“هشك بشك” باسم الفوازير

بقلم : ياسمين خلف

يترقب الناس منذ شهر أو أكثر حلول شهر رمضان المبارك، يعدون الأيام تنازلياً. البعض تلهفاً لاستقبال خير الشهور وأعظمها لاستثماره في مضاعفة الأجر والثواب والتكفير عن الذنب، والبعض الآخر تلهفاً وشوقاً لمتابعة المسلسلات والبرامج والمسابقات، ولاسيما البرامج الفكاهية والتي أغلبها تافهة ولا يُجني من ورائها غير إضاعة الوقت الثمين، وساعات سنندم يوماً على إهدارها.

لا نلوم المحطات الفضائية، ولا نلوم المُنتجين الذين همهم الأول الأرباح وجني الأموال، ولا أولئك الممثلين والممثلات الذين أدوا أدوارهم وقبضوا أتعابهم، وعادوا لبيوتهم فرحين. لكن نلوم من يتسمر ليله كله أمام التلفاز حتى مطلع الفجر، لينام ساعتين أو أكثر بقليل ليذهب لعمله بعين نصف مغلقة، متململاً، متعباً، مقصراً في أداء عمله الذي سيحاسب عليه أمام الله، ليعود مرة أخرى لوسادته ظهراً إلى أن يحين وقت إفطاره لتبدأ دوامة البرامج التلفزيونية والمسلسلات لتدور رحاها ثانية. وهكذا إلى أن ينقضي خير الشهور دون عبادة وذكر إلا ما رحم ربي.

إحدى القنوات الفضائية لم تأل جهداً، ففي كل عام وما أن يبدأ الشهر الفضيل حتى لتجدها تلغي تماماً نشرات أخبارها لتحل محلها المسلسلات التي لا جديد فيها غير ملابس الممثلين ومساحيق تجميل الممثلات!. – فالجمهور عاوز كذا – كما يقال دائماً في العرف الإعلامي، فما دام الجمهور يريد المسلسلات وبرامج المسابقات، والبرامج الفكاهية، وبرامج “الهشك بشك” باسم الفوازير، فليكن، وسيقدم له ما يتمنى، لتسجل القناة أكثر نسبة مشاهدة، وسحقاً لنشرات الأخبار التي لا تجلب غير الهم والغم.

عدد ليس بقليل يستعظم ختم القرآن الكريم في شهر واحد، لكنه يجد من السهل عليه أن يعد جدولاً للمسلسلات، في عدد من القنوات، ليتابعها متنقلاً بين قناة وأخرى بكل نشاط وبكل انتباه كي لا تفوته الأحداث، وبدلاً من أن يسألك في أي جزء أنت في قراءتك للقرآن الكريم، أو كم مرة تختم القرآن الكريم في الشهر الفضيل، يبادرك بالسؤال عن عدد المسلسلات التي تتابعها؟ وفي أي قناة؟ وفي أي ساعة تُعرض؟ وما أكثر مسلسل أعجبك؟ وكأن رمضان شهر التلفاز لا شهر العبادة والقرآن.

عذراً ولكن أليس من المضحك المبكي أن يطلب المصلون في إحدى الدول الإسلامية من إمام المسجد أن يستعجل في إمامته لهم في صلاة التراويح فقط كي لا تفوتهم أحداث مسلسلهم المفضل!.

ياسمينة: كل المسلسلات والبرامج الرمضانية يمكنكم متابعتها طوال العام عبر الشبكة العنكبوتية، فلا تسرفوا أوقاتكم فيها فتندموا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/4V3mQaBbsZ/

بقلم : ياسمين خلف

يترقب الناس منذ شهر أو أكثر حلول شهر رمضان المبارك، يعدون الأيام تنازلياً. البعض تلهفاً لاستقبال خير الشهور وأعظمها لاستثماره في مضاعفة الأجر والثواب والتكفير عن الذنب، والبعض الآخر تلهفاً وشوقاً لمتابعة المسلسلات والبرامج والمسابقات، ولاسيما البرامج الفكاهية والتي أغلبها تافهة ولا يُجني من ورائها غير إضاعة الوقت الثمين، وساعات سنندم يوماً على إهدارها.

لا نلوم المحطات الفضائية، ولا نلوم المُنتجين الذين همهم الأول الأرباح وجني الأموال، ولا أولئك الممثلين والممثلات الذين أدوا أدوارهم وقبضوا أتعابهم، وعادوا لبيوتهم فرحين. لكن نلوم من يتسمر ليله كله أمام التلفاز حتى مطلع الفجر، لينام ساعتين أو أكثر بقليل ليذهب لعمله بعين نصف مغلقة، متململاً، متعباً، مقصراً في أداء عمله الذي سيحاسب عليه أمام الله، ليعود مرة أخرى لوسادته ظهراً إلى أن يحين وقت إفطاره لتبدأ دوامة البرامج التلفزيونية والمسلسلات لتدور رحاها ثانية. وهكذا إلى أن ينقضي خير الشهور دون عبادة وذكر إلا ما رحم ربي.

إحدى القنوات الفضائية لم تأل جهداً، ففي كل عام وما أن يبدأ الشهر الفضيل حتى لتجدها تلغي تماماً نشرات أخبارها لتحل محلها المسلسلات التي لا جديد فيها غير ملابس الممثلين ومساحيق تجميل الممثلات!. – فالجمهور عاوز كذا – كما يقال دائماً في العرف الإعلامي، فما دام الجمهور يريد المسلسلات وبرامج المسابقات، والبرامج الفكاهية، وبرامج “الهشك بشك” باسم الفوازير، فليكن، وسيقدم له ما يتمنى، لتسجل القناة أكثر نسبة مشاهدة، وسحقاً لنشرات الأخبار التي لا تجلب غير الهم والغم.

عدد ليس بقليل يستعظم ختم القرآن الكريم في شهر واحد، لكنه يجد من السهل عليه أن يعد جدولاً للمسلسلات، في عدد من القنوات، ليتابعها متنقلاً بين قناة وأخرى بكل نشاط وبكل انتباه كي لا تفوته الأحداث، وبدلاً من أن يسألك في أي جزء أنت في قراءتك للقرآن الكريم، أو كم مرة تختم القرآن الكريم في الشهر الفضيل، يبادرك بالسؤال عن عدد المسلسلات التي تتابعها؟ وفي أي قناة؟ وفي أي ساعة تُعرض؟ وما أكثر مسلسل أعجبك؟ وكأن رمضان شهر التلفاز لا شهر العبادة والقرآن.

عذراً ولكن أليس من المضحك المبكي أن يطلب المصلون في إحدى الدول الإسلامية من إمام المسجد أن يستعجل في إمامته لهم في صلاة التراويح فقط كي لا تفوتهم أحداث مسلسلهم المفضل!.

ياسمينة: كل المسلسلات والبرامج الرمضانية يمكنكم متابعتها طوال العام عبر الشبكة العنكبوتية، فلا تسرفوا أوقاتكم فيها فتندموا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/4V3mQaBbsZ/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.