رضيع في مصعد الزوار


الخميس 27 يونيو 2019
كانت تتأوه وهي على سريرها الأبيض بالقرب من المصعد بمجمع السلمانية الطبي، والممرضتان عاجزتان تنتظران خلو المصعد لنقلها إلى أحد الأجنحة، والمصعد في حالة صعود ونزول محمل بعشرات الزوار بعد انتهاء فترة الزيارة، والفرج لم يأت، لحظة هناك شيء أغرب من ذلك، هناك شيء صغير، جسد أبيض محمر أسفل قدميها، رضيع للتو قد ولد وضع بين قدمي أمه! ذلك ليس مشهدا دراميا بأحد المسلسلات الخليجية بل حقيقة لا يمكن أن تنكرها وزارة الصحة، وتتكرر يومياً بعد إيقاف خدمات مستشفى جدحفص للولادة لدواعي الصيانة! ماذا يعني أن تُنقل مريضة للتو قد خرجت من فم الموت وهي تلد رضيعها، أمام مرأى الزوار وفي مصاعدهم، أليس هناك مصعد واحد كأقل تقدير يخصص لنقل المرضى، كأحد أهم حقوقهم بحفظ خصوصياتهم؟ وإن لم يكن متوافراً لسبب من الأسباب غير المبررة، أليس من المفترض أن يتم إيقاف أحد المصاعد لنقل المرضى مباشرة دون تأخير إلى حيث الجناح المقرر، لا أن ينتظر المرضى دورهم شأنهم شأن الزوار، بل يشاركونهم ذات المصعد! فحتى الوجبات الغذائية حال موعد توزيعها على المرضى في الأجنحة، يوقف أحد المصاعد لنقلها! أللوجبات خصوصية أكبر؟

وكيف يوضع طفل رضيع للتو قد خرج للحياة على سرير والدته وبين قدميها دون أن توفر له سبل الحماية، أو الوقاية من الجراثيم والميكروبات، التي تعج بها المستشفيات ويمكن أن تنتقل له من الزوار خلال لحظات، وبعطسة واحدة! أليس من المفترض أن ينقل عبر حضانة لتفادي سقوطه أو إصابته بأية مشكلة صحية خلال نقله من جناح إلى آخر وفي مصاعد الزوار؟ أليس من المحتمل أن تنتقل له جرثومة المستشفيات القاتلة، أو أية جرثومة أخرى تسبب له أمراضا فيدفع ثمنها ذاك الرضيع وأهله غالياً!

نتفهم سعي الوزارة لصيانة المستشفيات لتطوير الخدمات، لكن قبل البدء والشروع في ذلك، لابد من إعداد خطة لضمان انسيابية العمل، دون أن يخل الأمر بحقوق المرضى، أو يعرضهم لمشاكل صحية، ولاسيما الأطفال الرضع.



ياسمينة : لابد أن نرتقي بالخدمات الصحية والطبية، فصحة الناس لا تقبل التهاون.

وصلة فيديو المقال


الخميس 27 يونيو 2019
كانت تتأوه وهي على سريرها الأبيض بالقرب من المصعد بمجمع السلمانية الطبي، والممرضتان عاجزتان تنتظران خلو المصعد لنقلها إلى أحد الأجنحة، والمصعد في حالة صعود ونزول محمل بعشرات الزوار بعد انتهاء فترة الزيارة، والفرج لم يأت، لحظة هناك شيء أغرب من ذلك، هناك شيء صغير، جسد أبيض محمر أسفل قدميها، رضيع للتو قد ولد وضع بين قدمي أمه! ذلك ليس مشهدا دراميا بأحد المسلسلات الخليجية بل حقيقة لا يمكن أن تنكرها وزارة الصحة، وتتكرر يومياً بعد إيقاف خدمات مستشفى جدحفص للولادة لدواعي الصيانة! ماذا يعني أن تُنقل مريضة للتو قد خرجت من فم الموت وهي تلد رضيعها، أمام مرأى الزوار وفي مصاعدهم، أليس هناك مصعد واحد كأقل تقدير يخصص لنقل المرضى، كأحد أهم حقوقهم بحفظ خصوصياتهم؟ وإن لم يكن متوافراً لسبب من الأسباب غير المبررة، أليس من المفترض أن يتم إيقاف أحد المصاعد لنقل المرضى مباشرة دون تأخير إلى حيث الجناح المقرر، لا أن ينتظر المرضى دورهم شأنهم شأن الزوار، بل يشاركونهم ذات المصعد! فحتى الوجبات الغذائية حال موعد توزيعها على المرضى في الأجنحة، يوقف أحد المصاعد لنقلها! أللوجبات خصوصية أكبر؟

وكيف يوضع طفل رضيع للتو قد خرج للحياة على سرير والدته وبين قدميها دون أن توفر له سبل الحماية، أو الوقاية من الجراثيم والميكروبات، التي تعج بها المستشفيات ويمكن أن تنتقل له من الزوار خلال لحظات، وبعطسة واحدة! أليس من المفترض أن ينقل عبر حضانة لتفادي سقوطه أو إصابته بأية مشكلة صحية خلال نقله من جناح إلى آخر وفي مصاعد الزوار؟ أليس من المحتمل أن تنتقل له جرثومة المستشفيات القاتلة، أو أية جرثومة أخرى تسبب له أمراضا فيدفع ثمنها ذاك الرضيع وأهله غالياً!

نتفهم سعي الوزارة لصيانة المستشفيات لتطوير الخدمات، لكن قبل البدء والشروع في ذلك، لابد من إعداد خطة لضمان انسيابية العمل، دون أن يخل الأمر بحقوق المرضى، أو يعرضهم لمشاكل صحية، ولاسيما الأطفال الرضع.



ياسمينة : لابد أن نرتقي بالخدمات الصحية والطبية، فصحة الناس لا تقبل التهاون.

وصلة فيديو المقال

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.