الخميس 29 أكتوبر 2020
كان وقع خبر وفاة التوأم فاطمة وزهراء مؤلماً لكل شعب البحرين، فما تعرضتا إليه من إهمال أودى بحياتهما كبير، وحرمهما من الحياة وحرم والديهما من فرحة كانا ينتظرانها لأشهر، إهمال يرقى إلى اعتبارها جريمة بعد إزهاق روحيهما بطريقة لا رحمة فيها ولا احترام لجثتيهما.
الحادثة أبكت الجميع، ولا أبالغ إن قلت إن أحدهم هاتفني يبكي بُكاءً مريراً غير مصدق ما سمع ورأى، صوت بكاء الطفلة وهي في المقبرة! أيعقل هذا الخبر؟ أهو مفبرك؟ هل ماتتا حقاً أم تمكنوا من إنقاذهما؟ كم سيكلف الوزارة لو بقيتا في المستشفى إلى حين التأكد من وفاتهما حقاً؟
أسئلة كثيرة كانت تحوم في رؤوسنا جميعاً، فمن ساعة الولادة، وحتى استلام الأب الجثتين، ونقلهما إلى المقبرة، كم ساعة مضت؟ وكل تلك الفترة كانتا تتنفسان شهيقا وزفيرا! أليست تلك الفترة كفيلة بإنقاذهما؟ أليس من المفترض أن تلقيا العناية الطبية القصوى لإنقاذهما بشتى الطرق عبر الإنعاش الطبي لحالتين بالغتي الخطورة؟ ألا نملك أطباء يتعاملون مع هذه الحالات الحرجة؟ ألا نملك الحاضنات وأجهزة الإنعاش المتطورة الكفيلة بإنقاذ أرواح يمكن أن تقاوم طالما مازالت تتنفس؟
إذا كان المبرر البرتوكول الطبي لإنعاش الأجنة الخدج، الذي يجد أن فرصة نجاة الأجنة ممن تقل أوزانهم عن 500 غرام وأعمارهم تصل إلى 24 أسبوعاً، ضئيلة جداً واعتبارهم مجهضين، فنحن بذلك نضرب إيماننا بقدرة الله على إحيائهم عرض الحائط! فالله قادر على إحيائهم، وطالما مازالوا يتنفسون بل ويبكون فهم أحياء يرزقون.
كل ذلك بكفة، وتسليم الجثث في أكياس بلاستيكية بكفة أخرى! ألا تُحترم النفس الميتة؟ ألا تؤخذ بالاعتبار مشاعر الأبوين؟ والسؤال الذي أخذ يفرض نفسه علينا بقوة اليوم، كم من الأرواح التي دفنت وهي حية؟ هل كانت هناك قبل فاطمة وزهراء أرواح تنتظر إنعاشها لتتمكن من العيش؟ هل ووريت الثرى أجساد كانت قلوبها لا تزال تنبض، وربما مازالت تتنفس؟.
ياسمينة: أجنة أصغر تشبثوا بالحياة، ولكن عندما وجدوا من ينقذهم.
الخميس 29 أكتوبر 2020
كان وقع خبر وفاة التوأم فاطمة وزهراء مؤلماً لكل شعب البحرين، فما تعرضتا إليه من إهمال أودى بحياتهما كبير، وحرمهما من الحياة وحرم والديهما من فرحة كانا ينتظرانها لأشهر، إهمال يرقى إلى اعتبارها جريمة بعد إزهاق روحيهما بطريقة لا رحمة فيها ولا احترام لجثتيهما.
الحادثة أبكت الجميع، ولا أبالغ إن قلت إن أحدهم هاتفني يبكي بُكاءً مريراً غير مصدق ما سمع ورأى، صوت بكاء الطفلة وهي في المقبرة! أيعقل هذا الخبر؟ أهو مفبرك؟ هل ماتتا حقاً أم تمكنوا من إنقاذهما؟ كم سيكلف الوزارة لو بقيتا في المستشفى إلى حين التأكد من وفاتهما حقاً؟
أسئلة كثيرة كانت تحوم في رؤوسنا جميعاً، فمن ساعة الولادة، وحتى استلام الأب الجثتين، ونقلهما إلى المقبرة، كم ساعة مضت؟ وكل تلك الفترة كانتا تتنفسان شهيقا وزفيرا! أليست تلك الفترة كفيلة بإنقاذهما؟ أليس من المفترض أن تلقيا العناية الطبية القصوى لإنقاذهما بشتى الطرق عبر الإنعاش الطبي لحالتين بالغتي الخطورة؟ ألا نملك أطباء يتعاملون مع هذه الحالات الحرجة؟ ألا نملك الحاضنات وأجهزة الإنعاش المتطورة الكفيلة بإنقاذ أرواح يمكن أن تقاوم طالما مازالت تتنفس؟
إذا كان المبرر البرتوكول الطبي لإنعاش الأجنة الخدج، الذي يجد أن فرصة نجاة الأجنة ممن تقل أوزانهم عن 500 غرام وأعمارهم تصل إلى 24 أسبوعاً، ضئيلة جداً واعتبارهم مجهضين، فنحن بذلك نضرب إيماننا بقدرة الله على إحيائهم عرض الحائط! فالله قادر على إحيائهم، وطالما مازالوا يتنفسون بل ويبكون فهم أحياء يرزقون.
كل ذلك بكفة، وتسليم الجثث في أكياس بلاستيكية بكفة أخرى! ألا تُحترم النفس الميتة؟ ألا تؤخذ بالاعتبار مشاعر الأبوين؟ والسؤال الذي أخذ يفرض نفسه علينا بقوة اليوم، كم من الأرواح التي دفنت وهي حية؟ هل كانت هناك قبل فاطمة وزهراء أرواح تنتظر إنعاشها لتتمكن من العيش؟ هل ووريت الثرى أجساد كانت قلوبها لا تزال تنبض، وربما مازالت تتنفس؟.
ياسمينة: أجنة أصغر تشبثوا بالحياة، ولكن عندما وجدوا من ينقذهم.
أحدث التعليقات