فرداً من عائلتنا

بقلم : ياسمين خلف

حالة من الطوارئ تُعلن سنوياً في الكثير من البيوت مع اقتراب شهر رمضان المبارك، فمن تملك خادمة أو أكثر تحاول التودد إليها وكسب رضاها خوفاً من هروبها مع دخول الشهر الكريم أو طلبها إنهاء عقدها قبل أوانه بداعي الحاجة الماسة للسفر إلى أهلها، وفي نيتها المبيتة الفرار مما سيأتيها من أعمال شاقة. فيما يبذل البعض الآخر قصارى جهدهم للحصول على خادمة ولو بطرق غير قانونية لتحمل عن ربة المنزل الجزء الأكبر من عناء الطبخ و”النفخ” وغسل الصحون الذي يتضاعف بتضاعف شهية أهل المنزل وتنوع أطباقهم الرمضانية.

البعض للأسف لا يكترث إلا لمصلحته من هذه العمالة المنزلية التي تُهضم حقوق الكثيرات منهن، وتنتهك إنسانيتهن، وهن صاعرات خدودهن لمذلة الحاجة لأجور أغلبها لا تتناسب مع ساعات العمل غير المحددة، والجهد الذي يبذلنه، مما لا يترك لهن ساعات كافية للراحة، وطبعاً لا إجازة أسبوعية ولا تلك الخاصة بالمناسبات يظفرن بها. ويكفي أن نتخيل أنفسنا دون إجازة أسبوعية لعامين متواصلين.

عاملات المنزل رغم مشاكلهن التي يشيب لها الرأس، إلا إنهن من المستضعفات على الأرض، يحتم علينا ديننا أولاً، وإنسانيتنا ثانياً أن نعاملهن بالطريقة التي تكفينا السؤال عنهن يوم الحساب. إيذاؤهن بدنياً أو نفسياً، وعدم رحمتهن بالعمل، أو حرمانهن من التواصل مع ذويهن أو حتى حرمانهن من أجورهن سنُسأل عليه وسيكون حسابنا عسيرا، وبالمثل سنجزى عليهن الخير الأوفى إن أكرمناهن وعاملناهن بإنسانية، يأكلن مما نأكل، ونلبسهن ونكسوهن بما يحفظ لهن كرامتهن.

عاملات المنزل أو حتى السواق وغيرهم من العمالة المنزلية تركوا أهاليهم، وتحملوا قهر الغربة من أجل دراهم معدودات، مضطرين لأن يعاشروا بشراً مختلفين عنهم طباعاً وثقافة وربما ديناً، وأن يشاركوهم منازلهم التي مهما وسعت هي كالقبر من دون أحبائهم. علينا أن نتذكر دائماً إن بخس حقوق هذه الفئة تُحولها إلى قنبلة موقوتة، وتحيلها إلى شيطان قد لا يرى أمامه غير الانتقام وسيلة للثأر لنفسه، وما أكثر قصص الانتقام من أطفال المنزل ثأراً من آبائهم، وإن لم يكن فالانتحار أو الهرب أقرب الطرق لإنهاء معاناتهن.

العيد ليس ببعيد، أكرمونهن، لا تنسوهن من الملابس الجديدة، وإن استطعتم ضاعفوا أجورهن كمكافأة على جهودهن المبذولة لإعداد سفرة رمضان، حسسوهن بأنهن فرداً من العائلة، لتنالوا أجراً مضاعفاً من الله، وتكسبوا ودهن ليحفظن بيوتكن ومن فيها.

ياسمينة: لا تبحثوا عن فقراء لتتصدقوا عليهم، هم بينكم وفي بيوتكم، والأقربون أولى بالمعروف.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/45_Hc2hbmR/

بقلم : ياسمين خلف

حالة من الطوارئ تُعلن سنوياً في الكثير من البيوت مع اقتراب شهر رمضان المبارك، فمن تملك خادمة أو أكثر تحاول التودد إليها وكسب رضاها خوفاً من هروبها مع دخول الشهر الكريم أو طلبها إنهاء عقدها قبل أوانه بداعي الحاجة الماسة للسفر إلى أهلها، وفي نيتها المبيتة الفرار مما سيأتيها من أعمال شاقة. فيما يبذل البعض الآخر قصارى جهدهم للحصول على خادمة ولو بطرق غير قانونية لتحمل عن ربة المنزل الجزء الأكبر من عناء الطبخ و”النفخ” وغسل الصحون الذي يتضاعف بتضاعف شهية أهل المنزل وتنوع أطباقهم الرمضانية.

البعض للأسف لا يكترث إلا لمصلحته من هذه العمالة المنزلية التي تُهضم حقوق الكثيرات منهن، وتنتهك إنسانيتهن، وهن صاعرات خدودهن لمذلة الحاجة لأجور أغلبها لا تتناسب مع ساعات العمل غير المحددة، والجهد الذي يبذلنه، مما لا يترك لهن ساعات كافية للراحة، وطبعاً لا إجازة أسبوعية ولا تلك الخاصة بالمناسبات يظفرن بها. ويكفي أن نتخيل أنفسنا دون إجازة أسبوعية لعامين متواصلين.

عاملات المنزل رغم مشاكلهن التي يشيب لها الرأس، إلا إنهن من المستضعفات على الأرض، يحتم علينا ديننا أولاً، وإنسانيتنا ثانياً أن نعاملهن بالطريقة التي تكفينا السؤال عنهن يوم الحساب. إيذاؤهن بدنياً أو نفسياً، وعدم رحمتهن بالعمل، أو حرمانهن من التواصل مع ذويهن أو حتى حرمانهن من أجورهن سنُسأل عليه وسيكون حسابنا عسيرا، وبالمثل سنجزى عليهن الخير الأوفى إن أكرمناهن وعاملناهن بإنسانية، يأكلن مما نأكل، ونلبسهن ونكسوهن بما يحفظ لهن كرامتهن.

عاملات المنزل أو حتى السواق وغيرهم من العمالة المنزلية تركوا أهاليهم، وتحملوا قهر الغربة من أجل دراهم معدودات، مضطرين لأن يعاشروا بشراً مختلفين عنهم طباعاً وثقافة وربما ديناً، وأن يشاركوهم منازلهم التي مهما وسعت هي كالقبر من دون أحبائهم. علينا أن نتذكر دائماً إن بخس حقوق هذه الفئة تُحولها إلى قنبلة موقوتة، وتحيلها إلى شيطان قد لا يرى أمامه غير الانتقام وسيلة للثأر لنفسه، وما أكثر قصص الانتقام من أطفال المنزل ثأراً من آبائهم، وإن لم يكن فالانتحار أو الهرب أقرب الطرق لإنهاء معاناتهن.

العيد ليس ببعيد، أكرمونهن، لا تنسوهن من الملابس الجديدة، وإن استطعتم ضاعفوا أجورهن كمكافأة على جهودهن المبذولة لإعداد سفرة رمضان، حسسوهن بأنهن فرداً من العائلة، لتنالوا أجراً مضاعفاً من الله، وتكسبوا ودهن ليحفظن بيوتكن ومن فيها.

ياسمينة: لا تبحثوا عن فقراء لتتصدقوا عليهم، هم بينكم وفي بيوتكم، والأقربون أولى بالمعروف.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/45_Hc2hbmR/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

One Comment on “فرداً من عائلتنا

  1. aly gabr : D

    مقال مميز يتناول موضوع لا يتناولة الكثيرين لانة يمس طبقة مهمشة
    واحلي ما فية الياسمينة الاخيرة وهيا ميزة كبيرة للكاتبة تلخص بة الموضوع

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.