الخميس 23 يناير 2020
أغلب المستشفيات والمراكز الطبية تختم إعلاناتها بــ “صحتك تهمنا”، وهي في الحقيقة تلبس لباساً يخفي وراءه شعارا أصدق وأكثر واقعية وهو “فلوسك تهمنا”، فصحة أي كان، ليست الهدف الذي من أجله تقوم وتعمل هذه المراكز والمستشفيات الطبية بقدر ما هي تسعى تجارياً لأن تحقق الربح المادي، ولا عيب إن كانت تسعى للربح المعقول طالما تقدم خدمات بضمير حي وإنساني، فهي بالنهاية تحتاج إلى تمويل وهي خدمات طبية خاصة، لكن أن يكون هدفها الأسمى تحصيل ما في الجيوب، وجيوب من؟ جيوب مرضى لا حول لهم ولا قوة ضاربة عرض الحائط الواجب الإنساني فهو ما لا يجب السكوت عنه.
وفاة آسيوي بعد رفض مستشفى خاص استقباله لعدم امتلاكه ثمن الحصول على خدماته الطبية، يعري المستشفيات التجارية ويكشفها على حقيقتها، فلو كان هذا المستشفى حقاً تهمه صحة الناس وحياتهم، لقام بدوره الإنساني والطبي الذي أقسم فيه الأطباء على تقديمه للبشر. إنسان جاء وهو يعاني من آلام بالصدر، كان أقل ما يمكن أن يحدث هو فحص طبي مبدئي للتأكد من مدى خطورة الحالة، فإن كانت الحالة عادية ولا تستدعي القلق، يمكن أن تُبلغ المريض بثمن الخدمة المقدمة أو تنصحه بمراجعة المراكز أو المستشفيات الحكومية، وإن وجدت فعلاً خطورة في الحالة، فعليها تقديم الإسعافات الأولية لمنع تفاقم الحالة، ولتحمي المريض من المضاعفات السريعة والمفاجئة، وتنقذ حياته، على أن تنسق مع سيارة إسعاف المستشفيات الحكومية لنقله وعلى وجه السرعة لتلك المستشفيات ليحصل على الرعاية الطبية اللازمة، إن كانت لا ترغب في تقديم خدمات إضافية، لا أن يُطلب من المريض أو أحد مرافقيه نقله لأحد تلك المستشفيات إن كان لا يملك ثمن الدخول لغرف طوارئها، وهو ما بين الحياة والموت!
ما حدث لهذا العامل البسيط جريمة، كان ثمنها حياة إنسان جاء باحثاً عن رزقه، والذي كان يأمل أن يؤمن من خلاله معيشة أهله، جاء وأمل أهله لقاءه بعد غربته، أن يستقبلوه ماشياً على قدميه لا محمولاً في نعشه! فحتى الحيوان لو صادفته وأدركت حاجته إلى مساعدتك أو مساعدة طبية لن تتركه يصارع الموت وحده، ستبذل ما بوسعك لإنقاذه فما بالنا إن كان من احتاجها بشر، إنسان، والطامة أن يخذله من رفعوا شعار “صحتكم تهمنا”!.
ياسمينة: هو يومه، ولكن لابد من أن ينال المتخاذل جزاءه.
الخميس 23 يناير 2020
أغلب المستشفيات والمراكز الطبية تختم إعلاناتها بــ “صحتك تهمنا”، وهي في الحقيقة تلبس لباساً يخفي وراءه شعارا أصدق وأكثر واقعية وهو “فلوسك تهمنا”، فصحة أي كان، ليست الهدف الذي من أجله تقوم وتعمل هذه المراكز والمستشفيات الطبية بقدر ما هي تسعى تجارياً لأن تحقق الربح المادي، ولا عيب إن كانت تسعى للربح المعقول طالما تقدم خدمات بضمير حي وإنساني، فهي بالنهاية تحتاج إلى تمويل وهي خدمات طبية خاصة، لكن أن يكون هدفها الأسمى تحصيل ما في الجيوب، وجيوب من؟ جيوب مرضى لا حول لهم ولا قوة ضاربة عرض الحائط الواجب الإنساني فهو ما لا يجب السكوت عنه.
وفاة آسيوي بعد رفض مستشفى خاص استقباله لعدم امتلاكه ثمن الحصول على خدماته الطبية، يعري المستشفيات التجارية ويكشفها على حقيقتها، فلو كان هذا المستشفى حقاً تهمه صحة الناس وحياتهم، لقام بدوره الإنساني والطبي الذي أقسم فيه الأطباء على تقديمه للبشر. إنسان جاء وهو يعاني من آلام بالصدر، كان أقل ما يمكن أن يحدث هو فحص طبي مبدئي للتأكد من مدى خطورة الحالة، فإن كانت الحالة عادية ولا تستدعي القلق، يمكن أن تُبلغ المريض بثمن الخدمة المقدمة أو تنصحه بمراجعة المراكز أو المستشفيات الحكومية، وإن وجدت فعلاً خطورة في الحالة، فعليها تقديم الإسعافات الأولية لمنع تفاقم الحالة، ولتحمي المريض من المضاعفات السريعة والمفاجئة، وتنقذ حياته، على أن تنسق مع سيارة إسعاف المستشفيات الحكومية لنقله وعلى وجه السرعة لتلك المستشفيات ليحصل على الرعاية الطبية اللازمة، إن كانت لا ترغب في تقديم خدمات إضافية، لا أن يُطلب من المريض أو أحد مرافقيه نقله لأحد تلك المستشفيات إن كان لا يملك ثمن الدخول لغرف طوارئها، وهو ما بين الحياة والموت!
ما حدث لهذا العامل البسيط جريمة، كان ثمنها حياة إنسان جاء باحثاً عن رزقه، والذي كان يأمل أن يؤمن من خلاله معيشة أهله، جاء وأمل أهله لقاءه بعد غربته، أن يستقبلوه ماشياً على قدميه لا محمولاً في نعشه! فحتى الحيوان لو صادفته وأدركت حاجته إلى مساعدتك أو مساعدة طبية لن تتركه يصارع الموت وحده، ستبذل ما بوسعك لإنقاذه فما بالنا إن كان من احتاجها بشر، إنسان، والطامة أن يخذله من رفعوا شعار “صحتكم تهمنا”!.
ياسمينة: هو يومه، ولكن لابد من أن ينال المتخاذل جزاءه.
أحدث التعليقات