نشرت فى : فبراير 15, 2010

رسالتي إليك يا خير البرية

ياسمينيات
رسالتي إليك يا خير البرية
ياسمين خلف

ياسمين خلف

سيدي يا أبا القاسم يا رسول الله، في يوم ذكرى وفاتك، أبعث إليك برسالتي هذه، لأبلغك بأن أمتك التي تعتبر ”خير أمة أخرجت للناس” للأسف شوّهت معنى الإسلام، تفسخت من الأخلاق، كفّرت غيرها، توهّمت بأنها على حق، وغيرها على باطل، بل إن بعضاً من أمتك شرّعوا لأنفسهم بأن يكونوا في مقام الرب، أدخلوا من أرادوا الجنة وزجّوا بمن يكرهون ويمقتون في النار، استصغروا غيرهم، حقّروا ضعيفهم، كبيرهم طغى وتجبّر وصغيرهم لا يحمد ولا يشكر، أكلوا مال اليتيم، جاهروا بمعاصيهم، ألسنتهم تبرأت مما يقولون من بذيء الكلام وأوضعه، ألم تقل يا سيدي إن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده؟ ها هم مَن يُحسبون عليك سيدي يسوؤون غيرهم بلسانهم الذي لا ينفك عن الغيبة والنميمة وجلد الآخرين بكلامهم المسموم، يشتمون يلعنون ويصفون غيرهم بأقبح الصفات، حاربوا بعضهم وشمتوا أعداء الإسلام بهم، ومع ذلك يدّعون بأنهم من انتهجوا نهجك وساروا على دربك وأنت وربي بريء منهم إلى يوم يبعثون .
سيدي يا خير البشر يا من اصطفاك الله وقال في كتابه الشريف عنك ”وإنك لعلى خلق عظيم” تبدأ بالسلام وتجالس الفقراء وتبتسم في وجه من يحدثك، وعلى الرغم من حسن خلقك كنت تدعو ويلهج لسانك بالتعوذ من سوء الأخلاق ”اللهم كما حسّنت خلقي فأحسن خلقي” كما كنت دائم الدعاء ”اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق” هذا وأنت النبي وخاتم المرسلين، فعجبي كل العجب من أمتك التي توهمت بأنها الأحسن خُلقا وهم قد ترفعوا عن السلام ونبذوا الفقراء ولا يقابلون من يحدثهم إلا بوجه متجهِّم عبوس، تكبروا وتجبروا وفهموا الدين المحمدي بشكل مغلوط، ونسوا قولك الشريف ”إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً” وتغافلوا عن قوله تعالى ”لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً”. (سورة الأحزاب:21).
حبيبي يا رسول الله بعض التاريخ يقول إن اليوم ذكرى وفاتك، وحسبي أنك تُتوفى كل يوم وأنت ترى حال أمتك المتردي من الأخلاق، لن يقبلوا بقولي هذا سيذمونني سيلعنونني ولن أبالي إن قلت إن اليوم من المسلمين من يخجل المسلم بأنهم من طائفته، وإن هناك ممن تمسكوا بأديان مختلفة عرفوا الأخلاق النبوية وانتهجوا سيرتها فكانوا بأخلاقهم أرفع من كثير من المسلمين، فالمؤمن الحق من اتبعك سيدي في أخلاقك وآدابك لا من نادى بأعلى صوته بأنه مسلم وهو خاوٍ من الأخلاق المحمدية، قلت كثيرا في الأخلاق سيدي، ولكن من سمعك واهتدى بهديك قلت فيما قلت ”ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء”، وقلت ألف صلاة عليك وعلى آلك وسلم ”أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، و”خياركم خياركم لأهله” وخطبت فيهم وأكدت عليهم وقلت ”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ومع كل ذلك سيدي أخلاقنا اليوم لا تزال غير ”محمدية”.
ختاماً سيدي ما يسعني إلا أن أقول ”ربي ارزقنا شفاعته يوم الدين”.
المحبة ”ياسمين خلف”

1454 السبت 29 صفر 1431 هـ – 13 فبراير 2010

ياسمينيات رسالتي إليك يا خير البرية ياسمين خلف سيدي يا أبا القاسم يا رسول الله، في يوم ذكرى وفاتك، أبعث إليك برسالتي هذه...

إقرأ المزيد »