الأربعاء 12 يناير 2022
يقول أجدادنا: “الأم مو اللي تجيب، الأم اللي تربي”، فكم من القصص سمعنا عن أمهات بيولوجيات لم يكن على قدر المسؤولية، ولم يشعرن بقداسة الأمومة، وركن إنسانيتهن جانباً، فرمين فلذات أكبادهن في سلال المهملات، أو عمدن إلى قتلهم ودفنهم بدم بارد! وفي المقابل، كم سمعنا عمن يحتضن أطفالاً لم يلدنهم، ويعاملنهم كما لو كانوا فعلاً حملنهم في أحشائهن تسعاً، وشعرن بألم مخاضهم، ووفرن الحب والحنان والرعاية والاهتمام للطفل كما توفرها الأم الحقيقية، فحقاً، الأم ليست تلك التي تنجب فقط، بل تلك التي تُربي، وتسهر، وتعلم..
التبني من الأعمال الإنسانية والخيرية الراقية والعظيمة، فهو يحقق احتياجات تبادلية، فيعطي الفرصة للمرأة المحرومة من الإنجاب لإشباع غريزة الأمومة، ويوفر لطفل محروم من الأم، الحنان والرعاية اللتين يحتاجهما، بل ويوفر له بيئة أسرية تعوضه عن الحياة الطبيعية التي حُرم منها، والتي لولاها لبقي في دور الأيتام.
ومن المجحف قانوناً، أن لا تحظى الأم العاملة والمتبنية لطفل – أقل من عامين من عمره – بساعتي الرعاية، شأنها في ذلك شأن الأم البيولوجية، التي تستحقها لعامين كاملين، فهي وإن لم تكن قد أنجبت ذاك الطفل، إلا أنها وفي نهاية المطاف ارتأت أن تأخذ دور أمه، ولديها مسؤولية رعاية طفل رضيع بحاجة إلى من يتولى شؤونه كأي طفل آخر، وتقليص ساعات عملها حق من حقوقها كأم، وحق لرضيعها الذي باتت له أما، والأمر يجري على الحاضنات لأطفال أقربائهن وخصوصاً من الدرجة الأولى، كالتي ترعى أطفال أختها المتوفية أو حتى المريضة التي تعجز عن رعاية أطفالها وتقوم بمهامها إحدى قريباتها.
تطويع القوانين العمالية، لتكون للأم الحاضنة والمتبنية للرضيع أحقية الحصول على ساعتي رعاية، من علامات رقي المجتمعات وتحضرها بل وإنسانيتها، بشرط أن لا تفرق بين تلك التي تعمل في القطاع الحكومي أو الخاص، فجميعهن أمهات يرعين أطفالاً قست عليهم الحياة، فأصبحن الملجأ الذي عوضهم عن أكبر حرمان قد يشعرون به.
ياسمينة: الأم التي تُربي، فهل سيكون لها حق في ساعتي الرعاية؟.
الأربعاء 12 يناير 2022
يقول أجدادنا: “الأم مو اللي تجيب، الأم اللي تربي”، فكم من القصص سمعنا عن أمهات بيولوجيات لم يكن على قدر المسؤولية، ولم يشعرن بقداسة الأمومة، وركن إنسانيتهن جانباً، فرمين فلذات أكبادهن في سلال المهملات، أو عمدن إلى قتلهم ودفنهم بدم بارد! وفي المقابل، كم سمعنا عمن يحتضن أطفالاً لم يلدنهم، ويعاملنهم كما لو كانوا فعلاً حملنهم في أحشائهن تسعاً، وشعرن بألم مخاضهم، ووفرن الحب والحنان والرعاية والاهتمام للطفل كما توفرها الأم الحقيقية، فحقاً، الأم ليست تلك التي تنجب فقط، بل تلك التي تُربي، وتسهر، وتعلم..
التبني من الأعمال الإنسانية والخيرية الراقية والعظيمة، فهو يحقق احتياجات تبادلية، فيعطي الفرصة للمرأة المحرومة من الإنجاب لإشباع غريزة الأمومة، ويوفر لطفل محروم من الأم، الحنان والرعاية اللتين يحتاجهما، بل ويوفر له بيئة أسرية تعوضه عن الحياة الطبيعية التي حُرم منها، والتي لولاها لبقي في دور الأيتام.
ومن المجحف قانوناً، أن لا تحظى الأم العاملة والمتبنية لطفل – أقل من عامين من عمره – بساعتي الرعاية، شأنها في ذلك شأن الأم البيولوجية، التي تستحقها لعامين كاملين، فهي وإن لم تكن قد أنجبت ذاك الطفل، إلا أنها وفي نهاية المطاف ارتأت أن تأخذ دور أمه، ولديها مسؤولية رعاية طفل رضيع بحاجة إلى من يتولى شؤونه كأي طفل آخر، وتقليص ساعات عملها حق من حقوقها كأم، وحق لرضيعها الذي باتت له أما، والأمر يجري على الحاضنات لأطفال أقربائهن وخصوصاً من الدرجة الأولى، كالتي ترعى أطفال أختها المتوفية أو حتى المريضة التي تعجز عن رعاية أطفالها وتقوم بمهامها إحدى قريباتها.
تطويع القوانين العمالية، لتكون للأم الحاضنة والمتبنية للرضيع أحقية الحصول على ساعتي رعاية، من علامات رقي المجتمعات وتحضرها بل وإنسانيتها، بشرط أن لا تفرق بين تلك التي تعمل في القطاع الحكومي أو الخاص، فجميعهن أمهات يرعين أطفالاً قست عليهم الحياة، فأصبحن الملجأ الذي عوضهم عن أكبر حرمان قد يشعرون به.
ياسمينة: الأم التي تُربي، فهل سيكون لها حق في ساعتي الرعاية؟.
أحدث التعليقات