لا نحب الفقراء

يقولها بعضنا دون خجل، وبصراحة ودون كذب، «نحن لا نحب مساعدة الفقراء، وإن فعلنا ذلك فهو على مضض.. رياء أحيانا، وتجملاً أحياناً أخرى، بل في أحايين أخرى غروراً وإتيكيت». يده ثقيلة لو سأله محتاج عن فتات مما أغناه الله به، ومما لا يغني ولا يسمن من جوع، ولكنه لا يجد أية مشكلة لو ترك «بخشيشاً» لنادل في مطعم، بعد أن يدفع مبلغاً لا بأس به على وجبة لا تساوي أبداً ما أكله حقيقة، النادل هو الآخر موظف بأجر بسيط، وهو الآخر سيفرح كثيراً من تلك «البخاشيش» التي تأتيه كرزق يعينه على غلاء الحياة، لكن في نهاية المطاف هو يتسلم راتباً ثابتاً -ولو كان قليلاً – نهاية كل شهر، عكس ذاك المتسول أو حتى المتعفف الذي لا يجد عملاً يقتات منه، وكلنا يعلم حجم مشكلة البطالة، فلا داعي لتنهر من يسألك حاجة، وتطلب منه بدلاً من السؤال العمل، فتلك قضية أخرى.

يشتري هدايا فاخرة بمبالغ عالية لأنه سيهدي غنياً، ومن العيب أن يهديه شيئا رمزيا أو بسيطا، لكنه عندما يفكر أن يهدي ذاك الفقير فإنه سيبحث عن أرخص هدية، وإن لم يكن كذلك وضع أي شيء لا يريده، زائدا عن حاجته في كيس وأهداه إياه، فهو فقير وإنسان بسيط وكثير عليه أي شيء، رغم أن الأول قد يركن تلك الهدية ولا تملأ عينه، ولن يتوانى أصلاً عن رميها إن لم تعجبه، والثاني يمكن أن نكسب من ورائه الأجر إن غلفنا الهدية بنية الصدقة، وأهديناه ما يمكن أن يسعده أولاً، ويعينه ويساعده ثانياً.

في المحلات وخصوصا عندنا نحن معشر النساء قصة، فلا نتوقف من ترديد “كم آخر، آخر كم” للبائع البسيط ذي البضائع الأبسط، ونفرح وكأنما كسبنا جولة إن هو رضخ وقبل بتخفيض السعر رغبة في البيع، وبدون أن ننبس بأية كلمة نخرج بطاقتنا الائتمانية عند محاسب المحلات الكبرى، حتى دون أن نسأل عن قيمة ما سندفعه، وندفع المبالغ الفلانية… فكم نحن فقراء في تفكيرنا، وكم نحن منافقون في تصرفاتنا وأخلاقنا، فالمظاهر سلبتنا إنسانيتنا.

ياسمينة:

الفقراء ليسوا بحاجة إليك، بقدر ما أنت بحاجة إليهم.

وصلة فيديو المقال https://www.instagram.com/p/Bi3pzv6ne9W/

يقولها بعضنا دون خجل، وبصراحة ودون كذب، «نحن لا نحب مساعدة الفقراء، وإن فعلنا ذلك فهو على مضض.. رياء أحيانا، وتجملاً أحياناً أخرى، بل في أحايين أخرى غروراً وإتيكيت». يده ثقيلة لو سأله محتاج عن فتات مما أغناه الله به، ومما لا يغني ولا يسمن من جوع، ولكنه لا يجد أية مشكلة لو ترك «بخشيشاً» لنادل في مطعم، بعد أن يدفع مبلغاً لا بأس به على وجبة لا تساوي أبداً ما أكله حقيقة، النادل هو الآخر موظف بأجر بسيط، وهو الآخر سيفرح كثيراً من تلك «البخاشيش» التي تأتيه كرزق يعينه على غلاء الحياة، لكن في نهاية المطاف هو يتسلم راتباً ثابتاً -ولو كان قليلاً – نهاية كل شهر، عكس ذاك المتسول أو حتى المتعفف الذي لا يجد عملاً يقتات منه، وكلنا يعلم حجم مشكلة البطالة، فلا داعي لتنهر من يسألك حاجة، وتطلب منه بدلاً من السؤال العمل، فتلك قضية أخرى.

يشتري هدايا فاخرة بمبالغ عالية لأنه سيهدي غنياً، ومن العيب أن يهديه شيئا رمزيا أو بسيطا، لكنه عندما يفكر أن يهدي ذاك الفقير فإنه سيبحث عن أرخص هدية، وإن لم يكن كذلك وضع أي شيء لا يريده، زائدا عن حاجته في كيس وأهداه إياه، فهو فقير وإنسان بسيط وكثير عليه أي شيء، رغم أن الأول قد يركن تلك الهدية ولا تملأ عينه، ولن يتوانى أصلاً عن رميها إن لم تعجبه، والثاني يمكن أن نكسب من ورائه الأجر إن غلفنا الهدية بنية الصدقة، وأهديناه ما يمكن أن يسعده أولاً، ويعينه ويساعده ثانياً.

في المحلات وخصوصا عندنا نحن معشر النساء قصة، فلا نتوقف من ترديد “كم آخر، آخر كم” للبائع البسيط ذي البضائع الأبسط، ونفرح وكأنما كسبنا جولة إن هو رضخ وقبل بتخفيض السعر رغبة في البيع، وبدون أن ننبس بأية كلمة نخرج بطاقتنا الائتمانية عند محاسب المحلات الكبرى، حتى دون أن نسأل عن قيمة ما سندفعه، وندفع المبالغ الفلانية… فكم نحن فقراء في تفكيرنا، وكم نحن منافقون في تصرفاتنا وأخلاقنا، فالمظاهر سلبتنا إنسانيتنا.

ياسمينة:

الفقراء ليسوا بحاجة إليك، بقدر ما أنت بحاجة إليهم.

وصلة فيديو المقال https://www.instagram.com/p/Bi3pzv6ne9W/

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “لا نحب الفقراء

  1. عبدالله

    فعلا أستاذة ياسمين نحن لانكترث للفقراء نساومهم بينما نحن نحتاجهم أكثر من حاجتنا إليهم
    هم يحتاجوننا للدنيا ،ونحن نحتاجهم للآخرة.

    رد

اترك تعليق على عبدالله الغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.