جامعة البحرين – ياسمين خلف
7 يونيو 2020م
قال رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة: “إن تأجيل اتخاذ القرارات الجريئة قد يكلفنا الكثير، ما لم نخطو خطوات في الاتجاه الصحيح”، مثمناً توجيهات القيادة الرشيدة وجهود الفريق الوطني لمكافحة فايروس كورونا، ودعمها الواضح لمسيرة التنمية في المملكة، واصفاً إياه بالدعم الفريد من نوعه على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم.
وكان الرئيس أ.د. حمزة يتحدث في منتدى افتراضي أقامته جامعة البحرين تحت عنوان: “مستقبل التنمية في ظل التحديات الراهنة: جائحة كورونا (COVID-19)”، مؤخراً بمشاركة عدد من المتحدثين من داخل الجامعة وخارجها.
وأشار راعي المنتدى الرئيس أ.د. حمزة إلى أهمية الوقوف على الفرص والتحديات التي خلقتها جائحة كورونا، لدفع عجلة التنمية في المملكة. لافتاً إلى أن التخطيط للتعافي من أثر هذه الجائحة على المستويين الاقتصادي والتعليمي يختلف من دولة إلى أخرى، كل بحسب إسهاماته المختلفة للتقليل من حجم الخسائر.
وأوضح بأن من تبعات انتشار جائحة كورونا زيادة معدلات الفقر، وتأثيرها في قيمة المساواة والفرص المتاحة، مشيراً إلى أن ذلك يجعل من تحقيق أهداف التنمية المستدامة أكثر أهمية وضرورة لتجنب الوقوع في عواقب غير مرجوة. مشدداً على أهمية مواجهة الأزمة بالتكاتف كل من موقعه، وأهمية حسن إدارة الأزمة. والإجابة على أسئلة ملحة من قبيل: كيف يمكن إعادة إنعاش الاقتصاد؟ وكيف يمكن خلق فرص واعدة بعد الأزمة؟
وهدف المنتدى إلى تحديد أهم مخرجات التحديات الراهنة، وأثرها في التطورات الاقتصادية، والصناعية، والعلمية، التي يقبل عليها العالم، والتي سيكون لها الأثر الكبير في إعادة تشكيل أولويات الشباب وأدوات صنع المستقبل.
وانقسم المنتدى إلى أربعة محاور هي: الاقتصاد والتحول المرن، ودور الشباب في مواجهة التحديات التنموية (خلال انتشار جائحة كورونا)، والمنهج البحريني لمواجهة التحديات الطارئة، والتعليم والبحث العلمي: بين المتغيرات والفرص.
وقال المحلل الاقتصادي ورجل الأعمال حازم جناحي “إن التدارك الحكومي المبكر لمواجهة جائحة كورونا عبر الدعم الاقتصادي للقطاع الخاص، وعلى وجه الخصوص الشركات الصغيرة والمتوسطة ساهم في المحافظة على الاقتصاد”، لافتاً إلى أن الشركات الصامدة ما قبل أزمة كورونا هي من ستتمكن من الصمود خلال الأزمة. مشيراً إلى أن القطاعات الخدمية التي أغلقت قسراً، أكثر من تضرر خلال الأزمة، وهم الذين بحاجة إلى معالجة اقتصادية خاصة ومنها: المطاعم الكبرى، والنوادي الصحية، والصالونات.
وأشار خلال مشاركته في المحور الأول للمنتدى، إلى الحاجة الملحة للإرشاد الريادي لتتمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من الصمود والبقاء في السوق، لافتاً إلى أنها تشكل الشريحة الأكبر في السوق، وهي أحق من الشركات الكبرى في الدعم، على أن يكون ذلك بشكل مدروس ومقنن. وقال: “جائحة الكورونا خلقت كذلك فرصاً رياديةً لمن استغلها بالشكل الصحيح، كالبدء في المشاريع الإلكترونية، أو المشاركة في التجارة الإلكترونية”.
ومن جهته، قال مدير برنامج الدراسات الدولية والجيوسياسية في مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) الدكتور عمر العبيدلي: “لا يمكن رسم سياسات للدعم الاقتصادي دون جمع معلومات وبيانات دقيقة حول الانعكاسات الاقتصادية والصحية، وحجم الأضرار، وهوية المتأثرين عبر مخاطبتهم بشكل مباشر، ومخاطبة رجال وسيدات الأعمال لمعرفة التحديات وطرق معالجتها”، لافتاً إلى أهمية تكوين فرق عمل متفرغة لجمع تلك المعلومات، التي على أثرها ستبرز الحلول، مؤكداً على أن لكل دولة طبيعتها الخاصة وظروفها، التي لا يمكن أن تُسقط على غيرها.
وأكد د. العبيدلي أهمية إعادة الثقة عند الناس لتنشيط الاقتصاد، موضحاً بأن الشريحة الأكبر من الناس، حتى مع رفع القيود الحكومية وإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد القضاء على الجائحة، لن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي إلا بعد التأكد تماماً من القضاء على الفايروس، وهو ما يجعل من تنشيط الاقتصاد أبطأ.
ووافقت رائدة الأعمال البحرينية، الحائزة على جائزة اختيار الجمهور في النسخة الرابعة من مسابقة “رواد في القصر” طبيبة الأسنان الدكتورة نهلة السني، حازم جناحي في الحاجة إلى الإرشاد الريادي للشباب، مشيرة إلى أن الإرشاد المتوفر حالياً غير مستمر، وقد يحصل عليه الشباب في مرحلة تأسيس المشاريع ولكنه لا يستمر معهم، وبسبب نقص الخبرة يضطرون إلى إيقاف مشاريعهم، والخروج من السوق. مؤكدة أهمية الإرشاد الريادي والتعليمي وكذلك الدعم المعنوي للشباب رواد الأعمال.
وأشارت د. السني إلى أن أزمة كورونا ساهمت في تغيير جذري في القطاعات الصحية والطبية، وأن إرشادات الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية (نهرا) التي دعت إلى عدم مراجعة الأطباء إلا في الضرورة القصوى، ساهم في رقمنة القطاع الطبي، وتحول الاستشارات الطبية عن بعد، وكذلك إرسال التقارير الطبية، واستمرار المتابعة الطبية بعد العلاج، عبر الفضاء الإلكتروني.
ووجدت الرئيسة التنفيذية لمركز Clever Play الشيخة لطيفة آل خليفة، أن التحدي الأول الذي واجهته مع بدء أزمة الكورونا هو كيف تستمر خدمات الشركة إذا ما أغلق المقر الفعلي؟ مشيرة إلى أنها استمعت إلى حلول زبائنها واقتراحاتهم، على أن يتم كل ذلك بطرق علمية هادفة ومبتكرة، وأن تصل إليهم في منازلهم بطرق آمنة.
وذكرت أن من ضمن التحديات صعوبة نقل تجربة التدريس في المدرسة إلى العالم الافتراضي، وخصوصاً مع الأطفال الأصغر سناً، بالإضافة إلى صعوبات تتصل بإدارة الوقت، وقالت موضحة: “كان الطفل ينتظم في المدرسة، وله جدول دراسي وحصص دراسية في أوقات محددة، ولكن مع التعلم عن بُعد إن لم يقم ولي الأمر بترتيب جدول زمني دراسي للطالب، فسيجد الطفل صعوبة في عملية التعليم”، لافتة إلى أن امتلاك بعض الطلبة لمهارات تقنية ساعدهم في تخطي بعض العراقيل، ودفعت الآخرين إلى تعلمها كمهارات جديدة.
وفي الجلسة الثالثة من المنتدى التي شاركت فيها الباحثة في المجال الإعلامي والمستشارة في وزارة الإعلام الدكتورة لولوة بودلامة، حللت خطاب صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في برنامج مجتمع واعي، وأشادت بالإجراءات الحكومية، والتزام الأفراد خلال مواجهتهم لفايروس كورونا. معرفة مصطلح النهج البحريني وما يشمله من سمات.
وأشارت إلى أن البحرين تمكنت من أن تحتل المركز الأول عالمياً باتخاذ الإجراءات الاستباقية لصد جائحة كورونا، والمرتبة الثانية عالمياً في نسب التعافي. كما حصلت على إشادة عالمية بالإجراءات الاحترازية، وأخرى عربية لمواجهتها للفايروس، كما حصلت على إشادة خليجية حول الإجراءات الفاعلة لحماية العمال. وتمكنت من تطبيق بروتوكول علاجي، وتحقيق الابتكار في توظيف التكنولوجيا والتقنية. لافتة إلى أن البحرين من الدول المعدودة التي لم تلجأ إلى إيقاف الحياة بشكل كامل.
ومن جهته أشار مدير برنامج البحرين لأفضل الممارسات الحكومية إبراهيم التميمي، إلى عدم القدرة على استنساخ تجارب الدول الأخرى في مواجهة فايروس كورونا، لاختلاف طبيعة كل دولة عن الأخرى، لافتاً إلى أن مملكة البحرين خاصة، ودول الخليج بشكل عام، لم تكن فئة كبار السن هي الأكثر تعرضاً للإصابة بفايروس كورونا، بل هناك مرضى مصابون بالأمراض المزمنة التي منها الضغط، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وهؤلاء يمثلون شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.
وقال التميمي: “الاقتصاد البحريني اقتصاد خدمي، وعليه فهو يعمل لأسبوعين، ويتوقف نشاطه أسبوعين، كي لا يتأثر الاقتصاد”، مشيراً إلى أن البحرين مارست الحق والعدالة مع المواطنين والمقيمين كافة على حد سواء دون تفرقة. ولم تحرم أحداً من تلقي العلاج مما يؤكد بأنها بلد المؤسسات والقانون.
وفي الجلسة الأخيرة التي تناولت قضية التعليم والبحث العلمي: بين المتغيرات والفرص. أشارت مديرة مكتب ضمان الجودة في كلية الآداب الدكتورة ديانا عبدالكريم جهرمي إلى أن التعليم عن بُعد ليس بجديد على مملكة البحرين، لافتة إلى أن التعليم الإلكتروني متوافر منذ عام 1995م. وقالت: “الفترة الذهبية للتعليم الإلكتروني بدأت مع تدشين مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل عام 2005م. وافتتاح مركز زين للتعلم الإلكتروني في جامعة البحرين عام 2009م. وخلال عامي 2009-2010م انتشرت ثقافة التعليم الإلكتروني، وتم تفعليه بشكل أوسع في مؤسسات التعليم العالي والمدارس الحكومية والخاصة، واعتباره متطلباً أساسياً من متطلبات ضمان الجودة والاعتمادية الدولية. وجاء عام 2020م ليكوم عام التعلم الإلكتروني”.
وأضافت بأن مشروع مدارس المستقبل نقل التعليم من المنظور التقليدي إلى الإلكتروني، وتميز بأنه تعليم غير مستند إلى المدرس. فهو تعليم قائم على معلم منتج وطالب غير سلبي، ويستخدم طرقاً جديدة لتوفير التغذية الراجعة، وآليات جديدة لمتابعة تطور الطلبة وتقدمهم أكاديمياً ومهنياً، ويوظف طرقاً جديدة تجعل الطلبة أكثر تفاعلاً باستخدام أدوات تقييم تشاركية، بالإضافة إلى تعزيز وقياس مهارات وكفايات عالية حسب تصنيف بلوم.
وأشارت مديرة مركز التعليم الإلكتروني في جامعة البحرين الدكتورة فيّ بنت عبدالله آل خليفة، إلى سرعة عملية تحويل المواد الدراسية إلى مواد رقمية في فترة زمنية قصيرة. مرجعة السبب إلى تعاون الجميع ومنهم أكاديميو الجامعة، والطلبة، والموظفون بمركز التعليم الإلكتروني. مسلطة الضوء على إستراتيجية جامعة البحرين في عملية التحول إلى التعليم عند بُعد، من خلال وضع الخطط اللازمة لتوفير البنية التحتية للتحول الكامل إلى التعليم عن بُعد، مع الأخذ بعين الاعتبار تدريب الكوادر الأكاديمية والطلبة.
وقالت: “جامعة البحرين متميزة، واستطاعت في فترة وجيزة أن تتغلب على الكثير من الصعوبات التي تواجه هذا التحول، وخصوصاً في ظل التحديات الراهنة في مواجهة فايروس كورونا”.
ومن أهم مخرجات المنتدى: بيان تحديات الفترة الحالية التي يمر بها العالم في ضوء التصدي لانتشار جائحة كورونا. والوقوف على أهم نقاط القوة والضعف في الأنظمة الاقتصادية، والعلمية والصناعية. بالإضافة إلى تعرف أهم الدروس المستفادة من الأزمة الحالية، والفرص المتاحة للشباب في الوقت الراهن، ومرحلة ما بعد كورونا.
بالإضافة إلى تحديد أدوار الشباب في ظل التحديات الحالية. ناهيك عن وضع الأطر العامة التي يجدر التركيز عليها في المرحلة الحالية استعداداً لمرحلة ما بعد كورونا.
وشارك في إدارة جلسات المنتدى كل من: مديرة مكتب ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي بكلية إدارة الأعمال، الأستاذة المساعدة في قسم المحاسبة في جامعة البحرين الدكتورة حصة مبارك الفاضل. والأستاذة المساعدة، رئيسة قسم الفيزياء الدكتورة حنان مبارك البوفلاسة. والمحاضرة في كلية الآداب سمر عادل الأبيوكي. ومعدة ومقدمة البرامج في إذاعة وتلفزيون البحرين فاطمة زمان.
كما شارك عدد من الطلبة بمداخلات مصورة ومسجلة تحت عنوان: “ماذا استفدت؟”، مدتها دقيقة واحدة، عبروا من خلاها عن مدى استفادتهم الشخصية من مرحلة “جائحة كورونا”.
جامعة البحرين – ياسمين خلف
7 يونيو 2020م
قال رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة: “إن تأجيل اتخاذ القرارات الجريئة قد يكلفنا الكثير، ما لم نخطو خطوات في الاتجاه الصحيح”، مثمناً توجيهات القيادة الرشيدة وجهود الفريق الوطني لمكافحة فايروس كورونا، ودعمها الواضح لمسيرة التنمية في المملكة، واصفاً إياه بالدعم الفريد من نوعه على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم.
وكان الرئيس أ.د. حمزة يتحدث في منتدى افتراضي أقامته جامعة البحرين تحت عنوان: “مستقبل التنمية في ظل التحديات الراهنة: جائحة كورونا (COVID-19)”، مؤخراً بمشاركة عدد من المتحدثين من داخل الجامعة وخارجها.
وأشار راعي المنتدى الرئيس أ.د. حمزة إلى أهمية الوقوف على الفرص والتحديات التي خلقتها جائحة كورونا، لدفع عجلة التنمية في المملكة. لافتاً إلى أن التخطيط للتعافي من أثر هذه الجائحة على المستويين الاقتصادي والتعليمي يختلف من دولة إلى أخرى، كل بحسب إسهاماته المختلفة للتقليل من حجم الخسائر.
وأوضح بأن من تبعات انتشار جائحة كورونا زيادة معدلات الفقر، وتأثيرها في قيمة المساواة والفرص المتاحة، مشيراً إلى أن ذلك يجعل من تحقيق أهداف التنمية المستدامة أكثر أهمية وضرورة لتجنب الوقوع في عواقب غير مرجوة. مشدداً على أهمية مواجهة الأزمة بالتكاتف كل من موقعه، وأهمية حسن إدارة الأزمة. والإجابة على أسئلة ملحة من قبيل: كيف يمكن إعادة إنعاش الاقتصاد؟ وكيف يمكن خلق فرص واعدة بعد الأزمة؟
وهدف المنتدى إلى تحديد أهم مخرجات التحديات الراهنة، وأثرها في التطورات الاقتصادية، والصناعية، والعلمية، التي يقبل عليها العالم، والتي سيكون لها الأثر الكبير في إعادة تشكيل أولويات الشباب وأدوات صنع المستقبل.
وانقسم المنتدى إلى أربعة محاور هي: الاقتصاد والتحول المرن، ودور الشباب في مواجهة التحديات التنموية (خلال انتشار جائحة كورونا)، والمنهج البحريني لمواجهة التحديات الطارئة، والتعليم والبحث العلمي: بين المتغيرات والفرص.
وقال المحلل الاقتصادي ورجل الأعمال حازم جناحي “إن التدارك الحكومي المبكر لمواجهة جائحة كورونا عبر الدعم الاقتصادي للقطاع الخاص، وعلى وجه الخصوص الشركات الصغيرة والمتوسطة ساهم في المحافظة على الاقتصاد”، لافتاً إلى أن الشركات الصامدة ما قبل أزمة كورونا هي من ستتمكن من الصمود خلال الأزمة. مشيراً إلى أن القطاعات الخدمية التي أغلقت قسراً، أكثر من تضرر خلال الأزمة، وهم الذين بحاجة إلى معالجة اقتصادية خاصة ومنها: المطاعم الكبرى، والنوادي الصحية، والصالونات.
وأشار خلال مشاركته في المحور الأول للمنتدى، إلى الحاجة الملحة للإرشاد الريادي لتتمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من الصمود والبقاء في السوق، لافتاً إلى أنها تشكل الشريحة الأكبر في السوق، وهي أحق من الشركات الكبرى في الدعم، على أن يكون ذلك بشكل مدروس ومقنن. وقال: “جائحة الكورونا خلقت كذلك فرصاً رياديةً لمن استغلها بالشكل الصحيح، كالبدء في المشاريع الإلكترونية، أو المشاركة في التجارة الإلكترونية”.
ومن جهته، قال مدير برنامج الدراسات الدولية والجيوسياسية في مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) الدكتور عمر العبيدلي: “لا يمكن رسم سياسات للدعم الاقتصادي دون جمع معلومات وبيانات دقيقة حول الانعكاسات الاقتصادية والصحية، وحجم الأضرار، وهوية المتأثرين عبر مخاطبتهم بشكل مباشر، ومخاطبة رجال وسيدات الأعمال لمعرفة التحديات وطرق معالجتها”، لافتاً إلى أهمية تكوين فرق عمل متفرغة لجمع تلك المعلومات، التي على أثرها ستبرز الحلول، مؤكداً على أن لكل دولة طبيعتها الخاصة وظروفها، التي لا يمكن أن تُسقط على غيرها.
وأكد د. العبيدلي أهمية إعادة الثقة عند الناس لتنشيط الاقتصاد، موضحاً بأن الشريحة الأكبر من الناس، حتى مع رفع القيود الحكومية وإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد القضاء على الجائحة، لن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي إلا بعد التأكد تماماً من القضاء على الفايروس، وهو ما يجعل من تنشيط الاقتصاد أبطأ.
ووافقت رائدة الأعمال البحرينية، الحائزة على جائزة اختيار الجمهور في النسخة الرابعة من مسابقة “رواد في القصر” طبيبة الأسنان الدكتورة نهلة السني، حازم جناحي في الحاجة إلى الإرشاد الريادي للشباب، مشيرة إلى أن الإرشاد المتوفر حالياً غير مستمر، وقد يحصل عليه الشباب في مرحلة تأسيس المشاريع ولكنه لا يستمر معهم، وبسبب نقص الخبرة يضطرون إلى إيقاف مشاريعهم، والخروج من السوق. مؤكدة أهمية الإرشاد الريادي والتعليمي وكذلك الدعم المعنوي للشباب رواد الأعمال.
وأشارت د. السني إلى أن أزمة كورونا ساهمت في تغيير جذري في القطاعات الصحية والطبية، وأن إرشادات الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية (نهرا) التي دعت إلى عدم مراجعة الأطباء إلا في الضرورة القصوى، ساهم في رقمنة القطاع الطبي، وتحول الاستشارات الطبية عن بعد، وكذلك إرسال التقارير الطبية، واستمرار المتابعة الطبية بعد العلاج، عبر الفضاء الإلكتروني.
ووجدت الرئيسة التنفيذية لمركز Clever Play الشيخة لطيفة آل خليفة، أن التحدي الأول الذي واجهته مع بدء أزمة الكورونا هو كيف تستمر خدمات الشركة إذا ما أغلق المقر الفعلي؟ مشيرة إلى أنها استمعت إلى حلول زبائنها واقتراحاتهم، على أن يتم كل ذلك بطرق علمية هادفة ومبتكرة، وأن تصل إليهم في منازلهم بطرق آمنة.
وذكرت أن من ضمن التحديات صعوبة نقل تجربة التدريس في المدرسة إلى العالم الافتراضي، وخصوصاً مع الأطفال الأصغر سناً، بالإضافة إلى صعوبات تتصل بإدارة الوقت، وقالت موضحة: “كان الطفل ينتظم في المدرسة، وله جدول دراسي وحصص دراسية في أوقات محددة، ولكن مع التعلم عن بُعد إن لم يقم ولي الأمر بترتيب جدول زمني دراسي للطالب، فسيجد الطفل صعوبة في عملية التعليم”، لافتة إلى أن امتلاك بعض الطلبة لمهارات تقنية ساعدهم في تخطي بعض العراقيل، ودفعت الآخرين إلى تعلمها كمهارات جديدة.
وفي الجلسة الثالثة من المنتدى التي شاركت فيها الباحثة في المجال الإعلامي والمستشارة في وزارة الإعلام الدكتورة لولوة بودلامة، حللت خطاب صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في برنامج مجتمع واعي، وأشادت بالإجراءات الحكومية، والتزام الأفراد خلال مواجهتهم لفايروس كورونا. معرفة مصطلح النهج البحريني وما يشمله من سمات.
وأشارت إلى أن البحرين تمكنت من أن تحتل المركز الأول عالمياً باتخاذ الإجراءات الاستباقية لصد جائحة كورونا، والمرتبة الثانية عالمياً في نسب التعافي. كما حصلت على إشادة عالمية بالإجراءات الاحترازية، وأخرى عربية لمواجهتها للفايروس، كما حصلت على إشادة خليجية حول الإجراءات الفاعلة لحماية العمال. وتمكنت من تطبيق بروتوكول علاجي، وتحقيق الابتكار في توظيف التكنولوجيا والتقنية. لافتة إلى أن البحرين من الدول المعدودة التي لم تلجأ إلى إيقاف الحياة بشكل كامل.
ومن جهته أشار مدير برنامج البحرين لأفضل الممارسات الحكومية إبراهيم التميمي، إلى عدم القدرة على استنساخ تجارب الدول الأخرى في مواجهة فايروس كورونا، لاختلاف طبيعة كل دولة عن الأخرى، لافتاً إلى أن مملكة البحرين خاصة، ودول الخليج بشكل عام، لم تكن فئة كبار السن هي الأكثر تعرضاً للإصابة بفايروس كورونا، بل هناك مرضى مصابون بالأمراض المزمنة التي منها الضغط، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وهؤلاء يمثلون شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.
وقال التميمي: “الاقتصاد البحريني اقتصاد خدمي، وعليه فهو يعمل لأسبوعين، ويتوقف نشاطه أسبوعين، كي لا يتأثر الاقتصاد”، مشيراً إلى أن البحرين مارست الحق والعدالة مع المواطنين والمقيمين كافة على حد سواء دون تفرقة. ولم تحرم أحداً من تلقي العلاج مما يؤكد بأنها بلد المؤسسات والقانون.
وفي الجلسة الأخيرة التي تناولت قضية التعليم والبحث العلمي: بين المتغيرات والفرص. أشارت مديرة مكتب ضمان الجودة في كلية الآداب الدكتورة ديانا عبدالكريم جهرمي إلى أن التعليم عن بُعد ليس بجديد على مملكة البحرين، لافتة إلى أن التعليم الإلكتروني متوافر منذ عام 1995م. وقالت: “الفترة الذهبية للتعليم الإلكتروني بدأت مع تدشين مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل عام 2005م. وافتتاح مركز زين للتعلم الإلكتروني في جامعة البحرين عام 2009م. وخلال عامي 2009-2010م انتشرت ثقافة التعليم الإلكتروني، وتم تفعليه بشكل أوسع في مؤسسات التعليم العالي والمدارس الحكومية والخاصة، واعتباره متطلباً أساسياً من متطلبات ضمان الجودة والاعتمادية الدولية. وجاء عام 2020م ليكوم عام التعلم الإلكتروني”.
وأضافت بأن مشروع مدارس المستقبل نقل التعليم من المنظور التقليدي إلى الإلكتروني، وتميز بأنه تعليم غير مستند إلى المدرس. فهو تعليم قائم على معلم منتج وطالب غير سلبي، ويستخدم طرقاً جديدة لتوفير التغذية الراجعة، وآليات جديدة لمتابعة تطور الطلبة وتقدمهم أكاديمياً ومهنياً، ويوظف طرقاً جديدة تجعل الطلبة أكثر تفاعلاً باستخدام أدوات تقييم تشاركية، بالإضافة إلى تعزيز وقياس مهارات وكفايات عالية حسب تصنيف بلوم.
وأشارت مديرة مركز التعليم الإلكتروني في جامعة البحرين الدكتورة فيّ بنت عبدالله آل خليفة، إلى سرعة عملية تحويل المواد الدراسية إلى مواد رقمية في فترة زمنية قصيرة. مرجعة السبب إلى تعاون الجميع ومنهم أكاديميو الجامعة، والطلبة، والموظفون بمركز التعليم الإلكتروني. مسلطة الضوء على إستراتيجية جامعة البحرين في عملية التحول إلى التعليم عند بُعد، من خلال وضع الخطط اللازمة لتوفير البنية التحتية للتحول الكامل إلى التعليم عن بُعد، مع الأخذ بعين الاعتبار تدريب الكوادر الأكاديمية والطلبة.
وقالت: “جامعة البحرين متميزة، واستطاعت في فترة وجيزة أن تتغلب على الكثير من الصعوبات التي تواجه هذا التحول، وخصوصاً في ظل التحديات الراهنة في مواجهة فايروس كورونا”.
ومن أهم مخرجات المنتدى: بيان تحديات الفترة الحالية التي يمر بها العالم في ضوء التصدي لانتشار جائحة كورونا. والوقوف على أهم نقاط القوة والضعف في الأنظمة الاقتصادية، والعلمية والصناعية. بالإضافة إلى تعرف أهم الدروس المستفادة من الأزمة الحالية، والفرص المتاحة للشباب في الوقت الراهن، ومرحلة ما بعد كورونا.
بالإضافة إلى تحديد أدوار الشباب في ظل التحديات الحالية. ناهيك عن وضع الأطر العامة التي يجدر التركيز عليها في المرحلة الحالية استعداداً لمرحلة ما بعد كورونا.
وشارك في إدارة جلسات المنتدى كل من: مديرة مكتب ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي بكلية إدارة الأعمال، الأستاذة المساعدة في قسم المحاسبة في جامعة البحرين الدكتورة حصة مبارك الفاضل. والأستاذة المساعدة، رئيسة قسم الفيزياء الدكتورة حنان مبارك البوفلاسة. والمحاضرة في كلية الآداب سمر عادل الأبيوكي. ومعدة ومقدمة البرامج في إذاعة وتلفزيون البحرين فاطمة زمان.
كما شارك عدد من الطلبة بمداخلات مصورة ومسجلة تحت عنوان: “ماذا استفدت؟”، مدتها دقيقة واحدة، عبروا من خلاها عن مدى استفادتهم الشخصية من مرحلة “جائحة كورونا”.
أحدث التعليقات