هل فعلاً كما يقول زميلي إن زوجات اليوم متنمرات، ويتبادلن الأدوار مع أزواجهن؟ كيف؟ هكذا أثار الموضوع تساؤلي، كما أثار السؤال دهشة البعض واستفسارهم عن القصد! يجد زميلي أن زوجات اليوم ربما أخذن دروع الحماية الشخصية من دروس الزوجات في الأجيال المتعاقبة، فهن وقبل أن يصبحن ضحايا -هكذا يخيل لبعضهن حتى دون وجود مبررات واقعية لذلك في حياتهن الشخصية- احتطن منذ بداية العلاقة الزوجية، ولبسن جلد النمر وبدأن التأهب للانقضاض في أي وقت وحين.
فزوجة اليوم ”بعضهن طبعًا لا جميعهن”،لا تجد غضاضة في التواصل مع زملاء العمل من الذكور، وفي المقابل لا يحق لزوجها التواصل مع زميلاته، وإن حصل فهو خائن! تسمح لنفسها أن تتأخر عن المنزل دون أن تُبلغ الزوج سلفًا عن ظروف تأخرها، فالزوج عليه أن يعرف من تلقاء نفسه أن لها ظروفًا شخصية أو أسبابًا خاصة دعتها للتأخر ولا يسألها عن السبب، حتى وإن كان ذلك بشكل يومي! أو حتى إن كان السبب مرافقة صديقاتها للمقاهي لتدخين الشيشة وتعديل المزاج، وفي المقابل، لا تقبل لشريك حياتها ذات التصرف، فلا يحق له التأخر عن المنزل دون إبلاغها، وإن تكرر الفعل أكثر من مرة في الأسبوع فإن يومًا أشبه بيوم القيامة قد يحل عليه، خصوصًا إن ساورها الشك بأن وراء ذلك “امرأة أخرى”!.
ليس من الطبيعي أبدًا أن يتنمر أحد الزوجين على الآخر، ويبيح لنفسه ما لا يبيحه لشريك حياته، فيحرم عليه ما يحلله على نفسه، فتلك لعبة خاسرة ما إن تبدأ، المركب لا يمكن أن يسير إلا بتوازن مقدمته مع مؤخرته، فإن زاد وزن طرف على الآخر سيغرق المركب بمن فيه بلاشك، فما بالهإن عصفت به رياح وعواصف كمشاكل الحياة الطبيعية الأسرية منها أو الزوجية التي تحدث في أي منزل!
تبييت النية بالبدء بالهجوم تفادياً لأي هجوم محتمل، هو واقعاً تجهيز النفس سلفاً لفراق وطلاق بعد أية مشكلة حتى إن كانت تافهة ولا تستحق حتى أن تُذكر،فغياب الثقة والتفاهم والاحترام،من أكثر الأسباب التي تشعل فتيل الخلافات الزوجية والتي للأسف لا تجد من يتعامل معها بروية وصبر فتنتهي العلاقة الزوجية بالطلاق في أكثر الحالات،خصوصاً إذاكان الطرفان قد لبسا جلد النمر وانقضا على بعضهما البعض، فلا يجدان الفرصة للاستماع لبعضهما لانشغالهما بالعراك والصراخ، وبالتأكيد لن يعيا ما هما فيه إلا بعد أن تنتهي المعركة ويجدان آثار كل ذلك عليهما وعلى أطفالهما معهما للأسف.
ياسمينة: لنرتق بسلوكياتنا وأخلاقياتنا.
أحدث التعليقات