نشرت فى : سبتمبر 22, 2008

كباب أمي

ياسمينيات
كباب أمي
ياسمين خلف

ياسمين خلف ليس لرمضان طعم إن ما فقدت الأم، ورمضان بالنسبة لي كسائر الأشهر بعد وفاة والدتي رحمة الله عليها، ذهبت وذهب معها كل ما يميز شهر رمضان من أجواء وطبخات ويكفي أنها »هي« لذة كل الأشهر.
فبعد عينها لم أذق حتى اللحظة كبابا كالذي تصنعه أمي، حتى شككت بقدرات جميع النسوة غيرها. لكبابها طعم مختلف، ربما هي نفسها »المختلف« فحرصها على أن يكون بالشكل والسمك الذي يروق لنا نحن ابناؤها يجعلها تبكي ولا أبالغ إذ ما قلت إنها تبكي إن هي أخفقت في الخلطة بسبب تعب الصيام وقللت من الملح أو الفلفل الذي نعشقه، فكنا نضحك من بكائها. فهل يستحق الأمر دموعها؟ وكانت »تعوف« حتى الإفطار بسبب ذلك لتعاود الكرة مرة أخرى لتقدم لنا »كبابها« الذي يسحر حتى أقاربنا ويشهدون بأنه مختلف عن باقي »الكباب«.
دوري في المطبخ في شهر رمضان لا يختلف كثيراً عن باقي الأشهر، لأنه باختصار لا يجذبني، بل أجد نفسي مرغمة على دخوله لمساعدة والدتي رحمها الله في الأيام التي تقرر فيها توزيع الأطباق على القاصي والداني من الأهل والجيران، وكان دوري لا يتعدى وضع الطبخات في الأطباق وتغليفها. عفوا نسيت أنني أتطفل على كباب أمي وأحاول أن أرمي بعض الكرات في الزيت لقليها، وكم حرقت الكثير منها لدرجة أن والدتي تترجاني تركها لتتولى هي المسئولية »كاملة« حتى يباغتها آذان المغرب لأكون أول من يلتهم كبابها الساخن و»الحار«، وأول من يقف على قدورها ليغرف منها. واليوم لا طعم ولا لون لرمضان من دون والدتي رحمها الله. آه.. أحن إليها وأحن إلى كبابها.

العدد 945 الاثنين 22 رمضان 1429 هـ – 22 سبتمبر 2008

ياسمينيات كباب أمي ياسمين خلف ليس لرمضان طعم إن ما فقدت الأم، ورمضان بالنسبة لي كسائر الأشهر بعد وفاة والدتي رحمة الله ع...

إقرأ المزيد »