الخميس الموافق 21/11/2013 م
وتكشفت العورات
ما إن تبدأ القطرات الأولى من المطر في التساقط، حتى تجد العورات وقد تكشفت للحكومات العربية منها والخليجية! بلدان متعطشة للمطر، عدد مرات هطوله لا يتعدى أصابع اليدين كل عام، إن لم تكن يدا واحدة! فمن المفترض أنها تبتهج وتدق الطبول فرحاً بمقدمه، لا أن تُعلن حالة من الطوارئ، ويضع الناس أكفهم على صدورهم خوفاً ووجلاً مما قد يحدث كلما أعلنت الأرصاد الجوية باقتراب تساقطه! بل وتستنفر الأجهزة الحكومية طواقمها لمواجهة تلك الأمطار، كما لو كانت تستنفر قواتها لمواجهة عدو لا يمكن التكهن بدرجة قوته!
تعلمنا وظننا بأن المطر خير ونعمة، ولكننا وجدنا ورأينا بأنه بلاء ونقمة! تتساقط قطرات، فتبدأ البيوت تنزف وتتسرب المياه إلى غرفها! الشوارع وخلال دقائق تتحول إلى برك للسباحة – آسفة لم تعد بركا وإنما بحيرات- وما هي إلا ساعات قليلة حتى تتحول إلى سيول تجرف كل ما هو أمامها، أيعقل كل ذلك ونحن في دول خليجية نفطية تثير غيرة كل دول العالم جراء الخير الوفير الذي يسمعون “هم” عنه، ولا نراه “نحن”؟! ألا يحق لنا أن نخفي وجوهنا في الرمال عندما تنتشر صور غرق المستشفيات والمجمعات التجارية ومؤسسات الدولة المختلفة؟ أليس من المخزي أن توزع الوزارات والمؤسسات الحكومية أسطلا من البلاستيك بين ردهاتها وداخل مبانيها لتجميع مياه الأمطار المتسربة من أسقفها وميزانياتها بالملايين؟!
المطر يسقط فتتكشف معه عورات الفساد المالي والإداري للوزارات الخدمية المعنية بالطرق والأشغال، ولا تجد ما يداري سوءاتها! وإلا أين تذهب ميزانياتها السنوية؟ وعلى ماذا تصرف؟ أليست تلك أموال الشعب؟ إذن لماذا لا تصرف لحمايته، وحفظ كرامته، بل وحفظ حياته؟ دول خليجية غنية، مساحتها محدودة بل وصغيرة نسبياً مقارنة بباقي الدول الأكبر حجماً والأقل موارداً، أليس بمقدورها أن تستعد لموسم الأمطار بتهيئة الشوارع لاستقبال تلك المياه؟ أليس من الأجدر والأنفع تجميعها والاستفادة منها بتصفيتها وتحليتها واستخدمها للزراعة مثلاً؟ ألم تسمع عن تقنيات جمع مياه الأمطار، التي وإن أرادت تمكنت من إعداد شبكات صرفها خلال أشهر معدودة؟ وما يمنعها من ذلك إن كانت تملك الميزانية الكافية لها؟
دول آسيوية رغم كونها من الدول الفقيرة إلا أنها فاقتنا بمراحل كثيرة، فرغم هطول الأمطار عليها في بعض المناطق على مدار العام، إلا أن شوارعها أنظف من شوارعنا، ولا تكاد ترى مستنقعات المياه فيها بعد أقل من نصف ساعة من تساقط الأمطار عليها، بعد أن تمتصها شوارعها المهيأة لمثل هذه الأجواء، ونحن في الدول الخليجية وبدلاً من أن نغرق في خيرات النفط نغرق في شبر من الماء، فياللعار!.
الخميس الموافق 21/11/2013 م
وتكشفت العورات
ما إن تبدأ القطرات الأولى من المطر في التساقط، حتى تجد العورات وقد تكشفت للحكومات العربية منها والخليجية! بلدان متعطشة للمطر، عدد مرات هطوله لا يتعدى أصابع اليدين كل عام، إن لم تكن يدا واحدة! فمن المفترض أنها تبتهج وتدق الطبول فرحاً بمقدمه، لا أن تُعلن حالة من الطوارئ، ويضع الناس أكفهم على صدورهم خوفاً ووجلاً مما قد يحدث كلما أعلنت الأرصاد الجوية باقتراب تساقطه! بل وتستنفر الأجهزة الحكومية طواقمها لمواجهة تلك الأمطار، كما لو كانت تستنفر قواتها لمواجهة عدو لا يمكن التكهن بدرجة قوته!
تعلمنا وظننا بأن المطر خير ونعمة، ولكننا وجدنا ورأينا بأنه بلاء ونقمة! تتساقط قطرات، فتبدأ البيوت تنزف وتتسرب المياه إلى غرفها! الشوارع وخلال دقائق تتحول إلى برك للسباحة – آسفة لم تعد بركا وإنما بحيرات- وما هي إلا ساعات قليلة حتى تتحول إلى سيول تجرف كل ما هو أمامها، أيعقل كل ذلك ونحن في دول خليجية نفطية تثير غيرة كل دول العالم جراء الخير الوفير الذي يسمعون “هم” عنه، ولا نراه “نحن”؟! ألا يحق لنا أن نخفي وجوهنا في الرمال عندما تنتشر صور غرق المستشفيات والمجمعات التجارية ومؤسسات الدولة المختلفة؟ أليس من المخزي أن توزع الوزارات والمؤسسات الحكومية أسطلا من البلاستيك بين ردهاتها وداخل مبانيها لتجميع مياه الأمطار المتسربة من أسقفها وميزانياتها بالملايين؟!
المطر يسقط فتتكشف معه عورات الفساد المالي والإداري للوزارات الخدمية المعنية بالطرق والأشغال، ولا تجد ما يداري سوءاتها! وإلا أين تذهب ميزانياتها السنوية؟ وعلى ماذا تصرف؟ أليست تلك أموال الشعب؟ إذن لماذا لا تصرف لحمايته، وحفظ كرامته، بل وحفظ حياته؟ دول خليجية غنية، مساحتها محدودة بل وصغيرة نسبياً مقارنة بباقي الدول الأكبر حجماً والأقل موارداً، أليس بمقدورها أن تستعد لموسم الأمطار بتهيئة الشوارع لاستقبال تلك المياه؟ أليس من الأجدر والأنفع تجميعها والاستفادة منها بتصفيتها وتحليتها واستخدمها للزراعة مثلاً؟ ألم تسمع عن تقنيات جمع مياه الأمطار، التي وإن أرادت تمكنت من إعداد شبكات صرفها خلال أشهر معدودة؟ وما يمنعها من ذلك إن كانت تملك الميزانية الكافية لها؟
دول آسيوية رغم كونها من الدول الفقيرة إلا أنها فاقتنا بمراحل كثيرة، فرغم هطول الأمطار عليها في بعض المناطق على مدار العام، إلا أن شوارعها أنظف من شوارعنا، ولا تكاد ترى مستنقعات المياه فيها بعد أقل من نصف ساعة من تساقط الأمطار عليها، بعد أن تمتصها شوارعها المهيأة لمثل هذه الأجواء، ونحن في الدول الخليجية وبدلاً من أن نغرق في خيرات النفط نغرق في شبر من الماء، فياللعار!.
أحدث التعليقات