نشرت فى : يناير 21, 2016

امرأة من غير رجال

بقلم : ياسمين خلف

 ها هما عامان مرّا وهي معلقة، لا هي بالمتزوجة وتتمتع بحقوقها، ولا هي بالمطلقة لتفتح صفحة جديدة في حياتها. ماطل ولا يزال يماطل في الوصول إلى حل بين الاثنين، وكأنه يتلذذ بتعذيبها نفسياً، فبين كل حادثة وأخرى ردد على مسامعها ما يزيدها ضعفاً: ليس لك رجل يدافع عنك، لا إخوة ولا أب، ولا عم!. وكأنه يعايرها على ضعف حيلتها ونصيبها في هذه الدنيا، أب طاعن في السن، وأخ وحيد وشبه ميت على سريره الأبيض. ورغم قوة شخصيتها، وقدرتها على إدارة شؤون حياتها، إلا أن جرحاً عميقاً غائراً في نفسها يعمد إلى كسر همّتها كلما ذكرها بأنها امرأة بلا رجال يدافعون عنها. وكأن الرجل لا يهاب الله ولا يخافه، ولا يعرف بأنه مطالب أمام ربه بحقوق زوجته إلا إذ كانت امرأته محاطة برجال عشيرتها وأهلها!. لكن ماذا عن تلك التي شاء قدرها أن تكون امرأة من غير رجال؟

أسوأ ما يمكن أن تكون فيه المرأة، أن تكون محاطة بالرجال ولا تجد من يقف ويذود عنها إذا ما صُدمت بخذلان زوجها، وهي التي وقفت في أوجههم، رافضة اعتراضهم على الاقتران به، متحدية إياهم ومتحدية الزمن، معتقدة أنه الملاك الذي لا يأتيه الشر من ورائه ولا من أمامه، حينها لسان حالهم سيقول: هذا ما جنته يداكِ، ولسان حالها سيقول: أستحق كل ما يحدث لي! وبدلاً من أن يقدّرها زوجها، ويحفظها ويحفظ كرامتها بعد أن باعت حتى الأقربين لأجل عينيه يذلها، ليقينه أن لا رجل من أهلها سيقف معها بعد أن باعتهم لأجله، فلا تملك حينها إلا امتصاص المهانة والذل أمام رجل بلا رجولة وبلا رحمة.

الحال لا يختلف كثيراً بالنسبة للنساء المتزوجات من أجانب، فيجدها وحيدة في بلده، غريبة وسط أهله، وبدلاً من أن يصونها ويكون لها الأهل والأب والأخ فضلاً عن الزوج، يذيقها الويلات مطمئناً بأنها امرأة من غير رجال.

ليست برجولة على الإطلاق أن يستقوي الذكر على الأنثى فقط لأنه لم يجد من يقف مدافعاً عنها، ولم يجد من يردعه من الرجال إذا ما تمادى هو في ظلمه. وليست من الرجولة من شيء إذا ما وجد الزوج زوجته بلا رجل تتكئ عليه وتطلب حُكمه وإنصافه أن يدهس كرامتها ويستبيح حقوقها، فيغدو من شريك حياتها إلى منغص لحياتها ومذلٍ إياها.

 

ياسمينة: إن كانت هي امرأة من غير رجال، فأنت رجل من غير قلب ولا أخلاق.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BAza5EihbgJ6h6dQyr12uT8kde4nc4qb7I1qxo0/

بقلم : ياسمين خلف  ها هما عامان مرّا وهي معلقة، لا هي بالمتزوجة وتتمتع بحقوقها، ولا هي بالمطلقة لتفتح صفحة جديدة في حيات...

إقرأ المزيد »