بقلم : ياسمين خلف
هنيئًا لمن كتب الله لهم أن يكونوا ضيوف الرحمن وحجوا إلى بيته الحرام، هنيئاً لمن مُحيت من صحيفته سيئاته، وسيعود إلى دياره كما ولدته أمه، ففرحة العيد لن تكتمل إلا برجوعهم سالمين إلى أهلهم أجمعين.
لكن، غريب أمر أمتي، فما إن يحين وقت حجهم لله حتى قالوا “أبَّروا ذمتي”!، وكأنما آجالهم لا تحين إلا مع عزمهم السفر وأداء هذه الفريضة، بالله عليهم ألا يعرفون أن الموت يأتي بغتة!؟ وكأنهم طوال سني أعمارهم لم يدركوا حجم ما يقترفون من ذنب، ولم يلتفتوا إلى إساءاتهم لمن حولهم. إلا إذا حزموا أمتعتهم لرحلتهم لله ليلهجوا بــ لبيك اللهم لبيك!.
جميل أن يسامح المرء أخاه، وأن يكون أكرم منه أخلاقًا وأرفع منه درجةً عند الله إذا ما تغاضى عمن أساء إليه، ولكن ليس في الجمال من شيء أن يتعمد ذاك أن يضر أخاه، ويستبيح عرضه وسمعته، ويسيء إليه في غيبته، حتى إذا ما عزم أداء فريضة الحج طلب السماح وإبراء الذمة، وكأن شيئًا من كل ما اقترف لم يكن، مطمئنًا إلى أن من أساء له سيصفح عنه وبطيب خاطر، وسيرد عليه “مبري الذمة” وعسى أن يبلغك الله بيته، ويُردك سالماً لأهلك.
البعض يستغفلنا، يطلب منا السماح وإبراء الذمة، لفعل نحن نجهله، لا نعرف أحياناً الضرر الذي لحق بنا بسببهم، والأضرار المترتبة على أفعالهم تلك، خذ مثلاً على ذلك في رجل قذف فتاة في عرضها، واستباح سمعتها، وهو يعلم أنها مكرمة عن كل ما قد يشين الأخلاق، فتسبب في عزوف الشبان عنها، وتضررت هي وأهلها من أذى لسانه!، أو ذاك الذي منع عن زميله ترقية لحسد أحرق قلبه، فبقي ذاك الزميل دون تطور وظيفي، فضاعت عليه الفرص تباعاً! أو ذاك الذي تسبب في انفصال زوجين وشتت شمل عائلتهما، وحرم أطفالهما من حنانهما، والكثير الكثير من حكايات أذية الخلق لبعضهم، وبعد كل هذا يأتي ليقول “أبَّروا ذمتي”!.
بعض الذنوب لا تغتفر، وبعض الإساءات لا يمكن تجاوزها بمسج يطلب فيه مرسله إبراء الذمة، وبعض الأضرار باقية لا ترممها كلمة سامحتك.
ياسمينة: قبل أن تطلبوا إبراء ذممكم أصلحوا من أنفسكم.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/8Ch0-EBbnZzV1z1HZm2r3w-PD1hD1DZ-GfNgg0/
بقلم : ياسمين خلف هنيئًا لمن كتب الله لهم أن يكونوا ضيوف الرحمن وحجوا إلى بيته الحرام، هنيئاً لمن مُحيت من صحيفته سيئاته...
أحدث التعليقات