مساحة حرة
سارز يجتاح البحرين..
وينتهي علي خير وسلام !
كلنا نتذكر تلك الأيام الثلاثة المغبرة التي غطت سماء البحرين.. واودعت العشرات في المستشفيات، وابقت آخرين سجناء في منازلهم، خشية تعرضهم لنكسة صحية، خصوصا من هم اقل مناعة من غيرهم.. البعض لم تسعفه الظروف للبقاء بعيدا عن تلك الاغبرة، فاضطروا لمواصلة حياتهم واعمالهم، ولكن لم يتوانوا طبعا في حماية انفسهم بقطعة قماش مشبعة بالماء أو بكمامة يضعونها علي انوفهم وافواههم، حتي ان سعر تلك الكمامات قد ارتفع من 75 فلسا الي 125 فلسا، واختفت من صيدليات المملكة خلال تلك الايام الثلاثة.
الامر قد يكون عاديا لدي البعض، ولكن ليس كذلك بالنسبة لعجوزتنا التي دخل الرعب قلبها حالما رأت الناس وقد وضعوا الكمامات علي وجوههم.. اخذت تصرخ خوفا، وتحذر ابناءها والجيران، اعتقادا منها ان مرض الالتهاب الرئوي الحاد سارز قد انتشر في البحرين، وان وزارتي الاعلام والصحة تخفيان الامر سرا لئلا تثيرا الخوف والهلع لدي الناس، ولكنها وبفطنتها عرفت ان المرض قد دخل البحرين عنوة وعليها تحذير من حولها منه.
عجوزتنا تلك اخذت تلف في الفريج وتنصح المارة وابناء الجيران بضرورة حماية انفسهم من سارز المرض القاتل الفتاك، مؤكدة علي صحة اعتقادها بأن نشرات الاخبار قد نقلت صورا لرعايا بعض الدول وقد استخدموا نفس الكمامة!! حاول الناس جاهدين لاقناعها بأن الكمامات التي يستخدمونها لغرض آخر، ليس كوقاية من سارز بل من الغبار ، الذي قد يضر بصحتهم، ولكنهم فشلوا في ذلك، واستمرت هي في التجول في الفريج ونصح المارة.
مرت الثلاثة الأيام المزعجة والمقلقة بالنسبة لعجوزتنا أكثر بالطبع من غيرها، وانقشعت غيمة الشك مع انقشاع الغبار، تنفست الصعداء وزفرت زفرات وقالت: الحمد لله انتهي سارز علي خير ولم يقتل احدا ممن اعرفهم!!
الجميل ان عجوزتنا تلك متابعة جيدة للأخبار العالمية، وان كان الخوف من سارز قد منعها من التفكير السليم، إلا انها قامت بدورها الارشادي والنصائحي بأكمل وجه!!
ياسمين خلف
catfeat
2003-05-30
مساحة حرة
سارز يجتاح البحرين..
وينتهي علي خير وسلام !
كلنا نتذكر تلك الأيام الثلاثة المغبرة التي غطت سماء البحرين.. واودعت العشرات في المستشفيات، وابقت آخرين سجناء في منازلهم، خشية تعرضهم لنكسة صحية، خصوصا من هم اقل مناعة من غيرهم.. البعض لم تسعفه الظروف للبقاء بعيدا عن تلك الاغبرة، فاضطروا لمواصلة حياتهم واعمالهم، ولكن لم يتوانوا طبعا في حماية انفسهم بقطعة قماش مشبعة بالماء أو بكمامة يضعونها علي انوفهم وافواههم، حتي ان سعر تلك الكمامات قد ارتفع من 75 فلسا الي 125 فلسا، واختفت من صيدليات المملكة خلال تلك الايام الثلاثة.
الامر قد يكون عاديا لدي البعض، ولكن ليس كذلك بالنسبة لعجوزتنا التي دخل الرعب قلبها حالما رأت الناس وقد وضعوا الكمامات علي وجوههم.. اخذت تصرخ خوفا، وتحذر ابناءها والجيران، اعتقادا منها ان مرض الالتهاب الرئوي الحاد سارز قد انتشر في البحرين، وان وزارتي الاعلام والصحة تخفيان الامر سرا لئلا تثيرا الخوف والهلع لدي الناس، ولكنها وبفطنتها عرفت ان المرض قد دخل البحرين عنوة وعليها تحذير من حولها منه.
عجوزتنا تلك اخذت تلف في الفريج وتنصح المارة وابناء الجيران بضرورة حماية انفسهم من سارز المرض القاتل الفتاك، مؤكدة علي صحة اعتقادها بأن نشرات الاخبار قد نقلت صورا لرعايا بعض الدول وقد استخدموا نفس الكمامة!! حاول الناس جاهدين لاقناعها بأن الكمامات التي يستخدمونها لغرض آخر، ليس كوقاية من سارز بل من الغبار ، الذي قد يضر بصحتهم، ولكنهم فشلوا في ذلك، واستمرت هي في التجول في الفريج ونصح المارة.
مرت الثلاثة الأيام المزعجة والمقلقة بالنسبة لعجوزتنا أكثر بالطبع من غيرها، وانقشعت غيمة الشك مع انقشاع الغبار، تنفست الصعداء وزفرت زفرات وقالت: الحمد لله انتهي سارز علي خير ولم يقتل احدا ممن اعرفهم!!
الجميل ان عجوزتنا تلك متابعة جيدة للأخبار العالمية، وان كان الخوف من سارز قد منعها من التفكير السليم، إلا انها قامت بدورها الارشادي والنصائحي بأكمل وجه!!
ياسمين خلف
catfeat
2003-05-30
أحدث التعليقات