التصنيفات:جريدة البلاد البحرينية

“مهرج القعده”

الخميس 28 يونيو 2018

يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية – وإن كانت في الأولى أكثر – توجيه بعض الكلمات بأسلوب هزلي مبطن بما يحط من قدر وشأن أحد المشاركين في الجلسة ويدفع الآخرين للضحك، وربما المشاركة في الاستهزاء من قبيل النكتة والترفيه عن النفس كما لو كان الشخص المعني بالاستهزاء مهرجا مجانيا يشاركهم جلستهم، وكلما وجد المستظرف الآخرين يضحكون، كلما اعتقد أنه خفيف ظل وضاعف من استهزائه، على حِساب مكانة وقدر إنسان، تجرح مشاعره وتهان كرامته.

هناك من يستطيع الرد وهناك من تُلجم ألسنتهم فلا يقوون على رد اعتبارهم، فمن يرد إما أن يكون سريع بديهة ويرد الصاع صاعين، وإما أن يكون من أولئك الذين لا تستفزهم الكلمة ولا تجرهم إلى مستنقع قلة الذوق فيترفعون عن الكلم الذي لا طائل منه، فيردون بما يليق بمستواهم الأخلاقي، فيعطون درساً للمعتدي وغيره كي لا يتجرأ ويتمادى مستقبلاً.

فكم من صديق هجر صديقه بعد تماديه في النكات أمام الآخرين، وكم من أخ قسا قلبه على أخيه لعدم احترام أحدهم الآخر في حضرة الغريب، فما تجده أحياناً كلاماً عادياً ويمكن أن يقال بين الزملاء أو المعارف، هو ليس كذلك عند البعض، وليس من الذوق أصلاً توجيه الألفاظ السوقية – وفي بعض الأحيان البذيئة – للآخرين من قبيل أن البساط أحمدي كما نقول في العامي من الكلام، وأنه لا توجد حواجز بين الأصدقاء!

يعتقد البعض أن أسلوب النكتة الثقيلة يظهرهم بمظهر خفيف الظل، ولا يدركون أن هذا الأسلوب بالإضافة لكونه ثقيلا على السمع وساما للبدن والقلب، يؤدي إلى شرخ العلاقات وربما انتهائها في أغلب الأحيان، فللنكات حدود، وحفظ الألسن من البذيء من الكلام مرآة تعكس أخلاق قائلها ومستوى تربيته، ومن يشاركون في مثل هذه المهازل بالضحك والتشجيع وعدم احترام الآخرين ونفسياتهم، لا يختلفون عمن بدأها، وهم جميعاً لا يستحقون أن يشاركهم المرء مجلسا، ولا أن يهدر وقته الثمين معهم، فمن يحترم يُحترم وإلا فلا أسف ولا حزن على مفارقتهم.

ياسمينة:

الكلمات إما أن تعمر وإما أن تدمر، وللناس خواطر.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkkFAg-nHiJ/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dy03euz6sfp4

الخميس 28 يونيو 2018 يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية - وإن كانت في الأولى أكثر - توجيه بعض...

إقرأ المزيد »

إلى متى المماطلة في أمر البطالة؟!

بعض القضايا مع تكرار طرحها تفقد أهميتها عند القارئ، رغم خطورتها ومساسها شريحة كبيرة من المجتمع، البطالة إحداها… فالعاطلون عن العمل، أولئك الموتى الذين يتنفسون ولا يشعرون بالحياة، أولئك الذين يرون أعمارهم باتت هباءً منثورا، تُطرح قضيتهم هنا يوماً، وتطوى في اليوم التالي، يتشدق بعض المسؤولين بحلول ترقيعية لشهرة ربما ولمآرب أخرى ربما، ومع ذلك لا تجد أغلبها النور، وإن وجدت لا تعالج المشكلة، وللأسف يدفع ثمنها الشباب من أعمارهم، ولا تلتفت إليهم إلا وقد زحف كبر السن إليهم واشتعلت رؤوسهم شيبا.

الموظفون اليوم يئنون من حياة اقتصادية صعبة، يقولون إن رواتبهم لم تعد تصمد أمام غول ارتفاع الأسعار، ووحش الضرائب، ومستلزمات الحياة التي لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها، هذا وهم يستلمون رواتب وإن كانت خجولة، فما حال ذاك العاطل عن العمل الذي لا يجد في محفظته ما يدفع فيه قيمة البنزين للبحث عن عمل هو أصلاً لم يعد موجوداً، وإن وجد فهو لأجنبي يعيش حياة أكثر كرامة من تلك التي يعيشها ابن البلد.

العاطلون عن العمل أموات غير أحياء، فلا هم يتمتعون بشبابهم فيقتنون ما يتمنون في أجمل سني عمرهم، ولا هم قادرون على أن يبنوا حياتهم المستقبلية، وأن يتزوجوا وينجبوا ويكونوا أسرا، فهل منكم من يقبل أن يزوج ابنته لعاطل عن العمل؟ وهل منكم من يقبل أن يؤويهما معاً؟ ويؤوي من بعدهما أبناءهما؟ ويصرف عليهم إلى أن يشاء الله وتنفرج؟

وظفوا الشباب، وقاعدوا من اكتفى من العمل برواتب تقاعدية مغرية لدفعهم لترك كراسيهم برغبة، وظفوا النساء نصف دوام، ليستلم الشباب نصف الدوام الثاني كحل لبعض العاطلين، ولتعمل الوزارات الخدمية والهيئات والمؤسسات وحتى الشركات الخاصة ساعات أطول، لفسح المجال لتوظيف موظفين مؤقتين أو بنصف دوام، وليحل المواطن مكان الأجنبي في الوظائف جميعها، ولا تقل لي إنهم غير مؤهلين، ولا تقل لي إن تخصص الأجنبي نادر، فلم تعد هناك تخصصات لم يتخصص فيها المواطن، فلا تنقص المواطن اليوم المؤهلات ولا الكفاءة والإخلاص للعمل، ويكفينا مماطلة في أمر البطالة.

ياسمينة: نأسف لشبابنا، رغم شهاداته وكفاءته لا يجد فرصاً للعمل والعيش بكرامة.

بعض القضايا مع تكرار طرحها تفقد أهميتها عند القارئ، رغم خطورتها ومساسها شريحة كبيرة من المجتمع، البطالة إحداها... فالعاط...

إقرأ المزيد »

تنمر الزوجات

هل فعلاً كما يقول زميلي إن زوجات اليوم متنمرات، ويتبادلن الأدوار مع أزواجهن؟ كيف؟ هكذا أثار الموضوع تساؤلي، كما أثار السؤال دهشة البعض واستفسارهم عن القصد! يجد زميلي أن زوجات اليوم ربما أخذن دروع الحماية الشخصية من دروس الزوجات في الأجيال المتعاقبة، فهن وقبل أن يصبحن ضحايا -هكذا يخيل لبعضهن حتى دون وجود مبررات واقعية لذلك في حياتهن الشخصية- احتطن منذ بداية العلاقة الزوجية، ولبسن جلد النمر وبدأن التأهب للانقضاض في أي وقت وحين.

فزوجة اليوم ”بعضهن طبعًا لا جميعهن”،لا تجد غضاضة في التواصل مع زملاء العمل من الذكور، وفي المقابل لا يحق لزوجها التواصل مع زميلاته، وإن حصل فهو خائن! تسمح لنفسها أن تتأخر عن المنزل دون أن تُبلغ الزوج سلفًا عن ظروف تأخرها، فالزوج عليه أن يعرف من تلقاء نفسه أن لها ظروفًا شخصية أو أسبابًا خاصة دعتها للتأخر ولا يسألها عن السبب، حتى وإن كان ذلك بشكل يومي! أو حتى إن كان السبب مرافقة صديقاتها للمقاهي لتدخين الشيشة وتعديل المزاج، وفي المقابل، لا تقبل لشريك حياتها ذات التصرف، فلا يحق له التأخر عن المنزل دون إبلاغها، وإن تكرر الفعل أكثر من مرة في الأسبوع فإن يومًا أشبه بيوم القيامة قد يحل عليه، خصوصًا إن ساورها الشك بأن وراء ذلك “امرأة أخرى”!.

ليس من الطبيعي أبدًا أن يتنمر أحد الزوجين على الآخر، ويبيح لنفسه ما لا يبيحه لشريك حياته، فيحرم عليه ما يحلله على نفسه، فتلك لعبة خاسرة ما إن تبدأ، المركب لا يمكن أن يسير إلا بتوازن مقدمته مع مؤخرته، فإن زاد وزن طرف على الآخر سيغرق المركب بمن فيه بلاشك، فما بالهإن عصفت به رياح وعواصف كمشاكل الحياة الطبيعية الأسرية منها أو الزوجية التي تحدث في أي منزل!

تبييت النية بالبدء بالهجوم تفادياً لأي هجوم محتمل، هو واقعاً تجهيز النفس سلفاً لفراق وطلاق بعد أية مشكلة حتى إن كانت تافهة ولا تستحق حتى أن تُذكر،فغياب الثقة والتفاهم والاحترام،من أكثر الأسباب التي تشعل فتيل الخلافات الزوجية والتي للأسف لا تجد من يتعامل معها بروية وصبر فتنتهي العلاقة الزوجية بالطلاق في أكثر الحالات،خصوصاً إذاكان الطرفان قد لبسا جلد النمر وانقضا على بعضهما البعض، فلا يجدان الفرصة للاستماع لبعضهما لانشغالهما بالعراك والصراخ، وبالتأكيد لن يعيا ما هما فيه إلا بعد أن تنتهي المعركة ويجدان آثار كل ذلك عليهما وعلى أطفالهما معهما للأسف.

ياسمينة: لنرتق بسلوكياتنا وأخلاقياتنا.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bjbrm27H6Yz/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1abkmiee3jbjl

هل فعلاً كما يقول زميلي إن زوجات اليوم متنمرات، ويتبادلن الأدوار مع أزواجهن؟ كيف؟ هكذا أثار الموضوع تساؤلي، كما أثار الس...

إقرأ المزيد »

المنسيون

سنوات طويلة قضتها شابة تعاني من أحد الأمراض المزمنة على سريرها الأبيض في المستشفى، فلا علاج لها، ولا حتى بصيص أمل أن ترد لها عافيتها التي تتدهور مرة بعد مرة، تزورها فتستقبلك بابتسامة وضحكات، قلما تجدها عندنا نحن عندما نصاب ولو بوعكة صحية عابرة! ترحب بك وتجاهد نفسها لتنطق بعض الكلمات التي لا تخرج من فيها إلا بشق الأنفس، فرغم عزلتها وزيارات أهلها المتقطعة المتباعدة إلا أنها لم تضجر يوماً ولم تعتب على أحد، إن جاء وقت توديعها تقرأ في عينها مدى حاجتها لمن يؤنس وحدتها، ولكنها قط لم تطلب من أحد البقاء معها أكثر، فمن يريد البقاء معي فذلك يسعدني ويدخل أكبر فرحة في قلبي، ومن يريد الذهاب فلن أجبره على البقاء، تلك العزة والكرامة التي تبثها إليك كلما هممت بالرحيل عنها، والذي قد يكون الوداع الأخير لها.

اليوم، وبعد كل هذه السنوات، تصاب هذه الشابة بالاكتئاب، لم تعد تأكل ولا تشرب، ولم يجد الأطباء غير أنبوب يغرز في أنفها لتغذيتها منعاً لموتها جوعاً، الكلمات البسيطة التي كانت تقولها أصبحت أصعب في الخروج من فمها، وبات أمر رحيلها لبارئها وشيكاً، وإن كانت الأعمار بيد الله، إصابتها بالاكتئاب بعد كل معاناتها من مرضها اللعين الذي قضى على أكثر حواسها أمر لم يكن مستبعداً أبداً، و”عفيه” عليها أنها لم تصب به قبل ذلك، فنحن ورغم ما ننعم به من صحة وعافية، إلا أننا ومن أقل مشكلة نقع في دوامة اكتئاب.

هذه الشابة مثلها الكثير، ولا نستثني كبار السن في دور العجزة، هم بحاجة إلى من يخفف عنهم وطأة المرض، ليس بالأدوية والأغذية وتمارين العلاج الطبيعي التي يحتاجونها بطبيعة الحال، إنما بشخص يتجاذب معهم الحديث، يقرأ لهم الصحف، أو حتى القصص، ينقل لهم ما تنقله الفضائيات من أخبار، يشاركهم متابعة المسلسلات التلفزيونية، يحدثهم عن آخر التطورات في العالم، العالم الآخر الذي يبدأ من باب غرفتهم بالمستشفى إلى جميع ما وراء ذلك… نحن بحاجة إلى موظفين مهمتهم تبديد الملل والوحدة عن مرضى منسيين.

ياسمينة:

استحداث وظيفة للقيام بهذه المهمة في المستشفيات ودور العجزة أمر مهم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BjJrRs8HU6d/

سنوات طويلة قضتها شابة تعاني من أحد الأمراض المزمنة على سريرها الأبيض في المستشفى، فلا علاج لها، ولا حتى بصيص أمل أن ترد...

إقرأ المزيد »