الشخصيات المدمرة


الجمعة 08 نوفمبر 2019
هم، يطلقون على أنفسهم الشخصيات الملهمة، والبعض يطلق عليهم الشخصيات المؤثرة على السوشل ميديا، ولعمري ما هم إلا شخصيات مدمرة، أسهمت في بلورة جيل لا يهتم إلا بالقشور دون المضمون، جيل همه وشغله الشاغل كيف يبدو شكله الخارجي، ليس فقط كيف يجاري آخر صيحات الموضة، إنما كيف له أن يجاري آخر صيحات عيادات التجميل! جيل وجد من الإعلام الحر والفضاء الواسع فرصة، لاستخدام الكلمات البذيئة، والتصرفات والسلوكيات الشاذة، بكل حرية، بل بكل تشجيع طالما وجد من يضحك، ويصفق له باللايكات.

الشخصيات المدمرة هذه للأسف بدأت تحظى بالشهرة والتوسع، وتلقى اهتمام واحترام شرائح مختلفة من الناس والجهات، فلا تدخل محفلاً، ولا تزور معرضاً إلا وتجد من يتصدر المشهد من هذه الشخصيات، حتى باتوا مثالاً يحتذى به، وقدوة للأطفال والمراهقين والصغار من الشباب.

المطاعم أخذت تستقطبهم، وتقدم عروضاً استثنائية لمشاركتهم الوجبات، وكل ذلك طبعاً بالسعر “الفلاني” لأن “فلان أو فلانة” ستقاسمه الطاولة! ودور النشر أخذت هي الأخرى تجري وراءهم، لتصدر لهم كتباً تحكي سيرهم وأقوالهم وكأنهم أيقونات للخبرة والتجربة، ومُثل عليا يحتذى بهم! والأدهى إن رأيت تهافت القراء على تلك الإصدارات، ونفاد النسخ، وفي المقابل تجد ركوداً عند مؤلفات كبار الأدباء والمثقفين!

المشكلة لا نحملها إياهم وحدهم، فهم فئة وجدت من الشهرة الطريق الأسهل لجني الأموال، وأية أموال فهي مداخيل عالية، وأضعاف مضاعفة لما قد يجنونه لو كانوا موظفين أو يشغلون مراكز مرموقة في المجتمع بعيداً طبعاً عن الأضواء والشهرة، وعن الحركات، واللبس، والشكل الأقرب للدمى! الموجة أخذت معها الكبير قبل الصغير، الرجال قبل النساء والذين لم تعد لهم لا غيرة ولا “رزة”، في مجتمع لم يعد يخجل من نفسه.

لن نعمم، هناك بعض الشخصيات الملهمة فعلاً، والتي نعترف أننا نرفع لها القبعة احتراماً، ولكن هم قلة إذا ما قورنوا بأولئك الذين لا يجدون غير العري والحركات الشاذة للظهور، هم كالسم المدسوس في عضل جيل مبهور بالأضواء والشهرة، وللأسف لم يجدوا غير هؤلاء ليكونوا لهم قدوة!.

ياسمينة: لابد من رقابة على من لا يجدون من يراقبهم ويحاسبهم.

وصلة فيديو المقال


الجمعة 08 نوفمبر 2019
هم، يطلقون على أنفسهم الشخصيات الملهمة، والبعض يطلق عليهم الشخصيات المؤثرة على السوشل ميديا، ولعمري ما هم إلا شخصيات مدمرة، أسهمت في بلورة جيل لا يهتم إلا بالقشور دون المضمون، جيل همه وشغله الشاغل كيف يبدو شكله الخارجي، ليس فقط كيف يجاري آخر صيحات الموضة، إنما كيف له أن يجاري آخر صيحات عيادات التجميل! جيل وجد من الإعلام الحر والفضاء الواسع فرصة، لاستخدام الكلمات البذيئة، والتصرفات والسلوكيات الشاذة، بكل حرية، بل بكل تشجيع طالما وجد من يضحك، ويصفق له باللايكات.

الشخصيات المدمرة هذه للأسف بدأت تحظى بالشهرة والتوسع، وتلقى اهتمام واحترام شرائح مختلفة من الناس والجهات، فلا تدخل محفلاً، ولا تزور معرضاً إلا وتجد من يتصدر المشهد من هذه الشخصيات، حتى باتوا مثالاً يحتذى به، وقدوة للأطفال والمراهقين والصغار من الشباب.

المطاعم أخذت تستقطبهم، وتقدم عروضاً استثنائية لمشاركتهم الوجبات، وكل ذلك طبعاً بالسعر “الفلاني” لأن “فلان أو فلانة” ستقاسمه الطاولة! ودور النشر أخذت هي الأخرى تجري وراءهم، لتصدر لهم كتباً تحكي سيرهم وأقوالهم وكأنهم أيقونات للخبرة والتجربة، ومُثل عليا يحتذى بهم! والأدهى إن رأيت تهافت القراء على تلك الإصدارات، ونفاد النسخ، وفي المقابل تجد ركوداً عند مؤلفات كبار الأدباء والمثقفين!

المشكلة لا نحملها إياهم وحدهم، فهم فئة وجدت من الشهرة الطريق الأسهل لجني الأموال، وأية أموال فهي مداخيل عالية، وأضعاف مضاعفة لما قد يجنونه لو كانوا موظفين أو يشغلون مراكز مرموقة في المجتمع بعيداً طبعاً عن الأضواء والشهرة، وعن الحركات، واللبس، والشكل الأقرب للدمى! الموجة أخذت معها الكبير قبل الصغير، الرجال قبل النساء والذين لم تعد لهم لا غيرة ولا “رزة”، في مجتمع لم يعد يخجل من نفسه.

لن نعمم، هناك بعض الشخصيات الملهمة فعلاً، والتي نعترف أننا نرفع لها القبعة احتراماً، ولكن هم قلة إذا ما قورنوا بأولئك الذين لا يجدون غير العري والحركات الشاذة للظهور، هم كالسم المدسوس في عضل جيل مبهور بالأضواء والشهرة، وللأسف لم يجدوا غير هؤلاء ليكونوا لهم قدوة!.

ياسمينة: لابد من رقابة على من لا يجدون من يراقبهم ويحاسبهم.

وصلة فيديو المقال

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.