بقلم : ياسمين خلف
ليست كل العادات والتقاليد يجب التمسّك بها أو حتى احترامها، طالما كانت لا تحترم الإنسان ولا تحترم الزمان الذي هم فيه، أحد تلك التقاليد نذر فلان لفلانة، وارتباط العائلتين بميثاق لتزويج ابنهم بابنتهم حال وصولهما إلى سن الزواج، ضاربين عرض الحائط مدى قبول الشابين لبعضهما، ومدى توافقهما في المستقبل.
يُردّد على مسامع الطفلين منذ صغرهما بأنهما يومًا ما سيزفان لبعضهما، وكأن القدر قد حسم أمره وأن لا مكان ليرسم طريقًا آخر لهما. فترسم الفتاة في مراهقتها أحلامًا وردية معه، وباليوم الذي سترتدي فيه الطرحة والفستان الأبيض، لتزف عروسًا إليه – هذا إن كانت تتقبّله – وكذلك الولد قد يتقمّص دور الرجل وهو الذي لم يخط له شارب بعد، وبأنه المسؤول عنها، فلا تخرج ولا تتخذ قرارًا إلا بعد مشورته، ليصدما معاً كلما نضجا بأن لا توافق فعليًا بينهما، وأن طريقهما مختلف، وفكرهما أكثر اختلافًا، وأن الحياة لم تعد كما كانت أيام جديهما، وأن الدنيا أوجدت لهما الخيارات الأكثر ملاءمة، ليقعا معًا في شراك حياة تعيسة حتى قبل أن تبدأ!.
الجريء منهما سيحاول أن يكسر كل القيود ويتمرّد على العادات والتقاليد التي باتت بالية في مجتمع منفتح ومتعلّم، وسيحاول أن ينهي عقدًا يجده طريقًا إلى مقبرته وهو لا يزال حيًا، والأقل جرأة سيرضخ مرغمًا على العيش بقية حياته مع شريك قد لا يتشابه معه في شيء سوى اسم الجد الذي يربطهما، لتبدأ بعدها المشاكل والخلافات، هذا إن لم يحسم الشاب أمره منذ البداية بأن تكون ابنة العم هي الزوجة الأولى لإرضاء الأهل والوفاء بالعهد وربما النذر، لتلحقها زوجة أخرى تكون باختياره وأكثر توافقًا معه فكريًا وعلميًا، وأقرب إلى نفسه عاطفيًا.
بعض العادات لم تعد ملائمة لحياتنا العصرية، وكان من المفترض أن تدفن مع من دفنوا من أجدادنا، لا أن تكون الحبل الذي يُخنق به شباب اليوم وتقتله وهو في زهرة حياته.
حتى خير البشر محمد يقول “تباعدوا تصحوا”، ففي زواج الأقارب فرصة لانتقال واستمرار الأمراض الوراثية، والبعض منا يصر على أن فلانة لا تكون إلا لابن عمها فلان!. فإلى متى سنحترم عادات لا تحترم كيان الإنسان؟.
ياسمينة: زواجات قائمة على الاختيار وتفشل، فما بال تلك التي تقوم على الحظ والنصيب، والتي قد تنجح وقد تخيب!.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/9anmwzhbki8Jy6xpCmZyi308VI3NBms76gWO40/
بقلم : ياسمين خلف
ليست كل العادات والتقاليد يجب التمسّك بها أو حتى احترامها، طالما كانت لا تحترم الإنسان ولا تحترم الزمان الذي هم فيه، أحد تلك التقاليد نذر فلان لفلانة، وارتباط العائلتين بميثاق لتزويج ابنهم بابنتهم حال وصولهما إلى سن الزواج، ضاربين عرض الحائط مدى قبول الشابين لبعضهما، ومدى توافقهما في المستقبل.
يُردّد على مسامع الطفلين منذ صغرهما بأنهما يومًا ما سيزفان لبعضهما، وكأن القدر قد حسم أمره وأن لا مكان ليرسم طريقًا آخر لهما. فترسم الفتاة في مراهقتها أحلامًا وردية معه، وباليوم الذي سترتدي فيه الطرحة والفستان الأبيض، لتزف عروسًا إليه – هذا إن كانت تتقبّله – وكذلك الولد قد يتقمّص دور الرجل وهو الذي لم يخط له شارب بعد، وبأنه المسؤول عنها، فلا تخرج ولا تتخذ قرارًا إلا بعد مشورته، ليصدما معاً كلما نضجا بأن لا توافق فعليًا بينهما، وأن طريقهما مختلف، وفكرهما أكثر اختلافًا، وأن الحياة لم تعد كما كانت أيام جديهما، وأن الدنيا أوجدت لهما الخيارات الأكثر ملاءمة، ليقعا معًا في شراك حياة تعيسة حتى قبل أن تبدأ!.
الجريء منهما سيحاول أن يكسر كل القيود ويتمرّد على العادات والتقاليد التي باتت بالية في مجتمع منفتح ومتعلّم، وسيحاول أن ينهي عقدًا يجده طريقًا إلى مقبرته وهو لا يزال حيًا، والأقل جرأة سيرضخ مرغمًا على العيش بقية حياته مع شريك قد لا يتشابه معه في شيء سوى اسم الجد الذي يربطهما، لتبدأ بعدها المشاكل والخلافات، هذا إن لم يحسم الشاب أمره منذ البداية بأن تكون ابنة العم هي الزوجة الأولى لإرضاء الأهل والوفاء بالعهد وربما النذر، لتلحقها زوجة أخرى تكون باختياره وأكثر توافقًا معه فكريًا وعلميًا، وأقرب إلى نفسه عاطفيًا.
بعض العادات لم تعد ملائمة لحياتنا العصرية، وكان من المفترض أن تدفن مع من دفنوا من أجدادنا، لا أن تكون الحبل الذي يُخنق به شباب اليوم وتقتله وهو في زهرة حياته.
حتى خير البشر محمد يقول “تباعدوا تصحوا”، ففي زواج الأقارب فرصة لانتقال واستمرار الأمراض الوراثية، والبعض منا يصر على أن فلانة لا تكون إلا لابن عمها فلان!. فإلى متى سنحترم عادات لا تحترم كيان الإنسان؟.
ياسمينة: زواجات قائمة على الاختيار وتفشل، فما بال تلك التي تقوم على الحظ والنصيب، والتي قد تنجح وقد تخيب!.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/9anmwzhbki8Jy6xpCmZyi308VI3NBms76gWO40/
أحدث التعليقات