بصوت “متحشرج” ومغبون، تمكنت طالبة في المرحلة الابتدائية من أن تنقل إلينا شعورها وشعور الآلاف من طلبة المدارس الحكومية ممن فوجئوا باستلام كتب دراسية قديمة، بعضها ممزق، والبعض الآخر مرقع و”مبقع” ببقايا أطعمة ومشروبات، وهناك كتب “مشخبطة شخابيط” ومخططة بالأقلام الملونة “الهاي لايت”، ناهيك عن تلك الكتب التي احتوت حلولا للتمرينات والتدريبات! وببراءة أعلنتها الطفلة عبر رسالة صوتية بأنها وبهذه الكتب لن تذهب للمدرسة، طالبة من المديرة أن تلغي حضورها للمدرسة هذا العام.
أعذر ردة فعل هذه الطفلة، إذ أحسست بما أصيبت به من خيبة أمل، فماذا يعني أن توزع المدارس الحكومية كتبا قديمة على طلبتها؟ وماذا يعني أن تطالب الأهالي بدفع غرامات نهاية العام الدراسي على الكتب التالفة، والتي هي في الأصل استخدام ثاني أو ثالث واستهلكت بأيدي أطفال “حاطين شايلين” فيها طوال العام الدراسي؟ أليس التعليم حقا من حقوق المواطنين ويكفله الدستور؟ أليس من الطبيعي أن يحصل كل طالب على كتب نظيفة، جديدة تشجعه على التعليم، لا أن “تسد” نفسه عن الدراسة وتحبطه مع بداية عامه الدراسي الجديد؟ لسنا في دولة معدمة لنضع لاصقا على أفواهنا ونتقبل الأمر، فنحن في دولة خليجية بل نحن من أوائل الدول التي دخل التعليم النظامي عليها بعد الحرب العالمية الأولى، فقدرت الحكومة التعليم، واحترمت المتعلمين، بل وحقق التعليم فيها مراكز متقدمة يشار إليها بالبنان، بل يشهد القاصي والداني بحب أهلها العلم والتعليم، والأمم تتقدم ولا تتأخر!
نتفهم أن الحكومة تمر بأزمة مالية، وأن التقشف طال كل الوزارات، ولكن عندما يصل الأمر إلى كتب الطلبة، خصوصاً الأطفال، ولاسيما طلبة الحلقة الأولى، فنحن نقول هنا “stop”، فالأمر محبط ومحطم للنفسية، وعلى الوزارة أن تعيد النظر في هذا التصرف، فبدلاً من هدر ميزانية الوزارة في طباعة منشورات، وإعلانات، وإقامة حفلات، وفعاليات، الأولى أن تضع تلك الميزانية في طباعة الكتب الدراسية، والتي لم يستلم بعض الطلبة في بعض المدارس- حتى موعد كتابة المقال – كتبهم أسوة بأقرانهم.
تلك حكاية، وحكاية حشر أكثر من 40 طالبا في فصل دراسي واحد حكاية أخرى، مما يشكل ضغطا ليس فقط على الطلبة الذين سيقل تركيزهم، بل حتى على المدرسين الذين يقومون اليوم بمهام مضاعفة خصوصاً مع قلة عدد الموظفين بالمدارس، أوصل الحال بالمعلمين إلى تنظيف الفصول الدراسية في أيام الإجازة الأسبوعية لاستقبال الطلبة لشح عدد المنظفين! وكيف سيستوعب الطلبة دروسهم في فصول خشبية بمكيفات سيئة و”حارة” في جونا هذا؟ فعلاً “يعطيك العافية يا وزارة التربية والتعليم”!.
ياسمينة:
تقليص الميزانية ليس على حساب الطلبة.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BnqfgnYHMDQ/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1dtjapc25i0ze
بصوت “متحشرج” ومغبون، تمكنت طالبة في المرحلة الابتدائية من أن تنقل إلينا شعورها وشعور الآلاف من طلبة المدارس الحكومية ممن فوجئوا باستلام كتب دراسية قديمة، بعضها ممزق، والبعض الآخر مرقع و”مبقع” ببقايا أطعمة ومشروبات، وهناك كتب “مشخبطة شخابيط” ومخططة بالأقلام الملونة “الهاي لايت”، ناهيك عن تلك الكتب التي احتوت حلولا للتمرينات والتدريبات! وببراءة أعلنتها الطفلة عبر رسالة صوتية بأنها وبهذه الكتب لن تذهب للمدرسة، طالبة من المديرة أن تلغي حضورها للمدرسة هذا العام.
أعذر ردة فعل هذه الطفلة، إذ أحسست بما أصيبت به من خيبة أمل، فماذا يعني أن توزع المدارس الحكومية كتبا قديمة على طلبتها؟ وماذا يعني أن تطالب الأهالي بدفع غرامات نهاية العام الدراسي على الكتب التالفة، والتي هي في الأصل استخدام ثاني أو ثالث واستهلكت بأيدي أطفال “حاطين شايلين” فيها طوال العام الدراسي؟ أليس التعليم حقا من حقوق المواطنين ويكفله الدستور؟ أليس من الطبيعي أن يحصل كل طالب على كتب نظيفة، جديدة تشجعه على التعليم، لا أن “تسد” نفسه عن الدراسة وتحبطه مع بداية عامه الدراسي الجديد؟ لسنا في دولة معدمة لنضع لاصقا على أفواهنا ونتقبل الأمر، فنحن في دولة خليجية بل نحن من أوائل الدول التي دخل التعليم النظامي عليها بعد الحرب العالمية الأولى، فقدرت الحكومة التعليم، واحترمت المتعلمين، بل وحقق التعليم فيها مراكز متقدمة يشار إليها بالبنان، بل يشهد القاصي والداني بحب أهلها العلم والتعليم، والأمم تتقدم ولا تتأخر!
نتفهم أن الحكومة تمر بأزمة مالية، وأن التقشف طال كل الوزارات، ولكن عندما يصل الأمر إلى كتب الطلبة، خصوصاً الأطفال، ولاسيما طلبة الحلقة الأولى، فنحن نقول هنا “stop”، فالأمر محبط ومحطم للنفسية، وعلى الوزارة أن تعيد النظر في هذا التصرف، فبدلاً من هدر ميزانية الوزارة في طباعة منشورات، وإعلانات، وإقامة حفلات، وفعاليات، الأولى أن تضع تلك الميزانية في طباعة الكتب الدراسية، والتي لم يستلم بعض الطلبة في بعض المدارس- حتى موعد كتابة المقال – كتبهم أسوة بأقرانهم.
تلك حكاية، وحكاية حشر أكثر من 40 طالبا في فصل دراسي واحد حكاية أخرى، مما يشكل ضغطا ليس فقط على الطلبة الذين سيقل تركيزهم، بل حتى على المدرسين الذين يقومون اليوم بمهام مضاعفة خصوصاً مع قلة عدد الموظفين بالمدارس، أوصل الحال بالمعلمين إلى تنظيف الفصول الدراسية في أيام الإجازة الأسبوعية لاستقبال الطلبة لشح عدد المنظفين! وكيف سيستوعب الطلبة دروسهم في فصول خشبية بمكيفات سيئة و”حارة” في جونا هذا؟ فعلاً “يعطيك العافية يا وزارة التربية والتعليم”!.
ياسمينة:
تقليص الميزانية ليس على حساب الطلبة.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BnqfgnYHMDQ/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1dtjapc25i0ze
أحدث التعليقات