نشرت فى : فبراير 17, 2022

ستارة ولا “تستر”

الأربعاء 16 فبراير 2022

كانت تصرخ من الألم الذي داهمها في جميع أنحاء جسمها إثر نوبة سكلر، لا تقوى على الحركة، ولا تتحمل أن يكون عليها أي غطاء، فحتى الغطاء كان يسبب لها ألماً مضاعفاً، فيكشف جسدها بين الفينة والأخرى، وكل ذلك أمام مرأى جميع من في غرفة الطوارئ، من أطباء، وممرضين، ومرضى آخرين وحتى مرافقيهم. نعم.. رجالاً ونساءً، وما إن يغلق أهلها الستارة، حتى يأتي من ينهرهم، طالباً منهم فتح الستارة! فقانون المستشفى يمنع إغلاق الستارة!

أليست للمريض حُرمة؟ أليس من حق المريض أن تُحفظ له كرامته وستره؟ كيف يُمنع المرضى من إسدال الستار الحاجز بين السرير والممر؟ المريض سواءً كان ذكراً أو أنثى وخلال مرضه لا يحبذ أن يراه أحد في حالة ضعفه وألمه، فما بالكم إن كانت مريضة وقد تتعرض إلى مواقف يكشف فيها جسدها، أو شعرها إن كانت محجبة!

أتفهم عدم السماح بإغلاق الستارة على المريض في حال وجوده وحده، أو إن كان ليس بوعيه، وحالته الصحية تتطلب مراقبة الطاقم الطبي والتمريضي.. لكن أن يكون المريض مع أحد مرافقيه، ويقف كعين مراقبة لحالته، فهذا ما لا أتفهمه ولا أجد له أي مبرر!

الأسرة قريبة جداً من بعضها البعض، النساء والرجال جنباً إلى جنب، لا تكاد كمرافق تتحرك حتى تصطدم بجسم المرافق الآخر، وكل الأحاديث التي تدور بين المرضى ومرافقيهم ستسمعها وكأنهم يشاركونك أطراف الحديث، كل ذلك في كفة، وأن تكون “فرجة” للجميع وأنت مسجى على سريرك لا حول لك ولا قوة في كفة أخرى.

أكاد أجزم، أن من بين المرضى من يتحامل على نفسه، ولا يمارس حقه في التعبير عن ألمه بالبكاء أو التأوه، خجلاً من أن يراه أحد وهو يبكي، فالإنسان بطبيعته لا يحبذ أن يراه أحد ضعيفاً، فتخيل كم من عين فضولية ستتلصص عليك وأنت تبكي، أو أنت تقاوم الألم ولا ستارة تسترك؟.

ياسمينة: للمرضى حقوق، ومنها حفظ خصوصياتهم وسترهم.

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 16 فبراير 2022كانت تصرخ من الألم الذي داهمها في جميع أنحاء جسمها إثر نوبة سكلر، لا تقوى على الحركة، ولا تتحمل أ...

إقرأ المزيد »