نشرت فى : يوليو 18, 2008

والله يكسرون الخاطر

ياسمينيات
والله يكسرون الخاطر
ياسمين خلف

ياسمين خلف ما يحدث داخل المؤسسات والوزارات والشركات قد يعرفه وعايشه أغلبنا وقد سمع عنه، يأتي الطلاب المتوقع تخرجهم من الجامعة لينهوا أحد المقررات التدريبية، فيواجهون إما ”بالتطنيش” من قبل الموظفين، أو الاستغلال في أحيان كثيرة والاستعباد ”وكأنهم لم يصدقوا أن يأتي من يحمل عنهم مسؤولية أعمالهم”، وإما أن يوكلوا بمهام لا علاقة لها بتخصصاتهم لا من بعيد ولا من قريب، فتضيع أشهر التدريب على الطلبة دون أن يستفيدوا منها ”وكأنك يا بوزيد ما غزيت”. ولنكن أقرب إلى الصورة فإن الطالب غالبا ما تكون فرحته لا تسعها الأرض عندما يحين موعد هذا المقرر، فأخيرا سيعيش جو العمل بعيدا عن الكتب والمحاضرات، فالنظرة الوردية هي المسيطرة في حينها، فهو يتوقع أن يجد من يرحب به ويستقبله وينهال عليه بالتدريب، وكل تلك النظرة تتهشم عندما يواجه بالواقع، فمن لحظة دخوله المؤسسة أو تلك الشركة يُرمق بنظرات الاستغراب ويبدأ من حوله يهمسون وكأنه للتو قد نزل من الفضاء، فتبدأ النظرة الوردية تأخذ طريقها إلى القتامة، يواصل الطالب مسيره إلى الدائرة أو القسم المعني بتدريبه وهناك يبدأ السيناريو، فإما أن يرميه حظه على موظفين ”قناصين” فيرمون عليه ”الشغل كله” ليكره الطالب عيشته والعمل برمته، وإما أن يبقى جالسا على كرسيه ينتظر وينتظر منذ بداية الدوام حتى نهايته دون أن يقوم بأي عمل بل ويوعد أنه سيحصل في النهاية على التقرير الذي يحتاجه للجامعة وبتقدير مرتفع كذلك، والغريب المضحك أن بعض الموظفين يخافون أن يثبت الطالب نفسه في العمل خلال فترة قصيرة، ويسرق الكرسي منهم، فتجدهم يخفون عنه أبسط أساسيات العمل، فيما تستغل بعض تلك الأقسام وجود هؤلاء الطلبة في الأرشفة وترتيب الملفات ”اسألوا المتدربين وهم يحكون لكم البلاوي كلها”، حتى أن أحد الموظفين قال لي ذات مرة ” والله هالطلبة يكسرون الخاطر، يجيبونهم للتدريب وآخرتها يرتبون الملفات”.
لابد من وجود رقابة على تلك المؤسسات والشركات التي تفتح أبوابها للمتدربين من طلبة الجامعات، وإلا عليها ومنذ البداية أن ترفض استقبالهم، فهي كغيرها من الشركات عندما تفتح باب التوظيف تريد موظفين جدد مؤهلين للعمل لا أن تبدأ معهم من الصفر، فما يتم دراسته أكاديميا ونظريا يختلف بطبيعة الحال عن الواقع العملي، وإذا لم توفره المؤسسات تلك، من أين سيحصل عليها الطالب ؟ إلى هنا وستتحول نظرة المتدربين من الطلبة من وردية إلى سوداوية.

العدد 878 الخميس 13 رجب 1429 هـ – 17 يوليو 2008

ياسمينيات والله يكسرون الخاطر ياسمين خلف ما يحدث داخل المؤسسات والوزارات والشركات قد يعرفه وعايشه أغلبنا وقد سمع عنه، يأ...

إقرأ المزيد »