الأزواج الأعداء


الخميس 12 سبتمبر 2019
كم عدد الأزواج الذين يُعتبرون في عداد المطلقين، رغم أنهم مقيدون في السجلات الرسمية، وبنظر حكم الشرع لا يزالون متزوجين؟ كم عدد الأزواج الذين يؤدون أدوارهم كممثلين أمام عوائلهم والمجتمع، على أنهم يعيشون عيشة الأزواج الطبيعية، ويزيلون أقنعة التمثيل ما إن يختلوا ببعضهم البعض في منازلهم؟ فتبدأ الحرب إما بالتلاسن المستمر أو بالصمت المطبق، وكلاهما عذاب وجحيم لا يُطاق.

الأعداد ليست قليلة للأسف، وإن لم تكن هناك إحصائيات صريحة تثبت ذلك، فالطلاق العاطفي الذي يجعل من الزوجين غريبين إن لم يكونا عدوين يُدمر الأسر وينخر في استقرارها ربما أكثر بكثير من الطلاق المعلن الشرعي الذي يمارس الأزواج بعده حياتهم الطبيعية، كأن يجد شريكا آخر، أو على أقل تقدير ينعم بهدوء نفسي بعيد عن المشاحنات والخلافات اليومية التي تهدم النفسية وتدمرها.

أسباب كثيرة قد تُسهم في اتساع الفجوة بين الزوجين ليغدوا بعدها عدوين، منها سوء عدالة توزيع المسؤوليات، وعدم القيام بالواجبات وفي المقابل المطالبة بالحقوق، ما قد يؤثر سلباً حتى على أسلوب المعاملة والتخاطب، فتذوب حينها كل عاطفة ومودة وتنتهي بعدها الرحمة! وقد تكون الأنانية، والاتكالية أو حتى عدم التأقلم مع الحياة الجديدة من الأسباب.

أن تُبنى الحواجز النفسية بين الزوجين، يعني أن يتوقف تبادل المشاعر والأحاسيس الودية، وتبدأ العلاقة الرسمية بينهما، والتي بلا مبالغة قد تكون أشبه بعلاقة الموظفين بالمكاتب وربما تكون أكثر رسمية وجفافا في المعاملة، لإحساس الزوجين أو أحدهما بأن لا جدوى من الحوار والمصارحة، وكل ما يرغمهما في الاستمرار في هذه العلاقة الأبناء، ونظرة المجتمع لهما بعد الانفصال رغم أن الغالبية اليوم لم تعد تأبه لذلك، والطامة إن كان أحد الزوجين يسعى جاهداً لردم الفجوة ومنع تصدع العلاقة بينهما، وعدم مبالاة الطرف الآخر، أو حتى تماديه في التصرفات التي تزيد من الهوة بينهما! والذي قد يتجاهله معظم الأزواج أن العاطفة شأنها شأن أية نبتة، تعيش وتزهر كلما رويتها، وتذبل شيئاً فشيئاً إن أهملتها، وإن لم يتم تدارك الأمر سريعاً ستموت ولن ينفع الندم بعدها.



ياسمينة: التعبير عن العواطف كأية ثقافة أخرى، إن لم تترب عليها يمكنك أن تتعلمها.

وصلة فيديو المقال


الخميس 12 سبتمبر 2019
كم عدد الأزواج الذين يُعتبرون في عداد المطلقين، رغم أنهم مقيدون في السجلات الرسمية، وبنظر حكم الشرع لا يزالون متزوجين؟ كم عدد الأزواج الذين يؤدون أدوارهم كممثلين أمام عوائلهم والمجتمع، على أنهم يعيشون عيشة الأزواج الطبيعية، ويزيلون أقنعة التمثيل ما إن يختلوا ببعضهم البعض في منازلهم؟ فتبدأ الحرب إما بالتلاسن المستمر أو بالصمت المطبق، وكلاهما عذاب وجحيم لا يُطاق.

الأعداد ليست قليلة للأسف، وإن لم تكن هناك إحصائيات صريحة تثبت ذلك، فالطلاق العاطفي الذي يجعل من الزوجين غريبين إن لم يكونا عدوين يُدمر الأسر وينخر في استقرارها ربما أكثر بكثير من الطلاق المعلن الشرعي الذي يمارس الأزواج بعده حياتهم الطبيعية، كأن يجد شريكا آخر، أو على أقل تقدير ينعم بهدوء نفسي بعيد عن المشاحنات والخلافات اليومية التي تهدم النفسية وتدمرها.

أسباب كثيرة قد تُسهم في اتساع الفجوة بين الزوجين ليغدوا بعدها عدوين، منها سوء عدالة توزيع المسؤوليات، وعدم القيام بالواجبات وفي المقابل المطالبة بالحقوق، ما قد يؤثر سلباً حتى على أسلوب المعاملة والتخاطب، فتذوب حينها كل عاطفة ومودة وتنتهي بعدها الرحمة! وقد تكون الأنانية، والاتكالية أو حتى عدم التأقلم مع الحياة الجديدة من الأسباب.

أن تُبنى الحواجز النفسية بين الزوجين، يعني أن يتوقف تبادل المشاعر والأحاسيس الودية، وتبدأ العلاقة الرسمية بينهما، والتي بلا مبالغة قد تكون أشبه بعلاقة الموظفين بالمكاتب وربما تكون أكثر رسمية وجفافا في المعاملة، لإحساس الزوجين أو أحدهما بأن لا جدوى من الحوار والمصارحة، وكل ما يرغمهما في الاستمرار في هذه العلاقة الأبناء، ونظرة المجتمع لهما بعد الانفصال رغم أن الغالبية اليوم لم تعد تأبه لذلك، والطامة إن كان أحد الزوجين يسعى جاهداً لردم الفجوة ومنع تصدع العلاقة بينهما، وعدم مبالاة الطرف الآخر، أو حتى تماديه في التصرفات التي تزيد من الهوة بينهما! والذي قد يتجاهله معظم الأزواج أن العاطفة شأنها شأن أية نبتة، تعيش وتزهر كلما رويتها، وتذبل شيئاً فشيئاً إن أهملتها، وإن لم يتم تدارك الأمر سريعاً ستموت ولن ينفع الندم بعدها.



ياسمينة: التعبير عن العواطف كأية ثقافة أخرى، إن لم تترب عليها يمكنك أن تتعلمها.

وصلة فيديو المقال

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.