أثار مقالي “نعم.. لا أعرف سورة الفاتحة” غضب أحد القراء الأعزاء، المنتمي إلى صعيد مصر، وجده مقالاً أبخس من حق الصعايدة، باعتبارهم كما يقول أكثر الشعوب تديناً وحفظاً لكتاب الله عز وجل، وأن “الكُتاب” لا يزال يقوم بدوره في تعليم الأطفال القرآن الكريم من سن الثالثة، وأقول: “ولولا معزة أهل مصر عامة وأهل الصعيد خاصة لما كتبت ما كتبت بالأمس أو اليوم”.
لمصر حضارة متفردة ومتميزة، أبهرت وتُبهر العلماء حتى يومنا هذا، فما وصل إليه الفراعنة لم يصل إليه غيرهم، والتعليم فيها سبق الكثير من الدول، حتى أخذت الدول العربية والخليجية بشكل خاص في استقدام متعلميها ومثقفيها للمساهمة في العملية التعليمية في بدايات نشأة المدارس – لا ينكر أحدنا هذا – ولكن هذا لا يعني أن 85 مليون نسمة تقريباً كلهم من المتعلمين وحفظه للقرآن الكريم، فبحسب الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” فإن 20% من السكان من الآميين، وإن كان يرجح المثقفون بأن النسبة تصل إلى 50% من السكان، ونسبتها بين الإناث أكبر مقارنة بالذكور، كما أنها تنتشر في الريف أكثر من المناطق الحضرية، وترتفع في محافظات صعيد مصر .
لسنا هنا لمناقشة مدى انتشار الأمية في مصر، فهناك أعداد مرعبة أخرى في عدد من الدول العربية الأخرى، ولكن ليحق الحق أقول: الأمي هو ذاك الذي لا يجيد القراءة ولا الكتابة، وهو أمر أهون وأخف وطأة من ذاك الذي لا يعرف سورة الفاتحة أو لا يعرف اسم نبيه! فحتى الأميون يملكون هذه الخلفية البسيطة في دينهم، لكن أن لا يعرفونها فإنها “الطامة الكبرى”.
لم أقصد أن أهين أحدا، فذلك ليس من طبعي، ولم تكن يوماً من تربيتي، كنت قد أردت أن ألفت الانتباه لـ “كارثة” نحن جميعاً ومن كل الدول العربية والإسلامية مسؤولون عنها، وفي مقدمتنا طبعاً حكوماتنا، فبدلاً من صرف المليارات على أمور قد تعتبر كمالية، يمكن استثمارها في أهل لنا، هم أولى بفعل الخير، والسعي لتنوير من هم أقل حظاً منا في الحياة في دول شقيقة لنا وعزيزة.
كما أن طيبة الإنسان ومدى تمسكه بالعادات والتقاليد لا علاقة له بمدى معرفته بأمور دينه أو ثقافته، فلكل أمر شأن، ولنبتعد عن خلط الأوراق.
ما وجدناه في صعيد مصر أكاد أن أجزم أن له مثيلا في دول أخرى، ونحن لها غافلون، وما صعيد مصر إلا مثال، لتصحو الأنفس، فلربما تكون الشرارة التي قد تلهب النفوس، التي يمكنها ولو بأضعف الإيمان أن تعلم أحدهم وتخرجه من الظلمات إلى النور.
ياسمينة: يُحكى أن نعامة أرادت دفن رأسها في الرمال، فارتطم رأسها برؤوس العرب . “جبران خليل جبران”.
أثار مقالي “نعم.. لا أعرف سورة الفاتحة” غضب أحد القراء الأعزاء، المنتمي إلى صعيد مصر، وجده مقالاً أبخس من حق الصعايدة، باعتبارهم كما يقول أكثر الشعوب تديناً وحفظاً لكتاب الله عز وجل، وأن “الكُتاب” لا يزال يقوم بدوره في تعليم الأطفال القرآن الكريم من سن الثالثة، وأقول: “ولولا معزة أهل مصر عامة وأهل الصعيد خاصة لما كتبت ما كتبت بالأمس أو اليوم”.
لمصر حضارة متفردة ومتميزة، أبهرت وتُبهر العلماء حتى يومنا هذا، فما وصل إليه الفراعنة لم يصل إليه غيرهم، والتعليم فيها سبق الكثير من الدول، حتى أخذت الدول العربية والخليجية بشكل خاص في استقدام متعلميها ومثقفيها للمساهمة في العملية التعليمية في بدايات نشأة المدارس – لا ينكر أحدنا هذا – ولكن هذا لا يعني أن 85 مليون نسمة تقريباً كلهم من المتعلمين وحفظه للقرآن الكريم، فبحسب الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” فإن 20% من السكان من الآميين، وإن كان يرجح المثقفون بأن النسبة تصل إلى 50% من السكان، ونسبتها بين الإناث أكبر مقارنة بالذكور، كما أنها تنتشر في الريف أكثر من المناطق الحضرية، وترتفع في محافظات صعيد مصر .
لسنا هنا لمناقشة مدى انتشار الأمية في مصر، فهناك أعداد مرعبة أخرى في عدد من الدول العربية الأخرى، ولكن ليحق الحق أقول: الأمي هو ذاك الذي لا يجيد القراءة ولا الكتابة، وهو أمر أهون وأخف وطأة من ذاك الذي لا يعرف سورة الفاتحة أو لا يعرف اسم نبيه! فحتى الأميون يملكون هذه الخلفية البسيطة في دينهم، لكن أن لا يعرفونها فإنها “الطامة الكبرى”.
لم أقصد أن أهين أحدا، فذلك ليس من طبعي، ولم تكن يوماً من تربيتي، كنت قد أردت أن ألفت الانتباه لـ “كارثة” نحن جميعاً ومن كل الدول العربية والإسلامية مسؤولون عنها، وفي مقدمتنا طبعاً حكوماتنا، فبدلاً من صرف المليارات على أمور قد تعتبر كمالية، يمكن استثمارها في أهل لنا، هم أولى بفعل الخير، والسعي لتنوير من هم أقل حظاً منا في الحياة في دول شقيقة لنا وعزيزة.
كما أن طيبة الإنسان ومدى تمسكه بالعادات والتقاليد لا علاقة له بمدى معرفته بأمور دينه أو ثقافته، فلكل أمر شأن، ولنبتعد عن خلط الأوراق.
ما وجدناه في صعيد مصر أكاد أن أجزم أن له مثيلا في دول أخرى، ونحن لها غافلون، وما صعيد مصر إلا مثال، لتصحو الأنفس، فلربما تكون الشرارة التي قد تلهب النفوس، التي يمكنها ولو بأضعف الإيمان أن تعلم أحدهم وتخرجه من الظلمات إلى النور.
ياسمينة: يُحكى أن نعامة أرادت دفن رأسها في الرمال، فارتطم رأسها برؤوس العرب . “جبران خليل جبران”.
أحدث التعليقات