الخميس 24 فبراير 2022
فقط، ضع نفسك ولو لدقائق معدودات في موقف هذا المريض المصاب بالسرطان، فتحة أعلى البطن، في نهايتها كيس معلق لتجميع “الخروج” وفضلات الجسم. الكيس يتنقل معك حيثما كنت، طوال 24 ساعة، ويتطلب منك أن تغير قاعدة هذا الكيس “يوم وترك”، على أن تغير الكيس ذاته مرتين أو ثلاث مرات يومياً! ولك أن تستمر في إطلاق مخيلتك، كيف سيكون وضعك وأنت تحمل كيساً “للفضلات” أينما كنت وحللت! في الشارع، في الزيارات العائلية، في تجمعات الأصدقاء، في السوق وباختصار في كل مكان!
مريض السرطان هذا، اعتزل الناس، وبات كما يقول خجلاً من الخروج من المنزل، ويشعر كما لو كان في محبس مقيداً لا يمكنه الخروج منه، فهو يحمل هذا الكيس حتى اليوم لأكثر من عام و4 أشهر.. انتظر أشهراً طويلة المادة الخاصة لإجراء الأشعة للتأكد من إمكانية إزالة الكيس، وبعد طول انتظار أجريت له الأشعة أخيراً، وهاهو اليوم عاد لينتظر مرة أخرى لإزالة هذا الكيس الذي لم يعد لوجوده أي داعٍ أو أهمية، منذ أكثر من 5 أشهر الآن! والسبب توقف إجراء العمليات في مجمع السلمانية الطبي، إلا العاجل منها فقط!
أتساءل حقيقة، عملية إزالة مثل هذا الكيس من مريض سرطان، ألا تعتبر من العمليات العاجلة؟ خصوصاً أن مناعة المريض منخفضة تبعاً لطبيعة مرضه. فلا قدر الله، لو حدث أي ثقب ولو كان بسيطاً في الكيس، وتسربت الفضلات إلى جرح غير مرئي في جسمه، أليس من المحتمل أن تخترق تلك الجراثيم جسده المنهك الضعيف؟ وقد تتسبب له بمضاعفات، قد تكون منها الالتهابات وربما تسمم دمه مثلاً، أو على أقل احتمال وتقدير أن تسبب له هذه الجراثيم انتكاسة في حالته الصحية.
لله الحمد والمنة، ها نحن قد تحولنا إلى المستوى الأخضر، وبدأت الحياة تعود تدريجياً إلى سابق عهدها، والقطاعان الطبي والصحي أولى وأهم من أية قطاعات أخرى بأن يعودا إلى وضعهما الطبيعي والمعتاد، لارتباطهما بصحة الناس وحياتهم.
ياسمينة: نتمنى عودة إجراء العمليات في أقرب وقت ممكن.
الخميس 24 فبراير 2022
فقط، ضع نفسك ولو لدقائق معدودات في موقف هذا المريض المصاب بالسرطان، فتحة أعلى البطن، في نهايتها كيس معلق لتجميع “الخروج” وفضلات الجسم. الكيس يتنقل معك حيثما كنت، طوال 24 ساعة، ويتطلب منك أن تغير قاعدة هذا الكيس “يوم وترك”، على أن تغير الكيس ذاته مرتين أو ثلاث مرات يومياً! ولك أن تستمر في إطلاق مخيلتك، كيف سيكون وضعك وأنت تحمل كيساً “للفضلات” أينما كنت وحللت! في الشارع، في الزيارات العائلية، في تجمعات الأصدقاء، في السوق وباختصار في كل مكان!
مريض السرطان هذا، اعتزل الناس، وبات كما يقول خجلاً من الخروج من المنزل، ويشعر كما لو كان في محبس مقيداً لا يمكنه الخروج منه، فهو يحمل هذا الكيس حتى اليوم لأكثر من عام و4 أشهر.. انتظر أشهراً طويلة المادة الخاصة لإجراء الأشعة للتأكد من إمكانية إزالة الكيس، وبعد طول انتظار أجريت له الأشعة أخيراً، وهاهو اليوم عاد لينتظر مرة أخرى لإزالة هذا الكيس الذي لم يعد لوجوده أي داعٍ أو أهمية، منذ أكثر من 5 أشهر الآن! والسبب توقف إجراء العمليات في مجمع السلمانية الطبي، إلا العاجل منها فقط!
أتساءل حقيقة، عملية إزالة مثل هذا الكيس من مريض سرطان، ألا تعتبر من العمليات العاجلة؟ خصوصاً أن مناعة المريض منخفضة تبعاً لطبيعة مرضه. فلا قدر الله، لو حدث أي ثقب ولو كان بسيطاً في الكيس، وتسربت الفضلات إلى جرح غير مرئي في جسمه، أليس من المحتمل أن تخترق تلك الجراثيم جسده المنهك الضعيف؟ وقد تتسبب له بمضاعفات، قد تكون منها الالتهابات وربما تسمم دمه مثلاً، أو على أقل احتمال وتقدير أن تسبب له هذه الجراثيم انتكاسة في حالته الصحية.
لله الحمد والمنة، ها نحن قد تحولنا إلى المستوى الأخضر، وبدأت الحياة تعود تدريجياً إلى سابق عهدها، والقطاعان الطبي والصحي أولى وأهم من أية قطاعات أخرى بأن يعودا إلى وضعهما الطبيعي والمعتاد، لارتباطهما بصحة الناس وحياتهم.
ياسمينة: نتمنى عودة إجراء العمليات في أقرب وقت ممكن.
أحدث التعليقات