من قال “ما يشتغلون؟”


الأربعاء 15 يناير 2020
كلما طالبنا بتشغيل المواطنين، وإيجاد فرص عمل للعاطلين، انبرى من انبرى وقال إن البحرينيين لا يعملون في كل المجالات، وعليهم أن يقبلوا بأي عمل، مهما كان عملاً بسيطاً، فـ “الشغل مو عيب”! وكأنهم يعيشون في كوكب آخر بعيد عن البحرين، وكأنهم لا يبصرون كيف أن البحرينيين يعملون في الأعمال كافة، على الرغم من أن بعض تلك الأعمال لا يتناسب حقيقة مع ما يملكون من شهادات ومؤهلات، كحالب البقر في المزرعة الذي يحمل درجة الماجستير وأمثاله كُثر.

ما العمل الذي “ترفّع” عليه البحريني ولم يقبل به؟ فحتى تلك الأعمال البسيطة زاحمه عليها الأجنبي، وأخذ يضايقه وينافسه فيها. البحريني مكافح و”شغيل” ويبحث عن رزقه مهما تقلصت عليه الفرص، وضاق به الحال، رغم أن الأجنبي أولى حقيقة بالوظائف البسيطة والمتواضعة جداً، فالراتب الذي سيتقاضاه منها يعتبر وبعملة بلده الأم راتباً مجزياً، ولا يعتبر كذلك بالنسبة للمواطن، حيث تحاصره الديون والضرائب وارتفاع الأسعار، ناهيك عن الالتزامات التي لا مفر منها.

عبدالله إضرابوه، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، شق طريقه في العمل منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، ولا داعي لأن نذكر السبب الذي جعله وهو في سنه الصغيرة تلك أن يصارع الحياة ويخوض مغمار العمل، عمل حارس أمن في 3 فنادق وكاشيرا في سوبر ماركت وسائقا في شركة لإيجار السيارات، وبائعا للسمك، وبائعا للعطورات والعدسات اللاصقة ومساحيق التجميل، وأدار مكتباً لاستقدام الخدم، وعمل في كراج لتصليح السيارات، وعمل طباخاً، كما عمل على شاحنة لنقل الفواكه والخضروات، ووعمل مدربا في ناد صحي، وباع التوت واللوز على قارعة الطريق، وعمل كبائع لتذاكر مرفق سياحي، كما كان يبيع الاكسسوارات على النساء. هل يخيل لأحد أنه عمل في كل هذه الأعمال؟ هل وقف عند عمل وقال إنه لا يليق به كمواطن؟ مثل إضرابوه الكثير من الشباب البحريني الذين لا يجدون في حمل “سطل الماء والمنشفة” عيباً، فيغسلون سيارات المارة، ويفترشون “البسطات” ويبيعون ما يطبخون في منازلهم، ليس لأنهم لا يملكون الشهادات والمؤهلات بل لأنهم يبتغون العيش بكرامة.



ياسمينة: البحريني يعمل في كل مكان وكل شيء، ما لم يقف بوجهه ما يعرقل كسب قوته.

وصلة فيديو المقال


الأربعاء 15 يناير 2020
كلما طالبنا بتشغيل المواطنين، وإيجاد فرص عمل للعاطلين، انبرى من انبرى وقال إن البحرينيين لا يعملون في كل المجالات، وعليهم أن يقبلوا بأي عمل، مهما كان عملاً بسيطاً، فـ “الشغل مو عيب”! وكأنهم يعيشون في كوكب آخر بعيد عن البحرين، وكأنهم لا يبصرون كيف أن البحرينيين يعملون في الأعمال كافة، على الرغم من أن بعض تلك الأعمال لا يتناسب حقيقة مع ما يملكون من شهادات ومؤهلات، كحالب البقر في المزرعة الذي يحمل درجة الماجستير وأمثاله كُثر.

ما العمل الذي “ترفّع” عليه البحريني ولم يقبل به؟ فحتى تلك الأعمال البسيطة زاحمه عليها الأجنبي، وأخذ يضايقه وينافسه فيها. البحريني مكافح و”شغيل” ويبحث عن رزقه مهما تقلصت عليه الفرص، وضاق به الحال، رغم أن الأجنبي أولى حقيقة بالوظائف البسيطة والمتواضعة جداً، فالراتب الذي سيتقاضاه منها يعتبر وبعملة بلده الأم راتباً مجزياً، ولا يعتبر كذلك بالنسبة للمواطن، حيث تحاصره الديون والضرائب وارتفاع الأسعار، ناهيك عن الالتزامات التي لا مفر منها.

عبدالله إضرابوه، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، شق طريقه في العمل منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، ولا داعي لأن نذكر السبب الذي جعله وهو في سنه الصغيرة تلك أن يصارع الحياة ويخوض مغمار العمل، عمل حارس أمن في 3 فنادق وكاشيرا في سوبر ماركت وسائقا في شركة لإيجار السيارات، وبائعا للسمك، وبائعا للعطورات والعدسات اللاصقة ومساحيق التجميل، وأدار مكتباً لاستقدام الخدم، وعمل في كراج لتصليح السيارات، وعمل طباخاً، كما عمل على شاحنة لنقل الفواكه والخضروات، ووعمل مدربا في ناد صحي، وباع التوت واللوز على قارعة الطريق، وعمل كبائع لتذاكر مرفق سياحي، كما كان يبيع الاكسسوارات على النساء. هل يخيل لأحد أنه عمل في كل هذه الأعمال؟ هل وقف عند عمل وقال إنه لا يليق به كمواطن؟ مثل إضرابوه الكثير من الشباب البحريني الذين لا يجدون في حمل “سطل الماء والمنشفة” عيباً، فيغسلون سيارات المارة، ويفترشون “البسطات” ويبيعون ما يطبخون في منازلهم، ليس لأنهم لا يملكون الشهادات والمؤهلات بل لأنهم يبتغون العيش بكرامة.



ياسمينة: البحريني يعمل في كل مكان وكل شيء، ما لم يقف بوجهه ما يعرقل كسب قوته.

وصلة فيديو المقال

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.