ياسمينيات
ارحميهم من مخالفاتك يا «مرور»
ياسمين خلف
ها هي الأيام الخمسة الأولى من عاشوراء قد انقضت، وبقي مثلها حيث يحيى المسلمون مراسمهم الحسينية كما عهدوها منذ مئات السنين في العاصمة المنامة التي تحتضن في عشرة عاشوراء آلاف المواطنين الذين يتوافدون عليها من كل قرى البحرين ولاسيما الأيام الأربعة الأخيرة منها، مما يشكل ضغطا وازدحاما شديدين على تلك الأزقة التي تعجّ بالمعزين والمشاركين في إحياء ذكرى استشهاد سبط رسول الله ”ص”. هي أيام ويعود الهدوء إلى تلك المدينة التي هجرها معظم قاطنيها وإن استمرت الحسينيات في الخطب والقراءة، واستمر المعزون في مراسمهم ولكن بصورة أقل إذا ما قورنت بالعشرة الأولى من شهر محرم الحرام.
كل ذلك بات معروفا واعتياديا على شعب البحرين وحكومتها اللذين تعايشا مع هذا الأحياء، ووفرت الحكومة تسهيلاتها الممكنة، والتي منها الهيئة العامة لإدارة المرور التي تحرص على سلاسة حركة المرور في هذه المدينة، إلا في نقطة جوهرية لا أعرف بالضبط لمَ هي تصرّ على عدم التساهل والمرونة فيها، ألا وهي إصرارها على توزيع المخالفات المرورية على جميع السيارات المتوقفة في الأماكن التي تجدها غير قانونية. أتفهم ذلك وأبرّره لها لو كانت تلك السيارات متوقفة في الأمكنة ذاتها في الأيام العادية، ولا أستسيغه ولا أجد لها مبررا في أيام هي تعرّف ذاتها أنها من أقدس الأيام لدى فئة كبيرة من شعب البحرين والذين يحرصون أشد الحرص على المشاركة فيها مهما كلفهم الأمر.
آلاف المعزين لا يجدون غضاضة في إيقاف سياراتهم في أماكن بعيدة جدا عن موقع المآتم، فكثيرون منهم يوقفون سياراتهم في مواقف فندق الريجينسي مثلا أو حتى في النعيم ليمشوا لمسافات طويلة دون أي تبرّم أو غضاضة؛ فإحياء تلك المراسم يعني مشاركة أهل البيت عليهم السلام في مصابهم، وحتى تلك الأماكن البعيدة باتت تغص بالسيارات فلا يجد المواطنون حينها مفرا من إيقاف سياراتهم على الأرصفة أو في مناطق رفعت عليها إشارات ”ممنوع الوقوف”، وهم يعرفون سلفا أن المخالفة المرورية ستنتظرهم لا محالة حال عودتهم ”فمصائب قوم عند قوم فوائد”، فما تحصله إدارة المرور من تلك المخالفات في هذه الأيام بالذات ”رزق وفير”.
ما الحل يا إدارة المرور إذن؟ المنامة كما تعرفين مدينة قديمة لاتزال تتعايش مع الأزقة الضيقة والضيقة جدا، والتي بالكاد تتسع لألوف المواطنين، المعزين منهم وسكانها الوافدين ومحال أن تتسع لسياراتهم، إذن فالمرونة هي المطلوبة على الأقل في الأيام الخمسة الأخيرة من عشرة عاشوراء. بصراحة أثلج صدري قرار وزير البلديات والزراعة جمعة الكعبي الذي أمر بفتح مواقف وزارته منذ ليلة الثامن من محرم وحتى اليوم العاشر للمشاركين في هذه المناسبة الإسلامية لإداركه التام لمشكلة المواقف التي يعاني منها المعزون، لا نطلب المستحيل وإنما الرحمة بالمواطنين فيكفيهم غلاء المعيشة والمخالفات المرورية تلك والمجبرين عليها، همٌّ يزيدهم هماً وعظم الله أجوركم بمصاب سيد الشهداء أبي عبدالله الإمام الحسين ”ع”.
العدد 1048 السبت 6 محرم 1430 هـ – 3 يناير 2009
ياسمينيات ارحميهم من مخالفاتك يا «مرور» ياسمين خلف ها هي الأيام الخمسة الأولى من عاشوراء قد انقضت، وبقي مثلها حيث يحيى ا...
أحدث التعليقات