التصنيفات:مقالاتي في جريدة البلاد البحرينية

رحلة إلى الموت

الخميس 12 يوليو 2018
مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم تتعد أعمارهم الأربعين، ذاقوا ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلى أن أخمدت أنفاسهم، ثم ووريت أجسادهم التراب.مرضى السكلر، أكثر من 9600 مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرض في البحرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام لتستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة وتعطيها الأهمية اللائقة؟ وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم أنه لا يوجد علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.نعم، لا رعاية صحية لائقة، ولا علاج مناسب، فقضيتهم لا تؤرق وزارة الصحة لتبذل الجهود للتقليل من عدد الذين يتساقطون في شهرياً من هذا المرض، لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض أجسادهم النحيلة، ثم تبدأ النوبة… إن كان قادراً على التحرك سيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، وأول ما يستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه في المركز، هذا إن لم يمتنع المركز عن إعطائه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.وإن كان في نوبة شديدة وعجز عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصلك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد بل يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.وبعد أن يصل الطوارئ، ورغم وصوله في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره.ياسمينة: الرحلة مازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.
مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم تتعد أعمارهم الأربعين، ذاقوا ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلى أن أخمدت أنفاسهم، ثم ووريت أجسادهم التراب.مرضى السكلر، أكثر من 9600 مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرض في البحرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام لتستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة وتعطيها الأهمية اللائقة؟ وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم أنه لا يوجد علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.نعم، لا رعاية صحية لائقة، ولا علاج مناسب، فقضيتهم لا تؤرق وزارة الصحة لتبذل الجهود للتقليل من عدد الذين يتساقطون في شهرياً من هذا المرض، لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض أجسادهم النحيلة، ثم تبدأ النوبة… إن كان قادراً على التحرك سيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، وأول ما يستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه في المركز، هذا إن لم يمتنع المركز عن إعطائه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.وإن كان في نوبة شديدة وعجز عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصلك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد بل يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.وبعد أن يصل الطوارئ، ورغم وصوله في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره.ياسمينة: الرحلة مازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BlIR0DJBCXq/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=ih9jxjrsiw2i

الخميس 12 يوليو 2018 مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا...

إقرأ المزيد »

أليس منكم رجل رشيد

الخميس 05 يوليو 2018

لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الدم المنجلي “السكلر” خصوصاً، إهمال يتشارك فيه الجميع، فهناك تهاون في حل مشكلة آلاف من مرضى السكلر الذين يتألمون: “ارحمونا إننا نتألم حتى النخاع ولا نطلب منكم غير حقنا في العلاج، والباقي على الله فهو يشفينا”.سنويا نسجل عشرات الموتى من هذا المرض، ونتوقع كل حين سماع خبر سقوط ضحية جديدة من ضحايا مجمع السلمانية الطبي، وحتى الآن لا نجد حقاً من يقف وقفة مسؤولة ويحاول، ولو لمجرد المحاولة أن يبحث عن طريقة لتقليل نسبة وفيات مرضى السكلر، أليس منكم رجل رشيد؟المسؤولون كلما أفاقوا من سباتهم، تجملوا واحتسوا قهوتهم ليخرجوا لنا ببرتوكول جديد لعلاج مرضى السكلر، أكثر قسوة، وأقل احتراماً لإنسانية المرضى، أيعقل أن يطل علينا البروتوكول بوجهه القبيح ليقول: “لا علاج لمرضى الطوارئ إلا بعد مرور 8 ساعات من دخول المستشفى”؟ أيعقل أن ينقل المرضى بسيارات الإسعاف للطوارئ ولا يجدون العلاج إلا بعد مرور ثلث يوم!ألا تعلم وزارة الصحة أن في الثانية الواحدة يموت آلاف ويولد في المقابل آلاف، أي أن الثانية الواحدة تفصل بين الحياة والموت لا ثماني ساعات كاملة! هذا إن لم تطل الفترة حتى يتكرم أحد الأطباء ويتابع الحالة، تاركين المريض يصارع الآلام ويذوق طعم الموت مرات ومرات. ياسمينة

أنتم مدانون من رب السماء.

لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الدم المنجلي “السكلر” خصوصاً، إهمال يتشارك فيه الجميع، فهناك تهاون في حل مشكلة آلاف من مرضى السكلر الذين يتألمون: “ارحمونا إننا نتألم حتى النخاع ولا نطلب منكم غير حقنا في العلاج، والباقي على الله فهو يشفينا”.سنويا نسجل عشرات الموتى من هذا المرض، ونتوقع كل حين سماع خبر سقوط ضحية جديدة من ضحايا مجمع السلمانية الطبي، وحتى الآن لا نجد حقاً من يقف وقفة مسؤولة ويحاول، ولو لمجرد المحاولة أن يبحث عن طريقة لتقليل نسبة وفيات مرضى السكلر، أليس منكم رجل رشيد؟المسؤولون كلما أفاقوا من سباتهم، تجملوا واحتسوا قهوتهم ليخرجوا لنا ببرتوكول جديد لعلاج مرضى السكلر، أكثر قسوة، وأقل احتراماً لإنسانية المرضى، أيعقل أن يطل علينا البروتوكول بوجهه القبيح ليقول: “لا علاج لمرضى الطوارئ إلا بعد مرور 8 ساعات من دخول المستشفى”؟ أيعقل أن ينقل المرضى بسيارات الإسعاف للطوارئ ولا يجدون العلاج إلا بعد مرور ثلث يوم!ألا تعلم وزارة الصحة أن في الثانية الواحدة يموت آلاف ويولد في المقابل آلاف، أي أن الثانية الواحدة تفصل بين الحياة والموت لا ثماني ساعات كاملة! هذا إن لم تطل الفترة حتى يتكرم أحد الأطباء ويتابع الحالة، تاركين المريض يصارع الآلام ويذوق طعم الموت مرات ومرات. ياسمينة

أنتم مدانون من رب السماء.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bk2UnbnHhul/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=14fmv28fe8b7f

الخميس 05 يوليو 2018 لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الد...

إقرأ المزيد »

“مرضى نفسيون”

الأربعاء 20 يونيو 2018

قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، وأجدها من المعلومات الصحية ذات الأهمية الاجتماعية الكبيرة، لأننا نرى من واقع معاش لا يدع مجالاً للشك أبداً، أن ربع إن لم يكن ثلث سكان العالم يعانون اليوم من مشاكل نفسية.

مواقع التواصل الاجتماعي مرآة عكست لنا في السنوات الأخيرة وبالمجهر كما من المرضى النفسيين الذين يعيشون بيننا، ونحن اعتقدنا يوماً أنهم أصحاء، يأكلون بيننا، يزوروننا، نتحدث معهم ويناقشوننا، يشاركوننا مقاعد الدراسة، ونتقاسم عملنا معهم مثلهم مثل أي إنسان سوي، إلا أنهم حقيقة مرضى بحاجة إلى علاج لما يعانون منه من أمراض نفسية، ويحق لنا أن نشفق عليهم، وندعوا لهم بالشفاء مما هم عليه من حال ومرض.

المختل عقلياً لا يعلم أنه مختل، فهو يعتقد أنه إنسان طبيعي ووحدهم من يعاشرونه أو يرونه أو يصادفونه يعلمون أنه مريض، وأنه يعاني من خلل في تصرفاته وسلوكياته، فالمرضى النفسيون أو من يعاني من اضطرابات نفسية على اختلافها، مهما حاولت جهدك أن تقنعهم بأنهم مرضى فلن يصدقوك، وهم معذورون لأنهم في دائرة لا يرون فيها أنفسهم كما يراهم من هم خارج تلك الدائرة.

المشكلة أن المرضى العاديين يدركون أنهم يعانون مشكلة تحتاج إلى علاج، فكيف لنا أن نقنع من هم يظنون أنهم أصحاء أنهم بحاجة إلى علاج ضروري مما هم يعانون منه من مرض نفسي قد يتطور لا شعورياً لما هو أسوأ، ولربما تسبب لهم بأمراض “نفسجسمانية” أي بأمراض جسمية بسبب الأمراض النفسية، فتلك عملية صعبة، والأصعب مدى انتشارها وبشكل كبير في مجتمعاتنا اليوم.

والمشكلة الأخرى عندما يجدون من يشجعهم على الاستمرار في أمراضهم من خلال “اللايكات والمتابعات” والتعليقات التي أغلبها نفاق ومجاملة إن لم يكن استهزاء مبطن، ولا يعلمون أن هناك من يضحك أو يشمت عليهم من وراء تلك الأجهزة، بل يتخذهم “أرجوزات” لا أكثر، لمضيعة وقت فائض لا يعلم كيف وأين يهدره.

ياسمينة:

يا تُرى كم مريضا نفسيا حولكم؟.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkumAf_nAUF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1ozc9kojvj1qi

الأربعاء 20 يونيو 2018 قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياته...

إقرأ المزيد »

“مهرج القعده”

الخميس 28 يونيو 2018

يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية – وإن كانت في الأولى أكثر – توجيه بعض الكلمات بأسلوب هزلي مبطن بما يحط من قدر وشأن أحد المشاركين في الجلسة ويدفع الآخرين للضحك، وربما المشاركة في الاستهزاء من قبيل النكتة والترفيه عن النفس كما لو كان الشخص المعني بالاستهزاء مهرجا مجانيا يشاركهم جلستهم، وكلما وجد المستظرف الآخرين يضحكون، كلما اعتقد أنه خفيف ظل وضاعف من استهزائه، على حِساب مكانة وقدر إنسان، تجرح مشاعره وتهان كرامته.

هناك من يستطيع الرد وهناك من تُلجم ألسنتهم فلا يقوون على رد اعتبارهم، فمن يرد إما أن يكون سريع بديهة ويرد الصاع صاعين، وإما أن يكون من أولئك الذين لا تستفزهم الكلمة ولا تجرهم إلى مستنقع قلة الذوق فيترفعون عن الكلم الذي لا طائل منه، فيردون بما يليق بمستواهم الأخلاقي، فيعطون درساً للمعتدي وغيره كي لا يتجرأ ويتمادى مستقبلاً.

فكم من صديق هجر صديقه بعد تماديه في النكات أمام الآخرين، وكم من أخ قسا قلبه على أخيه لعدم احترام أحدهم الآخر في حضرة الغريب، فما تجده أحياناً كلاماً عادياً ويمكن أن يقال بين الزملاء أو المعارف، هو ليس كذلك عند البعض، وليس من الذوق أصلاً توجيه الألفاظ السوقية – وفي بعض الأحيان البذيئة – للآخرين من قبيل أن البساط أحمدي كما نقول في العامي من الكلام، وأنه لا توجد حواجز بين الأصدقاء!

يعتقد البعض أن أسلوب النكتة الثقيلة يظهرهم بمظهر خفيف الظل، ولا يدركون أن هذا الأسلوب بالإضافة لكونه ثقيلا على السمع وساما للبدن والقلب، يؤدي إلى شرخ العلاقات وربما انتهائها في أغلب الأحيان، فللنكات حدود، وحفظ الألسن من البذيء من الكلام مرآة تعكس أخلاق قائلها ومستوى تربيته، ومن يشاركون في مثل هذه المهازل بالضحك والتشجيع وعدم احترام الآخرين ونفسياتهم، لا يختلفون عمن بدأها، وهم جميعاً لا يستحقون أن يشاركهم المرء مجلسا، ولا أن يهدر وقته الثمين معهم، فمن يحترم يُحترم وإلا فلا أسف ولا حزن على مفارقتهم.

ياسمينة:

الكلمات إما أن تعمر وإما أن تدمر، وللناس خواطر.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkkFAg-nHiJ/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dy03euz6sfp4

الخميس 28 يونيو 2018 يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية - وإن كانت في الأولى أكثر - توجيه بعض...

إقرأ المزيد »

إلى متى المماطلة في أمر البطالة؟!

بعض القضايا مع تكرار طرحها تفقد أهميتها عند القارئ، رغم خطورتها ومساسها شريحة كبيرة من المجتمع، البطالة إحداها… فالعاطلون عن العمل، أولئك الموتى الذين يتنفسون ولا يشعرون بالحياة، أولئك الذين يرون أعمارهم باتت هباءً منثورا، تُطرح قضيتهم هنا يوماً، وتطوى في اليوم التالي، يتشدق بعض المسؤولين بحلول ترقيعية لشهرة ربما ولمآرب أخرى ربما، ومع ذلك لا تجد أغلبها النور، وإن وجدت لا تعالج المشكلة، وللأسف يدفع ثمنها الشباب من أعمارهم، ولا تلتفت إليهم إلا وقد زحف كبر السن إليهم واشتعلت رؤوسهم شيبا.

الموظفون اليوم يئنون من حياة اقتصادية صعبة، يقولون إن رواتبهم لم تعد تصمد أمام غول ارتفاع الأسعار، ووحش الضرائب، ومستلزمات الحياة التي لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها، هذا وهم يستلمون رواتب وإن كانت خجولة، فما حال ذاك العاطل عن العمل الذي لا يجد في محفظته ما يدفع فيه قيمة البنزين للبحث عن عمل هو أصلاً لم يعد موجوداً، وإن وجد فهو لأجنبي يعيش حياة أكثر كرامة من تلك التي يعيشها ابن البلد.

العاطلون عن العمل أموات غير أحياء، فلا هم يتمتعون بشبابهم فيقتنون ما يتمنون في أجمل سني عمرهم، ولا هم قادرون على أن يبنوا حياتهم المستقبلية، وأن يتزوجوا وينجبوا ويكونوا أسرا، فهل منكم من يقبل أن يزوج ابنته لعاطل عن العمل؟ وهل منكم من يقبل أن يؤويهما معاً؟ ويؤوي من بعدهما أبناءهما؟ ويصرف عليهم إلى أن يشاء الله وتنفرج؟

وظفوا الشباب، وقاعدوا من اكتفى من العمل برواتب تقاعدية مغرية لدفعهم لترك كراسيهم برغبة، وظفوا النساء نصف دوام، ليستلم الشباب نصف الدوام الثاني كحل لبعض العاطلين، ولتعمل الوزارات الخدمية والهيئات والمؤسسات وحتى الشركات الخاصة ساعات أطول، لفسح المجال لتوظيف موظفين مؤقتين أو بنصف دوام، وليحل المواطن مكان الأجنبي في الوظائف جميعها، ولا تقل لي إنهم غير مؤهلين، ولا تقل لي إن تخصص الأجنبي نادر، فلم تعد هناك تخصصات لم يتخصص فيها المواطن، فلا تنقص المواطن اليوم المؤهلات ولا الكفاءة والإخلاص للعمل، ويكفينا مماطلة في أمر البطالة.

ياسمينة: نأسف لشبابنا، رغم شهاداته وكفاءته لا يجد فرصاً للعمل والعيش بكرامة.

بعض القضايا مع تكرار طرحها تفقد أهميتها عند القارئ، رغم خطورتها ومساسها شريحة كبيرة من المجتمع، البطالة إحداها... فالعاط...

إقرأ المزيد »

تنمر الزوجات

هل فعلاً كما يقول زميلي إن زوجات اليوم متنمرات، ويتبادلن الأدوار مع أزواجهن؟ كيف؟ هكذا أثار الموضوع تساؤلي، كما أثار السؤال دهشة البعض واستفسارهم عن القصد! يجد زميلي أن زوجات اليوم ربما أخذن دروع الحماية الشخصية من دروس الزوجات في الأجيال المتعاقبة، فهن وقبل أن يصبحن ضحايا -هكذا يخيل لبعضهن حتى دون وجود مبررات واقعية لذلك في حياتهن الشخصية- احتطن منذ بداية العلاقة الزوجية، ولبسن جلد النمر وبدأن التأهب للانقضاض في أي وقت وحين.

فزوجة اليوم ”بعضهن طبعًا لا جميعهن”،لا تجد غضاضة في التواصل مع زملاء العمل من الذكور، وفي المقابل لا يحق لزوجها التواصل مع زميلاته، وإن حصل فهو خائن! تسمح لنفسها أن تتأخر عن المنزل دون أن تُبلغ الزوج سلفًا عن ظروف تأخرها، فالزوج عليه أن يعرف من تلقاء نفسه أن لها ظروفًا شخصية أو أسبابًا خاصة دعتها للتأخر ولا يسألها عن السبب، حتى وإن كان ذلك بشكل يومي! أو حتى إن كان السبب مرافقة صديقاتها للمقاهي لتدخين الشيشة وتعديل المزاج، وفي المقابل، لا تقبل لشريك حياتها ذات التصرف، فلا يحق له التأخر عن المنزل دون إبلاغها، وإن تكرر الفعل أكثر من مرة في الأسبوع فإن يومًا أشبه بيوم القيامة قد يحل عليه، خصوصًا إن ساورها الشك بأن وراء ذلك “امرأة أخرى”!.

ليس من الطبيعي أبدًا أن يتنمر أحد الزوجين على الآخر، ويبيح لنفسه ما لا يبيحه لشريك حياته، فيحرم عليه ما يحلله على نفسه، فتلك لعبة خاسرة ما إن تبدأ، المركب لا يمكن أن يسير إلا بتوازن مقدمته مع مؤخرته، فإن زاد وزن طرف على الآخر سيغرق المركب بمن فيه بلاشك، فما بالهإن عصفت به رياح وعواصف كمشاكل الحياة الطبيعية الأسرية منها أو الزوجية التي تحدث في أي منزل!

تبييت النية بالبدء بالهجوم تفادياً لأي هجوم محتمل، هو واقعاً تجهيز النفس سلفاً لفراق وطلاق بعد أية مشكلة حتى إن كانت تافهة ولا تستحق حتى أن تُذكر،فغياب الثقة والتفاهم والاحترام،من أكثر الأسباب التي تشعل فتيل الخلافات الزوجية والتي للأسف لا تجد من يتعامل معها بروية وصبر فتنتهي العلاقة الزوجية بالطلاق في أكثر الحالات،خصوصاً إذاكان الطرفان قد لبسا جلد النمر وانقضا على بعضهما البعض، فلا يجدان الفرصة للاستماع لبعضهما لانشغالهما بالعراك والصراخ، وبالتأكيد لن يعيا ما هما فيه إلا بعد أن تنتهي المعركة ويجدان آثار كل ذلك عليهما وعلى أطفالهما معهما للأسف.

ياسمينة: لنرتق بسلوكياتنا وأخلاقياتنا.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bjbrm27H6Yz/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1abkmiee3jbjl

هل فعلاً كما يقول زميلي إن زوجات اليوم متنمرات، ويتبادلن الأدوار مع أزواجهن؟ كيف؟ هكذا أثار الموضوع تساؤلي، كما أثار الس...

إقرأ المزيد »

المنسيون

سنوات طويلة قضتها شابة تعاني من أحد الأمراض المزمنة على سريرها الأبيض في المستشفى، فلا علاج لها، ولا حتى بصيص أمل أن ترد لها عافيتها التي تتدهور مرة بعد مرة، تزورها فتستقبلك بابتسامة وضحكات، قلما تجدها عندنا نحن عندما نصاب ولو بوعكة صحية عابرة! ترحب بك وتجاهد نفسها لتنطق بعض الكلمات التي لا تخرج من فيها إلا بشق الأنفس، فرغم عزلتها وزيارات أهلها المتقطعة المتباعدة إلا أنها لم تضجر يوماً ولم تعتب على أحد، إن جاء وقت توديعها تقرأ في عينها مدى حاجتها لمن يؤنس وحدتها، ولكنها قط لم تطلب من أحد البقاء معها أكثر، فمن يريد البقاء معي فذلك يسعدني ويدخل أكبر فرحة في قلبي، ومن يريد الذهاب فلن أجبره على البقاء، تلك العزة والكرامة التي تبثها إليك كلما هممت بالرحيل عنها، والذي قد يكون الوداع الأخير لها.

اليوم، وبعد كل هذه السنوات، تصاب هذه الشابة بالاكتئاب، لم تعد تأكل ولا تشرب، ولم يجد الأطباء غير أنبوب يغرز في أنفها لتغذيتها منعاً لموتها جوعاً، الكلمات البسيطة التي كانت تقولها أصبحت أصعب في الخروج من فمها، وبات أمر رحيلها لبارئها وشيكاً، وإن كانت الأعمار بيد الله، إصابتها بالاكتئاب بعد كل معاناتها من مرضها اللعين الذي قضى على أكثر حواسها أمر لم يكن مستبعداً أبداً، و”عفيه” عليها أنها لم تصب به قبل ذلك، فنحن ورغم ما ننعم به من صحة وعافية، إلا أننا ومن أقل مشكلة نقع في دوامة اكتئاب.

هذه الشابة مثلها الكثير، ولا نستثني كبار السن في دور العجزة، هم بحاجة إلى من يخفف عنهم وطأة المرض، ليس بالأدوية والأغذية وتمارين العلاج الطبيعي التي يحتاجونها بطبيعة الحال، إنما بشخص يتجاذب معهم الحديث، يقرأ لهم الصحف، أو حتى القصص، ينقل لهم ما تنقله الفضائيات من أخبار، يشاركهم متابعة المسلسلات التلفزيونية، يحدثهم عن آخر التطورات في العالم، العالم الآخر الذي يبدأ من باب غرفتهم بالمستشفى إلى جميع ما وراء ذلك… نحن بحاجة إلى موظفين مهمتهم تبديد الملل والوحدة عن مرضى منسيين.

ياسمينة:

استحداث وظيفة للقيام بهذه المهمة في المستشفيات ودور العجزة أمر مهم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BjJrRs8HU6d/

سنوات طويلة قضتها شابة تعاني من أحد الأمراض المزمنة على سريرها الأبيض في المستشفى، فلا علاج لها، ولا حتى بصيص أمل أن ترد...

إقرأ المزيد »

لا نحب الفقراء

يقولها بعضنا دون خجل، وبصراحة ودون كذب، «نحن لا نحب مساعدة الفقراء، وإن فعلنا ذلك فهو على مضض.. رياء أحيانا، وتجملاً أحياناً أخرى، بل في أحايين أخرى غروراً وإتيكيت». يده ثقيلة لو سأله محتاج عن فتات مما أغناه الله به، ومما لا يغني ولا يسمن من جوع، ولكنه لا يجد أية مشكلة لو ترك «بخشيشاً» لنادل في مطعم، بعد أن يدفع مبلغاً لا بأس به على وجبة لا تساوي أبداً ما أكله حقيقة، النادل هو الآخر موظف بأجر بسيط، وهو الآخر سيفرح كثيراً من تلك «البخاشيش» التي تأتيه كرزق يعينه على غلاء الحياة، لكن في نهاية المطاف هو يتسلم راتباً ثابتاً -ولو كان قليلاً – نهاية كل شهر، عكس ذاك المتسول أو حتى المتعفف الذي لا يجد عملاً يقتات منه، وكلنا يعلم حجم مشكلة البطالة، فلا داعي لتنهر من يسألك حاجة، وتطلب منه بدلاً من السؤال العمل، فتلك قضية أخرى.

يشتري هدايا فاخرة بمبالغ عالية لأنه سيهدي غنياً، ومن العيب أن يهديه شيئا رمزيا أو بسيطا، لكنه عندما يفكر أن يهدي ذاك الفقير فإنه سيبحث عن أرخص هدية، وإن لم يكن كذلك وضع أي شيء لا يريده، زائدا عن حاجته في كيس وأهداه إياه، فهو فقير وإنسان بسيط وكثير عليه أي شيء، رغم أن الأول قد يركن تلك الهدية ولا تملأ عينه، ولن يتوانى أصلاً عن رميها إن لم تعجبه، والثاني يمكن أن نكسب من ورائه الأجر إن غلفنا الهدية بنية الصدقة، وأهديناه ما يمكن أن يسعده أولاً، ويعينه ويساعده ثانياً.

في المحلات وخصوصا عندنا نحن معشر النساء قصة، فلا نتوقف من ترديد “كم آخر، آخر كم” للبائع البسيط ذي البضائع الأبسط، ونفرح وكأنما كسبنا جولة إن هو رضخ وقبل بتخفيض السعر رغبة في البيع، وبدون أن ننبس بأية كلمة نخرج بطاقتنا الائتمانية عند محاسب المحلات الكبرى، حتى دون أن نسأل عن قيمة ما سندفعه، وندفع المبالغ الفلانية… فكم نحن فقراء في تفكيرنا، وكم نحن منافقون في تصرفاتنا وأخلاقنا، فالمظاهر سلبتنا إنسانيتنا.

ياسمينة:

الفقراء ليسوا بحاجة إليك، بقدر ما أنت بحاجة إليهم.

وصلة فيديو المقال https://www.instagram.com/p/Bi3pzv6ne9W/

يقولها بعضنا دون خجل، وبصراحة ودون كذب، «نحن لا نحب مساعدة الفقراء، وإن فعلنا ذلك فهو على مضض.. رياء أحيانا، وتجملاً أحي...

إقرأ المزيد »

إحمد ربك أنك عزوبي

جملة لا ريب أنها تتردد على مسامعك كل حين إن كنت عازباً ولم تدخل بعد عُش الزوجية، خصوصاً إن أحاطك قوم من المتزوجين المتذمرين والساخطين على أزواجهم، أو ممن يحنون إلى حياة العزوبية، وما اقترن بمفهومها من الحياة بدون مسؤولية. متى تتزوج؟ سؤال هو الآخر يحمل وجهين، إما من محب يتمنى أن تكون سعيداً بوجود شريك – أو هكذا يظن – أو من حاسد وغيور يتمنى أن تقع في فخ كان قد سبقك إليه.

تقول: سئمت من سؤالها المتكرر عن زواجي، حتى اعتدت عليه، إلا أنها ذات مرة قالت عكس ما أتوقعه منها دائماً: “لا تتزوجي، ابقي هكذا أفضل”! فعندما سألتها عن سبب تغير قناعاتها قالت مازحة بجد: “لم أكن أحبك، والآن أحبك، كنت أريدك أن تذوقي مما نذوق من تعب وسهر وقهر، واليوم وبعد أن أحببتك أريد لك السعادة فلا تتزوجي”، هي تحب صديقتها بلاشك، ولكن مزجت الحقيقة بالكذب الذي أرادت أن توصل من خلاله فكرتها، وزادت بالقول إنها لو لم تتزوج باكراً لكانت اليوم أكثر رشاقة وجمالا، ولكانت تقتني أحدث السيارات، ولكان راتبها لها لا لزوجها وأبنائها الذين لا يتركون لها فلساً نهاية الشهر.

كثيرون يعتقدون أن حياة “العزوبي” بلا مسؤولية، وهل منا في هذه الحياة من يكون بلا مسؤولية؟ فحتى الطفل الصغير له مسؤوليات بما يتناسب مع سنه ووضعه، ربما هناك أزواج متهاونون لا يتحملون أية مسؤولية، وربما هناك عزوبي يحمل مسؤولية أسرة، فليست حياة الجميع متساوية، والحكم جزافاً واعتباطاً على أن كل عزوبي بلا مسؤولية حكم غير عقلاني أبداً.

المشكلة ليست في كونك متزوجا أو عزوبيا، فالسعادة والهناء والراحة غير مرتبطة بتاتاً بحالة الفرد الاجتماعية، رغم أن أكثر الدراسات العلمية تؤكد أن الزواج يطيل العمر وأن المتزوجين أكثر سعادة من العزاب، بل إن المشكلة في عدم الرضا عن الواقع وعدم تقبله، وتوقع أن لو عاش عكس وضعه لكان أسعد وأكثر استمتاعاً بالحياة، وكل ذلك نابع من جحود نعمة في اليد، ومد العين لما في يد الآخرين.

كن قانعاً حامداً ما أنت عليه، فلو كانت العزوبية أكثر نفعاً لك من جميع النواحي لما كتب الله لك الزواج وإنجاب الأبناء، ولو كان الزواج أسعد لك لكنت من المتزوجين، لابد أن تؤمن بأن الله ليس بظلام للعبيد، وأن كل ما كُتب لك في هذه الحياة خير لك.

ياسمينة:

“لمن يرى أن زواجه غلطة، فالله حلل الطلاق، ولمن يتحسر على الزواج فالدنيا مليانة عرسان”.

وصلة فيديو المقال

وصلة فيديو المقال

جملة لا ريب أنها تتردد على مسامعك كل حين إن كنت عازباً ولم تدخل بعد عُش الزوجية، خصوصاً إن أحاطك قوم من المتزوجين المتذم...

إقرأ المزيد »