العدد182- الاثنين 27 رجب 1427 هـ -21 أغسطس 2006
يناشدون رئيس الوزراء التدخل:
إيقاف المعالج الألماني يصيب مرضى السكلر «بالصدمة»
الوقت – ياسمين خلف:
اعتبر مرضى السكلر منع المعالج الألماني (رالف جورجن سن) مزاولة عمله كمعالج لهذا المرض من خلال الطب البديل بمثابة ‘’الصدمة’’، التي حاولوا الخروج منها عبر عريضة موقعة بأسمائهم، يعتزمون رفعها إلى رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان يطالبونه فيها بالتدخل العاجل، فيما رفع صاحب (عيادة الشافي)محمد عبدالرحمن خطاب رسميا إلى رئيس الوزراء، والتقى أخيرا مجلس التنمية الاقتصادي للبحث في حل للمشكلة. وإذا حاولنا التعرف على خطورة الموقف بالأرقام، فإن 60 حالة حتى الآن مسجلة على قائمة الانتظار، أملا في العلاج الذي توقف، 39 حالة تلقت العلاج فعلا، وأكدوا تحسن حالتهم، وارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم الى مستويات كانت بمثابة الحلم مع العلاج بالطب الحديث، كما أشار عشرات المرضى إلى أن المرض لم يعاودهم بالنوبات التى تطرحهم أسابيع في الفراش.
القراءة التاريخية لمرض السكلر تؤكد أنه قديم في البحرين، إذ أن أكثر مواطنيها يعانون هذا المرض الوراثي البغيض، والمئات من الأهالي يصرخون من علاج السلمانية الذي لا يتعدى – بحسبهم – ‘’لمهدئات والمغذي الوريدي (السيلان) أو في كثير من الأحيان البندول’’،ناهيك عما يؤكده المرضى عن ‘’المعاملة السيئة من قبل بعض الأطباء والممرضين، والذين لا يتوانون من وصفهم بالمدمنين على المورفين.
ومما زاد من حجم المعاناة، قرار وقف النشاط العلاجي للألماني رالف في عيادة الشافي، الذي أصدره قسم التسجيل والتراخيص في وزارة الصحة ، بحجة أن ‘’العلاج المقدم يسبب السرطان، كما أن المعالج لا يعرف طرق إعطاء الحقن العلاجية ‘’، وهو الأمر الذي اعتبره رالف ‘’ إهانة، كونه أستاذا في الجامعة، ويدرب الطلبة على إعطاء الحقن، ويعالج هذا المرض لفترة لا تقل عن 19 سنة’’، مؤكدا أن ‘’البحرين ودول الخليج كافة تبتعث مرضاها الى ألمانيا للعلاج على يده’’.
واستغرب رالف ‘’قرار المنع عندما جاء الى البلد’’،مرجعا السبب إلى ‘’المصالح الشخصية الكيدية التى وضعت التجارة نصب أعينها، وأغفلت الإنسانية في مهنة الطب’’.
وافقوا على معالجته
في ألمانيا، ورفضوه في البحرين
ذهب أحمد عاشور (11 عاما) إلى ألمانيا للعلاج لدى رالف، بعد أن نال مكرمة ملكية للتكفل بمصاريف العلاج، وبعد 3 سنوات من العلاج، وجدت والدته أن ‘’الظروف أخذت تبشر بالخير عندما جاء المعالج الى البحرين، حيث انها لن تحتاج إلى الاغتراب العلاجي وستوفر على الدولة الكثير’’، وأرسلت إلى الديوان الملكي ‘’ تبلغهم نيتها إكمال العلاج في البحرين بدلا من ألمانيا لوجود المعالج في المملكة’’.
ولكن المفاجأة التي صدمتها، كانت في قرار المنع، تقول مستذكرة الأيام العصيبة التى مرت بها ‘’أصيب أحمد بجلطة في رجله كإحدى مضاعفات السكلر، وأصيب بالشلل وفقد القدرة على المشي، نقل بكرسيه المتحرك الى ألمانيا، وعاد الى البحرين وهو يمشي على رجليه’’، معتبرة أن ‘’الفضل في ذلك بعد الله يرجع الى العلاج عبر الطب البديل على يد المعالج رالف، فكيف يوقف عن عمله اليوم؟’’
وتضيف بحرقة ‘’ليس من حق أي كان الوقوف أمام رغبتنا، فالأهوال التي صارعناها لا يعلم بها غير الله ‘’.
وتواصل الأم حكايتها، والدموع تنهمر من عينيها ‘’ابنى اليوم طريح الفراش، وحذرنا الأطباء من احتمال تعرضه الى جلطة في الرئة، كما حذرنا المعالج من وقف علاجه’’، محملة ‘’وزيرة الصحة ندى حفاظ والوكيل عبدالعزيز حمزة ولجنة التراخيص مسؤولية أي ضرر يتعرض له ابنها إثر وقف علاجه’’.
وأوضحت ‘’ لقد تحسنت حالة ابني بعد علاج الطب البديل، بدرجة لا يمكن وصفها، وتمكن من العمل والدراسة في الوقت ذاته، وها هو طريح الفراش بعد وقف علاجه’’.
تشير الأم إلى أن ‘’وزارة الصحة التي ادعت أن خبير أمراض الدم الوراثية الجومايكي (سيرجنت) أكد على أن العلاج غير مجد، رأى بأم عينه طريقة العلاج، ونصحني الاستمرار، وقال لي إنه اكتشف أخطاء فادحة في علاج السكلر في السلمانية’’.
أبنائي الثلاثة مصابون بالمرض
من جهتها، تقف شيخة علي إبراهيم حزينة يائسة، فهي أم لثلاثة أبناء مصابين بمرض السكلر، بنتان (18 – 14 عاما) وولد (16 عاما)، أصيب بنزيف وجلطة في العين عام ,1998 وقرر الأطباء المعالجون في السلمانية استئصال عينه،إلا أن الأم رفضت وأصرت على العلاج في الخارج، وتمكنت بمساعدة الشيخة لولوة والمحسنين من الخروج به للعلاج في الرياض، وتقول ‘’رفض الأطباء أثناء إصابة إبني بالنزيف إعطاءه إبرة من المستشفى، كونه ابن سعودي ‘’.
تواصل إنها ‘’بدأت علاج أبنائها الثلاثة منذ 4 أشهر مضت عند المعالج رالف، ولظروف سفر الأخير أعطيت – بحسبها – موعدا آخر، لكنها فوجئت بقرار وقف نشاط المعالج’’، مطالبة ‘’السماح للمعالج الاستمرار في تقديم خدماته’’.
وقالت ‘’لا يمكنني الحكم القطعي على علاجه، فلم نكمل حتى الآن الكورس العلاجي ولكننا كأولياء أمور نتحمل كافة النتائج المحتملة، ومستعدون للإقرار بذلك والتوقيع عليه ‘’.
مشيرة إلى ‘’المعاناة الطويلة لمرضى السكلــر من آلام مبرحــة، غالبــا ما تداهمهــم أثناء الامتحانات المدرسية’’.
دخل المستشفى على قدميه
وخرج على «كرسي متحــرك»
يعاني ناصر العجمي (19 عاما) من السكلر الحاد، وتفيد خطيبته دلال محمد أنه ‘’يتمنى الموت، عندما تأتيه النوبة’’، موضحة أن ‘’مريض السكلر يطلب أي شيء سواء الحبوب أو الإبر أو أي علاج آخر، ليضع حدا للآلام البغيضة التي تنتابه’’.
تتنهد دلال، وتقول ‘’دخل خطيبى السلمانية أسبوعا، وخرج بعدها إلى المنزل ليوم واحد، ثم عاد أدراجه إلى المستشفى، ليبقى فيها أسبوعين، وخرج على كرسي متحرك ‘’.
تتابع ‘’قيل لنا إنه يعاني من تآكل في مفصل الرجل، سمعنا من مرضى سكلر آخرين عن النتائج الجيدة التى جنوها من العلاج بالطب البديل، وكان من المفترض أن نبدأ فيه في 20 أغسطس/ آب، لكن فوجئنا بقرار وقف المعالج ‘’، مضيفة أن ‘’الخبر كان كالصاعقة على نفس خطيبي، وجاء ليغلق بصيص أمل لعلاجه’’.
المعاناة لا يشعر بها
سوى مرضى السكلر أنفسهم
بدت، كالملاك الهادئ، وخرجت كلماتها ‘’ألم السكلر لا يحس به إلا من يعانيه، ووراء وقف المعالج مصالح شخصية’’.
بهذه الكلمات، استهلت مها فخرو (17 عاما) حديثها، حيث تعاني من سكلر حاد، يضطرها إلى نقل الدم 3 مرات شهريا، وتصل نسبة الهيموجلوبين في الدم إلى 5 من أصل ,12 بل أنها في مرات عدة لا يمكن نقل الدم إليها لوجود المضادات في دمها، على رغم توفر وحدات الدم.
بدأت مها العلاج على يد المعالج رالف بالطب البديل منذ 17 من الشهر الماضي، حيث لمست، كما الأطباء وأهلها، تحسن حالتها، وبدا لون بشرتها في التغير بعد أن كانت تسوده الصبغة الصفراء، وبدأ الهيموجلوبين في الارتفاع حتى وصل إلى ,8 تؤكد والدتها على ‘’صراحة المعالج عندما قال إن ابنتها لن تشفى 100 % ولكن صحتها ستتحسن’’.
وتواصل الأم ‘’ السلمانية كانت منزلنا الذي نمقته، لا رعاية ولا اهتمام ولا جو مناسب للمرضى’’.
وتشتد نبرتها ‘’ ليس من حق الوزارة أن توقف علاج أبنائنا، نحن المسؤولون عن النتائج، لم يمض من العلاج سوى شهر واحد، وأنا ألمس التغير الواضح عليها’’.
تتابع ‘’نريد من الوزارة التدخل، ونعلن صراحة أننا لن نلومهم حال وجود أي مضاعفات، ونحن مسؤولون ونكرر ذلك عليهم’’. إلى ذلك، تقول منال محمد عبدالرحمن ( 25 عاما ) تعاني من الثلاسيما، وتستدعي حالتها نقل الدم كل 3 أسابيع، حتى ساءت حالتها واحتاجت نقل الدم كل أسبوعين، تقول إن ‘’أحد الاستشاريين في السلمانية، كان يقول لها (مصيرك الكرسي المتحرك) من دون مراعاة لشعورها وحالتها النفسية’’. توضح ‘’حدث أن صرف لي دواء، أرهقني، وعندما راجعته، فوجئت بسفره، ورفض كل الأطباء متابعة الحالة، فلم أجد غير المورفين مسكنا للألم طوال شهر كامل تغيبت خلاله عن العمل’’.
تتابع ‘’ عندما عاد الاستشاري من السفر، حاولت الدخول إلى العيادة، فطردها، وأنكر ذلك عندما حاول أبوها التدخل في الموضوع’’.
تضيف منال ‘’نصحني بالذهاب إلى طبيب نفساني، معتقدا أن سبب الحالة السيئة التي أعاني منها مرض نفسي، وهو الطبيب الذي يعلم كيف يكون مرض الثلاسيميا ؟’’.
وقالت ‘’عندما سمعت عن المعالج الألماني، سافرت إلى ألمانيا، وكنت حينها لا أقوى حتى على الجلوس على مقعد الطائرة، فحجزت 4 كراسي لأستلقي’’، موضحة ‘’تابعت العلاج شهرين، ولمست تغييرا في صحتي بشهادة كل من حولي، لوني تغير والصفار في عيني بدأ يخف’’. وأضافت ‘’الأغرب من هذا وذاك، أن الطبيب يرفض إعطائي تقريرا طبيا، على رغم أن الديوان الملكي هو من طلبه’’. وفي كلمات، تقول ‘’نحن كمرضى أمراض الدم الوراثية، لمسنا تحسنا في حالتنا، ومن الظلم وقف عمل المعالج، ونطالب باستمراره’’.
الهدف إنساني وسياحي
إلى ذلك، رفع صاحب عيادة الشافي محمد عبدالرحمن خطابا إلى رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، واجتمع مع مجلس التنمية الاقتصادي لوضع حد لمشكلة وقف المعالج الألماني، مؤكدا أن ‘’لجنة التسجيل والتراخيص في وزارة الصحة هي من وافقت في البداية على تقديم العلاج بالطب البديل، لتتراجع بعدها وتقول (كنا مخطئين)’’.
يقول عبدالرحمن ‘’المعالج معروف في دول الخليج كافة خصوصا بين البحرينيين الذين يعاني عدد ليس بالقليل منهم من السكلر،وعندما فكرنا بهذا المشروع كان الهدف إنسانيا بالدرجة الأولى ويصب في النهاية في السياحة العلاجية’’. وأضاف ‘’حدث أن تقدمنا للترخيص لطبيبين، مع المعالج رالف، واجتمعت لجنة التراخيص معه واطلعت على مؤهلاته، وبعد مزاولته للعمل لمدة 4 أشهر، أوقفوه بحجة أنهم أخطأوا، وليس له مؤهلات للعلاج بالحقن’’.
وأشار عبدالرحمن إلى أن ‘’الحكومة البحرينية ممثلة في وزارة الصحة ابتعثت في السابق15 مريضا إلى ألمانيا، للعلاج على يد المعالج رالف، بكلفة 40 ألف دينار، وبعد أن جاء المعالج نفسه إلى البحرين، يتم وقفه عن العمل، ألا يحتاج الأمر بالفعل تفسيرا ؟’’ وقال ‘’المعالج اختصاصي في الطب البديل ويعمل منذ 28 عاما، وعالج أكثر من 100 حالة من دول الخليج، ولم يشك أي منهم من أعراض ومضاعفات سلبية بل أشاد جميعهم بعلاجه، وتحسنت حالتهم’’.
إلى ذلك، ناشد عبدالرحمن رئيس الوزراء النظر في القضية، مطالبا ‘’السماح بجلب جهاز الفحص الذي كلفنا 28 ألف دينار، خصوصا إننا نسعى الى التوسع في المشروع وابتعاث بحرينين لدراسة الطب البديل’’. وشدد على أن ‘’هدفنا إنساني بالدرجة الأولى، والدليل أن 20 % من المرضى يتلقون العلاج مجانا، والمعالج مستعد لعلاج أكثر 5 حالات سوءا مجانا كدليل على نجاح أسلوبه العلاجي’’. |
العدد182- الاثنين 27 رجب 1427 هـ -21 أغسطس 2006
يناشدون رئيس الوزراء التدخل:
إيقاف المعالج الألماني يصيب مرضى السكلر «بالصدمة»
الوقت – ياسمين خلف:
اعتبر مرضى السكلر منع المعالج الألماني (رالف جورجن سن) مزاولة عمله كمعالج لهذا المرض من خلال الطب البديل بمثابة ‘’الصدمة’’، التي حاولوا الخروج منها عبر عريضة موقعة بأسمائهم، يعتزمون رفعها إلى رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان يطالبونه فيها بالتدخل العاجل، فيما رفع صاحب (عيادة الشافي)محمد عبدالرحمن خطاب رسميا إلى رئيس الوزراء، والتقى أخيرا مجلس التنمية الاقتصادي للبحث في حل للمشكلة. وإذا حاولنا التعرف على خطورة الموقف بالأرقام، فإن 60 حالة حتى الآن مسجلة على قائمة الانتظار، أملا في العلاج الذي توقف، 39 حالة تلقت العلاج فعلا، وأكدوا تحسن حالتهم، وارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم الى مستويات كانت بمثابة الحلم مع العلاج بالطب الحديث، كما أشار عشرات المرضى إلى أن المرض لم يعاودهم بالنوبات التى تطرحهم أسابيع في الفراش.
القراءة التاريخية لمرض السكلر تؤكد أنه قديم في البحرين، إذ أن أكثر مواطنيها يعانون هذا المرض الوراثي البغيض، والمئات من الأهالي يصرخون من علاج السلمانية الذي لا يتعدى – بحسبهم – ‘’لمهدئات والمغذي الوريدي (السيلان) أو في كثير من الأحيان البندول’’،ناهيك عما يؤكده المرضى عن ‘’المعاملة السيئة من قبل بعض الأطباء والممرضين، والذين لا يتوانون من وصفهم بالمدمنين على المورفين.
ومما زاد من حجم المعاناة، قرار وقف النشاط العلاجي للألماني رالف في عيادة الشافي، الذي أصدره قسم التسجيل والتراخيص في وزارة الصحة ، بحجة أن ‘’العلاج المقدم يسبب السرطان، كما أن المعالج لا يعرف طرق إعطاء الحقن العلاجية ‘’، وهو الأمر الذي اعتبره رالف ‘’ إهانة، كونه أستاذا في الجامعة، ويدرب الطلبة على إعطاء الحقن، ويعالج هذا المرض لفترة لا تقل عن 19 سنة’’، مؤكدا أن ‘’البحرين ودول الخليج كافة تبتعث مرضاها الى ألمانيا للعلاج على يده’’.
واستغرب رالف ‘’قرار المنع عندما جاء الى البلد’’،مرجعا السبب إلى ‘’المصالح الشخصية الكيدية التى وضعت التجارة نصب أعينها، وأغفلت الإنسانية في مهنة الطب’’.
وافقوا على معالجته
في ألمانيا، ورفضوه في البحرين
ذهب أحمد عاشور (11 عاما) إلى ألمانيا للعلاج لدى رالف، بعد أن نال مكرمة ملكية للتكفل بمصاريف العلاج، وبعد 3 سنوات من العلاج، وجدت والدته أن ‘’الظروف أخذت تبشر بالخير عندما جاء المعالج الى البحرين، حيث انها لن تحتاج إلى الاغتراب العلاجي وستوفر على الدولة الكثير’’، وأرسلت إلى الديوان الملكي ‘’ تبلغهم نيتها إكمال العلاج في البحرين بدلا من ألمانيا لوجود المعالج في المملكة’’.
ولكن المفاجأة التي صدمتها، كانت في قرار المنع، تقول مستذكرة الأيام العصيبة التى مرت بها ‘’أصيب أحمد بجلطة في رجله كإحدى مضاعفات السكلر، وأصيب بالشلل وفقد القدرة على المشي، نقل بكرسيه المتحرك الى ألمانيا، وعاد الى البحرين وهو يمشي على رجليه’’، معتبرة أن ‘’الفضل في ذلك بعد الله يرجع الى العلاج عبر الطب البديل على يد المعالج رالف، فكيف يوقف عن عمله اليوم؟’’
وتضيف بحرقة ‘’ليس من حق أي كان الوقوف أمام رغبتنا، فالأهوال التي صارعناها لا يعلم بها غير الله ‘’.
وتواصل الأم حكايتها، والدموع تنهمر من عينيها ‘’ابنى اليوم طريح الفراش، وحذرنا الأطباء من احتمال تعرضه الى جلطة في الرئة، كما حذرنا المعالج من وقف علاجه’’، محملة ‘’وزيرة الصحة ندى حفاظ والوكيل عبدالعزيز حمزة ولجنة التراخيص مسؤولية أي ضرر يتعرض له ابنها إثر وقف علاجه’’.
وأوضحت ‘’ لقد تحسنت حالة ابني بعد علاج الطب البديل، بدرجة لا يمكن وصفها، وتمكن من العمل والدراسة في الوقت ذاته، وها هو طريح الفراش بعد وقف علاجه’’.
تشير الأم إلى أن ‘’وزارة الصحة التي ادعت أن خبير أمراض الدم الوراثية الجومايكي (سيرجنت) أكد على أن العلاج غير مجد، رأى بأم عينه طريقة العلاج، ونصحني الاستمرار، وقال لي إنه اكتشف أخطاء فادحة في علاج السكلر في السلمانية’’.
أبنائي الثلاثة مصابون بالمرض
من جهتها، تقف شيخة علي إبراهيم حزينة يائسة، فهي أم لثلاثة أبناء مصابين بمرض السكلر، بنتان (18 – 14 عاما) وولد (16 عاما)، أصيب بنزيف وجلطة في العين عام ,1998 وقرر الأطباء المعالجون في السلمانية استئصال عينه،إلا أن الأم رفضت وأصرت على العلاج في الخارج، وتمكنت بمساعدة الشيخة لولوة والمحسنين من الخروج به للعلاج في الرياض، وتقول ‘’رفض الأطباء أثناء إصابة إبني بالنزيف إعطاءه إبرة من المستشفى، كونه ابن سعودي ‘’.
تواصل إنها ‘’بدأت علاج أبنائها الثلاثة منذ 4 أشهر مضت عند المعالج رالف، ولظروف سفر الأخير أعطيت – بحسبها – موعدا آخر، لكنها فوجئت بقرار وقف نشاط المعالج’’، مطالبة ‘’السماح للمعالج الاستمرار في تقديم خدماته’’.
وقالت ‘’لا يمكنني الحكم القطعي على علاجه، فلم نكمل حتى الآن الكورس العلاجي ولكننا كأولياء أمور نتحمل كافة النتائج المحتملة، ومستعدون للإقرار بذلك والتوقيع عليه ‘’.
مشيرة إلى ‘’المعاناة الطويلة لمرضى السكلــر من آلام مبرحــة، غالبــا ما تداهمهــم أثناء الامتحانات المدرسية’’.
دخل المستشفى على قدميه
وخرج على «كرسي متحــرك»
يعاني ناصر العجمي (19 عاما) من السكلر الحاد، وتفيد خطيبته دلال محمد أنه ‘’يتمنى الموت، عندما تأتيه النوبة’’، موضحة أن ‘’مريض السكلر يطلب أي شيء سواء الحبوب أو الإبر أو أي علاج آخر، ليضع حدا للآلام البغيضة التي تنتابه’’.
تتنهد دلال، وتقول ‘’دخل خطيبى السلمانية أسبوعا، وخرج بعدها إلى المنزل ليوم واحد، ثم عاد أدراجه إلى المستشفى، ليبقى فيها أسبوعين، وخرج على كرسي متحرك ‘’.
تتابع ‘’قيل لنا إنه يعاني من تآكل في مفصل الرجل، سمعنا من مرضى سكلر آخرين عن النتائج الجيدة التى جنوها من العلاج بالطب البديل، وكان من المفترض أن نبدأ فيه في 20 أغسطس/ آب، لكن فوجئنا بقرار وقف المعالج ‘’، مضيفة أن ‘’الخبر كان كالصاعقة على نفس خطيبي، وجاء ليغلق بصيص أمل لعلاجه’’.
المعاناة لا يشعر بها
سوى مرضى السكلر أنفسهم
بدت، كالملاك الهادئ، وخرجت كلماتها ‘’ألم السكلر لا يحس به إلا من يعانيه، ووراء وقف المعالج مصالح شخصية’’.
بهذه الكلمات، استهلت مها فخرو (17 عاما) حديثها، حيث تعاني من سكلر حاد، يضطرها إلى نقل الدم 3 مرات شهريا، وتصل نسبة الهيموجلوبين في الدم إلى 5 من أصل ,12 بل أنها في مرات عدة لا يمكن نقل الدم إليها لوجود المضادات في دمها، على رغم توفر وحدات الدم.
بدأت مها العلاج على يد المعالج رالف بالطب البديل منذ 17 من الشهر الماضي، حيث لمست، كما الأطباء وأهلها، تحسن حالتها، وبدا لون بشرتها في التغير بعد أن كانت تسوده الصبغة الصفراء، وبدأ الهيموجلوبين في الارتفاع حتى وصل إلى ,8 تؤكد والدتها على ‘’صراحة المعالج عندما قال إن ابنتها لن تشفى 100 % ولكن صحتها ستتحسن’’.
وتواصل الأم ‘’ السلمانية كانت منزلنا الذي نمقته، لا رعاية ولا اهتمام ولا جو مناسب للمرضى’’.
وتشتد نبرتها ‘’ ليس من حق الوزارة أن توقف علاج أبنائنا، نحن المسؤولون عن النتائج، لم يمض من العلاج سوى شهر واحد، وأنا ألمس التغير الواضح عليها’’.
تتابع ‘’نريد من الوزارة التدخل، ونعلن صراحة أننا لن نلومهم حال وجود أي مضاعفات، ونحن مسؤولون ونكرر ذلك عليهم’’. إلى ذلك، تقول منال محمد عبدالرحمن ( 25 عاما ) تعاني من الثلاسيما، وتستدعي حالتها نقل الدم كل 3 أسابيع، حتى ساءت حالتها واحتاجت نقل الدم كل أسبوعين، تقول إن ‘’أحد الاستشاريين في السلمانية، كان يقول لها (مصيرك الكرسي المتحرك) من دون مراعاة لشعورها وحالتها النفسية’’. توضح ‘’حدث أن صرف لي دواء، أرهقني، وعندما راجعته، فوجئت بسفره، ورفض كل الأطباء متابعة الحالة، فلم أجد غير المورفين مسكنا للألم طوال شهر كامل تغيبت خلاله عن العمل’’.
تتابع ‘’ عندما عاد الاستشاري من السفر، حاولت الدخول إلى العيادة، فطردها، وأنكر ذلك عندما حاول أبوها التدخل في الموضوع’’.
تضيف منال ‘’نصحني بالذهاب إلى طبيب نفساني، معتقدا أن سبب الحالة السيئة التي أعاني منها مرض نفسي، وهو الطبيب الذي يعلم كيف يكون مرض الثلاسيميا ؟’’.
وقالت ‘’عندما سمعت عن المعالج الألماني، سافرت إلى ألمانيا، وكنت حينها لا أقوى حتى على الجلوس على مقعد الطائرة، فحجزت 4 كراسي لأستلقي’’، موضحة ‘’تابعت العلاج شهرين، ولمست تغييرا في صحتي بشهادة كل من حولي، لوني تغير والصفار في عيني بدأ يخف’’. وأضافت ‘’الأغرب من هذا وذاك، أن الطبيب يرفض إعطائي تقريرا طبيا، على رغم أن الديوان الملكي هو من طلبه’’. وفي كلمات، تقول ‘’نحن كمرضى أمراض الدم الوراثية، لمسنا تحسنا في حالتنا، ومن الظلم وقف عمل المعالج، ونطالب باستمراره’’.
الهدف إنساني وسياحي
إلى ذلك، رفع صاحب عيادة الشافي محمد عبدالرحمن خطابا إلى رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، واجتمع مع مجلس التنمية الاقتصادي لوضع حد لمشكلة وقف المعالج الألماني، مؤكدا أن ‘’لجنة التسجيل والتراخيص في وزارة الصحة هي من وافقت في البداية على تقديم العلاج بالطب البديل، لتتراجع بعدها وتقول (كنا مخطئين)’’.
يقول عبدالرحمن ‘’المعالج معروف في دول الخليج كافة خصوصا بين البحرينيين الذين يعاني عدد ليس بالقليل منهم من السكلر،وعندما فكرنا بهذا المشروع كان الهدف إنسانيا بالدرجة الأولى ويصب في النهاية في السياحة العلاجية’’. وأضاف ‘’حدث أن تقدمنا للترخيص لطبيبين، مع المعالج رالف، واجتمعت لجنة التراخيص معه واطلعت على مؤهلاته، وبعد مزاولته للعمل لمدة 4 أشهر، أوقفوه بحجة أنهم أخطأوا، وليس له مؤهلات للعلاج بالحقن’’.
وأشار عبدالرحمن إلى أن ‘’الحكومة البحرينية ممثلة في وزارة الصحة ابتعثت في السابق15 مريضا إلى ألمانيا، للعلاج على يد المعالج رالف، بكلفة 40 ألف دينار، وبعد أن جاء المعالج نفسه إلى البحرين، يتم وقفه عن العمل، ألا يحتاج الأمر بالفعل تفسيرا ؟’’ وقال ‘’المعالج اختصاصي في الطب البديل ويعمل منذ 28 عاما، وعالج أكثر من 100 حالة من دول الخليج، ولم يشك أي منهم من أعراض ومضاعفات سلبية بل أشاد جميعهم بعلاجه، وتحسنت حالتهم’’.
إلى ذلك، ناشد عبدالرحمن رئيس الوزراء النظر في القضية، مطالبا ‘’السماح بجلب جهاز الفحص الذي كلفنا 28 ألف دينار، خصوصا إننا نسعى الى التوسع في المشروع وابتعاث بحرينين لدراسة الطب البديل’’. وشدد على أن ‘’هدفنا إنساني بالدرجة الأولى، والدليل أن 20 % من المرضى يتلقون العلاج مجانا، والمعالج مستعد لعلاج أكثر 5 حالات سوءا مجانا كدليل على نجاح أسلوبه العلاجي’’. |
أحدث التعليقات