نشرت فى : نوفمبر 15, 2020

سيفتقدك المرضى يا أبوعلي

الأحد 15 نوفمبر 2020

سنوات وأنا مكلفة كصحافية بتغطية وزارة الصحة، وسنوات كُلفت بمتابعة صفحة القراء حيث قضايا الناس وهمومهم التي لم يجدوا بعد أن أغُلقت عليهم الأبواب غير باب الصحافة كآخر ما يمكن أن يبث الأمل في نفوسهم المرهقة، كانت أول كلماتهم قبل البدء بسرد تلك الهموم والمعاناة هي “أريد أن أناشد أبوعلي”، وكأنما يعلمون حق اليقين أن مشاكلهم تلك لن تُحل إلا بعد أن يوجه بالنظر إليها وحلحلتها، ولا أبالغ إن اعترفت أن في كثير من الأحيان أضطر إلى تأجيل بعض تلك المناشدات لكي لا تغدو صفحة القراء بالكامل مناشدات إلى سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله.

القضايا الإنسانية عموما والصحية على وجه الخصوص، كان لها اهتمام خاص لدى سموه، العشرات بل المئات من الحالات الصحية التي فقد فيها الأهالي الأمل في علاجها لارتفاع كلف العلاج من جهة، والحاجة إلى العلاج في الخارج من جهة أخرى، وجدت يد أبوعلي ممتدة لمساعدتهم لإيجاد علاج يعيد إليهم عافيتهم، ويشهد أصحاب تلك القضايا أن الاستجابة لتلك المناشدات لم تتأخر يوماً، فما إن يتم النشر حتى جاء الرد من مكتب سموه، أو من وزارة الصحة بأمر منه، للاستفسار عن صاحب تلك الهموم للبدء في إجراءات السفر للعلاج في الخارج، أو لعلاج الحالة وعلى وجه السرعة في مستشفياتنا في الداخل… المهم أن لا تطول معاناة المرضى، ويزاح الهم من على قلوب أهاليهم.

مرضى السكلر، كان لهم الأب الذي أحس دون غيره بحجم معاناتهم وهمومهم، ففي الوقت الذي يدير أغلب المسؤولون في وزارة الصحة ظهورهم إلى تلك الصرخات، كان أبوعلي يسمع أنينهم وبكاءهم وصرخاتهم التي سعى دائماً إلى أن يذلل فيها كل ما يمكن من صعاب لتخفيفها، كان حريصاً كل الحرص على الاجتماع مع جمعية مرضى السكلر وبشكل دوري للاطلاع عن كثب على همومهم، وما يمكن تقديمه لتخفيف آلامهم… سيفتقدك المرضى يا أبوعلي.

ياسمينة:  رحمك الله، يا من كنت رحيماً بالمرضى.

وصلة فيديو المقال

الأحد 15 نوفمبر 2020 سنوات وأنا مكلفة كصحافية بتغطية وزارة الصحة، وسنوات كُلفت بمتابعة صفحة القراء حيث قضايا الناس وهموم...

إقرأ المزيد »