ياسمينيات
غلطة بناتنا
ياسمين خلف
الكلام في المحظور غالبا ما ينتهي برشق صاحبه بأقسى الكلمات، وإن كان هدفه نبيلا. والكلام عن قضية الحمل في فترة عقد القران قد يكون منها، وأن كان لابد من مناقشته بجدية وبشيء من الواقعية، رغم كونه لا يخرج من دائرة الحلال.
ما دفعني للكتابة عن هذه القضية كثرة من وقعن في هذه الغلطة، وأكثرهن فتيات لم يتعدين العشرين من أعمارهن أو حتى تعدينها بسنة أو سنتين، وإن كانت المسؤولية لا تقع عليها وحدها فقط باعتبار أن المسؤولية مشتركة بينها وبين خطيبها هو الآخر، إلا أن المسألة قد تترك أثرها على البنت أكثر من الولد، حيث إن إحداهن قد تطلقت وهي في فترة الخطوبة ”عقد القران” كما أنها حامل وهي لم تتجاوز العشرين، فأي جريمة ارتكبتها بحق نفسها وبحق من سكن أحشاءها. صغر سنها قد يكون سببا، وقد يكون إهمال أهلها وعدم توعيتهم لها سبباً آخر، وإلا لماذا يترك بعض الأهالي بناتهن المخطوبات يبتن في منازل أزواجهن قبل الزواج، لدرجة أن إحداهن نقلت خزانة ملابسها بالكامل ”لا أبالغ” لغرفة خطيبها، وتسكن مع أهله طيلة الأسبوع وتزور أهلها يوم الجمعة فقط، شأنها شأن المتزوجات، وإن سألتها قالت ”أنا لازلت مخطوبة وحفل الزواج لم نحدده بعد، ربما بعد أن أنتهي من دراستي الجامعية”. هل الزواج يعني الحفلة فقط؟. كثيرات منهن تورطن حقا بحمل في غير وقته، فلا حفلة زفاف تقيمها، حيث يذوب أول حلم لها بلبس فستان الزفاف الأبيض، ولا مسكن مهيأ كما تمنت، إذ أن من تقع في تلك ”الورطة” همها الإسراع في إعلان زواجها وإن كان من غير حفلة، لعلمها اليقين بأن الناس من حولها لا هم لهم سوى عد أشهر زواجها بعد أن تضع مولودها، وهي حقيقة أخرى علينا ألا ننكرها، فتكون النتيجة أنها وحدها غالبا من تدفع الثمن، فتقبل بغرفة صغيرة غير مهيأة حقا لاستقبالها واستقبال وليدها، الذي ربما يستقبل أخيه بعد عام واحد فتزيد المسؤولية ولا يجدان فرصة لبناء حياتهما بتخطيط وروية.
فترة الخطوبة هي الأخطر في العلاقة بين الزوجين، حيث من المفترض استغلالها في الاقتراب الذي من شأنه التعرف أكثر بشريك الحياة، وهي فرصة ليست الأخيرة طبعا ولكنها مهمة في تحديد مسار حياة الشابين، إما الاستمرار وإما التوقف لتغيير الاتجاه، قبل أن تثمر تلك العلاقة المقدسة بطفل يضيع بين شتاتهما. لا أفتي بحرمة هذا الحمل فهو حلال مادام تم بعد عقد القران ولكن مجتمعنا لايزال ينظر لمن تحمل في تلك الفترة بنوع من الريبة التي لا تخلو من الاستهجان. وكما العادة الرجل لا يلقى نصيبا كالمرأة من هذا الاستهجان رغم كونه شريكا في القضية من دون أن ينكر أحد، فمجتمعنا لايزال يردد ”الرجال شايل عيبه”.
ياسمينيات غلطة بناتنا ياسمين خلف الكلام في المحظور غالبا ما ينتهي برشق صاحبه بأقسى الكلمات، وإن كان هدفه نبيلا. والكلام...
أحدث التعليقات