الخميس 17 مارس 2022
هي أمور قد يجدها البعض صغيرة، وربما يصنفها البعض على أنها ضمن توافه الأمور وبديهياتها، إلا أنها كبيرة ومهمة، ولا يعرف مدى أهميتها وضرورتها إلا من يمر بتجربة شخصية في طوارئ مجمع السلمانية الطبي.
أن تقف على رجليك لساعات قد تمتد إلى ثماني ساعات أو أكثر، أمام سرير مريضك الذي أتيت معه مرافقاً، أمر في غاية الإجهاد، فبالإضافة إلى التعب النفسي، كونه لا حول لك ولا قوة أمام الوعكة الصحية أو الحادث المفاجئ الذي ألم بعزيزك، فإن التعب الجسدي سيرهقك إلى حدٍ قد يتسبب لك بالمرض والإعياء! هذا إن كنت شاباً، وتعينك رجلاك على تحمل كل هذا التعب والإرهاق، ولك أن تتخيل الوضع إن كان المرافق كبيراً في السن، كأم أو أب لم يجدا بديلاً عنهما لمرافقة ابنهما!
لمن يقول: لا داعي لوجود مرافق مع المريض طالما أنه في المستشفى، أو فليبقى المرافق في الصالة الخارجية وينتظر! أقول: كيف لك أن تترك مريضك دون مرافق؟ فالمريض في حالة بحاجة إلى الإحساس بالاطمئنان، وإلى الدعم النفسي من أهله، ناهيك عن حاجته إلى من يعينه على قضاء احتياجاته الخاصة التي قد يعجز عن أدائها بنفسه بسبب مرضه، كمساعدته في الأكل والشرب ودخول دورة المياه أو تبديل ملابسه، أو حتى متابعة علاجه وفحوصاته مع الأطباء والممرضين.
بعض المرضى، ولعدم تحمل مرافقيهم تعب الوقوف لساعات طويلة، يبقون وحدهم، فتجدهم يطلبون من مرافقي المرضى الآخرين مساعدتهم، وإن لم يجدوا تلك المساعدة بقوا – دون أية مبالغة – بلا أكل أو شرب لساعات طويلة، فلا يقوى البعض منهم حتى على فتح عُلب الأكل اليومية دون مساعدة من أحد.
توفير كرسي واحد على أقل تقدير بجانب كل سرير سيكون كافياً، ولن يكون عبئاً على ميزانية الوزارة، وهناك أيضاً من هو مستعد للتبرع بتلك الكراسي، فوجود كرسي بجوار المريض سيحفظ الحق الإنساني للمرافقين، وفي ذات الوقت لن يخل ذلك أبداً بقوانين المستشفى التي تسمح بوجود مرافق واحد فقط لكل مريض.
ياسمينة: قرار بسيط.. لكن بأثر كبير.
الخميس 17 مارس 2022
هي أمور قد يجدها البعض صغيرة، وربما يصنفها البعض على أنها ضمن توافه الأمور وبديهياتها، إلا أنها كبيرة ومهمة، ولا يعرف مدى أهميتها وضرورتها إلا من يمر بتجربة شخصية في طوارئ مجمع السلمانية الطبي.
أن تقف على رجليك لساعات قد تمتد إلى ثماني ساعات أو أكثر، أمام سرير مريضك الذي أتيت معه مرافقاً، أمر في غاية الإجهاد، فبالإضافة إلى التعب النفسي، كونه لا حول لك ولا قوة أمام الوعكة الصحية أو الحادث المفاجئ الذي ألم بعزيزك، فإن التعب الجسدي سيرهقك إلى حدٍ قد يتسبب لك بالمرض والإعياء! هذا إن كنت شاباً، وتعينك رجلاك على تحمل كل هذا التعب والإرهاق، ولك أن تتخيل الوضع إن كان المرافق كبيراً في السن، كأم أو أب لم يجدا بديلاً عنهما لمرافقة ابنهما!
لمن يقول: لا داعي لوجود مرافق مع المريض طالما أنه في المستشفى، أو فليبقى المرافق في الصالة الخارجية وينتظر! أقول: كيف لك أن تترك مريضك دون مرافق؟ فالمريض في حالة بحاجة إلى الإحساس بالاطمئنان، وإلى الدعم النفسي من أهله، ناهيك عن حاجته إلى من يعينه على قضاء احتياجاته الخاصة التي قد يعجز عن أدائها بنفسه بسبب مرضه، كمساعدته في الأكل والشرب ودخول دورة المياه أو تبديل ملابسه، أو حتى متابعة علاجه وفحوصاته مع الأطباء والممرضين.
بعض المرضى، ولعدم تحمل مرافقيهم تعب الوقوف لساعات طويلة، يبقون وحدهم، فتجدهم يطلبون من مرافقي المرضى الآخرين مساعدتهم، وإن لم يجدوا تلك المساعدة بقوا – دون أية مبالغة – بلا أكل أو شرب لساعات طويلة، فلا يقوى البعض منهم حتى على فتح عُلب الأكل اليومية دون مساعدة من أحد.
توفير كرسي واحد على أقل تقدير بجانب كل سرير سيكون كافياً، ولن يكون عبئاً على ميزانية الوزارة، وهناك أيضاً من هو مستعد للتبرع بتلك الكراسي، فوجود كرسي بجوار المريض سيحفظ الحق الإنساني للمرافقين، وفي ذات الوقت لن يخل ذلك أبداً بقوانين المستشفى التي تسمح بوجود مرافق واحد فقط لكل مريض.
ياسمينة: قرار بسيط.. لكن بأثر كبير.
أحدث التعليقات