وصفدت الشياطين!

بقلم : ياسمين خلف

ليلة البارحة فقط صفدت الشياطين، تكبلت بالأغلال مرغمة لحلول الشهر الكريم، ستندحر إلى جحورها، وستنام ثلاثين يوماً بالتمام والكمال، على أمل أن تستأنف نشاطها ليلة العيد مباشرة!

لا ترتعد فرائصكم ولا تخافوا، فلست أتكلم عن شياطين الجن، بل شياطين الإنس الذين يفوقون مردة الجن بشاعة في أفعالهم، وينافسون الحرباء في تلونهم، فليلة البارحة اغتسل البعض من ذنوبهم، مرتدين رداء العفة، والطهارة، ولباس الملائكة وبدأوا في تدريب ألسنتهم على اللهج بأستغفر الله، اللهم إني صائم، وفرشوا سجادتهم، ونفضوا عن قرآنهم الغبار المتكدس أحد عشر شهراً!.

أتكلم عن أولئك الذين لا يجدون غضاضة من أن يعاقروا الخمر قبل يوم واحد من الشهر الفضيل، ليعلنوا توبتهم منه مع إعلان المدافع دخول الشهر الكريم. أتكلم عن ذاك الذي يودع عشيقته، على أمل اللقاء بها في حفلات العيد أو أيام عطله الثلاثة. وعن ذاك الذي جمع أشرطة الأغاني وركنها في مكان بعيد، ولكنه قريب متى ما احتاجها وجدها ليعوض حرمانه منها لأيامه الثلاثين. أتكلم عن تلك التي نظفت علبة مكياجها، مفتية بحلال تبرجها طوال العام، ومحرمة تزينها في شهر واحد. وعن تلك التي ما فتئت تقرض وتنهش في عروض الناس، وتتذكر في شهر رمضان بأن الغيبة والنميمة كأكل لحم أخيها وهو نيء!

لا أدعو إلى عدم التوبة، فالرجوع إلى الله وتذكر حلاله وحرامه من خير الأمور، فالله تواب غفور، لكن المؤسف أن البعض يجعل من كل ذلك موضة، موسمها شهر رمضان، وينتهي وهج تلك التوبة بعد انقضاء أيامه الثلاثين، ليعودوا إلى سابق عهدهم، ولما اعتادوا عليه من حياة الهرج والمرج البقية الباقية من أيام سنتهم.

جميل ألا يحاول البعض أن لا يجرح صيامه، ويحاول أن يؤدي دينه لله بالصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم، ومضاعفة الحسنات، ولكن من المخجل المخزي أن يكون المرء منافقاً ذا وجهين، ليرضي العبد أكثر من أن يرضي الرب.

إن قررت أن تُكبل شياطين نفسك وأهواءها لاستقبال شهر رمضان فلترمي بمفتاح زنزانة شيطانك في قعر عميق لا قرار له، كي لا تصل له نفسك، يوم يوسوس لك شيطانك للعودة إلى أهوائك. ومبارك عليكم الشهر الكريم.

 

ياسمينة: العبرة ليست فقط في التوبة في شهر رمضان، العبرة في الاستمرار فيها بقية الشهور والأعوام.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/4EBp8mhbtx/

بقلم : ياسمين خلف

ليلة البارحة فقط صفدت الشياطين، تكبلت بالأغلال مرغمة لحلول الشهر الكريم، ستندحر إلى جحورها، وستنام ثلاثين يوماً بالتمام والكمال، على أمل أن تستأنف نشاطها ليلة العيد مباشرة!

لا ترتعد فرائصكم ولا تخافوا، فلست أتكلم عن شياطين الجن، بل شياطين الإنس الذين يفوقون مردة الجن بشاعة في أفعالهم، وينافسون الحرباء في تلونهم، فليلة البارحة اغتسل البعض من ذنوبهم، مرتدين رداء العفة، والطهارة، ولباس الملائكة وبدأوا في تدريب ألسنتهم على اللهج بأستغفر الله، اللهم إني صائم، وفرشوا سجادتهم، ونفضوا عن قرآنهم الغبار المتكدس أحد عشر شهراً!.

أتكلم عن أولئك الذين لا يجدون غضاضة من أن يعاقروا الخمر قبل يوم واحد من الشهر الفضيل، ليعلنوا توبتهم منه مع إعلان المدافع دخول الشهر الكريم. أتكلم عن ذاك الذي يودع عشيقته، على أمل اللقاء بها في حفلات العيد أو أيام عطله الثلاثة. وعن ذاك الذي جمع أشرطة الأغاني وركنها في مكان بعيد، ولكنه قريب متى ما احتاجها وجدها ليعوض حرمانه منها لأيامه الثلاثين. أتكلم عن تلك التي نظفت علبة مكياجها، مفتية بحلال تبرجها طوال العام، ومحرمة تزينها في شهر واحد. وعن تلك التي ما فتئت تقرض وتنهش في عروض الناس، وتتذكر في شهر رمضان بأن الغيبة والنميمة كأكل لحم أخيها وهو نيء!

لا أدعو إلى عدم التوبة، فالرجوع إلى الله وتذكر حلاله وحرامه من خير الأمور، فالله تواب غفور، لكن المؤسف أن البعض يجعل من كل ذلك موضة، موسمها شهر رمضان، وينتهي وهج تلك التوبة بعد انقضاء أيامه الثلاثين، ليعودوا إلى سابق عهدهم، ولما اعتادوا عليه من حياة الهرج والمرج البقية الباقية من أيام سنتهم.

جميل ألا يحاول البعض أن لا يجرح صيامه، ويحاول أن يؤدي دينه لله بالصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم، ومضاعفة الحسنات، ولكن من المخجل المخزي أن يكون المرء منافقاً ذا وجهين، ليرضي العبد أكثر من أن يرضي الرب.

إن قررت أن تُكبل شياطين نفسك وأهواءها لاستقبال شهر رمضان فلترمي بمفتاح زنزانة شيطانك في قعر عميق لا قرار له، كي لا تصل له نفسك، يوم يوسوس لك شيطانك للعودة إلى أهوائك. ومبارك عليكم الشهر الكريم.

 

ياسمينة: العبرة ليست فقط في التوبة في شهر رمضان، العبرة في الاستمرار فيها بقية الشهور والأعوام.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/4EBp8mhbtx/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

2 Comments on “وصفدت الشياطين!

  1. aly gabr

    بالمناسبة مقالك اليوم ( وصفدت الشياطين ) عجبني جدا بدايتة اسلوب القصص في المقالات شيق جدا يجزب القارئ وايضا اخر سطر في المقال رائع فية ايجاز جميل للمقال بالكامل مقال قصير ولكن يحمل في طياتة الكثير رسالة زكية وشيقة للمقصودين من المقال اكيد وصل اليهم المقصود لان الكلام واضح بما لا يدع للبس مطلقا
    شكرا سيدتي
    دكتور / علي جبر
    مصر – الاسكندرية

    رد
  2. aly gabr

    بالمناسبة مقالك اليوم ( وصفدت الشياطين ) عجبني جدا بدايتة اسلوب القصص في المقالات شيق جدا يجزب القارئ وايضا اخر سطر في المقال رائع فية ايجاز جميل للمقال بالكامل مقال قصير ولكن يحمل في طياتة الكثير رسالة زكية وشيقة للمقصودين من المقال اكيد وصل اليهم المقصود لان الكلام واضح بما لا يدع للبس مطلقا
    شكرا سيدتي
    دكتور / علي جبر
    EGYPT

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.