نشرت فى : يونيو 1, 2008

عروس طال انتظار زفافها

ياسمينيات
عروس طال انتظار زفافها
ياسمين خلف

ياسمين خلف ساعات، ودبت الحياة في أرض بيروت بعيد التوصل إلى الحل التوافقي للقادة وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. المسيرات المستبشرة بعهد جديد وحياة آمنة خرجت للشوارع مهللة فرحة، شارك فيها الجميع كما لو كانوا يحتفلون بعروستهم «بيروت الآمنة» التي طال انتظار زفافها، وها هي اليوم تخرج بأبهى حلتها وبقلب مطمئن، جميع سكان لبنان بلا استثناء من جميع الطوائف الدينية التي تصل إلى 18 طائفة أبدوا ارتياحهم من القرارات المنبثقة من حوار الدوحة. الشوارع اكتست بصور العماد ميشال سليمان قبل أن يتولى تنصيبه رسميا ويدلي بالقسم في قصر بعبدا.
«شكرا لقطر، شكرا لقادة وشعب قطر» هكذا كانت اللافتات تقول وهكذا كان اللبنانيون يردودن في كل مكان بعد أن أنهكتهتم الحروب. يريد هذا الشعب أن يعيش، يريد أن يتمتع بحياته بلا خوف وبلا صاص وبلا تدمير لأرضهم ومساكنهم، وبلا فقد لأحبائهم وبلا فجيعة لأقرب أقربائهم. لم يخفِ اللبنانيون دعواتهم على السياسيين في بلادهم، حتى أنهم باتوا يدعون عليهم بعدم العودة إلى أرضهم إن لم يتوصلوا إلى اتفاق يحمي البلد من حرب جديدة قد تكون أكثر ضراوة وأقسى من سابقاتها. لم يتوقعوا حقا أن تصل بيروت إلى شاطئ الأمان فكانت فرحتهم كبيرة.
ولأنها بلد المتناقضات وبلد الديمقراطية خطب سماحة السيد حسن نصر الله في ساحة الشهداء في جنوب لبنان، وكان صوته يصدح في أرجاء لبنان عامة. مكبرات الصوت كانت تنقل خطبته في الأسواق وكذلك كانت في جميع المحلات وفي جميع السيارات وبالطبع كذلك في البيوت، لتطرب بعدها سيدة الإغراء الأولى في لبنان هيفاء وهبي الناس في السولدير وسط بيروت في احتفال عام جماهيري أغلقت فيها الشوارع وبالطبع ليس بالسواتر الرمالية كما كانت قبل أيام وإنما لاستقبال هيفاء التي حاربها نوابنا في البحرين. الفرحة بعودة الآمان إلى بيروت ستستمر لأسبوع كامل يشارك فيها عدد من الفنانين حبا في بيروت وحبا لحياة كانوا يحلمون بها أو تمنوها لأبنائهم بعيدا عن الحروب التي لا يجني المواطن منها غير الخسارة والعيش في خوف.

العدد 832 الأحد 27 جمادة الأولى 1429 هـ – 01 يونيو 2008

ياسمينيات عروس طال انتظار زفافها ياسمين خلف ساعات، ودبت الحياة في أرض بيروت بعيد التوصل إلى الحل التوافقي للقادة وانتخاب...

إقرأ المزيد »