العدد198-الأربعاء 13 شعبان 1427 هـ -6 سبتمبر 2006
كانت ستسافر بعد أسبوعين للدراسة في بريطانيا
سمر الأنصاري ابنة الـ 18 ربيعاً تذهب ضحية حادث مروري مروع
الوقت – محمد السواد – ياسمين خلف – غادة أبو الفتح:
لم يكن العام الدراسي الجديد مبهجا في مدرسة ابن خلدون الوطنية كما كان في سائر مدارس المملكة أمس، والتي استقبلت الخبر المفجع بوفاة إحدى طالباتها حديثة التخرج إثر حادث سيارة مروع على شارع المحرق قرب الإدارة العامة للمرور فجرا، فالحزن لف مدرستها، وصدمة الخبر ألجمت الأفواه وغيبت البعض عن الوعي، وأنهار البعض الآخر في البكاء حتى استنفرت إدارة المدرسة كل إمكاناتها لاحتواء الطلبة المفجوعين، فسمحت للبعض مغادرة المقاعد الدراسية وأصطحب الأهل أبناءهم للمنزل، فيما عقد المدرسون جلسات إرشادية لباقي الطلبة لدعمهم نفسيا، كيف ؟ والمدرسين أنفسهم مصدومين..
سمر أحمد مال الله الأنصاري (18 ربيعا) طالبة متفوقة حبوبة بشوشة تحب مساعدة الغير بشهادة جميع من عرفها، وكان من المقرر أن تسافر لإكمال دراستها الجامعية في بريطانيا بعد أسبوعين فقط، ولكن مشيئة الرب أقوى من أن تمنع القدر، فخطفها الموت فجأة من دون سابق إنذار أمام أعين صديقاتها اللواتي كن في سيارة أخرى بالقرب منها…
مدير مدرسة ابن خلدون الوطنية سمير شماعة والذي بدى الحزن واضحا من صوته قال للوقت إن الطلبة والهيئة التدريسية في المدرسة صدموا بالخبر الذي أفسد عليهم يومهم الدراسي، فبعض الطلبة أنهاروا بالبكاء والبعض الآخر لم يستطع مواصلة الدراسة فسمح لأهلهم اصطحابهم للمنزل، فيما كانت الحاجة ماسة بحسبه لعقد جلسات إرشادية للطلبة للتخفيف من وطأة الخبر المفجع، فسمر معروفة بين جميع طلبة المدرسة سواء معها في المرحلة الدراسية أو لا .
يقول ‘’المدرسة احتضنت سمر لأربع عشرة سنة منذ كانت في الحضانة وحتى نالت البكالوريا الدولية العام الماضي بتفوق، حيث نالت درجة 41 من أصل ,45 وإضافة الى تفوقها فقد كانت مؤدبة وخلوقة، والمدرسة التي احتضنتها احتضنت أخوتها الأكبر سنا منها حيث هي أصغرهم .
شاهدن سمر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة
‘’لا أستطيع التحدث عن ما رأته عيني.. أعز صديقاتي ماتت أمامي’’ تلك كانت كلمات صديقتها عائشة فخرو والتي كانت في سيارة أخرى بالقرب من سيارة الفقيدة سمر ساعة وقوع الحادث.
حاولت أن تغالب دمعها وقالت ‘’سمر صديقة ورفيقة مقاعد الدراسة، حلوة المعشر طيبة القلب، تحب مساعدة الناس جميعا، مرحة بشوشة دائما ما كانت تضحك، فراقها سيبكينا كثيرا ومكانها في قلبنا للأبد.
سارة سميعي الأخرى كانت في السيارة مع عائشة، ورأت كما رأت عائشة كيف صارعت سمر الموت حتى استسلمت له، ولم تستطع هي الأخرى أن تصف ما رأته وقالت محاولة أن تبعد من ذاكرتها مشهد لم ولن تتمنى أن يتكرر أمامها بقولها ‘’ سمر صديقتي منذ ست سنوات وعلاقتي قوية معها، كانت كما الأخت، وكم خططنا معا لحياتنا الدراسية في بريطانيا، فالمسافة بين المنطقة التي سأسكنها في بريطانيا وبين مسكنها أو الذي كان سيكون مسكنها نحو ربع ساعة فقط، وكنا نخطط لأن نتزاور في الغربة، فكان من المفترض أن تسافر للدراسة بعد أسبوعين، وأنا سأغادر المملكة بعد أسبوع. كانت فرحة بأنها ستكون مع أختها التي تكبرها في ذات الجامعة في الغربة وتسهب سميعي: شخصية سمر غير، فقد كانت حبوبة وذكية ومرحة وبشوشة وصاحبة نكتة، وكم كانت تخطط لحياتها المستقبلية، وهي طموحة ومتفوقة وكنا نراها نحن أصدقائها أكبر من سنها في التفكير.
واسترسلت ‘’كانت تحترم والديها وتحبهما بشغف، فقد كانت قريبة جدا منهما، بصراحة أهلها عرفوا كيف يربونها على الأخلاق ‘’تسكت للحظات كما لو كانت تستجمع قوتها وتستفرغ ذاكرتها’’ سافرنا معا الى دبي مع فريق كرة القدم في المدرسة وكنا معا في غرفة واحدة، آه كم كانت أيام جميلة تلك التي قضيناها معا! سمر كانت تحب البحر، وكم من المرات ذهبنا معا إليه وكانت تطير كالفراشة فرحا به، تحتضنه ويحتضنها، وكان المرح وخفة الدم أهم صفاتها كما أنها تحب مساعدة الغير وكم من المرات شرحت لي ولغيري الدروس الصعبة، ولم تكن تشتكي من صعوبتها لذكائها وتفوقها .
ما أمنيتها التي تكررها أمامكن ؟ سألناها ضحكت كما لو كانت تراها أمام عينيها وقالت ‘’ كانت تتمنى أن تكون أسرة وتنجب أطفالا وأن تكون سعيدة في حياتها ….. ‘’ تكمل كانت تحب شرب الشاي، فكلما ذهبنا بيتهم لاستذكار دروسنا قالت ‘’تشربون شاي ؟ هكذا كانت دائما تحب المرح والفرح وصاحبة نكته رحمها الله.
سمعنا بأن أحد أصدقائها المقربين في المدرسة محمود الناصر،تمكنا من الحصول على رقم هاتفه،تكلمنا معه للحظات لم يتمالك نفسه ولم يستطع الحديث عن سمر الفقيدة وأغلق سماعة الهاتف .
لم أصدق خبر وفاتها
خالد تقي أحد أصدقائها كذلك فجع كغيره بالخبر ولم يصدق ما سمعته أذنيه، وحاول التأكد من مصدر قريب من الفقيدة، فهاتف إحدى صديقاتها التي أكدت خبر وفاة رفيقة الدراسة، ‘’علاقتنا قوية جدا داخل الحرم المدرسي وخارجه، عرفته منذ 6 سنوات وكانت مثالا للطالبة الخلوقة المتفوقة، كانت قبل أيام قد رجعت من المملكة العربية السعودية حيث زارت أهلها هناك، وكانت فرحة ومسرورة ‘’مستانسة’’، بحسب تعبيره، وكانت حبوبة وطيبة وتحب مساعدة الغير ‘’ ماذا عساني أن أقول إلا اللهم ألهم أهلها الصبر والسلوان .
لم تكن في صفها ولم تكن تشاركها سنواتها الدراسية، حيث كانت تصغر سمر بعامين، ولكنها تعرف سمر لما لها من سيرة حلوة في المدرسة، منيرة زباري صدمت عندما علمت بخبر وفاة سمر في حادث سيارة ‘’صدمنا جميعا فقد كانت ذكية مرحة مميزة، قريبة من الكثيرين بل من الجميع رحمها الله .
رأيتها قبل 35 دقيقة من وفاتها
عادل أكرم ( 19 ربيعا ) كان مع 6 من زملاء الدراسة ومنهم سمر الفقيدة في أمسية عشاء خفيف، قبل أن يتفرقوا عند الساعة الحادية عشرة مساء، ليذهب كلا منهم في سيارته الخاصة، أي قبل 35 دقيقة فقط من إعلان وفاة سمر، يقول واصفا وصول الخبر إليه ‘’أحد رفاقنا أتصل بي يبلغني بالخبر المؤسف بعد ساعة من حدوثه، لم أصدقه في البداية إلا أنه أكد لي ذلك. أعظم الأجر لكل أهلها وبخاصة والديها وأخوتها ‘’ .
يقول مرجعا ذاكرته الى الدقائق الأخيرة التي جمعتهم ‘’كانت كما هي دائما، في لقائنا الأخير معها مرحة وتضحك، تفرقنا في الساعة الحادية عشرة والنصف لتلقي حتفها في الثانية عشرة وخمس دقائق، ،يسكت برهة ويعلق ‘’لم أكن زميلا لها على المقاعد الدراسية، فقد عرفتها من أصدقائي منذ عام واحد فقط، إلا أن علاقتنا باتت قوية على رغم الفترة القصيرة التي عرفتها خلالها،’’ما في أطيب منها مرحة وشاطرة ‘’هكذا أختتم حديثه عنها.
أحد أصدقائي رأى الحادث فأبلغني عن الخبر
لا أستطيع أن أعبر عن إحساسي، هكذا قال علي الشويخ أحد أصدقائها، الذي وصله خبر الحادث من أحد رفاقها بعد أن شاهد الحادث المروع، ‘’ بعد نصف ساعة من وقوع الحادث أتصل بي أحد أصدقائي مستفسرا ‘’إذ ما كنت أعرف طالبة في مدرستنا تدعى سمر، فأجبته بالإيجاب، فأبلغني بحادث قد تعرضت له وأودى بحياتها وكانت الصاعقة التي وقعت علي لم أصدق أو ربما لم أكن أريد أن أصدق بأنها قد توفيت، وهي ذاتها ردة فعل جميع أصدقائها، ففي لحظات ذهبت 12 سنة دراسية، الجميع كان يحبها في المدرسة كانت شاطرة ولها من الأصدقاء كــثر فليرحمها الله .
صديقتها في استراليا انهارت بكاء
لم يكن من السهل على عبدالهادي كاظم بوشهري (تاجر) أن يبلغ إبنته هدى في الغربة في استراليا نبأ وفاة صديقة عمرها سمر، هاتفها صباحا وأبلغها وكانت هدى منهاره بحد تعبيره إذ أن خبر الحادث قد وصلها من صديقاتها واللواتي سبقن والدها في إيصال الخبر،’’هدى متأثرة جدا من الخبر ولم تتوقف عن البكاء على رغم محاولاتنا الحثيثة في تهدأتها، فخبر وفاة صديقتها جاء وهي لم تفق بعد من صدمة وفاة والدتها قبل أربعة أعوام، حاولت كما حاولن أخواتها تهدأتها بأن هذه مشيئة الله ولا يمكن الإعتراض على حكمته ولكنها لا تزال متأثرة جدا ولا ألومها في عشرة 14 سنة فهن صديقات منذ كانتا في الرابعة من أعمارهن وعلاقتهن قوية فهن يخرجن معا ويتزاورن ولا أبالغ أن قلت بأنهن أخوات.
يكمل حتى ابنتي الأخرى والتى تصغرهما بعامين تحبها وعلاقتها بها قوية جدا فقد كن في فريق كرة القدم في المدرسة والجميع يمدحن أخلاقها وطيبتها ودائما ما يصفنها بالحبوبة، يتنهد إبنتى هذه أنهارت في البكاء بعد سمــاع الخـــبر وكانـــت في المدرسة، فاتصلت إدارة المدرسة لتبلغني بأنها تعبة وتحتاج الى الرجوع للمنزل، فأرسلت السائق لأخذها، وبعد أن عادت للمنزل لازمت غرفتها وأخذت في البكاء والنحيب على زميلتها سمر.
سمر أبكت الجميع
يوم أمس لم يكن حزينا عند من عرف سمر فقط، فقد أبكت سمر الكثيرين، فطالبة مثلها يمدح أخلاقها وشخصيتها كل من عرفها، لاشك تترك الحسرة في القلوب، فما بال الحسرة التي ستتركها في قلب والديها وبخاصة والدتها التي وبحسب مقربين منها يقلن إنها كانت ترى ابنتها سمر حياتها، كيف لا وهي آخر العنقود، من ‘’ الوقت ‘’تعزية خاصة الى أهلها فرحمها الله وأسكنها فسيح جناته وأهلهم أهلها الصبر والسلوان. |
العدد198-الأربعاء 13 شعبان 1427 هـ -6 سبتمبر 2006
كانت ستسافر بعد أسبوعين للدراسة في بريطانيا
سمر الأنصاري ابنة الـ 18 ربيعاً تذهب ضحية حادث مروري مروع
الوقت – محمد السواد – ياسمين خلف – غادة أبو الفتح:
لم يكن العام الدراسي الجديد مبهجا في مدرسة ابن خلدون الوطنية كما كان في سائر مدارس المملكة أمس، والتي استقبلت الخبر المفجع بوفاة إحدى طالباتها حديثة التخرج إثر حادث سيارة مروع على شارع المحرق قرب الإدارة العامة للمرور فجرا، فالحزن لف مدرستها، وصدمة الخبر ألجمت الأفواه وغيبت البعض عن الوعي، وأنهار البعض الآخر في البكاء حتى استنفرت إدارة المدرسة كل إمكاناتها لاحتواء الطلبة المفجوعين، فسمحت للبعض مغادرة المقاعد الدراسية وأصطحب الأهل أبناءهم للمنزل، فيما عقد المدرسون جلسات إرشادية لباقي الطلبة لدعمهم نفسيا، كيف ؟ والمدرسين أنفسهم مصدومين..
سمر أحمد مال الله الأنصاري (18 ربيعا) طالبة متفوقة حبوبة بشوشة تحب مساعدة الغير بشهادة جميع من عرفها، وكان من المقرر أن تسافر لإكمال دراستها الجامعية في بريطانيا بعد أسبوعين فقط، ولكن مشيئة الرب أقوى من أن تمنع القدر، فخطفها الموت فجأة من دون سابق إنذار أمام أعين صديقاتها اللواتي كن في سيارة أخرى بالقرب منها…
مدير مدرسة ابن خلدون الوطنية سمير شماعة والذي بدى الحزن واضحا من صوته قال للوقت إن الطلبة والهيئة التدريسية في المدرسة صدموا بالخبر الذي أفسد عليهم يومهم الدراسي، فبعض الطلبة أنهاروا بالبكاء والبعض الآخر لم يستطع مواصلة الدراسة فسمح لأهلهم اصطحابهم للمنزل، فيما كانت الحاجة ماسة بحسبه لعقد جلسات إرشادية للطلبة للتخفيف من وطأة الخبر المفجع، فسمر معروفة بين جميع طلبة المدرسة سواء معها في المرحلة الدراسية أو لا .
يقول ‘’المدرسة احتضنت سمر لأربع عشرة سنة منذ كانت في الحضانة وحتى نالت البكالوريا الدولية العام الماضي بتفوق، حيث نالت درجة 41 من أصل ,45 وإضافة الى تفوقها فقد كانت مؤدبة وخلوقة، والمدرسة التي احتضنتها احتضنت أخوتها الأكبر سنا منها حيث هي أصغرهم .
شاهدن سمر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة
‘’لا أستطيع التحدث عن ما رأته عيني.. أعز صديقاتي ماتت أمامي’’ تلك كانت كلمات صديقتها عائشة فخرو والتي كانت في سيارة أخرى بالقرب من سيارة الفقيدة سمر ساعة وقوع الحادث.
حاولت أن تغالب دمعها وقالت ‘’سمر صديقة ورفيقة مقاعد الدراسة، حلوة المعشر طيبة القلب، تحب مساعدة الناس جميعا، مرحة بشوشة دائما ما كانت تضحك، فراقها سيبكينا كثيرا ومكانها في قلبنا للأبد.
سارة سميعي الأخرى كانت في السيارة مع عائشة، ورأت كما رأت عائشة كيف صارعت سمر الموت حتى استسلمت له، ولم تستطع هي الأخرى أن تصف ما رأته وقالت محاولة أن تبعد من ذاكرتها مشهد لم ولن تتمنى أن يتكرر أمامها بقولها ‘’ سمر صديقتي منذ ست سنوات وعلاقتي قوية معها، كانت كما الأخت، وكم خططنا معا لحياتنا الدراسية في بريطانيا، فالمسافة بين المنطقة التي سأسكنها في بريطانيا وبين مسكنها أو الذي كان سيكون مسكنها نحو ربع ساعة فقط، وكنا نخطط لأن نتزاور في الغربة، فكان من المفترض أن تسافر للدراسة بعد أسبوعين، وأنا سأغادر المملكة بعد أسبوع. كانت فرحة بأنها ستكون مع أختها التي تكبرها في ذات الجامعة في الغربة وتسهب سميعي: شخصية سمر غير، فقد كانت حبوبة وذكية ومرحة وبشوشة وصاحبة نكتة، وكم كانت تخطط لحياتها المستقبلية، وهي طموحة ومتفوقة وكنا نراها نحن أصدقائها أكبر من سنها في التفكير.
واسترسلت ‘’كانت تحترم والديها وتحبهما بشغف، فقد كانت قريبة جدا منهما، بصراحة أهلها عرفوا كيف يربونها على الأخلاق ‘’تسكت للحظات كما لو كانت تستجمع قوتها وتستفرغ ذاكرتها’’ سافرنا معا الى دبي مع فريق كرة القدم في المدرسة وكنا معا في غرفة واحدة، آه كم كانت أيام جميلة تلك التي قضيناها معا! سمر كانت تحب البحر، وكم من المرات ذهبنا معا إليه وكانت تطير كالفراشة فرحا به، تحتضنه ويحتضنها، وكان المرح وخفة الدم أهم صفاتها كما أنها تحب مساعدة الغير وكم من المرات شرحت لي ولغيري الدروس الصعبة، ولم تكن تشتكي من صعوبتها لذكائها وتفوقها .
ما أمنيتها التي تكررها أمامكن ؟ سألناها ضحكت كما لو كانت تراها أمام عينيها وقالت ‘’ كانت تتمنى أن تكون أسرة وتنجب أطفالا وأن تكون سعيدة في حياتها ….. ‘’ تكمل كانت تحب شرب الشاي، فكلما ذهبنا بيتهم لاستذكار دروسنا قالت ‘’تشربون شاي ؟ هكذا كانت دائما تحب المرح والفرح وصاحبة نكته رحمها الله.
سمعنا بأن أحد أصدقائها المقربين في المدرسة محمود الناصر،تمكنا من الحصول على رقم هاتفه،تكلمنا معه للحظات لم يتمالك نفسه ولم يستطع الحديث عن سمر الفقيدة وأغلق سماعة الهاتف .
لم أصدق خبر وفاتها
خالد تقي أحد أصدقائها كذلك فجع كغيره بالخبر ولم يصدق ما سمعته أذنيه، وحاول التأكد من مصدر قريب من الفقيدة، فهاتف إحدى صديقاتها التي أكدت خبر وفاة رفيقة الدراسة، ‘’علاقتنا قوية جدا داخل الحرم المدرسي وخارجه، عرفته منذ 6 سنوات وكانت مثالا للطالبة الخلوقة المتفوقة، كانت قبل أيام قد رجعت من المملكة العربية السعودية حيث زارت أهلها هناك، وكانت فرحة ومسرورة ‘’مستانسة’’، بحسب تعبيره، وكانت حبوبة وطيبة وتحب مساعدة الغير ‘’ ماذا عساني أن أقول إلا اللهم ألهم أهلها الصبر والسلوان .
لم تكن في صفها ولم تكن تشاركها سنواتها الدراسية، حيث كانت تصغر سمر بعامين، ولكنها تعرف سمر لما لها من سيرة حلوة في المدرسة، منيرة زباري صدمت عندما علمت بخبر وفاة سمر في حادث سيارة ‘’صدمنا جميعا فقد كانت ذكية مرحة مميزة، قريبة من الكثيرين بل من الجميع رحمها الله .
رأيتها قبل 35 دقيقة من وفاتها
عادل أكرم ( 19 ربيعا ) كان مع 6 من زملاء الدراسة ومنهم سمر الفقيدة في أمسية عشاء خفيف، قبل أن يتفرقوا عند الساعة الحادية عشرة مساء، ليذهب كلا منهم في سيارته الخاصة، أي قبل 35 دقيقة فقط من إعلان وفاة سمر، يقول واصفا وصول الخبر إليه ‘’أحد رفاقنا أتصل بي يبلغني بالخبر المؤسف بعد ساعة من حدوثه، لم أصدقه في البداية إلا أنه أكد لي ذلك. أعظم الأجر لكل أهلها وبخاصة والديها وأخوتها ‘’ .
يقول مرجعا ذاكرته الى الدقائق الأخيرة التي جمعتهم ‘’كانت كما هي دائما، في لقائنا الأخير معها مرحة وتضحك، تفرقنا في الساعة الحادية عشرة والنصف لتلقي حتفها في الثانية عشرة وخمس دقائق، ،يسكت برهة ويعلق ‘’لم أكن زميلا لها على المقاعد الدراسية، فقد عرفتها من أصدقائي منذ عام واحد فقط، إلا أن علاقتنا باتت قوية على رغم الفترة القصيرة التي عرفتها خلالها،’’ما في أطيب منها مرحة وشاطرة ‘’هكذا أختتم حديثه عنها.
أحد أصدقائي رأى الحادث فأبلغني عن الخبر
لا أستطيع أن أعبر عن إحساسي، هكذا قال علي الشويخ أحد أصدقائها، الذي وصله خبر الحادث من أحد رفاقها بعد أن شاهد الحادث المروع، ‘’ بعد نصف ساعة من وقوع الحادث أتصل بي أحد أصدقائي مستفسرا ‘’إذ ما كنت أعرف طالبة في مدرستنا تدعى سمر، فأجبته بالإيجاب، فأبلغني بحادث قد تعرضت له وأودى بحياتها وكانت الصاعقة التي وقعت علي لم أصدق أو ربما لم أكن أريد أن أصدق بأنها قد توفيت، وهي ذاتها ردة فعل جميع أصدقائها، ففي لحظات ذهبت 12 سنة دراسية، الجميع كان يحبها في المدرسة كانت شاطرة ولها من الأصدقاء كــثر فليرحمها الله .
صديقتها في استراليا انهارت بكاء
لم يكن من السهل على عبدالهادي كاظم بوشهري (تاجر) أن يبلغ إبنته هدى في الغربة في استراليا نبأ وفاة صديقة عمرها سمر، هاتفها صباحا وأبلغها وكانت هدى منهاره بحد تعبيره إذ أن خبر الحادث قد وصلها من صديقاتها واللواتي سبقن والدها في إيصال الخبر،’’هدى متأثرة جدا من الخبر ولم تتوقف عن البكاء على رغم محاولاتنا الحثيثة في تهدأتها، فخبر وفاة صديقتها جاء وهي لم تفق بعد من صدمة وفاة والدتها قبل أربعة أعوام، حاولت كما حاولن أخواتها تهدأتها بأن هذه مشيئة الله ولا يمكن الإعتراض على حكمته ولكنها لا تزال متأثرة جدا ولا ألومها في عشرة 14 سنة فهن صديقات منذ كانتا في الرابعة من أعمارهن وعلاقتهن قوية فهن يخرجن معا ويتزاورن ولا أبالغ أن قلت بأنهن أخوات.
يكمل حتى ابنتي الأخرى والتى تصغرهما بعامين تحبها وعلاقتها بها قوية جدا فقد كن في فريق كرة القدم في المدرسة والجميع يمدحن أخلاقها وطيبتها ودائما ما يصفنها بالحبوبة، يتنهد إبنتى هذه أنهارت في البكاء بعد سمــاع الخـــبر وكانـــت في المدرسة، فاتصلت إدارة المدرسة لتبلغني بأنها تعبة وتحتاج الى الرجوع للمنزل، فأرسلت السائق لأخذها، وبعد أن عادت للمنزل لازمت غرفتها وأخذت في البكاء والنحيب على زميلتها سمر.
سمر أبكت الجميع
يوم أمس لم يكن حزينا عند من عرف سمر فقط، فقد أبكت سمر الكثيرين، فطالبة مثلها يمدح أخلاقها وشخصيتها كل من عرفها، لاشك تترك الحسرة في القلوب، فما بال الحسرة التي ستتركها في قلب والديها وبخاصة والدتها التي وبحسب مقربين منها يقلن إنها كانت ترى ابنتها سمر حياتها، كيف لا وهي آخر العنقود، من ‘’ الوقت ‘’تعزية خاصة الى أهلها فرحمها الله وأسكنها فسيح جناته وأهلهم أهلها الصبر والسلوان. |
أحدث التعليقات