الإثنين 19 أغسطس 2019
خلال العام الماضي 2018، سجلت وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية 1929 حالة طلاق، منها 1667 حالة لبحرينيين، لن نعرج على الإحصائية بالتفصيل، ما يهمنا هنا حالات الزواج والطلاق لمن هم ما دون العشرين من أعمارهم، فهناك 720 حالة زواج لمن تتراوح أعمارهم ما بين (15-19 سنة)، منها 597 لإناث، و123 لذكور، بل أضف على ذلك 6 حالات زواج لفتيات دون الخامسة عشرة من أعمارهن، نصفهن من البحرينيات! وسجلت 64 حالة طلاق لمن هم دون الـ 19، 57 حالة من الإناث، و7 من الذكور.
كنت أتخيل، أن ظاهرة زواج الصغار لم تعد موجودة في المملكة، على الأقل بين البحرينيين، باعتبار أن الأغلبية اليوم تضع عملية تحصيل العلم ومن بعدها تأمين سبل العيش الكريم عبر الحصول على وظيفة من الأولويات التي قد تؤجل فكرة الزواج، وصدمت حقيقة بأنه لا يزال هناك من ينهج زواج “افتح يا سمسم”، حيث يظلم فيها الأزواج الصغار، عندما يصدمون فجأة بمسؤوليات لم تكن في حسبانهم، لنظرتهم الوردية ولنقل الرومانسية حال اتخاذ قرار الارتباط.
الأهالي يشاركون في هذه الجريمة عندما يوافقون على مثل هذه الزيجات المبكرة، وهم يدركون تماماً حجم المسؤولية على الزوجين، والتي قد تكون قبل أوانها. ولنكن واقعيين، المستوى الاقتصادي للأغلبية الساحقة لا يمكن المراهق دون الـ 19 من فتح منزل، وتحمل مسؤوليته، فضلاً عن مسؤولية أسرة، وهو الذي بالكاد قد تخرج من الثانوية ولم يكمل بعد دراسته الجامعية ولم يعمل بعد! وبالمثل الزوجة التي قد تتوقع أنها ستنهي دراستها وهي متزوجة، نعم يحدث ذلك، لكن الأمر يتطلب تنازلات أكثر، وتحملا أكبر للمسؤوليات، وشخصيات معينة، وكثيرات فشلن في هذا التحدي، وانتهى بهن الأمر بترك الدراسة، واضطررن للعمل في وظائف قد تأخذ منهن ساعات أطول، وبأجور أقل، وبالتالي كان تأثيرها مدمرا على حياتهن الأسرية.
هناك من سينبري بأن “زوجوهم” تحصيناً لهم من الحرام، ونقول ربوهم بشكل يحفظهم من الحرام، وسلحوهم بعدها بالعلم والعمل، لتحصنوهم من الطلاق وآثاره النفسية والاجتماعية التي قد تحطم حياتهم للأبد.
ياسمينة: لكل شيء زمانه، ونحن في زمن لا يصلح لتزويج ما دون 19.
الإثنين 19 أغسطس 2019
خلال العام الماضي 2018، سجلت وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية 1929 حالة طلاق، منها 1667 حالة لبحرينيين، لن نعرج على الإحصائية بالتفصيل، ما يهمنا هنا حالات الزواج والطلاق لمن هم ما دون العشرين من أعمارهم، فهناك 720 حالة زواج لمن تتراوح أعمارهم ما بين (15-19 سنة)، منها 597 لإناث، و123 لذكور، بل أضف على ذلك 6 حالات زواج لفتيات دون الخامسة عشرة من أعمارهن، نصفهن من البحرينيات! وسجلت 64 حالة طلاق لمن هم دون الـ 19، 57 حالة من الإناث، و7 من الذكور.
كنت أتخيل، أن ظاهرة زواج الصغار لم تعد موجودة في المملكة، على الأقل بين البحرينيين، باعتبار أن الأغلبية اليوم تضع عملية تحصيل العلم ومن بعدها تأمين سبل العيش الكريم عبر الحصول على وظيفة من الأولويات التي قد تؤجل فكرة الزواج، وصدمت حقيقة بأنه لا يزال هناك من ينهج زواج “افتح يا سمسم”، حيث يظلم فيها الأزواج الصغار، عندما يصدمون فجأة بمسؤوليات لم تكن في حسبانهم، لنظرتهم الوردية ولنقل الرومانسية حال اتخاذ قرار الارتباط.
الأهالي يشاركون في هذه الجريمة عندما يوافقون على مثل هذه الزيجات المبكرة، وهم يدركون تماماً حجم المسؤولية على الزوجين، والتي قد تكون قبل أوانها. ولنكن واقعيين، المستوى الاقتصادي للأغلبية الساحقة لا يمكن المراهق دون الـ 19 من فتح منزل، وتحمل مسؤوليته، فضلاً عن مسؤولية أسرة، وهو الذي بالكاد قد تخرج من الثانوية ولم يكمل بعد دراسته الجامعية ولم يعمل بعد! وبالمثل الزوجة التي قد تتوقع أنها ستنهي دراستها وهي متزوجة، نعم يحدث ذلك، لكن الأمر يتطلب تنازلات أكثر، وتحملا أكبر للمسؤوليات، وشخصيات معينة، وكثيرات فشلن في هذا التحدي، وانتهى بهن الأمر بترك الدراسة، واضطررن للعمل في وظائف قد تأخذ منهن ساعات أطول، وبأجور أقل، وبالتالي كان تأثيرها مدمرا على حياتهن الأسرية.
هناك من سينبري بأن “زوجوهم” تحصيناً لهم من الحرام، ونقول ربوهم بشكل يحفظهم من الحرام، وسلحوهم بعدها بالعلم والعمل، لتحصنوهم من الطلاق وآثاره النفسية والاجتماعية التي قد تحطم حياتهم للأبد.
ياسمينة: لكل شيء زمانه، ونحن في زمن لا يصلح لتزويج ما دون 19.
أحدث التعليقات