قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، وأجدها من المعلومات الصحية ذات الأهمية الاجتماعية الكبيرة، لأننا نرى من واقع معاش لا يدع مجالاً للشك أبداً، أن ربع إن لم يكن ثلث سكان العالم يعانون اليوم من مشاكل نفسية.
مواقع التواصل الاجتماعي مرآة عكست لنا في السنوات الأخيرة وبالمجهر كما من المرضى النفسيين الذين يعيشون بيننا، ونحن اعتقدنا يوماً أنهم أصحاء، يأكلون بيننا، يزوروننا، نتحدث معهم ويناقشوننا، يشاركوننا مقاعد الدراسة، ونتقاسم عملنا معهم مثلهم مثل أي إنسان سوي، إلا أنهم حقيقة مرضى بحاجة إلى علاج لما يعانون منه من أمراض نفسية، ويحق لنا أن نشفق عليهم، وندعوا لهم بالشفاء مما هم عليه من حال ومرض.
المختل عقلياً لا يعلم أنه مختل، فهو يعتقد أنه إنسان طبيعي ووحدهم من يعاشرونه أو يرونه أو يصادفونه يعلمون أنه مريض، وأنه يعاني من خلل في تصرفاته وسلوكياته، فالمرضى النفسيون أو من يعاني من اضطرابات نفسية على اختلافها، مهما حاولت جهدك أن تقنعهم بأنهم مرضى فلن يصدقوك، وهم معذورون لأنهم في دائرة لا يرون فيها أنفسهم كما يراهم من هم خارج تلك الدائرة.
المشكلة أن المرضى العاديين يدركون أنهم يعانون مشكلة تحتاج إلى علاج، فكيف لنا أن نقنع من هم يظنون أنهم أصحاء أنهم بحاجة إلى علاج ضروري مما هم يعانون منه من مرض نفسي قد يتطور لا شعورياً لما هو أسوأ، ولربما تسبب لهم بأمراض “نفسجسمانية” أي بأمراض جسمية بسبب الأمراض النفسية، فتلك عملية صعبة، والأصعب مدى انتشارها وبشكل كبير في مجتمعاتنا اليوم.
والمشكلة الأخرى عندما يجدون من يشجعهم على الاستمرار في أمراضهم من خلال “اللايكات والمتابعات” والتعليقات التي أغلبها نفاق ومجاملة إن لم يكن استهزاء مبطن، ولا يعلمون أن هناك من يضحك أو يشمت عليهم من وراء تلك الأجهزة، بل يتخذهم “أرجوزات” لا أكثر، لمضيعة وقت فائض لا يعلم كيف وأين يهدره.
ياسمينة:
يا تُرى كم مريضا نفسيا حولكم؟.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BkumAf_nAUF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1ozc9kojvj1qi
أحدث التعليقات