لا أمزح، أهم الكفار أم نحن؟ بغض النظر عن الشق العقائدي الديني، وبغض النظر عن الحياة الشخصية التي يعيشها الأجانب في الغرب، فالكثير منهم يتصرفون بأخلاقيات الإسلام التي قلما نجدها عندنا، “نحن المسلمون”.
مادونا، التي احتفلت الشهر الماضي بعيد ميلادها الستين، وجدت أن أفضل طريقة تحتفل بها بعيد ميلادها أن تجمع التبرعات للأطفال الأيتام، فبدأت منذ فترة فتح حساباتها لتتلقى التبرعات من أجل أن تصل إلى هدفها وتجمع أكثر من 60 ألف دولار لتوفر الأكل، والتعليم والرعاية الصحية للأطفال المحرومين من الأيتام في الريف الأفريقي، هذا غير افتتاحها مستشفى ومؤسسة خيرية، وتبنيها أربعة أطفال أيتام.
لست هنا لأمجد هذه المغنية، فلست من متابعيها يوماً، لكنها نموذج من نماذج كثيرة لأجانب يسيرون على ذات النهج، فهي ليست الوحيدة لأضرب فيها المثل، لكن يمكن أن نقارن بها بعض “مشاهير العرب”، مثل من همهن الوحيد احتفالاتهن، أي فستان سيرتدين، وكم سينفقن على مجوهراتهن، وبأية سيارة سيصلن قاعة الحفل، ومن سيدعين من المشاهير، ومن سيحي الحفل من المغنين والمطربين أو حتى الراقصين، (وخذ وخل) من هذه البهرجة التي هدفها فرقعات “السوشل ميديا”، والاستحواذ على أكبر عدد من “اللايكات والفلورز”، ولتتصدر أسماؤهن الأخبار الفنية في الصحف، ولم يكن من بينهن – أو حتى من بينهم – من فكرت يوماً في أن تستغل شهرتها في خدمة الفئات المحرومة في المجتمع، من مرضى، وأيتام وأسر محتاجة.
والأدهى والأمر، أن هؤلاء المشاهير يتلقون الهدايا مما غلى ثمنه، وعلت قيمته من فلان وعلتان، ولو طُلب منهم التبرع بتلك الهدايا لطفل لا يجد حليب يومه، أو طالب لا يجد ثمن زيه المدرسي لتعذروا، وتأففوا وأشاحوا وجوههم كمن أصيب بصمم، لا يسمع بسببه صرخات المحرومين والمحتاجين.
أغلب مشاهيرنا للأسف يرددون نفس الاسطوانة حتى إن لم يعوا تماماً بُعدها الحقيقي: “الفن رسالة” دون أن يكون لهم في الواقع تحرك فعلي لتطبيق هذه الرسالة ببعدها الإنساني أو التنموي، فإن كانت للفن رسالة فلتكن في السعي نحو الرقي، والتنوير، ورسم الطريق للآخرين لبناء مجتمع مبني على الأخلاق، لا بجر الجيل الجديد لسلوكيات تدفعهم نحو هاوية التردي الأخلاقي.
ياسمينة:
العمل الإنساني لا دين له ولا جنسية، فلنتعلم ممن يملكون الرحمة في قلوبهم.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BnYXA6XHKAn/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1bqx0qlok4e9s
لا أمزح، أهم الكفار أم نحن؟ بغض النظر عن الشق العقائدي الديني، وبغض النظر عن الحياة الشخصية التي يعيشها الأجانب في الغرب، فالكثير منهم يتصرفون بأخلاقيات الإسلام التي قلما نجدها عندنا، “نحن المسلمون”.
مادونا، التي احتفلت الشهر الماضي بعيد ميلادها الستين، وجدت أن أفضل طريقة تحتفل بها بعيد ميلادها أن تجمع التبرعات للأطفال الأيتام، فبدأت منذ فترة فتح حساباتها لتتلقى التبرعات من أجل أن تصل إلى هدفها وتجمع أكثر من 60 ألف دولار لتوفر الأكل، والتعليم والرعاية الصحية للأطفال المحرومين من الأيتام في الريف الأفريقي، هذا غير افتتاحها مستشفى ومؤسسة خيرية، وتبنيها أربعة أطفال أيتام.
لست هنا لأمجد هذه المغنية، فلست من متابعيها يوماً، لكنها نموذج من نماذج كثيرة لأجانب يسيرون على ذات النهج، فهي ليست الوحيدة لأضرب فيها المثل، لكن يمكن أن نقارن بها بعض “مشاهير العرب”، مثل من همهن الوحيد احتفالاتهن، أي فستان سيرتدين، وكم سينفقن على مجوهراتهن، وبأية سيارة سيصلن قاعة الحفل، ومن سيدعين من المشاهير، ومن سيحي الحفل من المغنين والمطربين أو حتى الراقصين، (وخذ وخل) من هذه البهرجة التي هدفها فرقعات “السوشل ميديا”، والاستحواذ على أكبر عدد من “اللايكات والفلورز”، ولتتصدر أسماؤهن الأخبار الفنية في الصحف، ولم يكن من بينهن – أو حتى من بينهم – من فكرت يوماً في أن تستغل شهرتها في خدمة الفئات المحرومة في المجتمع، من مرضى، وأيتام وأسر محتاجة.
والأدهى والأمر، أن هؤلاء المشاهير يتلقون الهدايا مما غلى ثمنه، وعلت قيمته من فلان وعلتان، ولو طُلب منهم التبرع بتلك الهدايا لطفل لا يجد حليب يومه، أو طالب لا يجد ثمن زيه المدرسي لتعذروا، وتأففوا وأشاحوا وجوههم كمن أصيب بصمم، لا يسمع بسببه صرخات المحرومين والمحتاجين.
أغلب مشاهيرنا للأسف يرددون نفس الاسطوانة حتى إن لم يعوا تماماً بُعدها الحقيقي: “الفن رسالة” دون أن يكون لهم في الواقع تحرك فعلي لتطبيق هذه الرسالة ببعدها الإنساني أو التنموي، فإن كانت للفن رسالة فلتكن في السعي نحو الرقي، والتنوير، ورسم الطريق للآخرين لبناء مجتمع مبني على الأخلاق، لا بجر الجيل الجديد لسلوكيات تدفعهم نحو هاوية التردي الأخلاقي.
ياسمينة:
العمل الإنساني لا دين له ولا جنسية، فلنتعلم ممن يملكون الرحمة في قلوبهم.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BnYXA6XHKAn/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1bqx0qlok4e9s
أحدث التعليقات