جامعة البحرين (ياسمين خلف)
4 أكتوبر 2021م
نشرت مجلة “علوم البيئة الكاملة” حديثاً، دراسة لباحثة في برنامج الدكتوراه في البيئة والتنمية المستدامة في جامعة البحرين حول المخلفات الطبية الناتجة عن جائحة كورونا في مملكة البحرين.
ومجلة العلوم البيئة الكاملة، من المجلات العلمية العالمية، ذات معامل التأثير العالي الذي وصل إلى (8)، وهو معامل مرتفع مقارنة بمثيلاتها من المجلات العلمية العالمية.
أعدت الدراسة الطالبة الباحثة خديجة آل عمران، وأشرف عليها الأستاذ المشارك في قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة البحرين الدكتور عزت خان، وشارك فيها كل من الباحثين: الأستاذ المشارك الدكتور نزار علي، والأستاذ الدكتور محمد بلال من معهد هايين في الصين.
وأوصت الدراسة بضرورة اتخاذ بعض الخطوات أثناء وقبل معالجة النفايات الطبية الناتجة عن فايروس كورونا، لتقليل مخاطر عدوى انتقالها إلى عمال الصرف الصحي، من خلال التعقيم العلمي للنفايات الطبية، واستخدام الأكياس المختومة للتخلص الآمن منها. داعية إلى استخدام مواد صديقة للبيئة كالبلاستيك الحيوي لمكافحة أي أوبئة محتملة في المستقبل، وتطوير التغييرات السلوكية والاجتماعية والمؤسسية، لتقليل النفايات البلاستيكية وإدارتها بكفاءة، لمنع انتقال العالم من كارثة إلى أخرى – من جائحة كورونا إلى التلوث البيئي – عبر الجهود الجماعية للأفراد، والشركات، والمؤسسات الحكومية.
وتمثل إدارة النفايات الطبية تحدياً كبيراً لا سيما في البلدان النامية والصغيرة، إذ إن جزءاً كبيراً من النفايات الطبية المتعلقة بفايروس كورونا هو البلاستيك الذي يحتاج إلى المعالجة، لاستعادة الموارد، وإعادة التدوير بشكل مستدام.
كما أوصت الدراسة باعتماد المعالجة الكيميائية لتحويل النفايات إلى مواد مفيدة، كاستخدام الانحلال الحراري (Pyrolysis)، التي يمكن من خلالها الحصول على منتجات ثانوية مفيدة، مخلفة نسبة بسيطة من المخلفات. مشيرة إلى أنها تقنية فعالة ومجدية اقتصادياً ومقبولة اجتماعياً، وتتطلب سعة أقل مقارنة بتقنية دفن النفايات.
وأوضحت الدراسة، بأن الانحلال الحراري يعمل على تحلل النفايات بشكل تام، هذا وينبغي الاستجابة بذكاء لتكلفة الاستثمار العالية، والحاجة لدرجات حرارة مرتفعة جداً قبل أن تخضع النفايات الطبية لأي علاج، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات معينة لتقليل الآثار الضارة لفيروس كورونا.
وجاء في الدراسة المنشورة، بأن فيروس كورونا (كوفيد-19) لا يمثل مصدر قلق كبير من الناحية الطبية والصحية فحسب، ولكنه يشكل تهديداً خطيراً على البيئة من حيث النفايات المتولدة أثناء الوقاية من كورونا وعلاجها. لافتة إلى أن التهديد البيئي الناتج عن المخلفات هو الأكثر خطورة، لأنه يمكن أن يتسبب في مضاعفات ثانوية على البيئة.
كما تناولت الدراسة، ضرورة إجراء تقدير لكمية النفايات المتولدة خلال فترة الجائحة في مملكة البحرين، وذلك من خلال حساب كمية النفايات الناتجة من مختلف الأنشطة مثل: مرافق الرعاية الصحية، والاختبارات التشخيصية (RT-PCR)، والتطعيمات. كما ناقشت التأثير البيئي للنفايات المتولدة: الحالية، والمستقبلية.
وأشار الباحثون إلى ارتفاع كمية النفايات المحسوبة في الدراسة، مؤكدين ضرورة معالجتها بشكل مستدام، لافتين إلى أن أقنعة الوجه، وأدوات تشخيص المرض، من النفايات القابلة للتحويل إلى مواد مفيدة، وفرصة كبيرة لاقتصادات العديد من دول العالم، لتحويل هذا التهديد إلى فرص استثمارية.
وتعتبر هذه الدراسة، واحدة من الدراسات العديدة التي قام بها طلبة برنامج الدكتوراه في البيئة والتنمية المستدامة بكلية العلوم بجامعة البحرين، التي تسلط الضوء على مشكلات حقيقية، يعمل الطالب عليها ضمن مشاريع الدراسات التمهيدية للبدء في المشروع البحثي الخاص به. ونشرت الكلية حتى الآن أكثر من 20 بحثاً لطلبة البرنامج في مجلات ومؤتمرات علمية عالمية، ويعتبر نجاح الطلبة في إجراء مثل هذه الدراسات دليلاً على نجاحهم في تطبيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في دراساتهم وبحوثهم.
جامعة البحرين (ياسمين خلف) 4 أكتوبر 2021م نشرت مجلة "علوم البيئة الكاملة" حديثاً، دراسة لباحثة في برنامج الدكتوراه في ال...
أحدث التعليقات