الخميس الموافق 30/10/2014 م
العزاب والانحلال الأخلاقي
أخونا المطالب بتزويج المراهقين والمراهقات يبدو أن أفكاره وللمرة الثانية ستكون على طاولة نقاشنا، لتشريح ما نادى به، خصوصًا أنه يجد أن أساس حل مشكلة الانحلال الأخلاقي يكمن في الزواج المبكر! وكأن كل هذا التفسخ الأخلاقي في مجتمعاتنا لا يأتي إلا من العزاب، وكأن المتزوجين منزهون عن الإتيان بهذه المناكر والمفاسد!.
إذن من هم أبطال الخيانات الزوجية؟ أليسوا من المتزوجين؟ أم أنهم عزاب كذلك، ولكن موقعون على شهادات نكاح، ولهم أبناء وأزواج أو زوجات؟.
أكثر قصص الخيانات وراءها زوج أو زوجة، تسرب الملل الزوجي إلى حياتهما، أو حدث بينهما الطلاق غير الموثق قانونيًا نتيجة البعد النفسي والجسدي بينهما، والتي غالبًا ما تحدث بعد سنوات طويلة من الزواج. وهذا يعني أن من يتزوج وعمره 15 عامًا، ما إن يخطو إلى الأربعين من عمره، إلا وقد وصل إلى مرحلة التشبع والملل من شريك حياته، فربع قرن من العلاقة الزوجية، والمرور بمشاكلها وثقل مسؤولية الأبناء كلها كفيلة بأن تدفع “البعض” إلى اللعب بذيله كما يقال، أو أن تنزلق رجله إلى هاوية الرذيلة، فيلتمس المجتمع للرجل حينها العذر و”يطبطبوا” على أخطائه وزلاته بحجة أنها “نزوة” عابرة وتنتهي، فيما لا تجد المرأة هذا العذر فترجم وتنبذ مجتمعيًا. وربما كان بالإمكان حماية البعض من هذه التجارب القاسية، إن كان الزواج نابعًا عن رغبة واقتناع بالطرف الآخر، وجاء بعد اختيار دقيق للأصلح والأكفأ والأنسب.
من يتزوج في سن المراهقة يعني أنه لم تتح له فرصة اختيار شريك الحياة، وأجبر على نصفه الآخر، والذي غالبًا ما يلتفت إلى أنه نصف لا يشبهه، ولا يمكن أن يستمر معه طوال عمره، فيبحث عن بديل آخر، وفي أحسن الأحوال سيتزوج بأخرى، والطامة إن وجد إلى الطريق المحرم سبيلًا للخروج من المأزق الذي دخل فيه أثناء سنين مراهقته بمباركة البالغين الناضجين من أهله، ممن يجد “كأخينا” أن الزواج المبكر الحل الأمثل لحماية المجتمع من الإنحلال الأخلاقي!.
الزواج في سن المراهقة، يعني حرمان الزوجين من إكمال تعليمهم، وإن تمكن الزوج من إكماله، فغالبًا ما تكون الزوجة هي من يدفع الثمن، فتكون المشجعة الساهرة على راحته إلى أن ينال شهاداته الدراسية الواحدة تلو الأخرى، وتنسى هي مستقبلها الدراسي، فيلتفت في النهاية، فيجد أنها لم تعد الزوجة التي يمكن أن يكمل مشوار حياته معها مع الفارق الفكري بينهما، والذي يزداد اتساعًا يومًا بعد آخر، فحميناهما من الانحلال الأخلاقي في مراهقتهما، وتسببنا في انهيار أسرة كاملة في شبابهما، فنعالج مشكلة ونقع في أخرى!.
ياسمينة: لو عاد الزمن بأجدادنا، لرفضوا تزويج أبنائهم المراهقين والأطفال، فما بال مثقفينا وحملة الشهادات العليا في القرن الحادي والعشرين ينادون بالرجعية!.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/uxKvqQBbsI
الخميس الموافق 30/10/2014 م
العزاب والانحلال الأخلاقي
أخونا المطالب بتزويج المراهقين والمراهقات يبدو أن أفكاره وللمرة الثانية ستكون على طاولة نقاشنا، لتشريح ما نادى به، خصوصًا أنه يجد أن أساس حل مشكلة الانحلال الأخلاقي يكمن في الزواج المبكر! وكأن كل هذا التفسخ الأخلاقي في مجتمعاتنا لا يأتي إلا من العزاب، وكأن المتزوجين منزهون عن الإتيان بهذه المناكر والمفاسد!.
إذن من هم أبطال الخيانات الزوجية؟ أليسوا من المتزوجين؟ أم أنهم عزاب كذلك، ولكن موقعون على شهادات نكاح، ولهم أبناء وأزواج أو زوجات؟.
أكثر قصص الخيانات وراءها زوج أو زوجة، تسرب الملل الزوجي إلى حياتهما، أو حدث بينهما الطلاق غير الموثق قانونيًا نتيجة البعد النفسي والجسدي بينهما، والتي غالبًا ما تحدث بعد سنوات طويلة من الزواج. وهذا يعني أن من يتزوج وعمره 15 عامًا، ما إن يخطو إلى الأربعين من عمره، إلا وقد وصل إلى مرحلة التشبع والملل من شريك حياته، فربع قرن من العلاقة الزوجية، والمرور بمشاكلها وثقل مسؤولية الأبناء كلها كفيلة بأن تدفع “البعض” إلى اللعب بذيله كما يقال، أو أن تنزلق رجله إلى هاوية الرذيلة، فيلتمس المجتمع للرجل حينها العذر و”يطبطبوا” على أخطائه وزلاته بحجة أنها “نزوة” عابرة وتنتهي، فيما لا تجد المرأة هذا العذر فترجم وتنبذ مجتمعيًا. وربما كان بالإمكان حماية البعض من هذه التجارب القاسية، إن كان الزواج نابعًا عن رغبة واقتناع بالطرف الآخر، وجاء بعد اختيار دقيق للأصلح والأكفأ والأنسب.
من يتزوج في سن المراهقة يعني أنه لم تتح له فرصة اختيار شريك الحياة، وأجبر على نصفه الآخر، والذي غالبًا ما يلتفت إلى أنه نصف لا يشبهه، ولا يمكن أن يستمر معه طوال عمره، فيبحث عن بديل آخر، وفي أحسن الأحوال سيتزوج بأخرى، والطامة إن وجد إلى الطريق المحرم سبيلًا للخروج من المأزق الذي دخل فيه أثناء سنين مراهقته بمباركة البالغين الناضجين من أهله، ممن يجد “كأخينا” أن الزواج المبكر الحل الأمثل لحماية المجتمع من الإنحلال الأخلاقي!.
الزواج في سن المراهقة، يعني حرمان الزوجين من إكمال تعليمهم، وإن تمكن الزوج من إكماله، فغالبًا ما تكون الزوجة هي من يدفع الثمن، فتكون المشجعة الساهرة على راحته إلى أن ينال شهاداته الدراسية الواحدة تلو الأخرى، وتنسى هي مستقبلها الدراسي، فيلتفت في النهاية، فيجد أنها لم تعد الزوجة التي يمكن أن يكمل مشوار حياته معها مع الفارق الفكري بينهما، والذي يزداد اتساعًا يومًا بعد آخر، فحميناهما من الانحلال الأخلاقي في مراهقتهما، وتسببنا في انهيار أسرة كاملة في شبابهما، فنعالج مشكلة ونقع في أخرى!.
ياسمينة: لو عاد الزمن بأجدادنا، لرفضوا تزويج أبنائهم المراهقين والأطفال، فما بال مثقفينا وحملة الشهادات العليا في القرن الحادي والعشرين ينادون بالرجعية!.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/uxKvqQBbsI
أحدث التعليقات