابعة’’، كان الخبر معتاداً مثل ‘’السابق’’، ليس مفرحاً، أو حزيناً، إن كان ‘’القادم بنتا’’، (يزيد الطين بلة)، وإن كان ولداً، سيخرج العائلة بكاملها من عنق الزجاجة.
ولكن، كانت المفاجأة المدوية، التي لم يتوقعها أحد، ‘’الزوجة حامل بـ 3 ذكور’’.
جنين بحسب الطلب..
لم تعد هناك مشكلة أمام المجتمع الشرقي (الذكوري) من ناحية نوعية المولود، إذ ثبت طبياً أن بالإمكان تحديد نوع الجنين الذي يرغبه الزوجان. فقد وجد العلماء أن كثرة تناول الأم للأغذية الغنية بالبوتاسيوم والصوديوم قبل الحمل تؤدي الى إنجاب الذكور، بعكس تلك التي تتناول أغذية غنية بالمغنيسوم والكالسيوم، حيث تنجب إناثاً، وإذ ما تم تحليل الأمر علمياً، سنجد أن كثرة تناول الصوديوم والبوتاسيوم يؤدي إلى تكوين غشاء حول البويضة، يجذب إليه الكروموزوم الذكري ويخترقه الحيوان المنوي.
ومن الأغذية التي تزيد من فرص إنجاب الذكور زبدة الفول السوداني، حيث يتركز فيه المغنيسوم، والموز والفواكه المجففة والزبيب والمشمش والمكسرات التي توجد فيها البوتاسيوم.
كما ثبت علمياً، أن نوع الوسط الذي يتوافر لإفرازات المهبل يسيطر على جنس الجنين، فالوسط الحامضي يساعد في إنجاب الإناث، عكس الوسط القلوي الذي يساعد في إنجاب الذكور، وكذلك يؤثر نوع الجراثيم المسيطرة على الجسم أثناء الحمل في تحديد نوع المولود، التي يمكن التحكم بها عبر ‘’غسول’’ أو الحمام المهبلي الذي يباع في الصيدليات.
وتستطيع المرأة التي ترغب تحديد جنس مولودها أن تحقق ذلك، إذا ما تمكنت من حساب أيام التبويض عندها، العلماء يؤكدون أن عمر البويضة أطول من عمر الحيوان المنوي الذي لا يتجاوز 73 ساعة، وعليه يمكن أن يكون المولود ذكراً، إذا ما كان التزاوج في بداية فترة التبويض عند المرأة، ويكون أنثى إذا ما كان في نهاية فترة التبويض.
ولم يترك الصينيون قضية تحديد جنس المولود من دون أن يكون لهم باع فيه، حيث حددوا جدولاً زمنياً يمكن من خلاله تحديد نوع المولود بتحديد عمر الأم، وهو ما أكد – بحسب التجربة – صدقيته بنسبة لا تقل عن 70%.
العائلات تتوارث نوع المولود الأكثر إنجاباً
شهد هذا المجال كثيراً من الدراسات التي قام بها كثير من ذوي الاختصاص، وإن كان بعضهم أكد بالتجارب والدراسات أن هرمونات الوالدين تلعب دوراً أساساً في تحديد نوع الجنين وجنسه، سيما دور الوراثة، فالأب سليل العائلة المعروفة بالذكور لن يكون حظه أقل من غيره في العائلة ذاتها، إذ سيرزق – بحسبهم – بالذكور، ليظل صاحب الأصل القوي، والعكس صحيح، إذ ما رزق أحدهم بالإناث، تصبح المسألة عاراً أو نقيصة، ويصبح ‘’أبو البنات’’.
قديماً، كان كثيرون يحددون نوع المولود قبل الولادة من شكل ‘’الدبّة’’ (البطن)، إن كانت مرتفعة، قيل ولد، وإن كانت منخفضة، قيل بنت، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن بعضهم يربط الدوخة والنعاس والميل إلى النوم بأنها ‘’نساة’’ الولد، وغير تلك الأعراض بأنها ‘’نساة’’ البنت، والنساة كلمة دارجة تعني التغيرات التي تطرأ على الأم في الأشهر الأولى من الحمل.
ويذهب بعضٌ الى الاعتقاد أن الحمل بالبنت يذهب جمال الأم، ويقبحها أثناء أشهر الحمل، خصوصا الأشهر الأخيرة، كون الفتاة تأخذ جمال أمها، وأن الولد عكسها، إذ يزيد الأم نضارة وجمالاً، وإن كانت البحوث العلمية أثبتت عكس ذلك، بمعنى أنه إذا كان الجنين ولدا أفرز جسم الأم هرمون الذكورة الذي بدوره يقلل من جمال المرأة وجاذبيتها، وإن كانت بنتاً سيفرز جسم الأم هرمون الأنوثة فيزيد جمالها.
والتخمين بنوع الجنين لا يتوقف عند أشهر الحمل، إذ يرافق الأم حتى لحظات الولادة، فقيل قديماً إن ‘’الطلق’’ (أو المخاض) المتصل والآلام التي لا تتوقف، دليل على أن المولود ولد، وإن كانت الآلام متقطعة فهي بنت، إذ – بحسبهم – البنت باردة (دلوعة) منذ ولادتها.
الرجل من يحدد جنس مولوده..
قال تعالى ‘’وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى’’، وقال سبحانه ‘’أيحسب الإنسان أن يترك سدى. ألم يكُ نطفة من مني يمنى. ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى. أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى’’، بلى إنه على كل شي قدير.. يشير العلماء إلى أن البيضة الملقحة التي يتشكل منها الجنين تحوي (22) زوجاً من الصبغيات الجسمية، مع زوج من الصبغيات الجنسية، وتأتي هذه الصبغيات من اجتماع بويضة الأنثى التي تحوي دائماً على (22) صبغي جسمي+صبغي جنسي X ومن نطفة الرجل التي تحوي (22) صبغي جسمي+صبغي جنسي، إما ظ أو Y لأن نصف نطف الرجل يحوي الصبغي (X) ونصفها يحوي الصبغي (Y).
أما بويضة الأنثى فدائماً ما تحوي الصبغي (X) فإذا اتحدت البيضة مع نطفة حاوية على الصبغي (X) كان الجنين أنثى، وإن اتحدت مع نطفة حاوية على الصبغي (Y) كان الجنين ذكراً، أي حسب المعادلة: نطفة Y+بويضة ظ =ظع ذكر، نطفة X+بويضة X = XX أنثى، أي أن نطف الرجل هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين لأنها تحمل على الأشكال المتغايرة من الصبغيات الجنسية.
هذا ما ذكره القرآن الكريم منذ 14 قرناً، حين قال ‘’وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى. من نطفة إذا تمنى’’، وعليه فليست المرأة إلا كالأرض التي يزرع فيها، وصدق المولى، حيث قال ‘’نساؤكم حرث لكم’’، وما أكثر الرجال – مع الأسف – الذين دفعهم جهلهم إلى ترك زوجاتهم لأنهن لا ينجبن إلا إناثاً.. فلو أمعنوا حكم الله في آياته وخلقه لعلموا أن الرجل هو الذي يحدد جنس الجنين، لا المرأة. هكذا تظهر حكمة القرآن عندما قال ‘’فجعل منه الزوجين’’، فالضمير في ‘’منه’’ يعود إلى السائل المنوي للرجل.
رأي الدين في تحديد نوع المولود
يرى الشيخ حميد الشملان أنه ‘’على رغم تقدم وتطور العلوم، وعلى رغم المحاولات الكثيرة، إلا أنه لم يستطع أحدٌ أن يهب الأبناء للعقيم الحقيقي، أو يعين نوع المولود وفقاً لرغبته’’، مشيراً إلى ‘’بعض الروايات التي تؤكد مزاعم بعضهم في أن الأطعمة أو الأدوية تساعد في زيادة احتمال ولادة الذكر أو الأنثى’’، ولكنه قال ‘’يبقى مجرد احتمال فقط، فلا توجد نتيجة حتمية’’.
‘’يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ’’ (الشورى: 49)، فبحسب مراجعات الشملان، فإن آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي يقول في تفسيره الأمثل – المجلد الخامس عشر ص 521 بتصرف بسيط: ينقسم الناس الى أربع مجموعات الأولى عندها الأولاد الذكور فقط وتريد الإناث، والثانية عندها الإناث فقط، وتريد الذكور بطبيعة الحال، والثالثة عندها الذكور والإناث، والأخيرة تفتقد الذكور والإناث، وترغب في كليهما أو أحدهما على الأقل.
ما العلة والسر في ذلك؟ سؤال فلسفي قد يتوارد في ذهن الغالبية من الناس، ولعل الإجابة – كما يقول الشملان – ان الله يريد أن يقول لهذا الإنسان، أنت مع قوتك ضعيف، ومع كثرة علومك واكتشافاتك ومحاولاتك وإن كانت جيدة إلا انك ستبقى دائماً وأبداً محتاجاً ومفتقراً لواجد الوجود وهو الله سبحانه وتعالى، فالحاكمية والخالقية والقدرة المطلقة هي للباري جل وعلا: ‘’يهب’’، والمتأمل في هذه الكلمة القرآنية يرى جلياً أن الواهب هو الله سبحانه وتعالى، ولو تأمل أكثر فأكثر لوجد أن الذكور والإناث ما هم إلا هدايا من الله عز ذكره، فلا ينبغي – بل لا يجوز – الاعتراض على هذه الهبات وهذه الهدايا الربانية، وإنما يجب الحمد والشكر لذلك.

العدد185- الخميس 30 رجب 1427 هـ -24 أغسطس 2006  

«يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ»
جنــــس المـــولـــود.. هـــل يمكـــن التحكــم فيــه فعـــلاً؟

الوقتياسمين خلف:
أنجبت من البنات ,6 لدرجة أن زوجها فقد الأمل في مجيء الوريث المنتظر الذي يحمل اسمه.. كما اعتاد الشرقيون. في الجبهة المقابلة، وقف أهله مطالبين تغيير الوضع عن طريق القطع، وبالأسلوب الذي يرهب كل زوجة ‘’تزوج من أخرى، تنجب لك الولد’’، بل إنهم عرضوا عليه حزمة من المساعدات التي تؤهل لهذا الإجراء ‘’مستعدون للتكفل بمصروفات الزواج الجديد كافة’’، حتى يسيل لعاب الزوج ويخرج من هذه الشرنقة.
أما هي (الزوجة القديمة) كأية امرأة أعلنتها صريحة ‘’أفضل الموت على أن أرى زوجي مع أخرى’’، يعزز توجهها هذا موقف (هو)، إذ إنه على رغم الضغوط النفسية والاجتماعية ‘’يحبها ولا يتمنى فراقها أو حتى إغضابها بالزواج عليها من أخرى’’. وسريعاً جاء الفرج لكليهما وأهلهما، لكنه كان من النوع الذي تكرر كثيراً ‘’الحمل للمرة السابعة’’، كان الخبر معتاداً مثل ‘’السابق’’، ليس مفرحاً، أو حزيناً، إن كان ‘’القادم بنتا’’، (يزيد الطين بلة)، وإن كان ولداً، سيخرج العائلة بكاملها من عنق الزجاجة.
ولكن، كانت المفاجأة المدوية، التي لم يتوقعها أحد، ‘’الزوجة حامل بـ 3 ذكور’’.
جنين بحسب الطلب..
لم تعد هناك مشكلة أمام المجتمع الشرقي (الذكوري) من ناحية نوعية المولود، إذ ثبت طبياً أن بالإمكان تحديد نوع الجنين الذي يرغبه الزوجان. فقد وجد العلماء أن كثرة تناول الأم للأغذية الغنية بالبوتاسيوم والصوديوم قبل الحمل تؤدي الى إنجاب الذكور، بعكس تلك التي تتناول أغذية غنية بالمغنيسوم والكالسيوم، حيث تنجب إناثاً، وإذ ما تم تحليل الأمر علمياً، سنجد أن كثرة تناول الصوديوم والبوتاسيوم يؤدي إلى تكوين غشاء حول البويضة، يجذب إليه الكروموزوم الذكري ويخترقه الحيوان المنوي.
ومن الأغذية التي تزيد من فرص إنجاب الذكور زبدة الفول السوداني، حيث يتركز فيه المغنيسوم، والموز والفواكه المجففة والزبيب والمشمش والمكسرات التي توجد فيها البوتاسيوم.
كما ثبت علمياً، أن نوع الوسط الذي يتوافر لإفرازات المهبل يسيطر على جنس الجنين، فالوسط الحامضي يساعد في إنجاب الإناث، عكس الوسط القلوي الذي يساعد في إنجاب الذكور، وكذلك يؤثر نوع الجراثيم المسيطرة على الجسم أثناء الحمل في تحديد نوع المولود، التي يمكن التحكم بها عبر ‘’غسول’’ أو الحمام المهبلي الذي يباع في الصيدليات.
وتستطيع المرأة التي ترغب تحديد جنس مولودها أن تحقق ذلك، إذا ما تمكنت من حساب أيام التبويض عندها، العلماء يؤكدون أن عمر البويضة أطول من عمر الحيوان المنوي الذي لا يتجاوز 73 ساعة، وعليه يمكن أن يكون المولود ذكراً، إذا ما كان التزاوج في بداية فترة التبويض عند المرأة، ويكون أنثى إذا ما كان في نهاية فترة التبويض.
ولم يترك الصينيون قضية تحديد جنس المولود من دون أن يكون لهم باع فيه، حيث حددوا جدولاً زمنياً يمكن من خلاله تحديد نوع المولود بتحديد عمر الأم، وهو ما أكد – بحسب التجربة – صدقيته بنسبة لا تقل عن 70%.
العائلات تتوارث نوع المولود الأكثر إنجاباً
شهد هذا المجال كثيراً من الدراسات التي قام بها كثير من ذوي الاختصاص، وإن كان بعضهم أكد بالتجارب والدراسات أن هرمونات الوالدين تلعب دوراً أساساً في تحديد نوع الجنين وجنسه، سيما دور الوراثة، فالأب سليل العائلة المعروفة بالذكور لن يكون حظه أقل من غيره في العائلة ذاتها، إذ سيرزق – بحسبهم – بالذكور، ليظل صاحب الأصل القوي، والعكس صحيح، إذ ما رزق أحدهم بالإناث، تصبح المسألة عاراً أو نقيصة، ويصبح ‘’أبو البنات’’.
قديماً، كان كثيرون يحددون نوع المولود قبل الولادة من شكل ‘’الدبّة’’ (البطن)، إن كانت مرتفعة، قيل ولد، وإن كانت منخفضة، قيل بنت، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن بعضهم يربط الدوخة والنعاس والميل إلى النوم بأنها ‘’نساة’’ الولد، وغير تلك الأعراض بأنها ‘’نساة’’ البنت، والنساة كلمة دارجة تعني التغيرات التي تطرأ على الأم في الأشهر الأولى من الحمل.
ويذهب بعضٌ الى الاعتقاد أن الحمل بالبنت يذهب جمال الأم، ويقبحها أثناء أشهر الحمل، خصوصا الأشهر الأخيرة، كون الفتاة تأخذ جمال أمها، وأن الولد عكسها، إذ يزيد الأم نضارة وجمالاً، وإن كانت البحوث العلمية أثبتت عكس ذلك، بمعنى أنه إذا كان الجنين ولدا أفرز جسم الأم هرمون الذكورة الذي بدوره يقلل من جمال المرأة وجاذبيتها، وإن كانت بنتاً سيفرز جسم الأم هرمون الأنوثة فيزيد جمالها.
والتخمين بنوع الجنين لا يتوقف عند أشهر الحمل، إذ يرافق الأم حتى لحظات الولادة، فقيل قديماً إن ‘’الطلق’’ (أو المخاض) المتصل والآلام التي لا تتوقف، دليل على أن المولود ولد، وإن كانت الآلام متقطعة فهي بنت، إذ – بحسبهم – البنت باردة (دلوعة) منذ ولادتها.
الرجل من يحدد جنس مولوده..
قال تعالى ‘’وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى’’، وقال سبحانه ‘’أيحسب الإنسان أن يترك سدى. ألم يكُ نطفة من مني يمنى. ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى. أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى’’، بلى إنه على كل شي قدير.. يشير العلماء إلى أن البيضة الملقحة التي يتشكل منها الجنين تحوي (22) زوجاً من الصبغيات الجسمية، مع زوج من الصبغيات الجنسية، وتأتي هذه الصبغيات من اجتماع بويضة الأنثى التي تحوي دائماً على (22) صبغي جسمي+صبغي جنسي X ومن نطفة الرجل التي تحوي (22) صبغي جسمي+صبغي جنسي، إما ظ أو Y لأن نصف نطف الرجل يحوي الصبغي (X) ونصفها يحوي الصبغي (Y).
أما بويضة الأنثى فدائماً ما تحوي الصبغي (X) فإذا اتحدت البيضة مع نطفة حاوية على الصبغي (X) كان الجنين أنثى، وإن اتحدت مع نطفة حاوية على الصبغي (Y) كان الجنين ذكراً، أي حسب المعادلة: نطفة Y+بويضة ظ =ظع ذكر، نطفة X+بويضة X = XX أنثى، أي أن نطف الرجل هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين لأنها تحمل على الأشكال المتغايرة من الصبغيات الجنسية.
هذا ما ذكره القرآن الكريم منذ 14 قرناً، حين قال ‘’وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى. من نطفة إذا تمنى’’، وعليه فليست المرأة إلا كالأرض التي يزرع فيها، وصدق المولى، حيث قال ‘’نساؤكم حرث لكم’’، وما أكثر الرجال – مع الأسف – الذين دفعهم جهلهم إلى ترك زوجاتهم لأنهن لا ينجبن إلا إناثاً.. فلو أمعنوا حكم الله في آياته وخلقه لعلموا أن الرجل هو الذي يحدد جنس الجنين، لا المرأة. هكذا تظهر حكمة القرآن عندما قال ‘’فجعل منه الزوجين’’، فالضمير في ‘’منه’’ يعود إلى السائل المنوي للرجل.
رأي الدين في تحديد نوع المولود
يرى الشيخ حميد الشملان أنه ‘’على رغم تقدم وتطور العلوم، وعلى رغم المحاولات الكثيرة، إلا أنه لم يستطع أحدٌ أن يهب الأبناء للعقيم الحقيقي، أو يعين نوع المولود وفقاً لرغبته’’، مشيراً إلى ‘’بعض الروايات التي تؤكد مزاعم بعضهم في أن الأطعمة أو الأدوية تساعد في زيادة احتمال ولادة الذكر أو الأنثى’’، ولكنه قال ‘’يبقى مجرد احتمال فقط، فلا توجد نتيجة حتمية’’.
‘’يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ’’ (الشورى: 49)، فبحسب مراجعات الشملان، فإن آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي يقول في تفسيره الأمثل – المجلد الخامس عشر ص 521 بتصرف بسيط: ينقسم الناس الى أربع مجموعات الأولى عندها الأولاد الذكور فقط وتريد الإناث، والثانية عندها الإناث فقط، وتريد الذكور بطبيعة الحال، والثالثة عندها الذكور والإناث، والأخيرة تفتقد الذكور والإناث، وترغب في كليهما أو أحدهما على الأقل.
ما العلة والسر في ذلك؟ سؤال فلسفي قد يتوارد في ذهن الغالبية من الناس، ولعل الإجابة – كما يقول الشملان – ان الله يريد أن يقول لهذا الإنسان، أنت مع قوتك ضعيف، ومع كثرة علومك واكتشافاتك ومحاولاتك وإن كانت جيدة إلا انك ستبقى دائماً وأبداً محتاجاً ومفتقراً لواجد الوجود وهو الله سبحانه وتعالى، فالحاكمية والخالقية والقدرة المطلقة هي للباري جل وعلا: ‘’يهب’’، والمتأمل في هذه الكلمة القرآنية يرى جلياً أن الواهب هو الله سبحانه وتعالى، ولو تأمل أكثر فأكثر لوجد أن الذكور والإناث ما هم إلا هدايا من الله عز ذكره، فلا ينبغي – بل لا يجوز – الاعتراض على هذه الهبات وهذه الهدايا الربانية، وإنما يجب الحمد والشكر لذلك.

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.