نشرت فى : نوفمبر 15, 2018

“مرضى نفسيون”

الأربعاء 20 يونيو 2018

قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، وأجدها من المعلومات الصحية ذات الأهمية الاجتماعية الكبيرة، لأننا نرى من واقع معاش لا يدع مجالاً للشك أبداً، أن ربع إن لم يكن ثلث سكان العالم يعانون اليوم من مشاكل نفسية.

مواقع التواصل الاجتماعي مرآة عكست لنا في السنوات الأخيرة وبالمجهر كما من المرضى النفسيين الذين يعيشون بيننا، ونحن اعتقدنا يوماً أنهم أصحاء، يأكلون بيننا، يزوروننا، نتحدث معهم ويناقشوننا، يشاركوننا مقاعد الدراسة، ونتقاسم عملنا معهم مثلهم مثل أي إنسان سوي، إلا أنهم حقيقة مرضى بحاجة إلى علاج لما يعانون منه من أمراض نفسية، ويحق لنا أن نشفق عليهم، وندعوا لهم بالشفاء مما هم عليه من حال ومرض.

المختل عقلياً لا يعلم أنه مختل، فهو يعتقد أنه إنسان طبيعي ووحدهم من يعاشرونه أو يرونه أو يصادفونه يعلمون أنه مريض، وأنه يعاني من خلل في تصرفاته وسلوكياته، فالمرضى النفسيون أو من يعاني من اضطرابات نفسية على اختلافها، مهما حاولت جهدك أن تقنعهم بأنهم مرضى فلن يصدقوك، وهم معذورون لأنهم في دائرة لا يرون فيها أنفسهم كما يراهم من هم خارج تلك الدائرة.

المشكلة أن المرضى العاديين يدركون أنهم يعانون مشكلة تحتاج إلى علاج، فكيف لنا أن نقنع من هم يظنون أنهم أصحاء أنهم بحاجة إلى علاج ضروري مما هم يعانون منه من مرض نفسي قد يتطور لا شعورياً لما هو أسوأ، ولربما تسبب لهم بأمراض “نفسجسمانية” أي بأمراض جسمية بسبب الأمراض النفسية، فتلك عملية صعبة، والأصعب مدى انتشارها وبشكل كبير في مجتمعاتنا اليوم.

والمشكلة الأخرى عندما يجدون من يشجعهم على الاستمرار في أمراضهم من خلال “اللايكات والمتابعات” والتعليقات التي أغلبها نفاق ومجاملة إن لم يكن استهزاء مبطن، ولا يعلمون أن هناك من يضحك أو يشمت عليهم من وراء تلك الأجهزة، بل يتخذهم “أرجوزات” لا أكثر، لمضيعة وقت فائض لا يعلم كيف وأين يهدره.

ياسمينة:

يا تُرى كم مريضا نفسيا حولكم؟.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkumAf_nAUF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1ozc9kojvj1qi

الأربعاء 20 يونيو 2018 قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياته...

إقرأ المزيد »

“مهرج القعده”

الخميس 28 يونيو 2018

يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية – وإن كانت في الأولى أكثر – توجيه بعض الكلمات بأسلوب هزلي مبطن بما يحط من قدر وشأن أحد المشاركين في الجلسة ويدفع الآخرين للضحك، وربما المشاركة في الاستهزاء من قبيل النكتة والترفيه عن النفس كما لو كان الشخص المعني بالاستهزاء مهرجا مجانيا يشاركهم جلستهم، وكلما وجد المستظرف الآخرين يضحكون، كلما اعتقد أنه خفيف ظل وضاعف من استهزائه، على حِساب مكانة وقدر إنسان، تجرح مشاعره وتهان كرامته.

هناك من يستطيع الرد وهناك من تُلجم ألسنتهم فلا يقوون على رد اعتبارهم، فمن يرد إما أن يكون سريع بديهة ويرد الصاع صاعين، وإما أن يكون من أولئك الذين لا تستفزهم الكلمة ولا تجرهم إلى مستنقع قلة الذوق فيترفعون عن الكلم الذي لا طائل منه، فيردون بما يليق بمستواهم الأخلاقي، فيعطون درساً للمعتدي وغيره كي لا يتجرأ ويتمادى مستقبلاً.

فكم من صديق هجر صديقه بعد تماديه في النكات أمام الآخرين، وكم من أخ قسا قلبه على أخيه لعدم احترام أحدهم الآخر في حضرة الغريب، فما تجده أحياناً كلاماً عادياً ويمكن أن يقال بين الزملاء أو المعارف، هو ليس كذلك عند البعض، وليس من الذوق أصلاً توجيه الألفاظ السوقية – وفي بعض الأحيان البذيئة – للآخرين من قبيل أن البساط أحمدي كما نقول في العامي من الكلام، وأنه لا توجد حواجز بين الأصدقاء!

يعتقد البعض أن أسلوب النكتة الثقيلة يظهرهم بمظهر خفيف الظل، ولا يدركون أن هذا الأسلوب بالإضافة لكونه ثقيلا على السمع وساما للبدن والقلب، يؤدي إلى شرخ العلاقات وربما انتهائها في أغلب الأحيان، فللنكات حدود، وحفظ الألسن من البذيء من الكلام مرآة تعكس أخلاق قائلها ومستوى تربيته، ومن يشاركون في مثل هذه المهازل بالضحك والتشجيع وعدم احترام الآخرين ونفسياتهم، لا يختلفون عمن بدأها، وهم جميعاً لا يستحقون أن يشاركهم المرء مجلسا، ولا أن يهدر وقته الثمين معهم، فمن يحترم يُحترم وإلا فلا أسف ولا حزن على مفارقتهم.

ياسمينة:

الكلمات إما أن تعمر وإما أن تدمر، وللناس خواطر.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkkFAg-nHiJ/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dy03euz6sfp4

الخميس 28 يونيو 2018 يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية - وإن كانت في الأولى أكثر - توجيه بعض...

إقرأ المزيد »

الناس يفسدون الأشياء الجميلة

الخميس 14 يونيو 2018

ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن تغزوه التكنولوجيا، ويدمن وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون من الذين يخوضون مع كل خائض، فلا تبقى له خصوصية ولا مساحة غموض في حياته تحفظ له شؤون بيته واستقرار حياته؟ أم سيبقى على رأيه عندما قال: “سافر ولا تخبر أحداً، عش قصة حب صادقة ولا تخبر أحداً، عش سعيداً ولا تخبر أحداً، فالناس يفسدون الأشياء الجميلة!”، أم تراه تنبأ بما سيكون عليه حالنا اليوم، فقدم لنا نصيحته؟

اليوم لا يسافر أحد إلا وأخبر القاصي والداني أنه في المطار الفلاني، يصور تذكرته، يصور أمتعته، ولا يبقى علان ولا فلتان إلا وعنده خبر بتلك الرحلة، يعشق فلان فلانة، فيصور ويسجل لنا أفراحه وأحزانه، ويبث لنا ليلا ونهارا أشجانه، وكأن لنا الحق في قبول حبه أو نكرانه! تُصور أم سلمان هدايا أبوسلمان، وتؤكد لكومار وعدنان أنها بعيدة عن الأحزان، وأنها تنعم بحياة ملئها الفرح والسعادة وتتعوذ من الشيطان، وبعد كل ما يعلنونه وينشرونه للذي يعرفونه والذي لا يعرفونه، يطلبون من الناس ذكر الله ومحمد رسوله.

ربما علينا أن نعيد النظر في استعمال كلمتي حياتنا الشخصية، فحياتنا العامة تبدو أكثر قرباً لواقعنا، فالذي يعرفنا والذي لا يعرفنا، يعرف كل شيء عنا، وبإرادتنا الكاملة، التجسس أصبح عادة أغلبنا، والفضول أصبح داء يعاني منه الجميع، و”الفضاوه” سمحت لكل ذلك بأن ينتشر، تعاني من ملل “تتطمش على فلان وين راح”، “ما عندك سالفة تصور نفسك”!

وعجبي من أولئك الذين يضعون صور أطفالهم ويذيلونها بـ “قل هو الله”، و”ما شاء الله”، وهم الذين لم يحفظوا النعمة بنفسهم… يا أخي ويا أختي ذكر الله في كل حين وعلى كل ما نملك، ولكن ليس من المعقول عرض الحياة للذين يعنيهم الأمر والذين لا يعنيهم، وطلب ذكر الله، فمادمت تؤمن بأن العين حق، والحسد حق فلم لا تحمي نفسك وتطلب من الله حفظك وحفظ عيالك وحفظ نعمتك، بدلاً من نشر تفاصيل حياتك لمن لا تثق فيهم وتخاف شرر أعينهم؟ وكل عام وأنتم بخير.

ياسمينة: لا تفسدوا حياتكم بأيديكم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkATtn7nzLF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dhmp3sibsd8x

الخميس 14 يونيو 2018 ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن...

إقرأ المزيد »