نشرت فى : مايو 7, 2015

لن اتزوج

بقلم : ياسمين خلف

ربما هو الخوف من الحسد الذي يدفع بالكثيرات من النساء إلى التظاهر بأن الزواج هو أكبر غلطة ارتكبنها في حياتهن، وأنهن لم يعدن سعيدات بعد توديعهن للعزوبية!. فالتذمر هو السَّمة الأغلب الأعم على النسوة في مجالسهن واجتماعاتهن، وأكاد أجزم أن كل واحدة منهن إن لم تكن تصدق فعلاً كذبتها، فإنهن يعرفن في قرارة أنفسهن بأن أغلبهن يكذبن على بعضهن البعض، وإلا فما الذي يجبرهن على الاستمرار في زواج يعتبرنه كابوس حياتهن، والمأساة الأكبر التي حلت عليهن؟.

لا يمكن التعميم، ربما البعض منهن غير سعيدات فعلاً، ولكن ليس من المعقول كذلك أن جميعهن يعشن جحيماً لا يطاق! ولعمري تجدهن مع أزواجهن أسعد ربما من حياتهن ما قبل الزواج، وإنهن لا يتصورن حياتهن من غير “أبوالعيال” وأن الجحيم الحقيقي هو لو فعلاً قرر أزواجهن الانفصال عنهن أو حتى الزواج عليهن بأخرى.

المشكلة أن أبعاد تكرار هذه الاسطوانة المشروخة على الدوام على مسامع الصغيرات في السن، والمقبلات على مرحلة الزواج، قد يسهم في رسم صورة ذهنية أن مع زواجهن ستبدأ المرحلة الأسوأ في حياتهن، وأن عليهن التمسك بحياة العزوبية لأطول فترة ممكنة لأنها الأجمل والأكثر سعادة، ما يجعلهن ينفرن من أي خاطب، إن لم يلغ البعض منهن فكرة الزواج من الأساس خشية التنازل عن الحياة الرغيدة السعيدة التي يعشنها في كنف عوائلهن، واستبدالها بالعناء والشقاء والتعاسة الموعودات بها، والطامة الكبرى لو كانت أمهاتهن يعشن فعلاً حياة ملؤها المشاكل والخلافات، فيعتقدن أنه الأمر الطبيعي والسائد فعلاً، وإن مهما حلمن وتمنين حياة سعيدة كما تصورها الأفلام والروايات فإنه من سابع المستحيلات.

لا نقول إن الحياة وردية كما تعكسها الفيديو كليبات، ولكن حتماً لن تكون بذات القتامة والسواد كما يصورها بعض النسوة الخائفات من العين الحاسدة التي قد تقلب سعادتهن فعلاً إلى جحيم، فإن خفتن يا نساء من الحسد – وهو حق – فالأحرى عدم التطرق لحياتكن الخاصة عوضاً عن تصويرها بأنها الأسوأ، فذاك يعني أنكن تظلمن أزواجكن بخلق صورة وسمعة سيئة عنهم رغم سعيهم لإسعادكن.

المضحك المبكي، أن واحدة من تلك النسوة، وخلال جلسة نسائية كالت ما استطاعت من تهم ضد زوجها، وبأنه السبب في تعاستها، ليرن هاتفها لتغير من نبرة صوتها وتتحول لامرأة حالمة تعيش قصة حب كالمراهقات مع زوجها، وما إن انتهت المكالمة حتى عادت لكيل السباب عليه وعلى عائلته، ولتعاسة حظها، هي اليوم في بيت أبيها بعد سماع زوجها كل تلك التُهم بعد أن نسيت إغلاق هاتفها.

ياسمينة: الزواج كأي علاقة إنسانية أخرى، تشوبها السعادة والحزن والكدر، ويتخللها الاتفاق والاختلاف، وهكذا هي الحياة، يوم في علو، ويوم في انخفاض تماماً كتخطيط القلب، فلا داعي للكذب.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/2X5wAuhbhD/

بقلم : ياسمين خلف ربما هو الخوف من الحسد الذي يدفع بالكثيرات من النساء إلى التظاهر بأن الزواج هو أكبر غلطة ارتكبنها في ح...

إقرأ المزيد »