الخميس الموافق 13/11/2014 م
دور المسنين ارحم
رحمها الله، تولّت مسؤولية رعاية وتربية إخوتها بعد وفاة والديها، كبرت بالسن، ولم تتزوج، فكان إخوتها كأبنائها، لم يبخلوا في رعايتها، ولم يقصّروا معها، وعوضًا عن خادم كان تحت إمرتها 3 من الخدم أو أكثر، ورغم كل ذلك طلبت منهم نقلها إلى دار رعاية لكبار السن.
هي تعترف بأن إخوتها قدّموا ما بوسعهم من وقت وجهد واهتمام نفسي وجسدي، إلا أنها لم تعد تحتمل أكثر البقاء ولو لسويعات مع الخدم، الذين عمدوا إلى إهانتها، وسبها بل وإلى ضربها والبصق في وجهها. شكت من ذلك الحال مرارًا، ولم يكن هناك دليل يدينهم، فأصرّت أن تقضي السنوات القليلة من عمرها في دار المسنين، علها تحفظ الباقي من كرامتها، فكان لها ما أرادت إلى أن توفيت.
لا يمكن الثقة تمامًا بالخدم في رعاية كبار السن، شأن ذلك شأن عدم الثقة العمياء من رعايتهم للأطفال. الكبار في السن، بعضهم إن لم يكن يتغاضى طواعية عن سوء معاملة الخدم من قبيل عدم فتح الباب لمشاكل معهم واتقاء شر انتقامهم، فإن البعض منهم قد يُعاني من النسيان أو الزهايمر مثلاً، فلا يشكو من أذى لحق به، ولا يعرف من أين أو كيف أصيب بالكدمات في جسمه؟. كذاك حال المسن الإماراتي الذي لاحظ أهله كثرة الكدمات والجروح في جسده، وهزاله الشديد رغم توفير ما يحتاجه من أطعمه فتبيّن أن الخادم يأكل أكله، ويُذيقه أصناف العذاب من ضرب وركل في غياب الأهل، إلى أن تم اكتشاف أمره بعد نصب كاميرا مراقبة ترصد حركاته فكانت الصدمة!.
قائل سيقول: “لو كان الأهل معه لما حدث ما حدث”، ولكن ولنكن مع الحق، قد يُولي البعض الرعاية والاهتمام لأبويه، أو لقريبه الذي في ذمته، ولكن هل من المعقول أن يكون معه 24 ساعة طوال الأسبوع؟، أليس من بينها ساعات عمله ونومه، وانشغاله في أمور حياته الخاصة؟، هو كغيره له ارتباطات، ولو كان عديم المروءة لتركه يُصارع عَجْزه، ولكنه وفّر كل سبل الراحة له في ساعات غيابه، وظن أنه عبر توفير خادم خاص له يُساعده في القيام بما لا يتمكن من القيام به لظروف غيابه، والطامة إن كان ذاك المساعد ذا يد قاسية، وقلب فقد الرحمة.
بعض الأحيان – ولا أقول في كل الأحوال – دور رعاية المسنين رحمة لبعض المسنين، ولبعض العاجزين عن الحركة حتى وإن لم يصلوا لسن الشيخوخة، فعلى الأقل هم تحت أيدي متدرّبة من الممرضين، وتحت مراقبة المسؤولين، لا ننفي وجود بعض الممارسات الشاذة في بعض دور المسنين، ولكن على الأقل هناك من يكشفها، ومن يبلغ عنها حال اكتشافها، على عكس بعض الحالات التي تدفن جرائمها مع دفن ضحاياها في المقابر.
ياسمينة: يد الأهل أرحم من كل الأيدي، ولكن إن لم تكن تلك اليد متوافرة طوال اليوم، ستكون يد دور المسنين أرحم بكثير من أيدي الخدم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
الخميس الموافق 13/11/2014 م
دور المسنين ارحم
رحمها الله، تولّت مسؤولية رعاية وتربية إخوتها بعد وفاة والديها، كبرت بالسن، ولم تتزوج، فكان إخوتها كأبنائها، لم يبخلوا في رعايتها، ولم يقصّروا معها، وعوضًا عن خادم كان تحت إمرتها 3 من الخدم أو أكثر، ورغم كل ذلك طلبت منهم نقلها إلى دار رعاية لكبار السن.
هي تعترف بأن إخوتها قدّموا ما بوسعهم من وقت وجهد واهتمام نفسي وجسدي، إلا أنها لم تعد تحتمل أكثر البقاء ولو لسويعات مع الخدم، الذين عمدوا إلى إهانتها، وسبها بل وإلى ضربها والبصق في وجهها. شكت من ذلك الحال مرارًا، ولم يكن هناك دليل يدينهم، فأصرّت أن تقضي السنوات القليلة من عمرها في دار المسنين، علها تحفظ الباقي من كرامتها، فكان لها ما أرادت إلى أن توفيت.
لا يمكن الثقة تمامًا بالخدم في رعاية كبار السن، شأن ذلك شأن عدم الثقة العمياء من رعايتهم للأطفال. الكبار في السن، بعضهم إن لم يكن يتغاضى طواعية عن سوء معاملة الخدم من قبيل عدم فتح الباب لمشاكل معهم واتقاء شر انتقامهم، فإن البعض منهم قد يُعاني من النسيان أو الزهايمر مثلاً، فلا يشكو من أذى لحق به، ولا يعرف من أين أو كيف أصيب بالكدمات في جسمه؟. كذاك حال المسن الإماراتي الذي لاحظ أهله كثرة الكدمات والجروح في جسده، وهزاله الشديد رغم توفير ما يحتاجه من أطعمه فتبيّن أن الخادم يأكل أكله، ويُذيقه أصناف العذاب من ضرب وركل في غياب الأهل، إلى أن تم اكتشاف أمره بعد نصب كاميرا مراقبة ترصد حركاته فكانت الصدمة!.
قائل سيقول: “لو كان الأهل معه لما حدث ما حدث”، ولكن ولنكن مع الحق، قد يُولي البعض الرعاية والاهتمام لأبويه، أو لقريبه الذي في ذمته، ولكن هل من المعقول أن يكون معه 24 ساعة طوال الأسبوع؟، أليس من بينها ساعات عمله ونومه، وانشغاله في أمور حياته الخاصة؟، هو كغيره له ارتباطات، ولو كان عديم المروءة لتركه يُصارع عَجْزه، ولكنه وفّر كل سبل الراحة له في ساعات غيابه، وظن أنه عبر توفير خادم خاص له يُساعده في القيام بما لا يتمكن من القيام به لظروف غيابه، والطامة إن كان ذاك المساعد ذا يد قاسية، وقلب فقد الرحمة.
بعض الأحيان – ولا أقول في كل الأحوال – دور رعاية المسنين رحمة لبعض المسنين، ولبعض العاجزين عن الحركة حتى وإن لم يصلوا لسن الشيخوخة، فعلى الأقل هم تحت أيدي متدرّبة من الممرضين، وتحت مراقبة المسؤولين، لا ننفي وجود بعض الممارسات الشاذة في بعض دور المسنين، ولكن على الأقل هناك من يكشفها، ومن يبلغ عنها حال اكتشافها، على عكس بعض الحالات التي تدفن جرائمها مع دفن ضحاياها في المقابر.
ياسمينة: يد الأهل أرحم من كل الأيدي، ولكن إن لم تكن تلك اليد متوافرة طوال اليوم، ستكون يد دور المسنين أرحم بكثير من أيدي الخدم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات