هناك ثقة فطرية، كثقة الطفل بأمه، فهو لا يفكر بنياتها، ومقاصدها ولا يحذر من التعامل معها، فهو ولد وبداخله من يقول له: إنها تحبك أكثر من نفسها- إلا الشواذ منهن طبعاً- وهناك ثقة نكتسبها مع الأيام من خلال تعاملنا مع من حولنا، قد نثق ثقة عمياء ببعضهم، رغم خطأنا الذي قد ندفع ثمنه مع أول خذلان، أو من طعنة في الظهر، فالثقة كالزجاج يبقى لامعاً شفافاً، إلى أن تلوثه المواقف غير المتوقعة أو لنقل الصادمة، وقد لا نثق ببعضهم رغم أنهم لا يضمرون لنا إلا الخير، وكأن حاجزاً نفسياً قد بنى نفسه تلقائياً دونما سبب.
ومع كل ذلك فالثقة العمياء قد تكون سذاجة، فالنفس البشرية متقلبة، ولها أهواء ومآرب كذلك، وغالباً ما تميل إلى تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الآخرين، وقليل من يؤثرون الآخرين على أنفسهم، فالركون إلى الثقة العمياء يعني أن تكون قادراً على أن تكون قوياً لدرجة تتقبل فيها الأسوأ، فالأنفس البشرية قد تتحول في لحظات إلى أنفس حيوانية لا ترى إلا غنيمتها.
وأزمة الثقة قد تكون هي الأخرى خللا في الشخصية، فليس كل من حولنا يريدون بنا شراً، وليس كل فعل أو قول له أسباب ونوايا شريرة، ولكن في المقابل أيضاً ليس كل من يضحك في وجهنا نقدم له أسرارنا أو حتى تفاصيل أمور حياتنا الشخصية، فالمسألة نسبية وتحتاج إلى ميزان العقل قبل القلب، نعرف من خلاله من يستحق ثقتنا، ومن لا يستحقها، من يريد لنا الخير ومن يتظاهر بأنه الملاك الحارس الذي يحميك، فمهما كانت علاقتك به وحتى درجة صلة قرابتك منه، سواءً كان صديقاً، أم أخاً، أو زوجا، أو زميل عمل، أو حتى ابناً لك لا تكن ثقتك مطلقة! ألم يقل الله تعالى في محكم كتابه: “يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم” (التغابن 14). فهما وثقت بمن حولك اترك لنفسك مجالاً للرؤية ولو كانت بسيطة أو طفيفة ولا تكن أعمى فتندم.
ياسمينة:
أكثر ما يؤلم، عندما تثق في أحدهم ثقة عمياء، ويثبت لك مع الوقت أنك فعلاً أعمى.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/Bp6PFm-FKxH/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1f32n7ele1f7j
هناك ثقة فطرية، كثقة الطفل بأمه، فهو لا يفكر بنياتها، ومقاصدها ولا يحذر من التعامل معها، فهو ولد وبداخله من يقول له: إنها تحبك أكثر من نفسها- إلا الشواذ منهن طبعاً- وهناك ثقة نكتسبها مع الأيام من خلال تعاملنا مع من حولنا، قد نثق ثقة عمياء ببعضهم، رغم خطأنا الذي قد ندفع ثمنه مع أول خذلان، أو من طعنة في الظهر، فالثقة كالزجاج يبقى لامعاً شفافاً، إلى أن تلوثه المواقف غير المتوقعة أو لنقل الصادمة، وقد لا نثق ببعضهم رغم أنهم لا يضمرون لنا إلا الخير، وكأن حاجزاً نفسياً قد بنى نفسه تلقائياً دونما سبب.
ومع كل ذلك فالثقة العمياء قد تكون سذاجة، فالنفس البشرية متقلبة، ولها أهواء ومآرب كذلك، وغالباً ما تميل إلى تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الآخرين، وقليل من يؤثرون الآخرين على أنفسهم، فالركون إلى الثقة العمياء يعني أن تكون قادراً على أن تكون قوياً لدرجة تتقبل فيها الأسوأ، فالأنفس البشرية قد تتحول في لحظات إلى أنفس حيوانية لا ترى إلا غنيمتها.
وأزمة الثقة قد تكون هي الأخرى خللا في الشخصية، فليس كل من حولنا يريدون بنا شراً، وليس كل فعل أو قول له أسباب ونوايا شريرة، ولكن في المقابل أيضاً ليس كل من يضحك في وجهنا نقدم له أسرارنا أو حتى تفاصيل أمور حياتنا الشخصية، فالمسألة نسبية وتحتاج إلى ميزان العقل قبل القلب، نعرف من خلاله من يستحق ثقتنا، ومن لا يستحقها، من يريد لنا الخير ومن يتظاهر بأنه الملاك الحارس الذي يحميك، فمهما كانت علاقتك به وحتى درجة صلة قرابتك منه، سواءً كان صديقاً، أم أخاً، أو زوجا، أو زميل عمل، أو حتى ابناً لك لا تكن ثقتك مطلقة! ألم يقل الله تعالى في محكم كتابه: “يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم” (التغابن 14). فهما وثقت بمن حولك اترك لنفسك مجالاً للرؤية ولو كانت بسيطة أو طفيفة ولا تكن أعمى فتندم.
ياسمينة:
أكثر ما يؤلم، عندما تثق في أحدهم ثقة عمياء، ويثبت لك مع الوقت أنك فعلاً أعمى.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/Bp6PFm-FKxH/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1f32n7ele1f7j
أحدث التعليقات