بقلم : ياسمين خلف
عشرات الآلاف من الخليجيين والعرب حزموا أمتعتهم وانطلقوا للخارج لقضاء عطلتهم الصيفية في ربوع أوروبا، هرباً من حر لاهب ورطوبة خانقة، بعيداً عن روتين العمل، وتجديداً للنشاط قبل استئناف الدراسة بالنسبة للطلاب، خصوصاً مع شح البرامج الترفيهية العائلية في أغلب بلداننا العربية.
من حق أي منا قضاء عطلته في المكان الذي يخطط له ويتمناه، لكن ليس من حقه أن يشوّه صورة العرب عند الأجانب في تلك البلدان، فينقل صورة مشوهة تسيء لنا جميعاً وتعطيهم العذر في نعتنا بألقاب تحط من كرامتنا، حتى بات العربي في نظر الأجنبي إنساناً متخلفاً، همجياً، عبداً لنزواته ورغباته، والتي لا يستطيع التعبير عنها وممارستها في بلده، فيعبّر عنها في بلدانهم التي يجد فيها ضالته حيث الحرية التي يحلم بها!. إنسان يملك المال ولا يُحسن التصرّف فيه، فينظرون إليه بحسد، يملك ما لا يستحقه.
للأسف نعطي العذر للأجانب أن كوّنوا صورة ذهنية للعرب بأنهم شعوب متخلفة، ليس لهم قيمة دون براميل النفط التي يقتاتون منها، شعوب وإن تشدّقت بالدين والأخلاق شعوب منحلّة أخلاقياً، ماداموا يعيثون في أوروبا فساداً وانحرافاً، دون أي احترم للبلد الذي يزورونه، هذا يرقص في الشارع “بسروال وفانيلة” ليصوّر مقطعاً لبرامج التواصل الاجتماعي وفي ظنه أنه خفيف ظل ومضحك، وتلك تلبس ملابس فاضحة لتتسكع في طرقات وشوارع ومقاهي أوروبا لإفراغ رغبات مكبوتة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تعبّر عنها في بلدها، وكأن الأمر قيود مجتمعية وليست بالتزامات دينية. وأولئك أباحوا لأنفسهم الاستعراض واستخدام الدرّاجات الهوائية داخل بهو الفندق!، وذاك يحتسي الخمر حتى الثمالة ليفقد رشده ويخلع ملابسه بالكامل في الشارع، وأولئك يسبحون داخل النافورات، التي حوّلوها من معالم جمالية إلى معالم مشوهة للبلاد التي تستضيفهم، في منظر لا نبالغ إن قلنا بأنه مقزّز ومخجل. وكأنهم شعوب “مو شايفه خير” رغم أن أغلبهم، إن لم نكن نبالغ، يمتلكون في بيوتهم الخاصة بركاً للسباحة!.
كل ذلك في كفة، وما حدث من فضيحة سرقة، وذبح، وطبخ بطة الهايد بارك في العاصمة لندن في كفة أخرى، والتي كشفت الوجه القبيح لسلوكيات بعض الشبان الخليجيين، وانعدام حقوق الحيوان عندهم. وتلك الخليجية المخزية التي تهجّمت وبكل وقاحة على سائق الباص النمساوي، والتي استحقت عقوبات تنوّعت ما بين الحبس، ودفع الغرامات المالية والمنع من السفر لدول الشنجن مدى الحياة.
وحدِّث وبلا حرج، ما يحدث بالقرب من البحيرات والشواطئ الشهيرة في لندن وسويسرا حيث لا تتوانى العوائل في نقل مطابخهم العربية إليها، والطامة الأكبر أنهم يتركونها، وراءهم ما يذكّر تلك الشعوب بأن عرباً قد مرّوا بها وقضوا ساعات إجازتهم فيها، فتركوا قاذوراتها وأوساخهم فيها، بل وتركوا سمعة مشوهة عن العرب فيها.
ياسمينة: كونوا سفراء تشرّفون أوطانكم، وقبل ذلك تشرّفون آباءكم الذين ربّوكم، وتشرّفون الإسلام الذي هو دين احترام وأدب وأخلاق ونظافة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
بقلم : ياسمين خلف عشرات الآلاف من الخليجيين والعرب حزموا أمتعتهم وانطلقوا للخارج لقضاء عطلتهم الصيفية في ربوع أوروبا، هر...
أحدث التعليقات