البعض للأسف اعتقد خطأ أن هذه الوصايا ما هي إلا حملة ضد الأزواج، من قبيل الوقوف المتحيز ضد الرجل مع المرأة، على رغم أن الهدف منها لا يخرج عن سياق الإشارة لطرق التعامل مع المرأة لكسبها طوال العمر، ومنهم رجل مرور قال ‘’شعندج كل حاطه على الأزواج’’ وكأني حملت شعار مع الزوجات ضد الأزواج ! وللأمانة ما كان ذلك وارد عندي بتاتا، فأنا من النوع الذي يقول الحق الإنساني لا الحق النسوي ولا الحق الذكوري.
وعلى رغم الإطالة واستغراق ثلاث مقالات على ذلك وأشعر زوجتك بأنها في مأمن من أي خطر، وأنك لا يمكن أن تفرط فيها، أو أن تنفصل عنها أرجع وأقول ‘’أشعر زوجتك بأنك كفيل برعايتها اقتصاديا مهما كانت ميسورة الحال، ولا تطمع في مال ورثته عن أبيها، فلا يحل لك شرعا أن تستولي على أموالها، ولا تبخل عليها بحجة أنها ثرية، فمهما كانت غنية فهي في حاجة نفسية إلى الشعور بأنك البديل الحقيقي لأبيها، وحذار من العلاقات الاجتماعية غير المباحة، فكثير من خراب البيوت تنشأ من تلك العلاقات’’.
وهمسة في أذن الزوج وائم بين حبك لزوجتك وحبك لوالديك وأهلك، فلا يطغى جانب على جانب، ولا يسيطر حب على حساب حب آخر، فأعط كل ذي حق حقه بالحسنى، والقسطاس المستقيم، وكن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك في كل ميادين الحياة، فإنها تحب منك كما تحب منها، قال ابن عباس (رض) ‘’إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي’’.
أعطها قسطا وافرا وحظا يسيرا من الترفيه خارج المنزل، كلون من ألوان التغيير، وخصوصاً قبل أن يكون لها أطفال تشغل نفسها بهم، و شاركها وجدانيا فيما تحب أن تشاركك فيه، فزر أهلها وحافظ على علاقة المودة والاحترام تجاه أهلها، واحذر أن تجعلها تغار من عملك بانشغالك به أكثر من اللازم، ولا تجعله يستأثر بكل وقتك، وخصوصاً في إجازة الأسبوع، فلا تحرمها منك في وقت الإجازة سواء كان ذلك في البيت أم خارجه، حتى لا تشعر بالملل والسآمة، ولا تفاجئها حتى تكون متأهبة للقائك، ولئلا تكون على حال لا تحب أن تراها عليه، وخصوصاً إن كنت قادما من السفر.
وانظر معها إلى الحياة من منظار واحد، وقد أوصى الرسول (ص) بالنساء بقوله ‘’رفقا بالقوارير’’ و’’إنما النساء شقائق الرجال’’ وقوله ‘’استوصوا بالنساء خيرا’’، وحاول أن تساعد زوجتك في بعض أعمالها المنزلية، فلقد بلغ من حسن معاشرة الرسول الكريم لنسائه التبرع بمساعدتهن في واجباتهن المنزلية، وحاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك، وتذكر ما لها من محاسن ومكارم تغطي هذا النقص، لقوله (ص) ‘’لا يفرك ‘’أي لا بغض’’ مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر’’.
واستمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب، فقد كان نساء النبي (ص) يراجعنه في الرأي فلا يغضب منهن وأخيرا أحسن إلى زوجتك وأولادك فالرسول (ص) يقول خيركم خيركم لأهله’’، فإن أنت أحسنت إليهم أحسنوا إليك، وبدلوا حياتك التعيسة سعادة وهناء، لا تبخل على زوجتك ونفسك وأولادك، وأنفق بالمعروف، فإنفاقك على أهلك صدقة قال الرسول الكريم ‘’أفضل الدنانير دينار تنفقه على أهلك’’.
البعض للأسف اعتقد خطأ أن هذه الوصايا ما هي إلا حملة ضد الأزواج، من قبيل الوقوف المتحيز ضد الرجل مع المرأة، على رغم أن ال...
أحدث التعليقات