الأغلبية منا، لا يرتدعون عن فعل إن وجدوا غيرهم من الناس يفعلونه، فالمقياس والحكم على الفعل حينها لا يكون في مدى صواب الفعل من عدمه، بل بمدى اتباع غيرهم له من عدمه، فإن فعله الغير يعني أنه مقبول، حتى وإن كان ذاك الفعل مذموماً وقبيحاً بشكل واضح فاضح، وإن هجروه فهو منبوذ وإن كان فعلاً محموداً، فهو يبكي ويضج المسجد ببكائه، وربما يعطي الوعظ على المنابر، ولا يفوته فرض ولا ذكر، ولكنه يبخس حق العامل البسيط الذي يعمل عنده، ويؤخر أجره، ومبرره أن كثيرين هذه الأيام يعانون من أزمة اقتصادية، وكثيرين يؤجلون دفع الرواتب أشهر و”الكل يسوي جذي!”، ولا يراعي أن ذاك عامل بسيط وأجره زهيد، وأن وراءه التزامات شخصية وعائلية، ويتناسى قول الرسول الأعظم “أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه”.تترك ابنتها المراهقة تخرج مع زميلها في المجمعات التجارية، ويهاتفها كل حين، بل أصبح يزورهم في المنزل، ولا تجد في ذلك أية غضاضة، وكأنها عمياء صماء لا ترى ولا تسمع عن قصص تقشعر لها الأبدان لمراهقين غرقوا بوحل الفضائح الأخلاقية، “لا داعي للعقد أليس هو زميلها في المدرسة ويدرسان معاً في فصل واحد؟ الكل اليوم يسوي جذي!. وزمانهم غير زمانا!”.تطالب في العمل بحقها من إجازات وساعة للراحة وشرب القهوة مع زميلاتها، وفي المنزل لا تعطي خادمتها أية فرصة للراحة، وتطلب منها العمل من الصباح قبل أن تستيقظ، حتى المساء بعد أن تنام! لأنه باختصار “الكل يسوي جذي!”.إن قام غيرنا بفعل مهما كان في ظاهره عادياً، لا يعني أن نتبعه ونستنسخ عمله وكأنها القاعدة التي على الجميع اتباعها، ضاربين عرض الحائط كل المبادئ الإسلامية والأخلاقية والأعراف، فهل من المعقول مثلاً أن أختلس وأسرق فقط لأن الجميع من حولي يختلس ويأكل من المال الحرام، فقط لأن غيري يجده أمراً عادياً وممكناً؟ هذا المنطق الذي للأسف يسير عليه أغلبنا وإن اختلفت الأمثلة، تلفتوا من حولكم ستجدون هذه النماذج، بل محصوا أفعالكم وستجدون الكثير من تصرفاتكم التي تبررونها بــ “الكل يسوي جذي”!.ياسمينة:
“لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”
الإمام علي عليه السلام.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/Bm0iOLTjVFj/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=wmziuzhmw2tt
أحدث التعليقات