كفاكم تلاعبا

الخميس 22 أكتوبر 2020

كلما قررت إغلاق ملف مشاكل العمالة المنزلية، كلما وجدت نفسي تائهة في دهاليز هذه القضية، ما يدفعني للغور أكثر في تفاصيلها، ففي كل مقال، تنهال ردود القراء الذين كما يبدو جلياً أنهم لسعوا من نار هذه العمالة ومكاتب استقدامها وتجرعوا كؤوس المر والمرار، فأجد نفسي مسؤولة عن فتح هذا الباب على مصراعيه لطرح مشكلة تؤرق شريحة واسعة من المواطنين.

الغش في عقود العمالة المنزلية يتخذ أشكالا، وكثيرون وقعوا في أفخاخها للأسف، تطلب عاملة بناءً على مواصفاتها وصورتها المرفقة في عقد الطلب، فتصل إلى منزلك إنسانة أخرى! كيف؟ لا تعرف! ويُصر المكتب على أنها هي هي ذاتها، وأنك ربما قد “شُبه لك”!! صورة العاملة في الخمسين على أقل تقدير والعقد يؤكد أنها في العشرينيات من عمرها! كيف؟ بعض أصحاب هذه المكاتب يبرر بأن أغلب هذه العمالة وخصوصا القادمة من قرى نائية فقيرة، ليست لهن شهادات ميلاد ولا يعرفن أصلاً أعمارهن، فبالتالي فإن الأعمار المذكورة تقريبية. لكن السؤال، التقريب إلى أي حد، أيعقل أن يصل إلى نحو ثلاثين عاماً؟!

الطامة الكبرى إذا ما تعلق الأمر بديانة العاملة المنزلية، فكثيرون يفضلونها مسلمة، وهو أمر قد يستدل عليه من الاسم، أو الحجاب الإسلامي، لكن ماذا عن الديانات والمذاهب الأخرى! فإن كانت من أهل الكتاب فلا ضير، ولكن ماذا إن كن من مذاهب أخرى؟ فكثيرون يُحرمون وجودهن في منزلهن، لارتباط الموضوع بأمور الطهارة وغيرها من الأمور العقائدية، فمن المسؤول؟

وحتى هذه المسألة وجدت لنفسها الحل عبر التلاعب والغش في ذكر الديانة الحقيقية للعمالة في عقود الطلب! فكثيرات أصبحن بين ليلة وضحاها من أهل الكتاب على الورق لضمان فرصة العمل، فإحداهن ساورها الشك في العاملة التي نوت استقدامها، ولما عرضت أوراق الطلب على صديقتها التي هي من ذات جنسية العاملة، أكدت أنها ومن الاسم والمنطقة، من ديانة “أخرى” رغم أنها وبحسب العقد من أهل الكتاب! فمن المسؤول يا تُرى؟.

ياسمينة: نتمنى أن نغلق الملف بحل جميع مشاكله.

وصلة فيديو المقال

الخميس 22 أكتوبر 2020

كلما قررت إغلاق ملف مشاكل العمالة المنزلية، كلما وجدت نفسي تائهة في دهاليز هذه القضية، ما يدفعني للغور أكثر في تفاصيلها، ففي كل مقال، تنهال ردود القراء الذين كما يبدو جلياً أنهم لسعوا من نار هذه العمالة ومكاتب استقدامها وتجرعوا كؤوس المر والمرار، فأجد نفسي مسؤولة عن فتح هذا الباب على مصراعيه لطرح مشكلة تؤرق شريحة واسعة من المواطنين.

الغش في عقود العمالة المنزلية يتخذ أشكالا، وكثيرون وقعوا في أفخاخها للأسف، تطلب عاملة بناءً على مواصفاتها وصورتها المرفقة في عقد الطلب، فتصل إلى منزلك إنسانة أخرى! كيف؟ لا تعرف! ويُصر المكتب على أنها هي هي ذاتها، وأنك ربما قد “شُبه لك”!! صورة العاملة في الخمسين على أقل تقدير والعقد يؤكد أنها في العشرينيات من عمرها! كيف؟ بعض أصحاب هذه المكاتب يبرر بأن أغلب هذه العمالة وخصوصا القادمة من قرى نائية فقيرة، ليست لهن شهادات ميلاد ولا يعرفن أصلاً أعمارهن، فبالتالي فإن الأعمار المذكورة تقريبية. لكن السؤال، التقريب إلى أي حد، أيعقل أن يصل إلى نحو ثلاثين عاماً؟!

الطامة الكبرى إذا ما تعلق الأمر بديانة العاملة المنزلية، فكثيرون يفضلونها مسلمة، وهو أمر قد يستدل عليه من الاسم، أو الحجاب الإسلامي، لكن ماذا عن الديانات والمذاهب الأخرى! فإن كانت من أهل الكتاب فلا ضير، ولكن ماذا إن كن من مذاهب أخرى؟ فكثيرون يُحرمون وجودهن في منزلهن، لارتباط الموضوع بأمور الطهارة وغيرها من الأمور العقائدية، فمن المسؤول؟

وحتى هذه المسألة وجدت لنفسها الحل عبر التلاعب والغش في ذكر الديانة الحقيقية للعمالة في عقود الطلب! فكثيرات أصبحن بين ليلة وضحاها من أهل الكتاب على الورق لضمان فرصة العمل، فإحداهن ساورها الشك في العاملة التي نوت استقدامها، ولما عرضت أوراق الطلب على صديقتها التي هي من ذات جنسية العاملة، أكدت أنها ومن الاسم والمنطقة، من ديانة “أخرى” رغم أنها وبحسب العقد من أهل الكتاب! فمن المسؤول يا تُرى؟.

ياسمينة: نتمنى أن نغلق الملف بحل جميع مشاكله.

وصلة فيديو المقال

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.