“أنا وليس أخي”

الجمعة 28 سبتمبر 2018

عندما دخل المدرسة كانت أول جملة سمعها من المدرسين هي: “أنت أخو فلان؟ كن مثله متفوقاً وولداً مطيعاً”، لم تكن المرة الأولى التي يسمع فيها هذه الجملة، فقبلها مل من سماعها في المنزل، فبعد كل موقف تزأر والدته في وجهه: لماذا لا تكون مثل أخيك؟ لماذا أنت مختلف عنه؟ وهكذا كان الأمر مع والده وكل من يصادفه.

يقول: تولد شعور غريب في نفسي، ما بين أن أجاهد لكي أكون نسخة منه “مثابرا، متفوقا، هادئا، مطيعا”، وبين أن أكون الإنسان المشاغب الذي يثور بداخلي، غير مكترث للكتب والمذاكرة، وحبي للحركة بل الحركة المفرطة التي كنت أكبح جماحها، حتى مللت من نفسي، وتولد شعور الغيرة تجاه أخي الذي رغم حبه لي وسعيه لمساعدتي بدأت أكرهه لا شعورياً.

الكثير من الأهل والمدرسين ودون أي قصد يسهمون في خلق هذه المشاعر في أنفس الصغار من الأطفال حتى يشبوا على تلك الأحاسيس والمشاعر، ويكون حينها قد فات الأوان ولا يمكن إصلاح ما أفسده المقربون والمربون. لابد أن ندرك أن الاختلاف هو الأصل، وأن الطبيعي في كل شيء عدم التطابق أو التناسخ، نعم هما أخوان، لكن لكل شخصية وطباع وسلوكيات وتصرفات، نعم هما من بيت واحد، ومن المفترض أن تكون بيئتهما واحدة، فهما يتربيان على يد أم واحدة وأب واحد ولهما كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المماثلة، لكن هما مختلفان، باختصار هما إنسانان مختلفان لهما تجارب مختلفة في الحياة، وسيكون لكل منهما مستقبل مختلف.

ليس من التربية أن يكرر على مسامع الطفل مقارنات بينه وبين إخوته أو زملائه فتلك تدفعه إما إلا العناد ليثبت شخصيته، فنكون حينها قد بلغنا مقصدا مناقضا، فبدلاً من أن يكون متفوقاً سيهمل دروسه فقط ليكون هو “نفسه”، أو أننا سنولد الشرارة الأولى للغيرة بينه وبين أقرب الناس إليه! فبدلاً من زرع المحبة في قلبيهما سنزرع الكره ومشاعر الغضب التي ستحطم كل جميل.

التحفيز والتشجيع على الجميل من الخلق لا يكون بالمقارنة بين الشخص والآخر، بل بين الشخص ونفسه، أنت ذكي وبإمكانك أن تكون الأول على الصف، أنت مؤدب ولكن لا تقم بهذا التصرف مرة أخرى فهو يُظهرك بصورة غير لائقة أمام الآخرين وهكذا… حفزه ولا تدمره.

ياسمينة:

إياك ومقارنة طفلك بإخوته، كي لا تخسره ويخسر نفسه.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BoQyGtmn2dk/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1gh8ph6jvmob0

الجمعة 28 سبتمبر 2018

عندما دخل المدرسة كانت أول جملة سمعها من المدرسين هي: “أنت أخو فلان؟ كن مثله متفوقاً وولداً مطيعاً”، لم تكن المرة الأولى التي يسمع فيها هذه الجملة، فقبلها مل من سماعها في المنزل، فبعد كل موقف تزأر والدته في وجهه: لماذا لا تكون مثل أخيك؟ لماذا أنت مختلف عنه؟ وهكذا كان الأمر مع والده وكل من يصادفه.

يقول: تولد شعور غريب في نفسي، ما بين أن أجاهد لكي أكون نسخة منه “مثابرا، متفوقا، هادئا، مطيعا”، وبين أن أكون الإنسان المشاغب الذي يثور بداخلي، غير مكترث للكتب والمذاكرة، وحبي للحركة بل الحركة المفرطة التي كنت أكبح جماحها، حتى مللت من نفسي، وتولد شعور الغيرة تجاه أخي الذي رغم حبه لي وسعيه لمساعدتي بدأت أكرهه لا شعورياً.

الكثير من الأهل والمدرسين ودون أي قصد يسهمون في خلق هذه المشاعر في أنفس الصغار من الأطفال حتى يشبوا على تلك الأحاسيس والمشاعر، ويكون حينها قد فات الأوان ولا يمكن إصلاح ما أفسده المقربون والمربون. لابد أن ندرك أن الاختلاف هو الأصل، وأن الطبيعي في كل شيء عدم التطابق أو التناسخ، نعم هما أخوان، لكن لكل شخصية وطباع وسلوكيات وتصرفات، نعم هما من بيت واحد، ومن المفترض أن تكون بيئتهما واحدة، فهما يتربيان على يد أم واحدة وأب واحد ولهما كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المماثلة، لكن هما مختلفان، باختصار هما إنسانان مختلفان لهما تجارب مختلفة في الحياة، وسيكون لكل منهما مستقبل مختلف.

ليس من التربية أن يكرر على مسامع الطفل مقارنات بينه وبين إخوته أو زملائه فتلك تدفعه إما إلا العناد ليثبت شخصيته، فنكون حينها قد بلغنا مقصدا مناقضا، فبدلاً من أن يكون متفوقاً سيهمل دروسه فقط ليكون هو “نفسه”، أو أننا سنولد الشرارة الأولى للغيرة بينه وبين أقرب الناس إليه! فبدلاً من زرع المحبة في قلبيهما سنزرع الكره ومشاعر الغضب التي ستحطم كل جميل.

التحفيز والتشجيع على الجميل من الخلق لا يكون بالمقارنة بين الشخص والآخر، بل بين الشخص ونفسه، أنت ذكي وبإمكانك أن تكون الأول على الصف، أنت مؤدب ولكن لا تقم بهذا التصرف مرة أخرى فهو يُظهرك بصورة غير لائقة أمام الآخرين وهكذا… حفزه ولا تدمره.

ياسمينة:

إياك ومقارنة طفلك بإخوته، كي لا تخسره ويخسر نفسه.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BoQyGtmn2dk/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1gh8ph6jvmob0

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.